الفرق بين مرور الكرام والمرور الكريم ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو صالح
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة
    أخي أبو صالح،

    ملاحظة قيمة من شأنها أن تدفع بهذا النقاش في اتجاه آخر، وإلى بحث آخر في معاني ألفاظ أخرى مثل المنكر واللغو.

    اللغو أنواع، ومن أنواعه على سبيل المثال لا الحصر : اللغو في القرآن الكريم.

    يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل:
    "وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغَوْا فيه لعلكم تغلبون".

    لقد ظل الأغبياء والجهلة من الكفرة والملحدين وأمثالهم يلغون في كلام الله، ويحاولون الطعن في لغته منذ أربعة عشر قرنا، وأقول الأغبياء والجهلة لأن الأذكياء والعلماء منهم لديهم من الذكاء والعلم ما يمكنهم من الوقوف على حقيقة الكمال اللغوي للقرآن الكريم والتوصل إليها، فلا تراهم يتناولونه بالنقد والطعن من هذه الناحية.

    إن حمق اللاغين في لغة القرآن الكريم وجهلهم يبقى مانعا قويا أمام كل محاولات التفهيم والإقناع، لذلك فإن كل الجهود التي تصرف في هذا الاتجاه تذهب عبثا، فهم ليسوا طلاب حقيقة، ولا هم لهم إلا السخرية من الإسلام والمسلمين استنادا إلى معلوماتهم الناقصة والخاطئة. لذلك فإن الأفضل في هذه الحالة أن تتركهم في كفرهم وجهلهم وغبائهم ولغوهم يعمهون، وأرى أن "مرور الكرام" هو الحل الأمثل والأفضل والأفيد في مثل هذه الحالة.

    "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون"،
    "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون". صدق الله العظيم"

    فما رأيكم دام فضلكم ...؟


    عزيزي منذر أبو هواش

    نحن فرض علينا السعي وإخلاص النيّة بكل ما أوتينا من إمكانيّات أما النتائج فهي بيد الله وحده لا شريك له

    ونؤمن وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى

    ويكفينا أنصع مثال منتظر الزيدي وما فعله ببوش بحذاءه بمبادرة شخصية استغلها في لحظة يقظة ضمير فهو ليس ملاك ولو كان ملاكا لما سمحوا له بدخول القاعة، ولكنه كان مفروز وعلى شروطهم تماما ولذلك كان من ضمن من سمحوا له بحضور المؤتمر الصحفي، ولكن استيقظ ضميره واستغل موقعه أفضل استغلال وبما متوفر لدى أي منّا وهو الحذاء

    كذلك الحال بأهل غزة ونهج المقاومة ودعمه، فكل ما فعلوه هو الصمود والثبات والمقاومة بكل ما متوفر لديهم من امكانيات متواجدة في كل مدننا،


    ما رأيكم دام فضلكم؟
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 04-03-2009, 13:58.

