... نُص شنب ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سمير الشريف
    كبار الأدباء والمفكرين
    • 08-06-2007
    • 157

    ... نُص شنب ...


    وقف أمام المرآة يتعمق تفاصيل وجهه الذي حرثته الأيام.. لم يستوقفه مظهره و غضون وجهه و تسريحة شعره التي زحف عليها الصلع ،عاد لم يلقي بالا لمثل هذه الترهات..
    تركز اهتمامه في شاربه المتهدل كغصن دالية الحوش التي لم يطلها التقليم ، والمتمدد بشموخ فوق شفتين متغضنتين تميلان للزرقة ووجه يضج أسىً على ماض لن يعود.
    أمسك نهاية شاربه بأطراف أصابعه ، راهن على جزئه الثاني ، كم كان واثقا من نفسه وهو يستمع بامتلاء لنشرة الأخبار التي تتوعد الغزاة، وكم ملأته الفرحة وهو يمعن في الأرتال التي ستدك أوكارهم ،وتجعل العودة لمرابع الطفولة قاب قوسين .
    تذكر بغصة آخر مرة مسد فيها شاربه قبل أن يخسر الرهان أمام رفاق المقهى ،الذين هزأوا بتحليلاته أن العدوان لن يتم، والحشود مجرد تكتيكات متفق عليها.
    كم كان ساذجا عندما أمسك شاربه معلنا انه لن يتوانى عن قص نصفه ورميه في حاوية القمامة إذا ما حدثت معركة.
    هل يعيدها اليوم ويراهن على نصف شاربه الآخر ؟ هل يصدق مذيعي الأخبار الذين تشترك حكوماتهم بالحرب في الإعلام ، و يتفرجون على الدماء والأشلاء والهدم ؟
    يركب رأسه معاندا من يقول أن من يراهن عليهم لن يحركوا ساكنا، وأن جبهتهم ستظل آمنة والعدو على طرفها نائم ، خدعه الإعلام كالعادة، فهل هو غير مؤمن حتى يُخدع مرتين؟
    لا يعقل أن تظل أبواق الحرب مفتوحة ولا يتحرك طائر هناك .
    يتنافخون بهمّ القضية ، يذيقون الناس ألم شظف العيش بدعوى التهيئة للحرب.

    ما زال غضا على فهم متاهات المصالح ولعبة الممكن والمستحيل ، ما الذي يجعل منه ساذجا حد البلاهة، وهو يطلق سمعه لمثل تلك الأكاذيب مراهنا على ورقة خاسرة، طار بسببها نصف شاربه الآخر؟
    تذكر أطنان الشعارات، أشاح بوجهه عن المرآة، متجاهلا صراخ إذاعات العروبة وصخرات الصمود وخنادق التصدي ووووو.
    مر بذاكرته شريط الحروب ... الهروب الكبير ... قصف المطارات ... عبور جسر الآلام ...سخرية الرفاق ...نصائحهم المجانية. ... إصراره أن الجماعة منشغلون بتهيئة السلاح والجبهة الداخلية ، فالأمر ليس نزهة ومشوارا قصيرا.
    يصر على أن الأمر تكتيك وتوازنات وليس تخاذلا، والأمر محسوم بنهايته التي لا بد لجيش الصمود من التحرك تجاهها وفي الوقت المحدد.
    دماء المستضعفين هيجت عواطف الجميع ، حتى الأعداء، إذاعة التصدي، ظلت ترجم الجبهة عبر أثيرها بتحريضات لا تساوي المداد الذي كتبت به....
    أمسك موسى الحلاقة ...
    نظر إلى نفسه من جديد، غسلته موجة ارتياح....
    هو لا يستحق هذا الشارب ، قانعا بنصف رجولة على تحمّل تأنيب الضمير.
    لملم شعيرات شاربه ، فكر: أين يذهب بها!!
    هل يرسلها بالبريد المضمون للقائد العام ، أم لمدير الإذاعة....
    منعا لأي إحراج قد يَلحق بأنصاف الرجال؟








    التعديل الأخير تم بواسطة سمير الشريف; الساعة 04-03-2009, 10:31.
  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    #2
    الاديب القدير الاستاذ سمير الشريف
    اسمح لي بالتواجد في صفحتك

    نص متوهج بالابداع ..مشرق باللغة ..متخم بالمعاني الجليلة
    تحية اعجاب وتقدير
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      الزميل القدير
      سميرالشريف
      ماذا أقول
      القصة موجعة
      واضح تمكنك من النص وبشكل كبير
      ولو أنا لست راضية عن البطل لأنه حلق (( نصف شاربه))
      أنت كاتب رائع ومتميز
      تحياتي لك ولقلمك زميلي
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • سمير الشريف
        كبار الأدباء والمفكرين
        • 08-06-2007
        • 157

        #4
        رد

        الأخوات
        مها
        وعائدة
        شكرا لوقوفكما الماتع
        تحيتي....................

        تعليق

        • زينا نافذ
          عضو الملتقى
          • 09-03-2009
          • 212

          #5
          رائع ايها المبدع ان التقيك مجددا هنا و احضان الملتقى ... قد رجمنا بالتيه والمسافات تحتضن اقلامنا .. عهدتك كما انت روح و قلم.. قلما تشتاق قرائته و توغر في سطوره نهما كأن مسا اصابك بالقراءه وجدا ...

          مني كل التقدير ايها الطيب ..

          زينا نافذ
          زينا نافذ بركات
          عمان - الاردن

          مدونتي
          طباشير ..وخربشات (زينا بركات ) ..[URL="http://zinanafez.blogspot.com/"]http://zinanafez.blogspot.com/[/URL]
          مدونتي مكتوب_لافته حرة [URL="http://zina.maktoobblog.com/"]http://zina.maktoobblog.com/[/URL]




          [COLOR="DarkRed"]يضع التعب يده على أهدابي ...[/COLOR]كأنه يفرض عليها النوم ...
          لكن ما من شيء يستطيع أن يضع يده على [COLOR="darkred"]أحلامي[/COLOR]

          جبران خليل جبران

          تعليق

          • الشربينى خطاب
            عضو أساسي
            • 16-05-2007
            • 824

            #6
            التقيت بنص شنب من قبل ، وها أنا
            ألتقي به هنا دون ان ينبت النص التاني
            مرحباً بك أستاذ سمير طائر مغرد
            مع سرب الملتقي
            مودتي

            تعليق

            • سمير الشريف
              كبار الأدباء والمفكرين
              • 08-06-2007
              • 157

              #7
              رد

              شكرا يا زينا
              أسعدني مرورك وتعليقك اهلا بك ومرحبا

              تعليق

              • سمير الشريف
                كبار الأدباء والمفكرين
                • 08-06-2007
                • 157

                #8
                رد

                عزيزي الشربيني حطاب
                ارحب بك دائما
                لعل صاحبنا ما زال يراهن على نخوة بعض القيادات لذلك ما زال ينتظر
                مرور مشرف

                تعليق

                يعمل...
                X