الانتظار صمتا
لاأعرف كيف أصمت لعمر تقرره أنفاس مرت أمام خطواتي ولم تترك لي سوى مواعيد ما،لأشياء ما،يلزمها انتظار طويل...
رهيبة تلك المواعيد إذا كانت تتطلب انتظارا صامتا،واقعا تحت سلطة الذهول...
عليّ،لأتعلم الانتظار في صمت أن أرتدي ذوقا يخالف رغباتي الجنونية التي لاأقاومها...
وأن أحيل كلماتي إلى كرسي الاستقالة...
وربما عليّ أن أتنازل عن وقتي وأقدمه لإنسان آخر يستفيد منه في إلقاء خطاب سياسي،أو محاضرة في علم ما...
أنا التي تقول دائما أ ن الوقت لوكان يشترى بالمال لاشتريته،حتى لايصير رصيدي من الإبداع والطموح صفرا،وأنا في بداية الطريق...
هل علي أن أحب الثلج مثلا حتى أتعلم الانتظار في صمت؟؟
ولكنني من ذلك النوع الذي يعتبر الشمس ضرورة قصوى لكل يوم...وقد يمكث في البيت إلى الأبد لو كانت كل الفصول شتاء تكسوه الثلوج...
أن أتعلم الانتظار في صمت مطبق معناه أن أتخلى عن الكتابة...
وهل يمكن لروح ان تفارق جسدا بهذه السهولة؟؟؟
بغض النظر عن السهولة التي يكون عليها ذلك الفراق في لحظة الموت التي يقبض فيها ملك الموت الأرواح بأمر من الله
إذن فالتخلي عن الكتابة لايكون إلا في حالة الموت
وهل يرضى أحدنا أن يعيش ميتا لفترة تساوي عمرا تحدده حالة ترقب؟
التخلي عن الكلام والتزام الصمت يعني بالضرورة ترك الكتابة
ولكن المفارقة أني عندما أصمد صمتا، لزمن ما ،تحدده ظروف ما،أجدني اكتب وأنا صامتة...
وتتلاحق الحروف داخل سجني كما لو أنها تكفر بأن الأوراق هي موطنها ومستقرها الأبدي...
وماأصعب السجن إذا تحول إلى وطن مؤبد.
أسماء 4مارس2009
تعليق