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد

    تحياتي الخالصة إلى الأخوة حماة اللغة العربية ورجالاتها ، وبعد :
    طرح السيد أبو صالح مسألة شائكة تتعلق بمسألة تطور اللغة بتطور المجتمع ، فهل اللغة كائن حي يتطور بتطور المجتمعات فتموت كلمات وتظهر كلمات وتتغير معانى كلمات ثالثة ، فتفقد معانيها الأصلية لتكتسب معاني جديدة تكتسبها من الاستعمال اليومي ، أم أنها بنية تامة كاملة لا يلحقها التغيير ولا التصحيف على مر العصور ، وعلى المجتمع أن يكد ويجد ليحافظ عليها كما هي .
    معظم اللغات العالمية تتطور بتطور المجتمع و البنية الوحيدة التي تحافظ على خصوصيتها هي البنية الصرفية وأكثر البنى تعرضا للتغيير هي بنية المعنى ، إذ بسبب التأثير و التأثر بالثقافات العالمية تتطور دلالة الكلمات ، يضاف إلى ذلك الجانب الإبداعي الذي يفرغ الكلمات من معانيها الأصلية ليشحنها بمعان جديدة تصبح ـ بعد كثرة التداول ـ كلمات عادية، و المعنى الذي أسماه الأستاذ الجليل نذير طيار المعنى الطارئ الجديد في "مرور الكرام" هو معنى بلاغي يفرغ العبارة من معناها الأصلي ليشحنها بمعنى نقيض على سبيل الاستعارة التهكمية .
    صحيح إن للغة العربية خصوصيتها باعتبارها لغة الوحي و أن إعجاز القرآن الكريم مرتبط بهذه اللغة ، ولا بد من الحفاظ عليها من أجل فهم النص القرآني ، لكنها لن نستطيع مهما حاولنا أن نقف في وجه التيار الزاحف الذي يكنس القديم ويحمل بدله معجما جديدا متولدا من نبض المجتمع.
    بل إن العديد من المفكرين والمثقفين دعوا منذ النصف الأول من القرن العشرين إلى تحطيم جدار اللغة منهم طه حسين وسعيد عقل ويوسف الخال الذي أرجع توقف مجلة شعر اللبنانية ذات الاتجاه الحداثي إلى جدار اللغة ، فنحن نتكلم بلغات متعددة هي اللهجات المحلية ونكتب بلغة أخرى هي العربية الفصحى .
    إن المسألة أعقد من الدعوة إلى المحافظة على اللغة العربية ، لكن كيف؟ وهل من الأصلح الحفاظ عليها كما هي دون باقي لغات العالم .
    أسئلة تتصارع في داخلي ، فأنا ممن يحبون اللغة القديمة بحكم تخصصي ، وأسعى جاهدا إلى أن أقرأها في مضانها الأدبية القديمة وفي مضانها الدينية ، لكن واقع الحال ومنطق التطور يقول : ستكون بدعوتك هذه بطلا إشكاليا يبحث عن قيم أصيلة في مجتمع لا يملك تلك القيم . ولكم واسع النظر

    اترك تعليق:


  • منذر أبو هواش
    رد
    أخي أبو صالح،

    ملاحظة قيمة من شأنها أن تدفع بهذا النقاش في اتجاه آخر، وإلى بحث آخر في معاني ألفاظ أخرى مثل المنكر واللغو.

    اللغو أنواع، ومن أنواعه على سبيل المثال لا الحصر : اللغو في القرآن الكريم.

    يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل:
    "وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغَوْا فيه لعلكم تغلبون".

    لقد ظل الأغبياء والجهلة من الكفرة والملحدين وأمثالهم يلغون في كلام الله، ويحاولون الطعن في لغته منذ أربعة عشر قرنا، وأقول الأغبياء والجهلة لأن الأذكياء والعلماء منهم لديهم من الذكاء والعلم ما يمكنهم من الوقوف على حقيقة الكمال اللغوي للقرآن الكريم والتوصل إليها، فلا تراهم يتناولونه بالنقد والطعن من هذه الناحية.

    إن حمق اللاغين في لغة القرآن الكريم وجهلهم يبقى مانعا قويا أمام كل محاولات التفهيم والإقناع، لذلك فإن كل الجهود التي تصرف في هذا الاتجاه تذهب عبثا، فهم ليسوا طلاب حقيقة، ولا هم لهم إلا السخرية من الإسلام والمسلمين استنادا إلى معلوماتهم الناقصة والخاطئة. لذلك فإن الأفضل في هذه الحالة أن تتركهم في كفرهم وجهلهم وغبائهم ولغوهم يعمهون، وأرى أن "مرور الكرام" هو الحل الأمثل والأفضل والأفيد في مثل هذه الحالة.

