قراءة في قصة ( الراعي الكذاب ) بقلم : رعـد يكن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رعد يكن
    شاعر
    • 23-02-2009
    • 2724

    قراءة في قصة ( الراعي الكذاب ) بقلم : رعـد يكن

    قِرَاءَةٌ فِي قِصَّةِ ( الرَّاعِي الْكَذَّابْ)
    ذَكَّرَتْنِي إِحْدَى صَدِيقَاتِي (وَرُبَّمَا كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ صَدِيقَةٍ بِالنِّسْبَةِ لِي) بِقِصَّةِ الرَّاعِي الْكَذَّابِ (وَهِيَ تَعْتَقِدُنِي رَاعِيًا وَكَذَّابًا ههّههّهه)؛ فَخَطَرَ بِبَالِي أَنْ أُسَافِرَ إِلَى هُنَاكَ (إِلَى حَضَارَاتِ الشُّعُوبِ)، وَأَلْتَقِيَ ذَلِكَ الرَّاعِيَ لأَسْأَلَهُ عَنْ فعْلَتِهِ؛ وَهَلْ فِعْلاً فَعَلَهَا، أَمْ نُسِبَتْ إِلَيْهِ.
    اكْتَشَفْتُ فِي الْبِدَايَةِ أَنِّي لا أَعْرِفُ إِلَى أَيِّ شَعْبٍ تَنْتَمِي هَذِهِ الْقِصَّةُ، وَلا إِلَى أَيَّةِ مِنْطَقَةٍ جُغْرَافِيَّةٍ فِي الْعَالَمِ؛ فَأَيْنَ سَأُسَافِرُ؟
    الْمُهِمُّ أَنِّي -وَعِنْدَ اسْتِمَاعِي لِلْقِصَّةِ (مِنْ صَدِيقَتِي)- أَدْخَلَتْنِي أَيْضًا بِقِصَّةِ الْقَشَّةِ الَّتِي قَصَمَتْ ظَهْرَ الْبَعِيرِ (وَكَانَتْ قِصَّتُنَا هِيَ ذَاكَ الْبَعِيرُ ههههه).
    يَا لَلنِّسَاءِ! يُؤْمِنَّ بِالقَصَصَ الْخُرَافِيَّةِ وَيَقِسْنَ الْقَصَصَ الْحَقِيقِيَّةَ عَلَيْهَا..
    نَعُودُ لِلرَّاعِي الْكَذَّابِ: بَدَأْتُ أَبْحَثُ فِي الْكُتُبِ عَنْهُ؛ فَلَمْ أَجِدْهُ. سَأَلْتُ مُخَيِّلَتِي عَنْهُ؛ فَوَجَدْتُهُ سَرِيعًا..
    رَأَيْتُهُ قَابِعًا فِيهَا؛ وَكَأَنَّهُ فِي سِجْنٍ لانِهَائِيٍّ كَتِلْكَ السُّجُونِ الَّتِي كَانَتْ مُنْتَشِرَةً فِي الْعُصُورِ الْوُسْطَى؛ وَالَّتِي تَفُوحُ مِنْهَا رَائِحَةُ الصَّدَأ، وَعَلَى أَبْوَابِهَا حُرَّاسٌ بِسَلاسِلَ طَوِيلَةٍ لا يَسْمَحُونَ لأَحَدٍ بِالاقْتِرَابِ مِنْهَا..
    أَمَّا أَنَا، فَكُنْتُ أَمِيرَ ذَاكِرَتِي، وَلَمْ يَكُنْ لِيَمْنَعَنِي أَحَدٌ مِنَ الْوُلُوجِ إِلَيْهَا فِي أَيِّ وَقْتٍ أَشَاءُ..
    طَرَقْتُ الْبَابَ كَيْ يَفْتَحَ لِي كَمَا تَفْتَحَ رُومَا أَبْوَابَهَا لِلْمُنْتَصِرِينَ، وَكُنْتِ أُفَكِّرُ بِطَرِيقَةِ السَّلامِ الْمُنَاسِبَةِ؛ كَيْ لا يَنْهَرَنِي، فَهُوَ رَاعٍ كذّاب .. وأنا -وَإِنْ شُبِّهْتُ بِهِ- لَسْتُ بِرَاعٍ وَلا كَذَّابٍ.. فَكَانَ عَلَيَّ أَنْ أَتَحَامَلَ عَلَى نَفْسِي وَأَذْهَبَ إِلَيْهِ بِطَرِيقَتِهِ هُوَ (لا بِطَرِيقَتِي).
    أَجَابَنِي صَوْتٌ مِنْ دَاخِلِ رَأْسِي: أَخْرِجْنِي...
