إمرأة بضفيرة زمن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منى المنفلوطي
    أديب وكاتب
    • 28-02-2009
    • 436

    إمرأة بضفيرة زمن





    سطور من حزن ترويها امرأة خريفية
    أفاقت ذات صباح مشرق والشمس ترسل أشعتها، تخترق زجاج النافذه وتداعب عينيها لتصحو اليوم مبكّرا بعد عدّة أيام تأخر فيها النهار بالسطوع, بغيوم حجبت النور عن نافذتها.
    أول ما رأته هو المرآة المقابلة لسريرها... نظرت إليها مذهولة تحدق فيها كأنها ترى نفسها للمرة الأولى،
    ياللهول!!!!!!!!
    أين كانت أنوثتها مختبئة و التي تراها متفجّرة الآن؟
    تحت جلباب الحزن أم موت الروح؟؟؟
    تلمست تضاريس وجهها الذي يقترب من خريف العمر, بحثت عن تجاعيد تسرّبت أسفل عينيها ...فلم تجدها.
    وجدت شطحات حزن مرسومة في بؤبؤ العينين.
    تناولت مشطها الأسود, وفكّت ضفيرتها المعقوفة والملتوية للخلف.
    كم طال شعرها دون أن تدري...أخذت تمشط خصلاته بحنان إفتقدته منذ أُنتزعت من حضن أمها صغيرة لتختبر عالم مجهول
    دُفعت إليه ذات تقاليد بالية تسرق الطفولة والعمر الحلو والأحلام الصغيرة.
    أغراها طول شعرها أن تجدل ضفائرها كما كانت تفعل أمها .
    إنسابت أصابعها بين الخصلات .... كم تحتاج لتلك اللمسات الحانية التي تهدهدها قبل النوم والأصابع الرقيقة التي تغوص بين ثنايا شعرها المتموج .
    أنتهت من ربط ضفيرتها ......... تفرست بملامحها أكثر, رأت وجه الطفلة الذي لم يغادر روحها بعد ... جربت بعض من شقاوتها فأخذت أدوات الزينة التي علاها الغبار ... وبعض الشرائط التي تستعملها إبنتها اليافعة.
    كم تمنت أن تسافر عبر الزمن لتعوض كل مافات.... لتعيش لحظات العمر المسروقة عنوة ... لتحيا الأحلام الموؤدة ذات ليلة صيف قائظ.
    سرحت بعيداً بحلمها .... تمنت أن لاتستفيق فالحلم يتجدد الآن في غفلة عن الواقع.... إنطلقت أحلامها دفعة واحدة ..... رأت فيها جنات الحب وبحور حالمة من رومانسية إفتقدتها سنين عمرها اليافع.
    اقتربت من المرآة أكثر... تفرست تضاريس جسدها الذي لم يهرم بعد... تتسائل كم بقي له حتى يهرم ؟؟؟؟؟؟؟؟ هل في العمر بقية لتحقيق الحلم؟؟؟؟؟؟؟؟
    سرعان ما علا الضجيج في أرجاء البيت ... هذا يطلب فطوره وذاك قهوته والأطباق تنادي لغسلها والفوضى تعم المكان والحلم ذهب أدراج الرياح ولم يبقى سوى سطور الحزن
  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    #2
    الكاتبة الرائعة الاستاذة منى المنفلوطي

    هذه قصة ..قصة في منتهى الجمال
    أدخلتني عالمها ..المرير
    جملة وتفصيلا احييك بكل اعجاب وتقدير
    سعدت بقراءتك هنا
    تحية بحجم الشمس
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    • خلود الجبلي
      أديب وكاتب
      • 12-05-2008
      • 3830

      #3
      قطع الحزن ابوابا في دربي
      ولكن حان الوقت
      أن اطلب من الدهرحق اللجوء
      حان الوقت ان نتخلص من مشاعر الصفيع

      كم انت رائعة؟؟
      تجودي بالجمال وتزرعيه في كل مكان
      هذا الاحساس النابع من قلبك
      اخرسني وبعثر حروفي
      يالك من متقنة
      قصة .. جميله .. تهيم بنا ..
      في فضاءات ليس لها حدود ..
      ما أجمل... ماسطره قلمك... وما أجمل...
      هذا النزف... والبوح الراقي...
      تقبلي منى تواضع مرورى
      لا إله الا الله
      محمد رسول الله