    "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون"،
    "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون". صدق الله العظيم"

    فما رأيكم دام فضلكم ...؟


    اترك تعليق:


  • نذير طيار
    رد
    أخي الكريم علي المتقي:
    ما تقوله يتفق تماما مع ما ذكرته أنا في البداية عن المعنى الأصلي والمعنى الجديد الطارئ.
    تحياتي القلبية

    اترك تعليق:


  • أبو صالح
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة علي المتقي مشاهدة المشاركة
    الأخ الكريم نذير طيار: يجب أولا أن نحدد ماذا نناقش. هل نناقش العبارة في أصلها العربي ومنه التعبير القرآني ، أم نناقش العبارة في استعمالاتها المعاصرة التداولية ؟ لا نختلف في أن الاستعمال الأصيل لمرور الكرام في العربية الأصيلة له معنى مدحي إيجابي فيه تكريم للنفس وتكريم للفعل ، لأن فعل الكريم لا يكون إلا كريما .
    أما في العربية المعاصرة فقد تم قلب المعنى الأصلي وذلك من باب التعبير عن الشيء بنقيضه ، فعندما نقول : مر على الموضوع مرور الكرام ، فالعبارة تحمل دلالة مؤداها أن الشخص في تناوله لذلك الموضوع اكتفى بملامسته دون فحص وتدقيق وعمق، وكأنه لم يُدرك منه شيئا، ولم يأت فيه بما يستحق الذكر. وهذا تمثيل ينطوي على سخرية من تعامل ذلك الشخص مع الموضوع الذي كان بصدد معالجته. والعبارة من المأثورات في أساليب العربية.
    فالعبارة إذن في بعدها التداولي ذات معنى قدحي ، لكن في أصلها ذات معنى إيجاب مدحي ، فالمفروض أن يمر على الموضوع إنما مرور النقاد المدقيقين لا مرور الكرام الطيبين .
    ولو كتبت في تعليقك على رد من الردود أن صاحبه مر على الموضوع مرور الكرام ، فلن يفهم و لا واحد من القراء أنك تمدح صاحب الرد، و إنما تنتقده وتنقص من رده.

    هل لغة ثقافتنا ومثقفينا الحاليين لها أي علاقة بلغتنا العربية ؟



    هل نفهم العربية ؟ ولماذا لا نفهمها ؟ وكيف نتجاوز ذلك ؟

    http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=15257

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الأخ الكريم نذير طيار: يجب أولا أن نحدد ماذا نناقش. هل نناقش العبارة في أصلها العربي ومنه التعبير القرآني ، أم نناقش العبارة في استعمالاتها المعاصرة التداولية ؟ لا نختلف في أن الاستعمال الأصيل لمرور الكرام في العربية الأصيلة له معنى مدحي إيجابي فيه تكريم للنفس وتكريم للفعل ، لأن فعل الكريم لا يكون إلا كريما .
    أما في العربية المعاصرة فقد تم قلب المعنى الأصلي وذلك من باب التعبير عن الشيء بنقيضه ، فعندما نقول : مر على الموضوع مرور الكرام ، فالعبارة تحمل دلالة مؤداها أن الشخص في تناوله لذلك الموضوع اكتفى بملامسته دون فحص وتدقيق وعمق، وكأنه لم يُدرك منه شيئا، ولم يأت فيه بما يستحق الذكر. وهذا تمثيل ينطوي على سخرية من تعامل ذلك الشخص مع الموضوع الذي كان بصدد معالجته. والعبارة من المأثورات في أساليب العربية.
    فالعبارة إذن في بعدها التداولي ذات معنى قدحي ، لكن في أصلها ذات معنى إيجاب مدحي ، فالمفروض أن يمر على الموضوع مرور النقاد المدقيقين لا مرور الكرام الطيبين .
    ولو كتبت في تعليقك على رد من الردود أن صاحبه مر على الموضوع مرور الكرام ، فلن يفهم و لا واحد من القراء أنك تمدح صاحب الرد، و إنما تنتقده وتنقص من رده.
    التعديل الأخير تم بواسطة علي المتقي; الساعة 04-03-2009, 09:59.

