
.. قُبيلَ اقترابِي, على غفلةٍ, من مَدَاك ..
أكانَ على الأرضِ أن تستديرَ إلى الخلفِ ..
أن تتباعد أسفارُنا فوقها ..
أو تمرَّ رياحي عليها سراعاً .. لتنأى مناي إذن عن مُنَاك؟
أكانَ على الأفقِ أن يتظاهرَ بالصّحوِ ..
كي لا يُؤرَّخَ بالغيثِ يومُ لِقاك؟
أكانَ على الوقتِ أن يأمُرَ العقربَيْنِ ..
بأنْ يقضيا ذلك اليومَ دونَ حِراك؟
.. ومنذُ البدايةِ .. لمّا تفتَّحَ زهري على قطرةٍ مِن نَدَاك ..
أكانَ عليّ التنازلُ عن حاجتي للحياةِ ..
وما عدتُ أحيا سوى كي أراك؟
أكانَ عليّ الهلاك ؟..!
.. مساءَ التقينا .. وفاحَ, بأعذَبِ ما لم يُخيَّل إليَّ, شذاك
أكانَ عليّ اعتزالي ..
وكانَ على نورِ عينيكِ ألا يجوسَ خِلالي ..
وكانَ على كلِّ شيءٍ حَوالَيَّ أن يتجاهلَ ومضَ سناك؟
أكانَ عليَّ الجلوسُ بعيداً ..
ولا فرق – حيثُ تكونين – بين هنا أو هناك؟
أكانَ عليَّ التشاغُلُ عنكِ ..
وأنتِ تطوفين حول حدائق عينيّ مثل الملاك ؟
أكانَ على أذنيّ التعذّر منكِ ..
وأنت تقولين ما لا تودّين أنك قلتِ لئلا أعيشَ بذكرى صداك ؟
أكانَ على الشاي أن يتخثّرَ قبل بلوغِ فمي حينما قدَّمتهُ يداك؟
.. وحين اعترفتُ بأنكِ ملهمةُ الشعر من عهدِ آدمَ حتى نشبتُ بذاتِ الشِّراك ..
أكانَ عليّ السكوتُ ..
أكانَ على الشعر أن يتمرّدَ ..
ألاّ يطيعَ تولُّعَ حرفي بذكرِكِ ..
ألاّ يؤمَّ حِمَاك؟
أكانَ على الحاء والباء أن يهجرا أحرف الأبجديةِ ..
أن يذهبا حيثُ لا يتمنطقُ حلقي ولا تلتقي شفتاك؟
.. وحين تذرَّعتِ بالذكرياتِ .. ومستقبلُ الروحِ بعضُ رضاك ..
أكانَ عليّ تفادي سهامِ الهوى ..
والنُّجومُ وكلُّ الوجوهِ تشيرُ إليَّ بأنّي فَتَاك؟
أكانَ عليّ إدانةُ روحي التي صَدَّقَتْ ..
أن ثمةَ توأمُ روحٍ لها فيكِ لا في سواك ؟
أكانَ عليّ بأن أتجاوَزَ كلّ القواميسِ أوْ أتَنَكَّبَ كلّ النواميسِ ..
حتى أكونَ – وأنّى أكونُ - أخاك ؟
أكانَ عليّ بأن أقضيَ العمرَ في ردهاتِ القصورِ ..
أُفتّشُ في كلّ أنثى هنالك عنكِ وعمّا أسميهِ – عَجْزاً – هواك؟
.. وبعدُ .. وعشقي الجنونيُّ أبعدُ من منتهاك ..
أَكَانَ عَليّ حصَارُكِ حتى تُكذّبَ عَيناكِ لونَ الحقيقةِ ..
حَتّى تُشَكِّكَ في دَرْبِ حُبّي خُطَاك؟
تعليق