    أَخْرِجْنِي أَيُّهَا الْمَعْتُوهُ؛ أَنَا مَظْلُومٌ!!
    قُلْتُ فِي نَفْسِي: قَدِ اعْتَادَ كُلُّ مَنْ فِي السِّجْنِ ادِّعَاءَ الْبَرَاءَةِ..
    قُلْتُ لَهُ بِهُدُوءٍ: مَرْحَبًا!
    أَجَابَ: وَيْحَكَ! أَخْرِجْنِي يَا هَذَا..
    كُنْتُ أُفَكِّرُ بِسُرْعَةٍ: كَيْفَ أَرُدُّ عَلَى هَذَا الرَّاعِي، وَأَنَا لَمْ أَعْتَدْ مُقَارَعَةَ الرِّعَاعِ...!
    قُلْتُ لَهُ: يَا هَذَا، أَأَنْتَ الرَّاعِي الْكَذَّابُ؟ كُنْتُ أُرِيدُ مِنْهُ تَأْكِيدًا حَتَّى أَدْخُلَ عَلَيْهِ أَوْ أُخْرِجَهُ؛ لأَنَّ رَأْسِي مَلِيءٌ بِالْمَسَاجِينِ، وَلا أُرِيدُ أَنْ أُخْطِئَ الْفِكْرَةَ.
    أَجَابَ بِصَوْتٍ لاذِعٍ: افْتَحْ، وَلا تَخَفْ؛ أَنَا هُوَ، نَعَمْ.
    افْتَحْ يَا رَجُلُ! هَذَا إِذَا كُنْتَ رَجُلاً.
    بَدَأَ الرَّاعِي بِالسُّخْرِيَةِ؛ وَكَأَنَّهُ يَسْتَفِزُّنِي كَيْ أَفْتَحَ لَهُ الْبَابَ.
    هَمَمْتُ أَنْ أَفْتَحَ، وَخِفْتُ أَنْ يَتْبَعَهُ أَحَدٌ؛ فَقُلْتُ لَهُ بِصَوْتٍ هَامِسٍ: اقْتَرِبْ مِنَ الْبَابِ وَحْدَكَ؛ أَنَا أَرِيدُ أَنْ أُخْرِجَكَ أَنْتَ وَحْدَكَ، فَلا تُخْبِرْ الْبَاقِينَ، وَإِنْ سَأَلُوكَ إِلَى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِبٌ، فَلَكَ أَنْ تَقُولَ لَهُمْ أي كذبةٍ تَشَاءُ ؛ فَأَنْتَ فِي الأَسَاسِ كَذَّابٌ.
    أَحْسَسْتُ أَنَّهُ يَسْتَجْمِعُ هُدُوءَهُ لِهَذِهِ الإهَانَةِ، وَقَبِلَهَا عَلَى مَضَضٍ فِي سَبِيلِ الْحُرِّيَّةِ، أَوْ أَوْهَمَنِي بِذَلِكَ، عَكْسَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَخْسَرُونَ حُرِّيَّاتِهِمْ مِنْ أَجْلِ كَلِمَةٍ، لَكِنَّهُمْ فِي النِّهَايَةِ يَرْبَحُونَ أَنْفُسَهُمْ.
    سَكَتَ وَاقْتَرَبَ مِنَ الْبَابِ.
    فَتَحْتُ الْبَابَ بِهُدُوءٍ، وَمَدَدْتُ يَدِي لأُخْرِجَهُ مِنْ مُخَيِّلَتِي.
    وَإِذَا بِأَحَدٍ يُنَادِي: خِيَانَةٌ!! أَغْلِقُوا الأَبْوَابَ!!
    تَذَكَّرْتُ هَاملِتْ: إِلَى أَيْنَ أَخَذَهُ تَرَدُّدُهُ وَانْهِزَامِيَّتُهُ، وَالْمَشْهَدَ الأَخِيرَ مِنَ الشَّكِّ وَالْمُعَانَاةِ، إِلا أَنَّ هَذَا الْمَشْهَدَ هُنَا كَانَ الأَوَّلَ...
    أَسْرَعْتُ بِهِ كَمَا تُسْرِعُ النِّسَاءُ الْهَارِبَاتُ مِنْ ظَلامِ الليْلِ وَبَرْدِ الشِّتَاءِ، وَهُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَحْتَمِينَ بِذِرَاعِ رَجُلٍ يَحْمِلُ مِظَلَّةً تَقِيهِنَّ تحرش الْمَطَرِ. أَسْرَعْتُ بِهِ مِثْلَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَلْحَقُونَ بِالْقِطَارِ فِي آخِرِ لَحَظَاتِهِ وَلا يَرْكَبُونَ..