    اترك تعليق:


  • نذير طيار
    رد
    الإخوة الأكارم:
    ما نخلص إليه من التفاسير المعروضة أعلاه:
    - أن مرور الكرام هو مرور تكريم للنفس وارتفاع بها إلى المقام الذي أرادها الله عليه منذ خلقها "ولقد كرَّمنا بني آدم...".
    - هو مرور له علاقة بالتكريم الذاتي أكثر من علاقته بالكرم والجود على الآخرين.
    - المرور الكريم هو أقرب للكرم على الآخرين منه إلى تكريم النفس.
    - وهذا في اعتقادي الفارق الجوهري بين التعبيرين، فكلاهما إيجابي مدحي، وكلاهما من الكرم المحمود، ولكن الأول كرم على النفس والثاني كرم على الآخرين.
    - وتكريم النفس ليس سلبيا دائما، وما أوردته أخي صالح من صميم الوجود الإسلامي في الحياة.
    تحياتي القلبية
    -

    اترك تعليق:


  • أبو صالح
    رد
    أنا أظن أن مرور الكرام على أهل اللغو يوجب عليهم أن ينكروا عليهم تصرفاتهم دون أن يكون ذلك إلاّ باسلوب الكرام، أي دون أن يستخدموا مفردات وتعابير أهل اللغو،

    وإلاّ ذلك يتعارض مع الحديث النبوي {عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم }

    وإلاّ كيف سينصلح المجتمع أو حتى هدايته؟ إن كان المعنى يعني أن تتجنبهم دون أن تنهاهم؟

    ما رأيكم دام فضلكم؟
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 04-03-2009, 06:24.

    اترك تعليق:


  • نذير طيار
    رد
    الزمخشري: وإذا مروا بأهل اللغو والمشتغلين به. مرّوا معرضين عنهم، مكرِّمين أنفسهم عن التوقف عليهم والخوض معهم.
    الرازي: معناه أنهم يكرمون أنفسهم عن مثل حال اللغو وإكرامهم لها لا يكون إلا بالإعراض وبالإنكار وبترك المعاونة والمساعدة، ويدخل فيه الشرك واللغو في القرآن وشتم الرسول، والخوض فيما لا ينبغي وأصل الكلمة من قولهم ناقة كريمة إذا كانت تعرض عند الحلب تكرماً، كأنها لا تبالي بما يحلب منها للغزارة، فاستعير ذلك للصفح عن الذنب، وقال الليث يقال تكرم فلان عما يشينه إذا تنزه وأكرم نفسه عنه.
    الطبري: وإذا مرّوا بـالبـاطل فسمعوه أو رأوه، مرّوا كراماً مرورهم كراماً فـي بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء. وفـي بعض ذلك بأن يعرضوا عنه ويصفحوا، وذلك إذا أوذوا بإسماع القبـيح من القول. وفـي بعضه بأن يَنْهَوْا عن ذلك، وذلك بأن يروا من الـمنكر ما يغيَّر بـالقول فـيغيروه بـالقول. وفـي بعضه بأن يضاربوا علـيه بـالسيوف، وذلك بأن يروا قوماً يقطعون الطريق علـى قوم، فـيستصرخهم الـمراد ذلك منهم، فـيصرخونهم، وكلّ ذلك مرورهم كراماً.
    (السرعة صفة بعض أشكال مرور الكرام وليس صفة لكل مرور يمره الكرام)
    النسفي: { مرّوا كراماً } معرضين أنفسهم عن التلوث باللغو.
    الخازن: إذا مروا بمجالس اللهو والباطل مروا كراماً أي مسرعين معرضين، وهو أن ينزه المرء نفسه ويكرمها عن هذه المجالس السيئة.

