الفرق بين مرور الكرام والمرور الكريم ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • د. وسام البكري
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة
    الأستاذ الفاضل نذير طيار،

    عبارة " مر علينا فلان مرور الكرام " لا تستخدم استخداما مجازيا إلا من أجل الدلالة على السرعة والخفة واختصار الوقت، والشائع أنها غالبا ما تستخدم في اللغة بمعزل عن المناسبة القرآنية، لذلك أعتقد أن تفسيرك المحدث لها على أنها إشارة للإهمال واللامبالاة ناشئ عن تصور شخصي خاطئ، ويمكنني الادعاء بأن هذا الفهم فيه توسع وتكلف لا مبرر ولا أصل له في الحقيقة والواقع.

    لقد كان التأصيل اللغوي هو هدفي الوحيد من الإشارة إلى العلاقة اللغوية التاريخية بين هذا التعبير والآية القرآنية موضوع البحث في هذه المشاركة. ولست أرى سببا ولا مبررا مقنعا لإقحام وإدخال أية دلالات سلبية إضافية في هذا التأصيل.

    وشكرا لجهودكم،

    منذر أبو هواش

    أستاذي الفاضل منذر أبو هوّاش .. أرجو أن تسمح لي بإبداء الرأي في مداخلتك للأستاذ الفاضل نذير طيّار ، والذي شجعني على ذلك محاولتك تأصيل العبارتين؛ وأن نتعاون في هذا التأصيل الذي هو هدف الجميع إن شاء الله.

    أعتقد بتواضع أن التأصيل يبدأ من المعجم العربي، وتفسير القرآن الكريم، وتتبع التطور التاريخي للفظ أو المعنى عبر العصور لدى الكتّاب أو المتكلمين.
    فإذا ابتدأنا بالمعجم نجد الآتي:

    مَرَّ الكرامُ و مرُّوا كراماً و مرّوا مرورَ الكرامِ

    فالكرام تعني أن كل فردٍ منهم (كريم)، فهل يستدعي هذا أن يكون المعنى: المرور السريع ؟.

    من وجهة نظري المتواضعة حين نتمثّل هذه الجمل لابدّ من أننا نضع احتمالات متعددة للمعنى المراد، وليس من بينها المرور السريع:

    1. إالتنزيه: مرّوا وقد كرّموا أنفسهم (أي نزّهوا أنفسهم)، والكريم: الذي كَرَّم نفْسَه عن التَّدَنُّس بشيءٍ من مخالفة ربه. /يُنظر لسان العرب: كرم/.

    2. الكرام: أهل الجُود. قال الشاعر:
    فكيف إذا مَرَرْتَ بدارِ قَوْمٍ = وجيرانٍ لنا كانُوا كرامِ
    وتقديره: وجيرانٍ لنا كرامٍ انْقَضَوْا وذهب جُودُهم. /لسان العرب: كون/.

    3. وصف للعين: قيل: إِذا ما فَقَدْتُمْ أَسْوَدَ العينِ كنْتُمُ كِراماً. /لسان العرب: سود/.

    هذه هي المعاني في المعجم العربي، وليس فيها شيء من معنى المرور السريع.

    وأما في التفسير؛ في تفسير الآية الكريمة (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)/الفرقان 72/.
    فإني مع الأساتذة الأفاضل الذين سبقوني في التعقيب، فلا يظهر منها معنى السرعة، على الرغم من مراجعتي التفاسير بأنواعها واتجاهاتها المختلفة !، فخلاصة ما أجمع عليه المفسرون الآتي:

    ــ ( وإذا مروا ) * على طريق الاتفاق * ( باللغو ) * بما ينبغي أن يلغى ويطرح مما لا خير فيه * ( مروا كراما ) * أي مكرمين أنفسهم عن الوقوف عليه والخوض فيه معرضين عنه.
    أو قولهم:
    ــ وإذا مروا بأهل اللغو وهم يلغون مروا معرضين عنهم منزهين أنفسهم عن الدخول فيهم والاختلاط بهم ومجالستهم.

    وليس فيما تقدّم من معنى السرعة شيء !.

    ــــ والآن نتابع ما لدى الكتّاب وفي ألسنة المتكلمين:
    شاع في العصر الحديث هذا التعبير : مرّ مرور الكرام.