    وَهُوَ كَانَ يَتَعَثَّرُ مَرَّةً فِي السَّيْرِ، وَيَرْكُضُ مَرَّةً أُخْرَى، إِلَى أَنْ وَصَلْنَا خَارِجَ رَأْسِي.
    كُنَّا كَمَنْ خَرَجَ مِنْ كَهْفِ التَّارِيخِ الْمُعْتمِ إِلَى فَضَاءِ الْغَدِ، وَإِلَى الصَّبَاحَاتِ الْمَلِيئَةِ بِالشُّمُوسِ.
    أَجْلَسْتُهُ قُرْبِي، وَأَخَذَ يَلْهَثُ قَائِلاً: مُنْذُ زَمَنٍ لَمْ أَرْكُضْ؛ وَلَطَالَمَا كُنْتُ أَرْكُضُ خَلْفَ الْغَنَمِ. أَمَّا الْيَوْمَ (هَـهْ) فَالْغَنَمُ هو الذي يَرْكُضُ خَلْفِي. ضَحِكْتُ مِنْ تَعْلِيقِهِ، وَقُلْتُ لَهُ: أَكُنْتَ تَحْسِبُ أَنَّ مَنْ خَلْفَكَ غَنَمٌ؟
    قَالَ: ماذا إِذَنْ؟
    قُلْتُ لَهُ: لا يُهِمُّ! لا يُهِمُّ! أَتُرِيدُ مَاءً؟
    قَالَ: نَعَمْ.
    جَلَسْنَا وَأَنَا أُفَكِّرُ بِمُنَاوَرَةٍ فِي الْكَلامِ؛ لَعَلَّهُ يُخْبِرُنِي بِمَا حَصَلَ مَعَهُ هُنَاكَ، وَهَلْ فِعْلاً أَتَى الذِّئْبُ ذَلِكَ الْيَوْمَ أَمْ مَاذَا حَصَلَ بِالضَّبْطِ؟
    وَهُوَ (مَنْ كُنْتُ أَظُنُّهُ مِنَ الرِّعَاعِ) كَانَ يَقْرَؤُنِي، وَيَنْظُرُ فِي وَجْهِي، وَكَأَنِّي شَاةٌ مِنْ شِيَاهِهِ أَوْ ذِئْبٌ؛ رُبَّمَا يُرِيدُ أَنْ يُحَمِّلَنَي مَسْؤُولِيَّةَ فعْلَتِهِ.
    أَخَذَ نَفَسًا عَمِيقًا، وَأَشْعَرَنِي أَنَّه سَعِيدٌ بِخُرُوجِهِ مِنْ رَأْسِي -بِابْتِسَامَةِ رِضًا رَمَاهَا عَلَيَّ كَمَا نَرْمِي الْوُرُودَ عَلَى النِّسَاءِ اللوَاتِي يُرِدْنَ ذَلِكَ.
    وَفَاجَأَنِي بِالسُّؤَالِ: مَنْ أَنْتَ؟
    وَلِمَاذَا حَرَّرْتَنِي مِنْ ذَاكِرَتِكَ، وَأَتَيْتَ بِي إِلَى وَاقِعِكَ هَذَا؟ وَهَلْ سَتُعِيدُنِي بَعْدَ أَنْ أُعْطِيَكَ مَا تَطْلُبُهُ مِنِّي؟
    رَدَدْتُ عَلَيْهِ ابْتِسَامَتَهُ بِأُخْرَى لا تَقِلُّ سُخْرِيَةً، وَبَدَأْتُ أُحَرِّكُ شَفَتَيَّ بِطَرِيقَةٍ مُخَابَرَاتِيَّةٍ؛ وَكَأَنِّي مُحَقِّقٌ فِي شُعْبَةٍ مِنْ شُعَبِ الْمُخَابَرَاتِ الْمُنْتَشِرَةِ حَوْلَنَا، وَأَحْسَسْتُ بِالزَّهْوِ نَوْعًا مَا وَأَنَا أَهُمُّ بِاسْتِجْوَابِهِ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ؛ وَتَذَكَّرْتُ ذَلِكَ الْمُحَقِّقَ الَّذِي كَانَ يُحَقِّقُ مَعِي فِي الْجَيْشِ عِنْدَمَا اتُّهِمْتُ بِتَزْوِيرِ "إِجَازَةٍ"..
    (تَبًّا لِي إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُهَا حَقًّا).. لَكِنِّي الآنَ سَيِّدُ الْمَوْقِفِ، وَكُنْتُ أُلاعِبُهُ بِخُبْثِ الْمُجْرِمِينَ مَعَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ مُجْرِمًا.