    اترك تعليق:


  • نذير طيار
    رد
    أخي الأستاذ الكريم منذر:
    لا خوف من الذهاب إلى العمق وفلسفة الأمور ما دام الحق هو المطلوب.
    وفقرتك الأخيرة تأكيد لما قلته أنا سابقا، عن أن مرور الكرام هو أرقى درجة من المرور الكريم. لأن مرور الكرام سلوك يتميز بالتأصل في صاحبه وديمومة الصدور منه، بينما قد يكون المرور الكريم سلوكا مرحليا مؤقتا صادرا من غير الكريم.

    تحياتي القلبية

    اترك تعليق:


  • منذر أبو هواش
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
    [align=justify]السلام على الجماعة المتذاكرة في العلم،

    وتحية خاصة للحبيب منذر أبي أحمد،

    لا شك في أن مرور الكرام مرور خفيف ظريف نحيف عفيف لطيف بمعنى أن الكرام عندما يمرون بأهل اللغو فإنهم ينكرون عليهم لغوهم ويعرضون عنهم وهم يخفون رجلهم كي لا تتأذى آذانهم من كلامهم .. لذلك اكتسبت الآية في الاستعمال المثلي (نسبة إلى المثل بفتح الفاء والعين) دلالة السرعة وخفة الرجل .. فنحن اليوم نستشهد بها على المرور السريع وهذا معنى جديد لطيف ينبغي تمييزه عن معنى الآية كما وردت في التفاسير والله أعلم.

    وهلا وغلا! [/align]
    أخي عبد الرحمن،
    مرور كريم وكلام كريم لأخ كريم،
    واسلم لأخيك الذي يحبك في الله.

    اترك تعليق:


  • منذر أبو هواش
    رد
    إذا أردنا الذهاب إلى العمق، والاقتراب من الشيء فإننا نركز عليه، وأما التوسع في طرح الأسئلة وفلسفة الأمور والتعميم فلن يزيدنا من الأمر إلا بعدا، ولن يزيد المسألة إلا تعقيدا وغموضا وتمييعا!

    نحن نتكلم لغة واحدة، ونحن نتناقش هنا في الدلالة المتعارف عليها بيننا لعبارة "مرور الكرام" من خلال تأصيلها ومقارنتها وردها إلى المصدر القرآني في ضوء المعاني المصاحبة للآية الكريمة (وإذا مروا باللغو مروا كراما).

    ليست الألفاظ ذات دلالة واحدة، بل إن العديد منها تحمل دلالات عدة ومختلفة يحددها السياق، لذلك ينبغي فهم اللفظ في ضوء سياقه الذي ورد فيه، وذلك لأن قطع وبتر اللفظ عن سياقه يؤدي إلى الإخلال في الفهم، والبعد عن القصد والصواب.

    هناك فرق كبير – وبدون أدنى شك – بين أن تصف حال التائبين الصالحين فتقول (مروا كراما) أي (مروا وهم كرام) أو (مروا مرور الكرام) من جهة، وأن تقول (كان مرورهم كريما) من جهة أخرى.

    هناك فرق حقيقي – ولا ريب - بين مرور الكريم ومرور اللئيم، لأن في مرور الكريم كرم يسر، وفي مرور اللئيم لؤم يؤذي ويضر ولا يسر!

    إن القاعدة التي تقول (إن تغيير المبنى يؤدي إلى تغيير المعنى) حقيقة لا يمكن تجاهلها أو الالتفاف عليها بأي شكل من الأشكال. وإن موضوعنا هنا متعلق في أساسه بالصفة والحال، وليس متعلقا بالفرق بين وصف السلوك ووصف الشخص!

    نعم، إن مرور الطيبين يكون طيبا دائما، وحديث الصادقين يكون صادقا دائما، وتصرف الظالمين يكون ظالما دائما، وشعور الحاقدين يكون حاقدا دائما! لكن الحديث الطيب لا يشترط أن يكون صادرا عن الطيبين المتصفين بالطيابة وحدهم دائما، والحديث الصادق لا يشترط أن يكون صادرا عن الصادقين المعروفين بالصدق وحدهم دائما، والتصرف الظالم لا يشترط أن يكون صادرا عن المتصفين بالظلم وحدهم دائما، كما أن الشعور بالحقد لا يشترط أن يكون صادرا عن المتصفين بالحقد والضغينة وحدهم دائما!