    فمن أين جاء هذا التعبير ؟

    إن ما تقدّم من شواهد تؤكد أنّ التعبير متأتٍّ من الآية الكريمة نفسها، ولكنها كانت تدل على وصف منزّهٍ ومكرّم للذين مروا، وهو وصف إيجابيّ؛ وكذلك تدل على وصف سلبي تجاه موضع المرور أو الحالة التي مروا عليها، ولا نقول مروا بها، لأنهم لم يتلبَّسوا الحالة السلبية.
    إذاً .. أصل التعبير لكل حالة سيئة، وقد كرّم المارّ نفسه عنها.

    الذي حصل .. أن التعبير حديثاً قد اتخذ معنى السرعة، بل نجد أكثر من ذلك وهو معنى السطحية، وعدم التعمق.
    ومعنى ذلك .. إن دلالة المدح للمارين في التعبير القرآني قد تغيّرت إلى معنى آخر، وهو معنى سيء لدى العوام من الناس، وهنا تساوى المارون بالحالة السيئة، فهم سواء، وهو على عكس ما أراده القرآن الكريم في أصل إطلاقه.
    ودمت أستاذنا الفاضل بخير.

    اترك تعليق:


  • منذر أبو هواش
    رد
    الأخت هناء شوقي،
    الأخ أبو صالح،
    كلماتكم مشجعة.
    شكرا لمتابعتكم،
    التعديل الأخير تم بواسطة منذر أبو هواش; الساعة 03-03-2009, 17:45.

    اترك تعليق:


  • منذر أبو هواش
    رد
    الأستاذ الفاضل نذير طيار،

    عبارة " مر علينا فلان مرور الكرام " لا تستخدم استخداما مجازيا إلا من أجل الدلالة على السرعة والخفة واختصار الوقت، والشائع أنها غالبا ما تستخدم في اللغة بمعزل عن المناسبة القرآنية، لذلك أعتقد أن تفسيرك المحدث لها على أنها إشارة للإهمال واللامبالاة ناشئ عن تصور شخصي خاطئ، ويمكنني الادعاء بأن هذا الفهم فيه توسع وتكلف لا مبرر ولا أصل له في الحقيقة والواقع.

    لقد كان التأصيل اللغوي هو هدفي الوحيد من الإشارة إلى العلاقة اللغوية التاريخية بين هذا التعبير والآية القرآنية موضوع البحث في هذه المشاركة. ولست أرى سببا ولا مبررا مقنعا لإقحام وإدخال أية دلالات سلبية إضافية في هذا التأصيل.

    وشكرا لجهودكم،

    منذر أبو هواش

    التعديل الأخير تم بواسطة منذر أبو هواش; الساعة 03-03-2009, 17:48.

    اترك تعليق:


  • منذر أبو هواش
    رد
    الأستاذ علي المتقي حفظه الله،

    أشكركم على إثرائكم للموضوع،
    وأرجو أن تكون لي عودة إليه.

    ودمتم بكل خير،

    منذر أبو هواش

    اترك تعليق:


  • هناء شوقي
    رد
    لا أجمل من الاكتشاف والعلم والمعرفة
    حتى الحوار الثقافي واللغوي بينكم راق

    احترامي لكم

    اترك تعليق:


  • أبو صالح
    رد
    موضوع جميل لأبي أحمد وتعليق أجمل لنذير طيار

    اترك تعليق:


  • نذير طيار
    رد
    أخي الكريم منذر أبو هواش:
    هناك احتمال دلالي واضح، هذه بعض تفاصيله:
    1- جاء ذكر "مرورالكرام" في القرآن على سبيل المدح، وهو الأصل، وتحوُّل العبارة إلى ما يشبه الذم مخالف للأصل. كأن يقول أحدنا: لقد مر علينا فلان مرور الكرام، إشارة إلى إهماله لنا ولامبالاته بنا. لأن الضد هو الذي سيكون في درجة ما يشبه المدح: مر علينا مرور اللئام. ومرور اللئام لا شيء يستحق المدح فيه.
    2- نتيجة ما سبق أن: العبارتين كانت لهما الدلالة نفسها، ولكن الاستعمال والتطور المخالفان للأصل، ابتعدا بدلالة إحداهما عن دلالة الأخرى.
    3- المرور سلوك، وسلوك الكريم لن يكون إلا كريما. والموافقة على هذا مع القول بالدلالتين تستدعي القول كذلك بـ:
    - أن يكون عطاء السخي غير سخي.
    مع ملاحظة أن كل مرورِ الكرام كريم، وليس كل مرور كريم هو مرور للكرام. بمعنى أن مرور الكرام هو أعلى مقاما من المرور الكريم، خلافا للمعنى الذي أصبح شائعا لمرور الكرام.
    4- ما يدفعني إلى هذا هو كثير من الدراسات التي تتحدث عن المنطق واللغة العربية.
    5- خلاصة هذا الرأي: أن مرور الكرام مثل زيارة المريض يتميز بالخفة واللطافة. ولأنه مرور لكي يكون كريما أو من كرام يجب أن يكون خفيفا لطيفا.
    6- هذا مجرد احتمال قد يسنده بحث معمَّق في التطور الدلالي للعبارة تاريخيا، لكشف ما لحقها من انزياحات لغوية.
    تحياتي القلبية

