ما الذي يــبكيكِ ؟؟
[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/129.gif" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أنت يامُفرطة ً في الضّــيق حزنـَا=قد ملأتِ الدّارَ دمعًا ونــُـــــــواحَا
فاكففي الهمَّ ورومي الصَّبرعـونـَا=واتركي الغمَّ وما أخفى جــــراحَا
ما الذي أشقاكِ فاستبــــدلتِ لونـَـا=كان كالشمسِ ابتهاجًا وانـــشراحَا
ورأيتِ الأبيضَ النـُّــوري كفنــــَـا =وجعلتِ الأسودَ الباكي وشاحـَـــــا
ورضيتِ الليلَ والأوجاع سجنـَـــا=لم تشائي أن تريْ بعدُ الصباحــَــا
هل ترى يبكيكِ عشقٌ قـد تجنــَّـى=أرهقَ الجسمَ غـدُوًّا ورواحـَــــــــا
سلب النوم فما أغمضت جفـــــنـَا=واستحلَّ القلبَ مسلوبًا مــــــباحَا
لـم تريْ للشعر أو للنثـر معنـــــى=وأضعتِ الشدو إذ كان مـــــــتاحَا
ورأيتِ العمر إذ يبلى ويفنـَـــــــى=وانكفأتِ حين ألقيتِ السـِّـــــــلاحَا
لم يرقـْكِ البلبلُ الصدَّاح غنــَّـــــى=وطربتِ إذ غرابُ البيــن ناحـــــا
أنتِ يامفرطة ًفي الهمّ خوفـــَــــــا=
غيـــِّـــــــري واقعك المرَّ وثوري =
واظهري كالطيـر سلوانـًـا فرفــَّـا=
واستهلَّ العمرَ في ريِّ البكــــــور=
أنتِ في وهم وفِي ظنٍّ دخــــــــيل ِ=تدفعين القلب نحـــــــو الانكســارِ ِ
أنتِ كالوردة في كف الذبـــــــــول ِ =لم تعدْ تملكُ تجديدَ النـَّــــــــــــظار ِ
صرتِ حظ َّالوجع ِالقاسِي الطويل ِ=دونَ داع ٍصرتِ حظ َّالانصـــــهار ِ
لم تريْ بدًّا لإشفاءِ الغلـــــــــــــيل ِ=فأضاعَ العقلُ مفتاحَ القـــــــــــرار ِ
أنتِ قلبٌ ضاع في طيِّ السَّبـــــيل ِ=واتزانٌ ضاع في عنفِ الــــــدُّوار ِ
أنتِ لم ترضيْ بإنشادٍ قلـــــــــــيل ِ=وتأهبتِ إلى سبق ِالفــــــــــــــرار ِ
فضللتِ الدّربَ في ركبٍ ضلـــــيل ِ=سفرًا منْ غير ِعَوْدٍ في اغــــترار ِ
وتحمّلتِ أسى عمر ٍ علــــــــــــيل ِ=واعتقدتِ الكونَ يسعى لانتــــحار ِ
فأثرتِ الأرض رعبًا بالعــــــــويل ِ=وأضعتِ العمرَ في طيِّ التـــواري
دونما صـــــــــبرٍ ولا رشدٍ عقــيل ِ=بعتِ ماكان يمينًا للـــــــــــــــيسار ِ
أنتِ يامفرطة ًفي الحزن رجـــــفًا=
أقلبي الأوضاع عزما واستديـري=
إنـَّكِ خلـَّــفتِ عمرًا لم يــــــــــوفَّ=
ورياضًا من أقاح ٍوَزُهـــــــــــــور =
أنتِ يامرهقة ًبالهمِّ قلـــــــــــــــبًا=لم يزل يهفو إلى تلك الأمـــــانـي
فغدَا سلبًا لهذا الحزن نــــــــــهبًا=تاهَ في الوسواس عن برِّ الأمـان ِ
هل تـُرى أبكاكِ يُـتمٌ فــــــــــتربىَّ=يأسُكِ النّاخِرُ في الجسم المُـعانِي
فبكيتِ الرَّاحلَ الغـَـالِي المُحِــــــبَّا=ثمَّ ماعدتِ لتجديدِ الأغـــــــــــاني
فسلكتِ مسلكًا أعياكِ صـــــــــعبًا=فتنحَّى الحسنُ عن ذاك الكــــيان ِ
والهوَى يرفضُ أنْ يأتِي ويأبـَــى=ويخافُ الموتَ من قـــــبل الأوان ِ
فاهجري موقعك المملول جــــــدبًا=صارَ مرعَى للمآسي والـــــهوان ِ
واسْكنِي فـكرًا بعيدَ الأفق خـصبًا=وادركِي العيدَ مع الغيدِ الحــسان ِ
واغنمِي العمرَ فلا يُحتَـلُّ غصــبًا=وارفعِي العزمَ وحسمَ العنـــفوان ِ
كانَ عيبًا ظنـُّــكِ الإنشادَ عيـــــبًا=إنما الجاني الذي يُغرَى بجـــــان ِ
أنتِ يامفرطة ًفي الخـوفِ ضعفـَا=
كم أضعتِ من حـــــبور ٍ وسرور ِ=
أنَّ جرحَ القلب قد يـــــزدادُ نزفـَا =
فاقرئي للحبِّ مابين السـُّــــــطور=[/poem]
تعليق