      تعليق

      • طارق الايهمي
        أديب وكاتب
        • 04-09-2008
        • 3182

        #4
        [align=center]نص رائع بنسجه وروعة جمال صياغة حرفه
        تحياتي
        طائر الفرات
        [/align]



        ربما تجمعنا أقدارنا

        تعليق

        • رحاب فارس بريك
          عضو الملتقى
          • 29-08-2008
          • 5188

          #5
          ألأخت منى المنفلوطي

          أولا أستغل الفرصة للترحيب بك بيننا , في هذا المنتدى الراقي .
          وقد لاحظت بأنها أولى مشاركاتك .
          هي قصة كل امرأة فينا ,وتساؤلات كل واحدة منا .
          بالرغم من كل الواجبات الملقاة علينا , نصحى أحيانا ذات صباح ,
          نحمل في أعماقنا الكثير من التساؤلات , والكثير من الحيرة .
          نتمنى أن نحظى بشيئا من الفرح .
          نتعمق بأفكارنا ونسافر حيث نريد وحيث لا نريد .
          ولكننا في أغلب الحالات لا نصل إلى أقصى حدود تفكيرنا ,
          فهنالك دائما من يقطع البث ويحرمنا من الوصول إلى حلمنا حتى من خلال تفكيرنا ,فيتوقف البث , ونتوقف عن الحلم لكي نحقق أحلام الآخرين ,حتى لو كان مجرد تحضير فنجان قهوة .
          وأعتقد بأن أغلبنا يستمتعن بتحقيق أحلام صغارنا ..
          ولكن أختي حتى عندما نغسل الأطباق, علينا أن لا نترك الحلم يموت فينا ...
          سعدت بمشاركتك الأولى ..
          لك مني أجمل التحيات
          ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

          تعليق

          • سلمى زيادة
            أديبة وتشكيلية
            • 11-12-2007
            • 83

            #6
            كثيرا مانضطر لأن نغسل همّنا اليومي بقطرة حلم , تجعلنا نقبل على الحياة من جديد كأنها قطعة حلوى مختزنة من أيام الطفولة , ولم تفسد بعد .

            الجميلة منى المنفلوطي

            رائعة حروفك بصدق

            تحيتي وتقديري
            لتفتشي عن لونكِ القديم , في مرايا الغبار

            تعليق

            • منى المنفلوطي
              أديب وكاتب
              • 28-02-2009
              • 436

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
              الكاتبة الرائعة الاستاذة منى المنفلوطي

              هذه قصة ..قصة في منتهى الجمال
              أدخلتني عالمها ..المرير
              جملة وتفصيلا احييك بكل اعجاب وتقدير
              سعدت بقراءتك هنا
              تحية بحجم الشمس
              اختي مها راجح
              في الحقيقة القصة هي عالم معظم النساء حاليا لا بد من كل أنثى اجتازت عتبة الزمن الأولى أن تجد نفسها باحدى تفاصيلها أوزواياها المختبئة بين السطور
              سعدت بقرآتك العميقة والمتمكنة للنص
              تحية بحجم الكون

              تعليق

              • منى المنفلوطي
                أديب وكاتب
                • 28-02-2009
                • 436

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة خلود مشاهدة المشاركة
                قطع الحزن ابوابا في دربي
                ولكن حان الوقت
                أن اطلب من الدهرحق اللجوء
                حان الوقت ان نتخلص من مشاعر الصفيع

                كم انت رائعة؟؟
                تجودي بالجمال وتزرعيه في كل مكان
                هذا الاحساس النابع من قلبك
                اخرسني وبعثر حروفي
                يالك من متقنة
                قصة .. جميله .. تهيم بنا ..
                في فضاءات ليس لها حدود ..
                ما أجمل... ماسطره قلمك... وما أجمل...
                هذا النزف... والبوح الراقي...
                تقبلي منى تواضع مرورى

                خلود .. أو تدرين كم حبر انسكب دما لتدوين كل فقرة
                فكل آهة في جوف الليل تصنع بوحا
                وكل شرود الى البعيد في فضاءات مسفوكة ... ينشئ سطرا موجعاً
                خلود... سعيدة أنا باطلالتك الرائعة على كلماتي البسيطة
                كوني بخير