    أَمَّا هَذَا الرَّاعِي، فَالتُّهْمَةُ لاصِقَةٌ بِهِ؛ لا أَدْرِي مُنْذُ مَتَى؛ رُبَّمَا مُنْذُ حَضَارَاتٍ قَدِيمَةٍ حِينَ لَمْ تَكُنْ تُوجَدُ هَوَاتِفُ (لا ثَابِتةٌ وَلا مُتَحَرِّكَةٌ)؛ فَحَسب الرِّوَايَةِ: إِنَّهُ نَزَلَ إِلَى الْقَرْيَةِ لِيُنَادِيَ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ وَسِيلَةُ اتِّصَالٍ.
    إِلا إِذَا كَانَ صَوْتُهُ كَصَوْتِ الرَّعْدِ مَثَلاً، وَنَادَى مِنْ بَعِيدٍ، وَسَمِعُوهُ...ه
    سَنَرَى الآنَ إِنْ كُنْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْتَزِعَ الْحَقِيقَةَ مِنْهُ؛ فَالْحَقِيقَةُ لا تَأْتِي هَكَذَا، وَإِنَّمَا يَجِبُ أَنْ تُبْعِدَ الْغُيُومَ أَوَّلاً حَتَّى تَرَى الشَّمْسَ الَّتِي خَلْفَهَا، وَإِلا.. فَإِنَّكَ لَنْ تَرَى الشَّمْسَ أَبَدًا..
    سَأَلْتُهُ وَأَنَا أَحُومُ حَوْلَهُ كَطَائِرٍ يَتَفَحَّصُ فَرِيسَتَهُ الشَّهِيَّةَ قَبْلَ الْتِهَامِهَا، وَكَانَ السُّؤَالُ: "مَا الَّذِي دَعَاكَ إِلَى تَكْرَارِ فَعْلَتِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَاسْتِدْعَاءِ أَهَالِي الْقَرْيَةِ عَلَى هَذَا النَّحْوِ الشَّائِنِ؟".
    يَضْحَكُ الرَّاعِي، وَيُجِيبُ بِخُبْثٍ: أَوَّلاً أَنَا شَخْصِيَّةٌ غَيْرُ مَوْجُودَةٍ، وَغَيْرُ حَقِيقِيَّةٍ؛ وَإِنَّمَا أَوْجَدُونِي لِيَكُونَ لأَهْلِ الْقَرْيَةِ ذَرِيعَةٌ كَيْ لا يُلَبُّوا النِّدَاءَ حِينَ يُسْتَغَاثُ بِهِمْ، وَلِيَسْتَعْمِلُونِي(كَدَرِيئَةٍ) لإخْفَاءِ جُبْنِهِمْ وَتَخَاذُلِهِمْ..
    وْانْظُرْ حَوْلَكَ! هَلْ مِنْ مُغِيثٍ....؟
    انْظُرْ حَوْلَكَ! هَلْ هُنَاكَ أَحَدٌ يُلَبِّي النِّدَاءَ؟
    أَتَذْكُرُ الْمُعْتَصِمَ؟؟
    أَجَبْتُهُ: طَبْعًا، وَهَلْ مِنْ أَحَدٍ لا يَعْرِفُهُ وَلا يَعْرِفُ قِصَّتَهُ؟
    فَرَدَّ عَلَيَّ: إِذَنْ، عَلَيْكَ أَنْ تَسْأَلَهُ هُوَ؛ فَهُوَ الْوَحِيدُ الَّذِي كَانَ يُصَدِّقُنِي، وَلا يَرَانِي دَرِيئَةً. هُوَ بِالأَسَاسِ لا يُؤْمِنُ بِوُجُودِي.. الْكُلُّ يُرِيدُ أَنْ يُحَاكِمَ الآخَرَ عَلَى أَسَاسِ أَنَّهُ رَاعٍ وَكَذَّابٌ أَيْضًا..
    قَاطَعْتُهُ قَائِلاً: انْتَظِرْ قَلِيلاً! كَيْفَ تَكُونُ شَخْصِيَّةً غَيْرَ مَوْجُودَةٍ، وَيَعْرِفُكَ الْقَاصِي وَالدَّانِي؟! وَكُلُّ الأُمَمِ تَتَحَدَّثُ بِقِصَّتِكَ؟ وَمِنْ أَيْنَ لِي أَنْ أَجِدَ الْمُعْتَصِمَ لأَسْأَلَهُ عَنْكَ؟
    ضَحِكَ الرَّاعِي ضحْكَةً خَبِيثَةً، وَقَالَ: يَا صَدِيقِي، إِذَا كُنْتُ حَقِيقِيًّا.. فَهَلْ أَكُونُ مَوْجُودًا الآنَ؟!

