المشاركة الأصلية بواسطة منذر أبو هواش
مشاهدة المشاركة
أستاذي الفاضل منذر أبو هوّاش .. أرجو أن تسمح لي بإبداء الرأي في مداخلتك للأستاذ الفاضل نذير طيّار ، والذي شجعني على ذلك محاولتك تأصيل العبارتين؛ وأن نتعاون في هذا التأصيل الذي هو هدف الجميع إن شاء الله.
أعتقد بتواضع أن التأصيل يبدأ من المعجم العربي، وتفسير القرآن الكريم، وتتبع التطور التاريخي للفظ أو المعنى عبر العصور لدى الكتّاب أو المتكلمين.
فإذا ابتدأنا بالمعجم نجد الآتي:
مَرَّ الكرامُ و مرُّوا كراماً و مرّوا مرورَ الكرامِ
فالكرام تعني أن كل فردٍ منهم (كريم)، فهل يستدعي هذا أن يكون المعنى: المرور السريع ؟.
من وجهة نظري المتواضعة حين نتمثّل هذه الجمل لابدّ من أننا نضع احتمالات متعددة للمعنى المراد، وليس من بينها المرور السريع:
1. إالتنزيه: مرّوا وقد كرّموا أنفسهم (أي نزّهوا أنفسهم)، والكريم: الذي كَرَّم نفْسَه عن التَّدَنُّس بشيءٍ من مخالفة ربه. /يُنظر لسان العرب: كرم/.
2. الكرام: أهل الجُود. قال الشاعر:
3. وصف للعين: قيل: إِذا ما فَقَدْتُمْ أَسْوَدَ العينِ كنْتُمُ كِراماً. /لسان العرب: سود/.
هذه هي المعاني في المعجم العربي، وليس فيها شيء من معنى المرور السريع.
وأما في التفسير؛ في تفسير الآية الكريمة (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)/الفرقان 72/.
فإني مع الأساتذة الأفاضل الذين سبقوني في التعقيب، فلا يظهر منها معنى السرعة، على الرغم من مراجعتي التفاسير بأنواعها واتجاهاتها المختلفة !، فخلاصة ما أجمع عليه المفسرون الآتي:
ــ ( وإذا مروا ) * على طريق الاتفاق * ( باللغو ) * بما ينبغي أن يلغى ويطرح مما لا خير فيه * ( مروا كراما ) * أي مكرمين أنفسهم عن الوقوف عليه والخوض فيه معرضين عنه.
أو قولهم:
ــ وإذا مروا بأهل اللغو وهم يلغون مروا معرضين عنهم منزهين أنفسهم عن الدخول فيهم والاختلاط بهم ومجالستهم.
وليس فيما تقدّم من معنى السرعة شيء !.
ــــ والآن نتابع ما لدى الكتّاب وفي ألسنة المتكلمين:
شاع في العصر الحديث هذا التعبير : مرّ مرور الكرام.
فمن أين جاء هذا التعبير ؟
إن ما تقدّم من شواهد تؤكد أنّ التعبير متأتٍّ من الآية الكريمة نفسها، ولكنها كانت تدل على وصف منزّهٍ ومكرّم للذين مروا، وهو وصف إيجابيّ؛ وكذلك تدل على وصف سلبي تجاه موضع المرور أو الحالة التي مروا عليها، ولا نقول مروا بها، لأنهم لم يتلبَّسوا الحالة السلبية.
إذاً .. أصل التعبير لكل حالة سيئة، وقد كرّم المارّ نفسه عنها.
الذي حصل .. أن التعبير حديثاً قد اتخذ معنى السرعة، بل نجد أكثر من ذلك وهو معنى السطحية، وعدم التعمق.
ومعنى ذلك .. إن دلالة المدح للمارين في التعبير القرآني قد تغيّرت إلى معنى آخر، وهو معنى سيء لدى العوام من الناس، وهنا تساوى المارون بالحالة السيئة، فهم سواء، وهو على عكس ما أراده القرآن الكريم في أصل إطلاقه.