                تعليق

                • فتحي محمد الشريف
                  كـــاتب
                  • 09-01-2009
                  • 112

                  #9
                  استمتعت بالحوار الداخلي في هذه القصة ..وكذلك أسلوب الوصف كــان موفقا جدا ..
                  النهاية جاءت سريعة نوعا ما أو هكذا استطعت التعبير عنها
                  و العلامة الكاملة لعنوان القصة الذي كـان جذابا جدا..
                  و شكرا لك يا أخت منى .
                  [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/10.gif');background-color:skyblue;border:8px double green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] أنا أكتب كي لا أموت مكبل اليدين والرجلين في غربتي...[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

                  تعليق

                  • أسماء مطر
                    عضو أساسي
                    • 12-01-2009
                    • 987

                    #10
                    الغالية منى..
                    تدرين لقد كنت أتخيل نفسي بعد ان يتضاعف عدد سنوات الحزن....

                    هل يمكن ان اتنازل يوما عن مرآتي كما حدث لها في ظل انشغالها بدفاتر صغارها...؟
                    هل سأنسى اسم عطري المفضل في زحمة الطبق المفضل لابني الصغير يوما؟
                    ربما من الأفضل ان أبقى هكذا حتى افرح بشعري الذي اكتشف يوما بعد يوم انه ازداد طولا..و صار غامقا أكثر...

                    تصويرات مذهلة بطريقة سلسة ..ووصف منفرد بجدائل امرأة ...


                    تمتمي باسمي مرة في اليوم علنيّ أستيقظ على آخر امنياتي عصرا..

                    قبلاتي
                    [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

                    تعليق

                    • دكتور مشاوير
                      Prince of love and suffering
                      • 22-02-2008
                      • 5323

                      #11
                      رائعة اختي "منى المنفلوطي"
                      واتمني لكِ التوفيق دائما بهذه السطور المبدعة

                      تعليق

                      • منى المنفلوطي
                        أديب وكاتب
                        • 28-02-2009
                        • 436

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة صدى الغريب مشاهدة المشاركة
                        استمتعت بالحوار الداخلي في هذه القصة ..وكذلك أسلوب الوصف كــان موفقا جدا ..
                        النهاية جاءت سريعة نوعا ما أو هكذا استطعت التعبير عنها
                        و العلامة الكاملة لعنوان القصة الذي كـان جذابا جدا..
                        و شكرا لك يا أخت منى .
                        شرفتني أخي صدى الغريب
                        وأسعدني نقدك الصريح الجميل
                        هي النهاية سريعة ... كما عقارب الزمن التي تمر بسرعة خاطفة دون أن نشعر بها.. وكذلك العمر يمضي ويأخذنا في تصاريف الحياة بلمح البصر ..
                        وفي الحقيقة العنواين تأخذ مني وقت أكثر من المقال ، كثيرا ما أكتب صفحات طويلة تبقى زمنا أطول بدون عنوان ,,, لأن العنوان هو الواجهة الحقيقية للمقال .. ونقطة الجذب الرئيسية
                        شكرا لك اخي صدى الغريب

                        تعليق

                        • منى المنفلوطي
                          أديب وكاتب
                          • 28-02-2009
                          • 436

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة طارق الايهمي مشاهدة المشاركة
                          [align=center]نص رائع بنسجه وروعة جمال صياغة حرفه
                          تحياتي
                          طائر الفرات
                          [/align]
                          استاذي الفاضل طارق الايهمي
                          الروعة هي مرورك الاجمل على النص
                          سعدت بك تزين متصفحي بكلماتك الجميلة
                          تحياتي وتقديري

                          تعليق

                          • منى المنفلوطي
                            أديب وكاتب
                            • 28-02-2009
                            • 436

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة رحاب فارس بريك مشاهدة المشاركة
                            ألأخت منى المنفلوطي