    لَمْ أَفْهَمْ مَا قَالَ. قَرَأَ عَلامَاتِ التَّعَجُّبِ عَلَى وَجْهِي، وَتَابَعَ: اسْمَعْ؛ لَوْ كَانَتْ الْقِصَّةُ حَقِيقِيَّةً وَأَتَى الذِّئْبُ فِي الْمَرَّةِ الرَّابِعَةِ أَوِ الثَّالِثَةِ حَسبَ مَا تَشْتَهُونَ، ألَمْ يَكُنْ لِيَأْكُلَنِي مَعَ الْغَنَمِ؟!.. وَمَنْ سَيْرْوِي حِكَايَتِي بَعْدَ مَوْتِي؟؟! سَتَقُولُ: "أَهْلُ الْقَرْيَةِ بَعْدَ أَنْ رَأَوُا الْبَقَايَا"؛ أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟
    حَسَنًا، مَا أَدْرَاهُمْ أَنَّ الذِّئْبَ أَكَلَنِي أَنَا وَالْغَنَمَ؟ رُبَّمَا سَرَقْتُ الْغَنَمَ، وَذَهَبْتُ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ؟
    وَتَرَكْتُ بَقَايَا لِبَاسِي مَعَ دَمٍ كَذِبٍ كَمَا فَعَلَ (إِخْوَةُ يُوسُفَ..)؟
    كَيْفَ سَيَتَحَقَّقُونَ مِنْ ذَلِكَ؟! لا تَأْكِيدَ لِذَلِكَ..
    (قُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا الرَّاعِي ثَعْلَبٌ؛ كَيْفَ سَمَحْتُ لَهُ أَنْ يَقْلِبَ الأَسْئِلَةَ عَلَيَّ هَكَذَا! وَرُبَّمَا فِعْلاً مَا يَقُولُهُ صَحِيحٌ، وَلَكِنْ ,,,,).
    قَاطَعَ تَفْكِيرِي، وَتَابَعَ: وَإِذَا كُنْتُ أَنَا الرَّاوِي لأَهَالِي الْقَرْيَةِ، وَنَجَوْتُ مِنْ بَرَاثِنِ الثَّعْلَبِ، فَكَيْفَ صَدَّقُونِي وَأَنَا الْكَذَّابُ ثَلاثًا؟ رُبَّمَا بِعْتُ بَعْضَ الْغَنَمِ وَاتَّهَمْتُ الذِّئْبَ؟ أَيْضًا لا تَأْكِيدَ لِذَلِكَ.
    أَحَسَّ هَذَا الثَّعْلَبُ بِارْتِبَاكِي، وَتَمَهَّلَ قَلِيلاً فِي السَّرْدِ الَّذِي كَانَ وَاثِقًا بِأَنِّي عُدْتُ لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُجَمِّعَ أَفْكَارِي مَعَهُ.
    كُنْتُ كَمَنْ وَقَعَ فِي مِصْيَدَةٍ مُرْبِكَةٍ حَقًّا، وَكَانَ عَلَيَّ أَنْ أُنَاقِشَهُ فِيمَا سَرَدَ، وَإلا فَسَأكُونُ مَهْزُومًا -فِي نَظَرِهِ- مِنْ قَبْلَ أَنْ أَبْدَأَ.
    "أَعِدْ عَلَيَّ مَا قُلْتَهُ بِرَوِيَّةٍ" هَكَذَا أَجَبْتُهُ بِهُدُوءٍ كَاذِبٍ.
    قَهْقَهَ الْمَكَّارُ بِقُوَّةٍ، وَلَمْ يُجِبْنِي، بَلْ تَابَعَ يَقُولُ:
    فَكِّرْ بِمَا قُلْتُهُ لَكَ؛ وَسَتَعْرِفُ: إِذَا كُنْتُ صَادِقًا أَمْ كَاذِبًا.
    أَأَقُولُ لَكَ شَيْئًا؟...........
    فَاجَأَنِي وَأَنَا أُفَكِّرُ، وَكَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ عَلَيَّ سِلْسِلَةَ أَفْكَارِي مُتَعَمِّدًا..
    قَالَ لِي: أَنَا نَسْجٌ مِنْ خَيَالِ الْجَدَّاتِ اللوَاتِي يَكْذِبْنَ عَلَى الأَطْفَالِ ؛ كَيْ يَنَامُوا فَيَسْتَرِحْنَ مِنْهُمْ..
    لَكِنْ هَلِ الْغَايَةُ تُبَرِّرُ الْوَسِيلَةَ كَمَا قَالَ (مَاكيافييلي)؟
    رُبَّمَا تَكُونُ غَايَتُهُمْ حَسَنَةً؛ فَجَعَلُونِي كَدَرْسٍ إِرْشَادِيٍّ لَهُمْ، وَرُبَّمَا اسْتِخْفَافًا بِعُقُولِ الأَطْفَالِ الَّذِينَ لا يُحَلِّلُونَ شَيْئًا، وَيَأْخُذُونَ الأُمُورَ كَمَا هِيَ؛ لِذَلِكَ كَانَتِ الرِّوَايَاتُ وَالأَسَاطِيرُ، فَالْبَشَرُ -يَا صَدِيقِي- يُصَدِّقُونَ التَّارِيخَ رَغْمَ مَا فِيهِ مِنْ كَذِبٍ لِسَبَبَيْنِ:
    الأَوَّلُ: أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ تَارِيخًا يَتَكَلَّمُونَ عَنْهُ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ رَغْمَ كَذِبِ التَّارِيخِ إِلا أَنَّهُ يَظَلُّ فِيهِ أَشْيَاءُ جَمِيلَةٌ أَكْثَرَ مِنَ الْوَاقِعِ الْمُعَاشِ... وَيُمْكِنُكَ التَّلاعُبُ بِهِ أَيْضًا، وَالتَّلاعُبُ بِصِيَاغَتِهِ كَيْفَ تَشَاءُ. أَعِدْنِي إِلَى رَأْسِكِ يَا صَدِيقَي، وَلا تَشْغَلْ بَالَكَ بِالْقَصَصِ الْخُرَافِيَّةِ.. إِلا إِذَا أَرَدْتَ أَنْ أَقُصَّ عَلَيْكَ قِصَّةَ "لَيْلَى وَالذِّئْب"، أَوْ كَمَا يُسَمُّونَهَا "ذَاتُ الرِّدَاءِ الأَحْمَرِ"... لَنْ أَرْوِيَهَا لَكَ؛ لأَنِّي لا أُرِيدُ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْكَ؛ فَهَذِهِ الْقِصَّةُ -أَيْضًا- كَذِبٌ فِي كَذِبٍ. اذْهَبْ وَنَمْ يَا صَاحِبِي! وَلا تَنْسَ أَنْ تَشْرَبَ حَلِيبًا............... قَبْلَ أَنْ تَنَامَ...
    أَنَا لَسْتُ كَذَّابًا.