    اترك تعليق:


  • علي المتقي
    رد
    الأستاذ الكريم منذر : قضايا لغوية دقيقة لا ينتبه إليها إلا من له حس لغوي سليم ، وملكة لغوية متميزة .فشكرا الأخ الكريم
    اسمح لي أخي أن أبدي وجهة نظري في الفرق بين العبارتين ،
    في العبارة الأولى "مرور الكرام "، نجد أن صفة الكرم صفة للإنسان، في حين أنها في العبارة الثانية " المرور الكريم" هي صفة لفعل المرور، وهي صفة لها معنى واحد ،
    . "وأصل الكرامة أنها نفاسة الشيء في نوعه قال تعالى: أنبتنا فيها من كل زوج كريم"
    وإذا فهمناها بهذا الفهم يكون معنى العبارة الأولى مرور الكرام المعنى الذي أعطاه لها القرآن الكريم . ومعنى الآية القرآنية :
    وَإذَامَرُّواْ بِالَّلغْوِ مَرُّوا كِراماً } عند الزمخشري في الكشاف : وإذا مروا بأهل اللغو والمشتغلين به. مرّوا معرضين عنهم، مكرمين أنفسهم عن التوقف عليهم والخوض معهم، كقوله تعالى:
    { وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَا أَعْمَـٰلُنَا وَلَكُمْ أَعْمَـٰلُكُمْ سَلَـٰمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِى ٱلْجَـٰهِلِينَ }

    وعند الرازي في التفسير الكبير : أنهم يكرمون أنفسهم عن مثل حال اللغو، وإكرامهم لها لا يكون إلا بالإعراض وبالإنكار وبترك المعاونة والمساعدة، ويدخل فيه الشرك واللغو في القرآن وشتم الرسول، والخوض فيما لا ينبغي .وأصل الكلمة من قولهم ناقة كريمة إذا كانت تعرض عند الحلب تكرماً، كأنها لا تبالي بما يحلب منها للغزارة، فاستعير ذلك للصفح عن الذنب، وقال الليث يقال تكرم فلان عما يشينه إذا تنزه وأكرم نفسه عنه ونظير هذه الآية قوله:
    { وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَا أَعْمَـٰلُنَا وَلَكُمْ أَعْمَـٰلُكُمْ سَلَـٰمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِى ٱلْجَـٰهِلِينَ }

    وعند الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير:أنهم يمرون وهم في حال كرامة، أي غير متلبسين بالمشاركة في اللغو ، فإن السفهاء إذا مروا بأصحاب اللغو أنِسُوا بهم ووقفوا عليهم وشاركوهم في لغوهم، فإذا فعلوا ذلك كانوا في غير حال كرامة.ٍ
    والكرامة: النزاهة ومحاسن الخلال، وضدها اللؤم والسفالة.

    ولا يفهم من إي من هذه التفاسير معنى المرور السريع ، وإنما السرعة وسيلة قد يلجأ إليها الكرام إعراضا عن اللغو وهروبا منه ، وقد لا يسرعون ، و إنما لا يلتفتون إليه أو يستمعون إليه أو يهتمون به فيعرضون عنه، وهم في أماكنهم ، فيكونون بذلك كراما.
    أما المرور الكريم ، فهو المرور الذي يترك أثره الطيب في المكان الذي يقع فيه .
    ولكم واسع النظر .
    التعديل الأخير تم بواسطة علي المتقي; الساعة 03-03-2009, 14:56.

