
سطور من حزن ترويها امرأة خريفية
أفاقت ذات صباح مشرق والشمس ترسل أشعتها، تخترق زجاج النافذه وتداعب عينيها لتصحو اليوم مبكّرا بعد عدّة أيام تأخر فيها النهار بالسطوع, بغيوم حجبت النور عن نافذتها.
أول ما رأته هو المرآة المقابلة لسريرها... نظرت إليها مذهولة تحدق فيها كأنها ترى نفسها للمرة الأولى،
ياللهول!!!!!!!!
أين كانت أنوثتها مختبئة و التي تراها متفجّرة الآن؟
تحت جلباب الحزن أم موت الروح؟؟؟
تلمست تضاريس وجهها الذي يقترب من خريف العمر, بحثت عن تجاعيد تسرّبت أسفل عينيها ...فلم تجدها.
وجدت شطحات حزن مرسومة في بؤبؤ العينين.
تناولت مشطها الأسود, وفكّت ضفيرتها المعقوفة والملتوية للخلف.
كم طال شعرها دون أن تدري...أخذت تمشط خصلاته بحنان إفتقدته منذ أُنتزعت من حضن أمها صغيرة لتختبر عالم مجهول
دُفعت إليه ذات تقاليد بالية تسرق الطفولة والعمر الحلو والأحلام الصغيرة.
أغراها طول شعرها أن تجدل ضفائرها كما كانت تفعل أمها .
إنسابت أصابعها بين الخصلات .... كم تحتاج لتلك اللمسات الحانية التي تهدهدها قبل النوم والأصابع الرقيقة التي تغوص بين ثنايا شعرها المتموج .
أنتهت من ربط ضفيرتها ......... تفرست بملامحها أكثر, رأت وجه الطفلة الذي لم يغادر روحها بعد ... جربت بعض من شقاوتها فأخذت أدوات الزينة التي علاها الغبار ... وبعض الشرائط التي تستعملها إبنتها اليافعة.
كم تمنت أن تسافر عبر الزمن لتعوض كل مافات.... لتعيش لحظات العمر المسروقة عنوة ... لتحيا الأحلام الموؤدة ذات ليلة صيف قائظ.
سرحت بعيداً بحلمها .... تمنت أن لاتستفيق فالحلم يتجدد الآن في غفلة عن الواقع.... إنطلقت أحلامها دفعة واحدة ..... رأت فيها جنات الحب وبحور حالمة من رومانسية إفتقدتها سنين عمرها اليافع.
اقتربت من المرآة أكثر... تفرست تضاريس جسدها الذي لم يهرم بعد... تتسائل كم بقي له حتى يهرم ؟؟؟؟؟؟؟؟ هل في العمر بقية لتحقيق الحلم؟؟؟؟؟؟؟؟
سرعان ما علا الضجيج في أرجاء البيت ... هذا يطلب فطوره وذاك قهوته والأطباق تنادي لغسلها والفوضى تعم المكان والحلم ذهب أدراج الرياح ولم يبقى سوى سطور الحزن
تعليق