    قام بالتصحيح أستاذنا رعد يكن برسالة خاصة !!
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 27-09-2009, 13:35.
    أدركتُ عصر الكتابة ... لم يبقَ إلا أن أكتب .
  • نجيةيوسف
    أديب وكاتب
    • 27-10-2008
    • 2682

    #2
    [align=center]أستاذ رعد
    يلفتني دائما ذلك الأسلوب الممزوج فكرا وخيالا ،
    نعم ، هي المرة الأولى التي يضيء فكري بهذه القراءة الفذة لقلمك القادر على نسج الخيال بالواقع .
    أسلوبك سيدي ممتع ، وقراءتك هذه بالرغم من الألم في بعض صورها وتلميحاتها إلا أنها لوحة أدبية جميلة جميلة .
    تقبل صادق إعجابي
    النوار[/align]


    sigpic


    كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

    تعليق

    • زهار محمد
      أديب وكاتب
      • 21-09-2008
      • 1539

      #3
      الأخ رعد
      مزج الخيال بالواقع
      يولد لنا صورا جميلة
      تجعل قصتك تشد القارئ
      ليكمل فصولها لمعرفة النهاية
      دمت مبدعا
      [ღ♥ღ ابتسم فالله ربك ღ♥ღ
      حين تبتسم سترى على وجهك بسمة لم ترى أحلى منها ولا أنقى
      عندها سترى عيناك قد ملئتا دموعاً
      فتشعر بشوق عظيم لله... فتهب إلى السجود للرحمن الرحيم وتبكي بحرقة رغبةً ورهبة
      تبكي وتنساب على خديك غديرين من حبات اللؤلؤ الناعمة الدافئة

      تعليق

      • ريمه الخاني
        مستشار أدبي
        • 16-05-2007
        • 4807

        #4
        ربما هي اول مرة اقرا لك كاتبنا العزيز وربما قراتها قبل ان اعرف واتبين انها دراسه نقديه فتبين لي انها ككل تصلح قصه قصيرة بنفس ابداعي صرف جديد الروح ومااضحكني اسقاطات على المراة وطباعها ومن نقد بفكاهه اقترب على ان يكون محبا لما نقد...
        اترك اعجابي بما قرات
        ودعوة بالتوفيق
        التعديل الأخير تم بواسطة ريمه الخاني; الساعة 28-02-2009, 13:50.

        تعليق

        • رعد يكن
          شاعر
          • 23-02-2009
          • 2724

          #5
          الأستاذة ( نجية يوسف )

          ربما نحتاج مزج الخيال بالفكر كي يتعايش رأسنا المفعم بالأمل
          وواقعنا المليء بالإحباط ....
          حتى نعيش ... ونعطي .... نحتاج المزج ..

          كنت سعيدا بملامستك نصي

          شكرا لكِ

          تحياتي

          رعد يكن
          التعديل الأخير تم بواسطة رعد يكن; الساعة 28-02-2009, 15:18.
          أدركتُ عصر الكتابة ... لم يبقَ إلا أن أكتب .

          تعليق

          • رعد يكن
            شاعر
            • 23-02-2009
            • 2724

            #6
            العزيز ( زهار محمد )

            شكرا لعبورك واقعي وخيالي وفكري

            تحياتي

            رعد يكن
            أدركتُ عصر الكتابة ... لم يبقَ إلا أن أكتب .

            تعليق

            • رعد يكن
              شاعر
              • 23-02-2009
              • 2724

              #7
              [align=center]
              المشاركة الأصلية بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
              ربما هي اول مرة اقرا لك كاتبنا العزيز وربما قراتها قبل ان اعرف واتبين انها دراسه نقديه فتبين لي انها ككل تصلح قصه قصيرة بنفس ابداعي صرف جديد الروح ومااضحكني اسقاطات على المراة وطباعها ومن نقد بفكاهه اقترب على ان يكون محبا لما نقد...
              اترك اعجابي بما قرات
              ودعوة بالتوفيق
              العزيزة ( ريمة الخاني )

              كم كنتِ عميقة فيما قرأتِ ..

              انا عنيت ما كتبت وأنتِ وفقتِ بالتحليل

              شكرا لملامستك روح قراءتي ...

              تحياتي

              رعد يكن [/align]
              أدركتُ عصر الكتابة ... لم يبقَ إلا أن أكتب .