    اترك تعليق:


  • منذر أبو هواش
    رد
    أخي الأستاذ الفاضل وسام البكري،

    لا اعتراض لدي على كون الكرام جمع كريم ...!
    فأين السؤال ...؟ وأين الإشكال ...؟

    ودمت بكل خير،

    منذر أبو هواش

    اترك تعليق:


  • منذر أبو هواش
    رد
    الأستاذ الفاضل نذير طيار،

    قلت بأعلاه مؤصلا لاستخدام عبارة (مرور الكرام) ومفسرا لها: "مرور الكرام هو في الأصل المرور المذكور في قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ) (الفرقان 72).

    مرور الكرام كريم ولا شك في كافة الأحوال، ولا اعتراض لدي على هذا الوصف، لكن الكرام عندما يمرون باللغو فإن من صفات مرورهم في هذه الحالة الخاصة أنه يكون مرورا خاطفا وسريعا أيضا!

    عد إلى التفاسير، وحسبك بها شاهدا.

    ودمت بكل خير،

    منذر أبو هواش

    التعديل الأخير تم بواسطة منذر أبو هواش; الساعة 03-03-2009, 14:19.

    اترك تعليق:


  • د. وسام البكري
    رد
    أخي العزيز الأستاذ منذر أبو هواش
    شكراً لك ولتمييزك اللغوي، ولكن كيف يمكنك أن تُجيب عن الإشكال الآتي:
    في المعجم العربي: (الكِرام) أحد جموع (الكريم).

    فأيّ فرقٍ بينهما ؟.

    ودمت بخير

    اترك تعليق:


  • نذير طيار
    رد
    أخي الأستاذ منذر:
    بقراءتي لموضوعك، تبادر إلى ذهني سؤالان مهمان:
    1- مرور الكرام لا يمكن أن يكون إلا كريما. وهنا يقع تناقض منطقي، من الصعب رفعه، إذا قلنا بوجود فرق بين الدلالتين.
    2- رأي كهذا بحاجة إلى شواهد لغوية. فهل نعثر عليها؟
    تحياتي القلبية

    اترك تعليق:


  • منذر أبو هواش
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منال الغامدي مشاهدة المشاركة
    شكرا أستاذي الكريم : منـــذر على هذا الإيضاح
    ولكن ليتفق الجميع على كون مرور الكرام كما ذكرت
    لا بد من أن تكون مرجعيتنا واحده ..
    ولكن لفتتك جميله جدا , وأظنني ف يأكثر من مناسبة
    لاحظت أن مستخدمي عبارة مرور الكرام يقصدون المرور بلا مبالاة ولا اهتمام بما تم المرور عليه ..!!
    والآن اتضحت الصورة أكثر

    تحياتي
    الأخت منال،
    مرور الكرام هو مرور عابر سريع
    وأما المرور الكريم فهو مرور تكريم
    ولا يشترط فيه أن يكون سريعا
    شكرا لمرورك الكريم
    ودمت بكل خير
    منذر أبو هواش

    اترك تعليق:


  • منذر أبو هواش
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة ثروت سليم مشاهدة المشاركة
    الأخ الحبيب الأستاذ : منذر
    اسمح لي بهذا المرور المتواضع
    أن القي عليك التحية
    سائلا الله تعالى أن يجعلني أنا وانت
    من الذين أذا مروا كانوا كراما في مرورهم
    مع تقديري
    أخوك
    أخي الأستاذ ثروت سليم،
    حللت أهلا ووطئت سهلا
    وشكرا لمرورك الكريم،
    منذر أبو هواش
    التعديل الأخير تم بواسطة منذر أبو هواش; الساعة 03-03-2009, 10:43.

    اترك تعليق:


  • منال الغامدي
    رد
    شكرا أستاذي الكريم : منـــذر على هذا الإيضاح ,
    ولكن ليتفق الجميع على كون مرور الكرام كما ذكرت
    لا بد من أن تكون مرجعيتنا واحده .
    ولكن لفتتك جميله جدا , وأظنني في أكثر من مناسبة
    لاحظت أن مستخدمي عبارة مرور الكرام يقصدون المرور بلا مبالاة ولا اهتمام بما تم المرور عليه ..!!
    والآن اتضحت الصورة أكثر .

    تحياتي
    التعديل الأخير تم بواسطة منال الغامدي; الساعة 03-03-2009, 10:47.

    اترك تعليق:

يعمل...
X