الفاتحون سيطلعون على انكساراتِ النفوسِ
لا تفتحي للشعرِ
أوردةَ القوافي
فالخيالُ الرحبُ عاوده التقوقعُ
واختفى وجه الأنيسِ
لا تهمسي
آن الطلوعُ بغربةِ الإلفِ البليدِ
وناولي طفلاً
يطارحه البلاطُ الوجدَ في الدرج المخبّأ
خلف أستار الزجاجِ
لطفلةٍ تهوى ممارسة الأمومةِ
بينها وحدائق الرمّان حلمٌ
زاده الصيف امتناعا
أفقيّةُ التفكير أنتِ
وقراركِ اليوميُّ يحتاج اتساعا
لا الأرضُ تفطمنا على أثدائها
و الوجد نافذتي
كبحرٍ
في القصيد جليسي
والفاتحون سيطلعون ومن عذاباتِ النفوسِ
الفاتحون سيطلعون على انكساراتِ النفوسِ
وقبلها
وقفت على باب القطار
وأودعتني عبرةً
في غفلةٍ من حاسديّ
وودعتني
لا البريد يدق بابي بعدها
كلا ولا في الهاتفِ المحمولِ يوماً راسلتني
سافرت كل الدروب وأنكرتني
هاجرت كلّ الحماماتِ التي حدثتها
دوماً عن الشجنِ المباغتِ في الفؤادِ
وحدثتني
عن أليفٍ شاعرٍ
عن غادةٍ محسودةٍ
أودى بها الطبقُ الموجّهْ
أفقية التفكير أنتِ
وجهان للفرح المسافر والكدرْ
للناي أغنية الشجون وللندى بعض الرسيسِ
والفاتحون سيطلعون على انهزاماتِ النفوسِ
لو يومها هند أجازت نظرةً
لي
لم تكابرِ في الغرام وفى الحديثِ
لنقشتَ أغنيتي على لبن الصباحِ
وريشِ عصفورٍ بليدٍ هده سفرٌ على درج البراح
وحائطِ البيت القديم
وسكتي دربٌ من المبكى إلى درج الجنون
وسافرت فيكِ الدروب
ومن توحدنا اغتربتُ
من البعاد من السهادِ
من انتحارِِ العمر في شجن المشيبِ
إلي حشيشِ الشعرِ حاولتُ الدنوَّ
فلا تساورْكِ الظنونُ حبيبتي
أنت المكابدةُ البريئةُ شابها دمعي
ودهرٌ من هيامٍ كان منّى
تملكين ندى البراءةِ دمعةً
من دونها أبداً
يموت الحلمُ
ينطفئُ النهار
أنا قتيلكِ
إذ قتلتكِ
إذ عشقتكِ
إذ أمرتك ذات ذنبٍ
بالرضوخ وبالخنوع لشقوتي
يا بنتُ تطلبكِ الفحولةُ
حاولي
ما غرني فيك الأسى والانكسارُ
يحفّز الأملَ الضعيفَ وجيسى
لا لستِ بالذات الغريبةِ
ما أنا النارُ الرهيبةُ
كم فارس مثلى سيغرسُ رايةً
بعد انتهاء الحربِ
أو لفحِ الوطيسِ
أنا جمعتُ حقائبي
وحشدتُ كلَّ تجاربي
وجمعتُ أقلامي
– - وما أبقى الزمانُ من القصائدِ –
والحذاءَ
وبعضَ أطعمةٍ خفيفةْ
لن توقفَ الزحفَ المدنسَ دمعتان
تجلدي
فأنا الخضمّ أنا الخضم فسارعي
بقراءة الجورنال تواً
طالعي بعض المجلاتِ البذيئة
شاهدي التلفاز ليلاً في تمام الواحدةْ
سيزفّ مخترعُ الكلام حكايةً
عن حادثِ السيرِ الأخيرِ
وعن لهيبِ الطقس ساعاتِ المطرِ
لا تخجلي
من ساحل النهر العتيقِ
على امتداد النبعِ
في الأرضِ المواتِ بدايتي
سنُزيحُ هذا الواقفَ المذهولَ خلفَ صغيرةٍ
( في زحمة الباصاتِ أمسك بطنها )
وسنمنع الجينز المثيرَ
تساءلت عنكِ النساءُ
فمالها نضبت كؤوسُ الخندريسِ
ومالها قد أينعت هذى الرؤوسُ
قرارك الرأسيُّ يحتاج اتساعا
سنطالبُ النهرَ المهاجرَ للشمالِ
بأن يفعّل دورَهُ
ونقيم آلية الحوار مع القمرْ
سيجيءُ ليلاً واحداً