              تعليق

              • فاطمة الزهراء العلوي
                نورسة حرة
                • 13-06-2009
                • 4206

                #8
                رد: قراءة في قصة ( الراعي الكذاب ) بقلم : رعـد يكن

                همزة الوصل الجميلة ما بين القراءة والكتابة كلحظتين منفصلتين زمانا وتفكيرا متصلتين بقوة سؤال ارجاع المتلقى للحظة الاولى مع الذات الكاتبة
                وفي هذا الاتصال الانفصال تتم عملية الاستيلاد المستمرة وبطريقة جميلة
                فالقراءة تنتج من خلال تداعيات العين الثالثة عين المتلقي بادوات الكتابة نفسها
                وكل قراءة كما يذهب احد النقاد لا تنتج من خلال هذا الصدام الجميل في اللحظتين هي قراءة خاوية
                الجميل معك استاذ رعد ليس استدعاء للقصة من خلال محادثة شخوصها بل الاجمل انك جعلت الشخص / البطل / يتحرك امامنا بلحمه ودمه ويتحول من ومضات نقش على صفحة الورق الى نبض في ذاكرة اللغة ....وبهذه اللغة استجمعت في لحظة جميلة كنا فيها نحن كقارىء ومتلقي اخر { لاحظ تعدد القراءة هنا من خلال قراءتك انت} وهذا ما اسميته منذ لحظات بالاستيلاد المستمر للحظة الكتابة
                استدعي كل مواطن الثقافة الانسانية بدء من استحضار قصة يوسف عليه السلام والقران الكريم مرورا بمكيافيلية منطقية الوسيلة والغاية وانتقلنا الى سجون العصور القديمة وشخصيا حضرني بقوة سجن كافاكا العنيد
                ومررنا بنخيلات العطاء مع شكسبير وحاورنا في لحظة استرخاء ليلى والذئب وكيف اوهمت الجدات الاطفال الصغار بان ليلى نجت بينما هي كانت في بطنه فتاتا
                والاهم من هذا استدعاء للتاريخ { تاريخ الكتابة } ومساءلته بحرفية جميلة واسلوب راقي امتعني جدا استاذ رعد

                هل قراتك جيدا؟
                لا باس ولكنني تمتعت وعلى الاقل منحتني فرصة ان اقرا هذه القصة / الحقيقة / المستديمة في واقعنا ومجتمعنا
                فهل غيرتنا الهواتف النقالة ؟ وهل غيرنا التحول التكنلوجي وردم كل المنطقيات القديمة ؟ام مازالت اوتاد الخيمة تحكمنا ؟

                استاذ رعد صباحك زين ومبروك

                فاطمة الزهراء
                لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  رد: قراءة في قصة ( الراعي الكذاب ) بقلم : رعـد يكن

                  ربما العنوان كان عائقا أمام هذه القصة البديعة !
                  و ثانى الأمرين هى الأخطاء الطباعية و التى أفلتت من قبضتك !

                  هذه القصة شدتنى لآخر سطر فيها ، بل آخر كلمة ، لأنها بنيت على الامتاع
                  و الجدل ، و أنا من عشاق الجدل ، لأنه لغة المسرح التى اعرفها ، و أعيها جيدا !
                  و هنا أرى أن هذه القصة تصلح لعمل مشاهدة مسرحية ممتعة ، و بالطبع مع التفنن فى نصب السامر ، عن طريق الكتابة ، و رسم المشهد .. و مايستلزم من إضاءة و ملابس و اكسسوار ، و خلافه !

                  انه درس قوى ، فى التاريخ ، و حوله ، و دعوة أن نقف بوعى أمام ما يلقى على مسامعنا ، و لا نأخذه إلا بعد تميحصه ، و التثبت من قيمته و حقيقته إن كانت الحقيقة هى مقصدنا ، و هدفنا !

                  شكرا لك أستاذى رعد على هذه المتعة
                  و لى عودة للنص لجبر كسوره

                  محبتى
                  sigpic

                  تعليق

                  • رعد يكن
                    شاعر
                    • 23-02-2009
                    • 2724

                    #10
                    رد: قراءة في قصة ( الراعي الكذاب ) بقلم : رعـد يكن

                    عزيزي ربيع ..

                    أشكرك يا غالي وليت لي سلطة على الصفحة كي أعيد ما سقط من أخطاء لغوية أعرفها تماما ، لكني للأسف لا أملك صلاحية التعديل هنا ، ولو ملكت لفعلت ، خاصة أن هذا النص منشور منذ فترة طويلة هنا ، لكني قمت لاحقاً بتدقيقه لغوياً .. فهل أستطيع التعديل هنا الان ؟؟,,..
                    مودتي

                    رعد يكن
                    أدركتُ عصر الكتابة ... لم يبقَ إلا أن أكتب .