ودمت أستاذنا الفاضل بخير.
أعتقد بتواضع أن التأصيل يبدأ من المعجم العربي، وتفسير القرآن الكريم، وتتبع التطور التاريخي للفظ أو المعنى عبر العصور لدى الكتّاب أو المتكلمين.
فإذا ابتدأنا بالمعجم نجد الآتي:
مَرَّ الكرامُ و مرُّوا كراماً و مرّوا مرورَ الكرامِ
فالكرام تعني أن كل فردٍ منهم (كريم)، فهل يستدعي هذا أن يكون المعنى: المرور السريع ؟.
من وجهة نظري المتواضعة حين نتمثّل هذه الجمل لابدّ من أننا نضع احتمالات متعددة للمعنى المراد، وليس من بينها المرور السريع:
1. إالتنزيه: مرّوا وقد كرّموا أنفسهم (أي نزّهوا أنفسهم)، والكريم: الذي كَرَّم نفْسَه عن التَّدَنُّس بشيءٍ من مخالفة ربه. /يُنظر لسان العرب: كرم/.
2. الكرام: أهل الجُود. قال الشاعر:
فكيف إذا مَرَرْتَ بدارِ قَوْمٍ = وجيرانٍ لنا كانُوا كرامِ
وتقديره: وجيرانٍ لنا كرامٍ انْقَضَوْا وذهب جُودُهم. /لسان العرب: كون/.3. وصف للعين: قيل: إِذا ما فَقَدْتُمْ أَسْوَدَ العينِ كنْتُمُ كِراماً. /لسان العرب: سود/.
هذه هي المعاني في المعجم العربي، وليس فيها شيء من معنى المرور السريع.
وأما في التفسير؛ في تفسير الآية الكريمة (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)/الفرقان 72/.
فإني مع الأساتذة الأفاضل الذين سبقوني في التعقيب، فلا يظهر منها معنى السرعة، على الرغم من مراجعتي التفاسير بأنواعها واتجاهاتها المختلفة !، فخلاصة ما أجمع عليه المفسرون الآتي:
ــ ( وإذا مروا ) * على طريق الاتفاق * ( باللغو ) * بما ينبغي أن يلغى ويطرح مما لا خير فيه * ( مروا كراما ) * أي مكرمين أنفسهم عن الوقوف عليه والخوض فيه معرضين عنه.
أو قولهم:
ــ وإذا مروا بأهل اللغو وهم يلغون مروا معرضين عنهم منزهين أنفسهم عن الدخول فيهم والاختلاط بهم ومجالستهم.
وليس فيما تقدّم من معنى السرعة شيء !.
ــــ والآن نتابع ما لدى الكتّاب وفي ألسنة المتكلمين:
شاع في العصر الحديث هذا التعبير : مرّ مرور الكرام.
فمن أين جاء هذا التعبير ؟
إن ما تقدّم من شواهد تؤكد أنّ التعبير متأتٍّ من الآية الكريمة نفسها، ولكنها كانت تدل على وصف منزّهٍ ومكرّم للذين مروا، وهو وصف إيجابيّ؛ وكذلك تدل على وصف سلبي تجاه موضع المرور أو الحالة التي مروا عليها، ولا نقول مروا بها، لأنهم لم يتلبَّسوا الحالة السلبية.
إذاً .. أصل التعبير لكل حالة سيئة، وقد كرّم المارّ نفسه عنها.
الذي حصل .. أن التعبير حديثاً قد اتخذ معنى السرعة، بل نجد أكثر من ذلك وهو معنى السطحية، وعدم التعمق.
ومعنى ذلك .. إن دلالة المدح للمارين في التعبير القرآني قد تغيّرت إلى معنى آخر، وهو معنى سيء لدى العوام من الناس، وهنا تساوى المارون بالحالة السيئة، فهم سواء، وهو على عكس ما أراده القرآن الكريم في أصل إطلاقه.
ودمت أستاذنا الفاضل بخير.
اترك تعليق: