أمنيات رجل مختلف (3) بداية قصة.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • م. زياد صيدم
    كاتب وقاص
    • 16-05-2007
    • 3505

    أمنيات رجل مختلف (3) بداية قصة.

    عندما استقر به الحال، أيقن بان حبيبته قد غلفتها الأوهام وارتمت في أحضان جوقة تقتات كنباتات الحامول ؟، فكانت إدانة لحماقة خطواتها التي طالما كان احمد يحذرها تباعا ومنذ البدايات ،لكنه أحس بفشله في إعاقة قدميها المتجهة بإصرار غريب ، فلم يجد بد من الابتعاد عن ذلك العالم المجهول، التي أسلمت واستسلمت له بكامل إرادتها المسلوبة، والمتساوقة وراء أحلام هي الأوهام بذاتها مؤثرا السلامة لنفسه، فهو أدرى منها بتلك العوالم السفلية وان امتطت إليها سلما عاليا، لكنه يبقى من وَهْم وغُبار، كانت تلك قناعاته الشخصية ! ...

    في سكينة من هدوء الليل إلا من هدير جهاز الحاسوب، كانت حوريته التي يرعاها من فترة تفتح ذراعيها له، تأخذه حيث يريد وحيث يرغب، لجوانب متعددة تعزز من كيانه، فتعصف ببنات أفكاره فتشحنها اتقادا ... وتخاطب عقله بثقافات واسعة تترك صداها إعجاب ممزوج بحيرة أحيانا أخرى نتيجة لاتساع مدارك ووعى حوريته من نساء تنطق بلغة الضاد، فهو الذي لطالما أعجب بنساء الغرب، حيث لم يكن متيقنا بعد في بيئته التي طُبعت في مخيلته بصفاتها العذرية الخام، فبدأ يكتشف قدراتهن الخلاقة والمبدعة، في مجتمعاتنا المغلقة والكئيبة في معظم الأحيان والتي تحاصرها أفكار المجتمع الذكرى، فكانت الشكوك تراوده على قدراتهن بالانطلاق بحرية، من خلال فضاءات هو الحيز المسموح لهن من خلال التخاطب والتعبير، ووضع همساتهن وآلامهن وأحلامهن وأمانيهن عبر شبكة عنكبوتيه، ضمت بين ذراعيها الممتدة وقربت كل أنواع وأجناس البشر، وطوت المسافات الشاسعة على اختلاف وتباين في الثقافة والعادات، وجسدت الأحلام إلى واقع مرئي وان لم يكن ملموسا، لم يعد بالمجمل مستحيلا كما كانت عليه قبل الطفرة الأخيرة بوسائل الاتصال... كانت هي تخاطب جوانبه العاطفية من نواحي قلبه الذي لم يتوقف عن الخفقان تجاه ورود يانعة متفتحة.. هاربة من أجواء حصارها الثقافي الظالم أحيانا، أو المكابر أحيانا أخرى، جراء تلك البيئات المتقوقعة على نفسها، العاجزة في اغلبها من الإنعتاق نتيجة لتراكمات تشكلت من خوف وشك، سيطر على مجتمعاتنا لصالح عقد حبيسة لموروثات من التابو المغلق تجاه النساء، ولو كن من أصحاب الأقلام المبدعة والتي لا يُخشى عليهن نتيجة للوعي المتقدم واتساع مداركهن، إلا أن هذا لم يشفع لهن دوما، لان تبقى تحت السيطرة والمراقبة والملاحقة...

    كان أحمد يتلقفها بقلب رحب وذراع مفتوحة، لأنه يعلم يقينا بأنه بغير الحب يستحوذ على فؤاده، لا يمكنه المضي قدما ليشق عباب المستحيل، وبغير أحاسيسه الإنسانية المنسابة ما بين ضلوعه ووجدانه، لن يقوى على مواصلة طريق الإبداع... فكانت تلك الهمسات الدافئة تتسلل إلى خلجات قلبه، تمنحه نوع من جنون وعنفوان، فيختلط المستحيل بواقع اللحظات ، وتكبر الأحلام فتنطلق من بين السطور تلك الأماني، وان كانت أمنيات لابد وان تخترق طريقها وسط جبال من صوان ..لم تمنعه بأن تشرق في قلبه وفكره ، شموس ساطعة تصهر صلابتها فتحيلها إلى قطع كالجبن طلاوة .. لتستمد معاني الحياة الحقيقية التي تلازم البشر في كل عصوره، انها قيم راقية تتخذ من معاني الحب والخير والجمال قيمها السامية وروعة الإحساس بها، فتمتزج أهازيج من الغبطة والألم، السعادة والشقاء، الخوف والأمان، المعرفة والجهل، في بوثقة سرعان ما تنضج، لتُخرج للنور صور من تسامى الروح ورضي الجسد، وهذا بدوره تجسيد لكيانيه الإنسان وسر أسرار وجوده، تلك القيم وعلاقتها بواقع العصر الحديث، الذي قرب البشر بكل مشاربهم وأجناسهم، بينما يجلس الإنسان في بيته، أمام لوحة من مفاتيح وفارة الكترونية. !!