                    تعليق

                    • الدكتور محسن الصفار
                      عضو أساسي
                      • 06-07-2009
                      • 1985

                      #11
                      رد: قراءة في قصة ( الراعي الكذاب ) بقلم : رعـد يكن

                      استاذي الكبير
                      كان بيننا توارد خواطر فقد كتبت انا ايضا قصة في الادب الساخر عنوانها ( الراعي والذئب نسخة زمن العولمة ) وان كانت بالطبع لاترقى ابدا الى ادبك الرفيع
                      ساضعها في منتدى الساخر ويشرفني ان تلقى عليها نظرة
                      دام ابداعك استاذي
                      تحياتي
                      [B][SIZE="5"]لست هنا كي استعرض مهاراتي اللغوية او الادبية بل كي اجعل ما في قلبي من الم وغصة ريشة ترسم على شفاهكم ابتسامة [/SIZE][/B]
                      مدوناتي
                      [url]www.msaffar.jeeran.com[/url]
                      [url]www.msaffar.maktoobblog.com[/url]

                      تعليق

                      • رعد يكن
                        شاعر
                        • 23-02-2009
                        • 2724

                        #12
                        رد: قراءة في قصة ( الراعي الكذاب ) بقلم : رعـد يكن

                        العزيز الغالي ربيع

                        تحية وشكر لنقلك للقصة المدققة

                        مودتي

                        رعد يكن
                        أدركتُ عصر الكتابة ... لم يبقَ إلا أن أكتب .

                        تعليق

                        • غاده بنت تركي
                          أديب وكاتب
                          • 16-08-2009
                          • 5251

                          #13
                          رد: قراءة في قصة ( الراعي الكذاب ) بقلم : رعـد يكن

                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          أَقُصَّ عَلَيْكَ قِصَّةَ "لَيْلَى وَالذِّئْب"، أَوْ كَمَا يُسَمُّونَهَا "ذَاتُ الرِّدَاءِ الأَحْمَرِ"... لَنْ أَرْوِيَهَا لَكَ؛ لأَنِّي لا أُرِيدُ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْكَ؛ فَهَذِهِ الْقِصَّةُ -أَيْضًا- كَذِبٌ فِي كَذِبٍ. اذْهَبْ وَنَمْ يَا صَاحِبِي! وَلا تَنْسَ أَنْ تَشْرَبَ حَلِيبًا............... قَبْلَ أَنْ تَنَامَ...
                          أَنَا لَسْتُ كَذَّابًا.

                          هو ليس كذاباً
                          لكنكَ بارعٌ بأكثر مما نستطيع وصفه
                          أعجبتني جداً
                          وأحتاج أن أقرأ بتمهل وحرص
                          فهي تذكرني بالكثير

                          حقيقة تعجبني مفرداتكَ وقلمكَ
                          شكراً لما أهديتنا
                          ولي عودة إن شاء المولى ،

                          تقديري
                          نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
                          الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
                          غادة وعن ستين غادة وغادة
                          ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
                          فيها العقل زينه وفيها ركاده
                          ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
                          مثل السَنا والهنا والسعادة
                          ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

                          تعليق

                          • عيسى عماد الدين عيسى
                            أديب وكاتب
                            • 25-09-2008
                            • 2394

                            #14
                            رد: قراءة في قصة ( الراعي الكذاب ) بقلم : رعـد يكن

                            صديقي العزيز رعد

                            أرى في هذه القصة منولوج داخلي ناشئ من صراع بين الأنا و الأنا الأعلى
                            حيث أخذت قصة الراعي الذي كذبه أهل القرية و نسجت حولها الحوار الذي أخرجت عناصره وشخصياته من رأسك و فتحت به كتب التاريخ ودخلت في تكوين شخصية المرأة بطريقة جميلة أوصلت فكرتك على عدة محاور و نجحت بها
                            رعد
                            أنا عندي قناعة أن الشاعر يمكن أن يكون أديباً ناجحاً أيضاً يروي قصصه و حكاياه كما يروي و يرسم أحداث قصيدته ، و يمكن أن يكتب أنواع الشعر أيضاً ، ربما لم تقرأ لي ( الحسناء و البحر ... و أنا ) في قسم الموزون

                            تقبل مني فائق احترامي

                            تعليق

                            • نعيمة القضيوي الإدريسي
                              أديب وكاتب
                              • 04-02-2009
                              • 1596

                              #15
                              رد: قراءة في قصة ( الراعي الكذاب ) بقلم : رعـد يكن

                              الأستاذ رعد يكن

                              هاته القصة بمحض الصدفة قرأتها منذ أيام في إحدى المنتديات،ولم أنتبه لكاتبها،وحين أعدت قراءتها الآن عدت أدراجي أبحث عن إسم الكاتب فوجدته رعد يكن منتدى نور الآدب،لكني غير مسجلة هناك.
                              المهم أن القصة اثارت إنتباهي بشكلها السردي،ورمزيتها الدلالية،ولغة الحوار،وتناسق الفكرة،الفكرة التي أراها تراجيديا ما ينجزه القادة والأحزاب والإعلام في العالم العربي،محنة الراعي الكذاب هي نتاج لكل هؤلاء،حركة الواقع بكل ما فيه،عندما يطرح ممكنا هنا اوهناك ولا يستطيع أحدا من الرعاة أن يسوقوه،لأن ببساطة لا أحد سوف يصدقهم.
                              حقا إستمتعت هنا بكل المقايس.
                              تحياتي






                              تعليق

                              يعمل...
                              X