    والله من وراء القصد،

    منذر أبو هواش

    التعديل الأخير تم بواسطة منذر أبو هواش; الساعة 04-03-2009, 04:59.

    اترك تعليق:


  • نذير طيار
    رد
    أشكر جميع المشاركين في الموضوع، وكذا المتفاعلين ولو بالكلمة الطيبة وأقول:
    ما زلنا بعيدين عن الإشكالية المطروحة، ومناقشتها دفعا لأي تناقض يمس صميم اللغة العربية القرآنية.
    وحتى أكون واضحا أقول:
    - هل هناك فرق في اللغة العربية بين: وصف السلوك ووصف الشخص؟ بمعنى: هل هناك فرق بين المرور الطيب ومرور الطيبين، بين حديث صادق وحديث الصادقين، بين تصرف ظالم وتصرف الظالمين، بين شعور حاقد وشعور الحاقدين...
    قد يكون هناك فرق في الجانب النحوي للجملة، أما القيمة الأخلاقية للسلوك فتظل واحدة في كلتا العبارتين.
    وإذا كانت عبارة "مرور الكرام" استثناء في قاعدة؟ ماالذي يصنع استثناءها؟ إنها محاولة للذهاب إلى العمق في مناقشة المسألة، بعيدا عن كل هروب من طرح الأسئلة الحقيقية.
    - ولماذا يوصف المرور هنا بالكريم دون غيره من النعوت؟ وماالذي تكرَّم به المارُّون؟ هل هو وقتهم الثمين الذي تكرَّموا به على أنفسهم فصرفوه فيما ينفعهم أو ينفع غيرهم دنيا وآخرة؟
    - إنها أسئلة تهدف إلى الفهم المعمق لا أكثر، ولعل ما بدأه د.وسام بداية مشجعة للذهاب أبعد.
    تحياتي القلبية

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    أعتقد أنه يجب التمييز بين المعنى القرآني للعبارة و المعنى التداولي للعبارتين ،فقد توقفت في تدخلي الأول عند رأي المفسرين ،وسأحاول الآن الإشارة إلى المعنى التداولي .
    أعتقد أن عبارة "مرور الكرام" تحمل تداوليا معنى قدحيا ، إذ لا نستعملها إلا بمعنى قدحي، أي المرور المتسرع الذي لا يعير اهتماما لما مر عليه .
    أما عبارة "المرور الكريم" فتحمل تداوليا معنى إيجابيا كما سبقت الإشارة في التدخل الأول . وبذلك تصبح العبارتان متعارضتين في بعدهما التداولي.
    ولكم واسع النظر.

    اترك تعليق:


  • عبدالرحمن السليمان
    رد
    [align=justify]السلام على الجماعة المتذاكرة في العلم،

    وتحية خاصة للحبيب منذر أبي أحمد،

    لا شك في أن مرور الكرام مرور خفيف ظريف نحيف عفيف لطيف بمعنى أن الكرام عندما يمرون بأهل اللغو فإنهم ينكرون عليهم لغوهم ويعرضون عنهم وهم يخفون رجلهم كي لا تتأذى آذانهم من كلامهم .. لذلك اكتسبت الآية في الاستعمال المثلي (نسبة إلى المثل بفتح الفاء والعين) دلالة السرعة وخفة الرجل .. فنحن اليوم نستشهد بها على المرور السريع وهذا معنى جديد لطيف ينبغي تمييزه عن معنى الآية كما وردت في التفاسير والله أعلم.

    وهلا وغلا! [/align]

    اترك تعليق:

يعمل...
X