    يتبع...
    إلى اللقاء.
    أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
    http://zsaidam.maktoobblog.com
  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    #2
    الاستاذ القدير م.زياد صيدم
    جميل هذا التطرق السردي نحومشاعر المرأة داخل العالم الافتراضي
    نتابع قصة بطلك أحمد بكل شغف

    تحيتي المخلصة
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      الزميل العزيز
      م. زياد صيدم
      أراك تخطو نحو القص رويدا رويدا
      جميل أن تبحث عن المرأة العربية بين خطوط الشبكة العنكبوتية..
      لم نزل نخطو خطوات بطيئة نحو العالم!!
      تحياتي لك وودي
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • م. زياد صيدم
        كاتب وقاص
        • 16-05-2007
        • 3505

        #4
        الراقية عائدة..

        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
        الزميل العزيز
        م. زياد صيدم
        أراك تخطو نحو القص رويدا رويدا
        جميل أن تبحث عن المرأة العربية بين خطوط الشبكة العنكبوتية..
        لم نزل نخطو خطوات بطيئة نحو العالم!!
        تحياتي لك وودي
        =================

        ** الراقية عائدة............

        ليس البحث وانما الاستكشاف بكل جوانبه ليس منى وانما من تجارب ما اسمع واقرأ واشاهد ونتمنى خيرا فى معالجة هذه القضايا الآنية والملحة فى بيئتنا العربية.. ليس سهلا ولكن ساحاول..

        اشكر مرورك الجميل كالعادة ايتها الكاتبة الثائرة للحرية والحق.

        تحياتى العطرة...............
        أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
        http://zsaidam.maktoobblog.com

        تعليق

        • م. زياد صيدم
          كاتب وقاص
          • 16-05-2007
          • 3505

          #5
          اعتذر مها..

          المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
          الاستاذ القدير م.زياد صيدم
          جميل هذا التطرق السردي نحومشاعر المرأة داخل العالم الافتراضي
          نتابع قصة بطلك أحمد بكل شغف

          تحيتي المخلصة
          =====================

          ** الراقية مها...............
          اعتذر عن القفز الغير متعمد..

          مرورك وقرائتك يسعدانى دوما..

          نعم هى سلسلة ستستمر طالما أحمد لدية قلب نابض بالحياة والامل.

          تحايا عطرة لشذى الرياحين......
          أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
          http://zsaidam.maktoobblog.com

          تعليق

          • خديجة راشدي
            أديبة وفنانة تشكيلية
            • 06-01-2009
            • 693

            #6
            قصة محبوكة من واقع نعيشه
            أتقنت تسلسله
            وتركتنا متشوقين لما بعده
            بكل التوفيق أخي زياد

            تعليق

            • م. زياد صيدم
              كاتب وقاص
              • 16-05-2007
              • 3505

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة خديجة راشدي مشاهدة المشاركة
              قصة محبوكة من واقع نعيشه
              أتقنت تسلسله
              وتركتنا متشوقين لما بعده
              بكل التوفيق أخي زياد
              =================
              ** الزميلة الراقية خديجة...........

              اشكر قرائتك ومرورك العبق وأهلا وسهلا بك.
              قلمك له نبض ايضا واتبابعه.. فمعا وسويا على طريق ليس بالسهل فى ايصال الهدف السامى ..

              تحياتى العطرة......................
              أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
              http://zsaidam.maktoobblog.com

              تعليق

              • يسري راغب
                أديب وكاتب
                • 22-07-2008
                • 6247

                #8
                اخي زياد
                تحياتي

                وانه حقا رجل مختلف
                وانها امنيات مختلفه
                ها انت تعبر بحار الرومانسيه
                وترسم حالة المختلف بدقه عايشتها معك بكل تفاصيلها
                ويبدو ان الحدث المختلف مستمر
                ويبدو اننا مشتاقون للمتابعه معك
                تعبر الان خارج حدودك التي تمترست فيها الى وقت قريب
                ربما يكون ذلك انفراجا على غزة واهلها صديقي العزيز

                تعليق

                • م. زياد صيدم
                  كاتب وقاص
                  • 16-05-2007
                  • 3505

                  #9
                  ** أخى الاديب الراقى يسرى..........

                  نعم فانت قارىء ومتابع راقى وممتاز وقد اسعدنى تواجدك وقرائتك حقا..

                  تحياتى العطرة........................
                  أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
                  http://zsaidam.maktoobblog.com

                  تعليق

                  يعمل...
                  X