                            أولا أستغل الفرصة للترحيب بك بيننا , في هذا المنتدى الراقي .
                            وقد لاحظت بأنها أولى مشاركاتك .
                            هي قصة كل امرأة فينا ,وتساؤلات كل واحدة منا .
                            بالرغم من كل الواجبات الملقاة علينا , نصحى أحيانا ذات صباح ,
                            نحمل في أعماقنا الكثير من التساؤلات , والكثير من الحيرة .
                            نتمنى أن نحظى بشيئا من الفرح .
                            نتعمق بأفكارنا ونسافر حيث نريد وحيث لا نريد .
                            ولكننا في أغلب الحالات لا نصل إلى أقصى حدود تفكيرنا ,
                            فهنالك دائما من يقطع البث ويحرمنا من الوصول إلى حلمنا حتى من خلال تفكيرنا ,فيتوقف البث , ونتوقف عن الحلم لكي نحقق أحلام الآخرين ,حتى لو كان مجرد تحضير فنجان قهوة .
                            وأعتقد بأن أغلبنا يستمتعن بتحقيق أحلام صغارنا ..
                            ولكن أختي حتى عندما نغسل الأطباق, علينا أن لا نترك الحلم يموت فينا ...
                            سعدت بمشاركتك الأولى ..
                            لك مني أجمل التحيات
                            أختي رحاب فارس بريك
                            سعيدة جدا بترحيبك الراقي وأنت عنوان للرقي والتميز في الملتقى
                            صحيح .. هذه المرأة هي أنا وأنت وكل أنثى تضحي وتجاهد لبناء الاسرة المثالية وفي سبيل ذلك تدفن الكثير من أحلامها التي كانت ترسم خطوطها في أول مشارف سلم الحياة .
                            وحين تعودها الذكرى وتسافر اليها في عقلها الباطني ترحل بعيدا عن الواقع ( ليس شرطا أن يكون الواقع تعيس ) ولكن قد لا يكون هو الحلم المطلوب ... وحتى هذه اللحظات التي تسرقها من عمر الزمن القصير لا بد ان يوقظها الواقع بأصواته وضجيجه الصاخب لتصحو سريعا وتعود من سفرها القصير جدا ......
                            ومع هذا نحمله معنا كما تقولين في غسل الأطباق أو رعاية الطفل أو كنس الأرضية أو أو التي لا تنتهي من قواميس المرأة

                            اختي رحاب أنا اسعد بتشريفك لي أكثر
                            شكرا لك بحجم السماء

                            تعليق

                            • منى المنفلوطي
                              أديب وكاتب
                              • 28-02-2009
                              • 436

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة أسماء مطر مشاهدة المشاركة
                              الغالية منى..
                              تدرين لقد كنت أتخيل نفسي بعد ان يتضاعف عدد سنوات الحزن....

                              هل يمكن ان اتنازل يوما عن مرآتي كما حدث لها في ظل انشغالها بدفاتر صغارها...؟
                              هل سأنسى اسم عطري المفضل في زحمة الطبق المفضل لابني الصغير يوما؟
                              ربما من الأفضل ان أبقى هكذا حتى افرح بشعري الذي اكتشف يوما بعد يوم انه ازداد طولا..و صار غامقا أكثر...

                              تصويرات مذهلة بطريقة سلسة ..ووصف منفرد بجدائل امرأة ...


                              تمتمي باسمي مرة في اليوم علنيّ أستيقظ على آخر امنياتي عصرا..

                              قبلاتي
                              اسماء يا أسماء
                              سأناديك حتى الفجر التالي وليس للعصر فقط... ستحتاجين لقرصة ان تحققت امنياتك لتصدقي انها حصلت فعلا .

                              كثير من الاحيان لانتحكم بخياراتنا مهما اردنا ان ننتظر لتحقيقها
                              القدر يضبط ايقاعنا على خطوات محسوبة لانتدخل فيها الا لماما
                              ومهما كانت التضحيات أو سطور الحزن .. فهناك دائما شعاع أبيض يدخل من حزمة الضوء يولد منه الأمل ببصيص من سعادة نستغلها ولو للحظات حتى في اعداد طبق طفلك او حلك لواجباته المدرسية او قيامك بتنظيفه .. هناك شعور بسعادة مختلفة ترينها بطريقة اخرى عن رؤية الضفائر تطول او استنشاق عطر لا يزول .
                              اسماء ...... شكرا بباقة وورد أهديها لك مع اجمل الامنيات بالخير والسعادة لك


                              تعليق

                              يعمل...
                              X