جاذبية الأسلوب الجيد
========
علينا أن نتعلم كيف نستطيع أن نؤثر في النفوس بأسلوب جذاب , باختيار كلمات واضحة تنقل المعاني أو الحقائق إلى ذهن القارىء أو السامع بسرعة وسهولة ووضوح , ونقل الشعور مصبوغا بروح الكاتب أو المتحدث ملونا من ذاته يختلف أثره في نفوس المتلقين .
فالأسلوب هو إحساس النفس لا بتقليد الغير في الكتابة أو الحديث وهذا يعطي للأسلوب قوة وشخصية متميزة . كما تؤثر البيئة على الألفاظ فكلام البدوي غير كلام الحضري . أما القارىء المثقف فيستطيع أن يلون أسلوبه بلون البيئة التي يخاطبها وإن كان من بيئة تختلف عن أسلوبه .
وكذلك العصر يؤثر بألفاظه في الكتابة فألفاظ الجاهلي غير أسلوب الشخص المعاصر
كما أن لكل موضوع ألفاظ ينبغي أن تتمشى معه فالحديث عن الفرح يحتاج إلى ألفاظ تختلف عن ألفاظ الحديث عن الأحزان والمصائب .
ويمكن أن نقول أن الأسلوب يجب أن يكون واضحا وقويا وجميلا لنقل المعاني والثأثير بها وإثارة الشعور بالمتعة والسرور والإعجاب .
فالوضوح عند إرادة الإفهام
والقوة عند إرادة التأثير
والجمال عندما نريد الإمتاع والسرور
وهذا يتطلب من الكاتب أن يكون قارئا ومطلعا ولديه ثروة لغوية كبيرة من اللغة ,
كما ينبغي أن ينسق بين الألفاظ وأن يطابق أو يقرب بين اللفظ في صوته ومعناه ويكون هناك هندسة في أجزاء الكلام طولا وقصرا مع مناسبتها للموضوع .
مثال كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم :
( فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته , ومن الشبيبة قبل الكبر ومن الحياة قبل الممات .)
وأيضا إذا أحببت أن يقبل الناس على كلامك وأسلوبك فكن مستمعا جيدا لكلامهم . وأقبل عليهم وهم يحدثونك بكل جوارحك مبتسما متابعا لما يقولون في فرحهم ومتأثرا بوجهك في كلام حزنهم . ولا تقاطع المتحدث حتى ينتهي من كلامه , وفي هذا تكون قد تعلمت من مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم , الذي كان أحسن الناس استماعا لغيره وأكثرهم روعة في أسلوبه الواضح الشهي الذي لا يريد مستمعه أن يقوم من أمامه
تعليق