ويعيش باقي الشهرِ في جيدِ الصبايا
سافري
إن سافرت فيكِ الدروب وأنكرتني
ناولي
قد ناولت عنكِ الشموس فأحرقتني
يا هندُ مذ غاب النهارُ مع الشموسِ
وانساب في النفس الضجرْ
مدنُ الصبابة هاويهْ
مدن الكآبة عاليـة
مدن الكرامة خاوية
لا هندُ هندٌ
لا صبابتها صبابة
كل الأناشيد انتهت
والآن تغريني الربابةْ
هل رعشةُ البحر الطليق
على اتساع الهدب تأخذني
وتحملني الكآبة ؟
ها نحن ندفن غربةً
بين الضلوع
وغربةً بين الدموع
وخلفَ أستار الغرابةْ
( هل أنا محضُ انتظارٍ
أو محطات السفرْ ؟ )
ضحكت فتاةُ الأمس من طلب الحليبِ
ومن سؤالي
غرفة فرديةً
فيها يسامرني التوحدُ
ثم يقتلني عتابا
-من لي بهندٍ والفراق أماتني-
لا هند هندٌ
لا هيامُ العاشقين ببالها
لا هند هندٌ
لا ببال العاشقين هيامُها
لا هند هندٌ
كيف يا بنتَ الصباح
نهيم باللحن المعاد وبالجراح
وبالجنون وبالرتابةْ
في القلب أشجانٌ وللشجن البعيد نسيسي
الفاتحون سيطلعون ومن كآبات النفوس
( هل أنت من أهل الشقاءِ
وحار فيك الدهرُ
فاخترتَ اجتنابا ؟ )
قالت
وسلطت العبيرَ على خُطايا
و الشوقُ يأبى أن يعاندها رضايا
والهاتف المحمول يعوي بين كفيها
وينتظر الجوابا
ردي عليه رسائله
ردي خطابه
ردي عليه الشوقَ
بالشبق المؤجَّجِ في العيون
وفى الشفاه
ودعي الفتى
قد هده سفر إلى وادي النحيب ومنتهاه
ردي عذابه
سافرت فيكِ الدروبُ
وودعت غراً
يقاسمه القصيدُ الليلَ في الزمن العبوسِ
أغرّكِ الشيبُ المسافر في الطباعِ
أم الحذرْ ؟
لا أنت صاحبتي التي أدمنتُها
لا أنت هند حين ينفجر الضياءُ
وحين يغلبها المساءُ
وحين أرتشفُ العذابا
لا هند هندٌ
حين أبتدئ الكتابة
لا هند هندٌ
لا صبابتها صبابة
أفقيةُ التفكير أنت ومن نحيبي
سافرت فيكِ القصائدُ
عانقت شجو التمني
سافرت فيكِ الدروبُ وأنكرتني
أنكرت ولعي وما قد كان منى
لن تسامحكِ القصائدُ فاطمئني
راح راعى الصمتِ وانتصر المغنى
من نهاياتٍ بدأتُ
ومن بداياتٍ نهوتُ
فهل أنا محضُ انتظارٍ أو محطات السفرْ ؟
الفاتحون سيحرقون قصائدي
سيحرّفون عقائدي
وسيمنعون الطير يأكلُ جثتي
وسيمنعون الأرض تأكل جثتي
وسيمنعون البحر والصيف المداعبَ
والعصافيرَ الجميلةَ كلها
أن تلتقي
فتذكري
إلفاً أحبك يومها
وأضاع عمراً بعدها
وأضلّ ثم أضل ثم أضله
ركبٌ يمر وجوقةٌ لرئيسِ
الفاتحون سيطلعون على انكساراتِ النفوسِ
هل تمنحين الإلفَ نافذة الرؤى
جسراً يمرّ على وميض المشتهى
تغريدَ صبارٍ تهلّل للضحى
وهروبَ عذراء تحمَّر خدُّها
أو ساعةً خلف المدى
خلفَ القصائدِ
والعذاباتِ الطويلة والأسى
خلفَ الحروفِ وخلفَ أغلال اللغةْ
لغتي عصا
ومكائدُ الفرعونَ تبتلعُ العصا
أفقية التفكير أنتِ وهل أنا
إلا انقلاب الطين في صخب المطرْ
لن تسامحكِ المسافاتُ المساءُ
ولا انتظار الصبح في زمن المغيب
تجمعي
وتشجعي
قدرٌ يضيقُ وأنفسٌ كالعيسِ
لا
لا تهربي في داخلي
رحل المغنى والغناء حبيسي
تعليق