رسالة إلى أولياء هولاكو في ليلة سقوط بغداد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي المتقي
    عضو الملتقى
    • 10-01-2009
    • 602

    رسالة إلى أولياء هولاكو في ليلة سقوط بغداد

    [align=center]




    يعنو

    الرجاءُ ببابِ المدينهْ

    وتفيضُ

    جِرارُ الصمتِ اللعينهْ،

    فتسيلُ

    بكلِّ الجهاتْ

    تلتهمُ الحياةْ

    خلفَ أسوارِ المدينهْ.

    الحجاج ماتْ...

    فاستنسرَ البُغاثْ…

    يكفِّنُ

    ظلُّهُ خضرةَ النخيلْ

    تاريخَ الرشيدْ

    يحجب

    شمسَ الظهيرهْ.

    كلُّ الشعابِ

    تصبُّ في كربلاءْ

    فاستعدُّوا للبكاءْ

    وليُسلِّمِ القلبُ

    لليأسِ يقينهْ.

    لستمْ من قتلَ الحجَّاجَ

    حتى تركبُوا السفينهْ.

    أنتمْ والحجاجُ سواءْ

    لا فرقَ

    بين من رفعَ السَّيفَ

    وبين

    من جذعَ الأنْفَ

    كلٌّ

    أضمرَ الضَّغينهْ.

    يا أحبابَ قلبِي

    الأفراسُ

    لا تنزلُ للبحْرِ

    ولا الدلافين

    تصعَدُ للبَرِّ

    فاقتلُوا

    فيكُم خصلةَ الغدْرِ

    تنفتحُ البصيرَهْ.
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة علي المتقي; الساعة 05-03-2009, 18:43.
    [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
    مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
    http://moutaki.jeeran.com/
  • طالبة
    عضو الملتقى
    • 26-09-2007
    • 186

    #2
    الأستاذ الكبير علي المتقي

    كل كلمة في هذه القصيدة تصف حدثا كبيرا
    والقصيدة كلها تصف تأريخ العراق الحبيب كله

    سلمت أناملك الرشيقة وشكرا لك لأنك أمتعتنا وأبهرتنا

    لك الورد والود
    التعديل الأخير تم بواسطة طالبة; الساعة 05-03-2009, 20:06.

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة علي المتقي مشاهدة المشاركة
      [align=center]




      يعنو

      الرجاءُ ببابِ المدينهْ

      وتفيضُ

      جِرارُ الصمتِ اللعينهْ،

      فتسيلُ

      بكلِّ الجهاتْ

      تلتهمُ الحياةْ

      خلفَ أسوارِ المدينهْ.

      الحجاج ماتْ...

      فاستنسرَ البُغاثْ…

      يكفِّنُ

      ظلُّهُ خضرةَ النخيلْ

      تاريخَ الرشيدْ

      يحجب

      شمسَ الظهيرهْ.

      كلُّ الشعابِ

      تصبُّ في كربلاءْ

      فاستعدُّوا للبكاءْ

      وليُسلِّمِ القلبُ

      لليأسِ يقينهْ.

      لستمْ من قتلَ الحجَّاجَ

      حتى تركبُوا السفينهْ.

      أنتمْ والحجاجُ سواءْ

      لا فرقَ

      بين من رفعَ السَّيفَ

      وبين

      من جذعَ الأنْفَ

      كلٌّ

      أضمرَ الضَّغينهْ.

      يا أحبابَ قلبِي

      الأفراسُ

      لا تنزلُ للبحْرِ

      ولا الدلافين

      تصعَدُ للبَرِّ

      فاقتلُوا

      فيكُم خصلةَ الغدْرِ

      تنفتحُ البصيرَهْ.
      [/align]
      الزميل القدير
      علي المتقي
      تحية لك زميلي أبعثها لك من قلب خفق حبا بالعراق وأهله النجباء الأصلاء.
      لكني أود أن أقول لك سيدي
      (( أن بغداد لم تسقط.. بل سقط الغزاة.. بغداد مازالت تقاوم وستبقى حتى آخر قطرة دم من كل شريان حر))
      كل الود لك
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • سعيد حسونة
        اديب و شاعر
        • 08-02-2009
        • 415

        #4
        [align=center]الاستاذ القدير / علي المتقي
        سلمت اناملك التي تكتب التاريخ و الملاحم ..
        سيبقى العراق ياسيدي .. عصيٌ على الغزاة ..
        لن ينكسر مادام فيه حرٌ يجاهد و يقاوم ..
        ومهما أطال الليل المكوث .. فإن الفجر
        قادم ..
        أستاذي الفاضل ..
        أبدعت في نثر الأوجاع .. وأتقنت سرد الحكايه

        مع تقديري و احترامي لك و لقلمك الثائر

        سعيد حسونة[/align]
        [align=center]

        بالرغم ما في الحب ...
        من الوجع الثائر... والألم المتدفق
        بغزارة النزيف ...

        سأبقى انتظره... لعله
        يتساقط على قلبي ... يوما ً
        كأوراق الخريف...

        سعيد حسونة
        [/align]

        تعليق

        • محمد القاضي
          أديب وكاتب
          • 17-10-2008
          • 505

          #5
          نص يحمل الصدق في التعبير وروعة الإحساس ,,,
          ولكنك يا سيدي أدرجت هذا النص ضمن ركن قصيدة النثر ,
          في حين أن التمسك بالقافية والتفعيلة يتناقض مع شخصيتها ,,,

          متمنيا لك دوام التألق,
          مع تحياتي
          ...............
          البـنـدقيـة لا تَـقـتـل ، بل العقـل الذي أمرهـا !!







          "محمد القاضي"

          تعليق

          • نجلاء الرسول
            أديب وكاتب
            • 27-02-2009
            • 7272

            #6
            [align=center]


            يعنو

            الرجاءُ ببابِ المدينهْ

            وتفيضُ

            جِرارُ الصمتِ اللعينهْ،

            فتسيلُ

            بكلِّ الجهاتْ

            تلتهمُ الحياةْ

            خلفَ أسوارِ المدينهْ.

            الحجاج ماتْ...

            فاستنسرَ البُغاثْ…

            يكفِّنُ

            ظلُّهُ خضرةَ النخيلْ

            تاريخَ الرشيدْ

            يحجب

            شمسَ الظهيرهْ.

            كلُّ الشعابِ

            تصبُّ في كربلاءْ

            فاستعدُّوا للبكاءْ

            وليُسلِّمِ القلبُ

            لليأسِ يقينهْ.

            لستمْ من قتلَ الحجَّاجَ

            حتى تركبُوا السفينهْ.

            أنتمْ والحجاجُ سواءْ

            لا فرقَ

            بين من رفعَ السَّيفَ

            وبين

            من جذعَ الأنْفَ

            كلٌّ

            أضمرَ الضَّغينهْ.

            يا أحبابَ قلبِي

            الأفراسُ

            لا تنزلُ للبحْرِ

            ولا الدلافين

            تصعَدُ للبَرِّ

            فاقتلُوا

            فيكُم خصلةَ الغدْرِ

            تنفتحُ البصيرَهْ



            قدْ سقطَ البغضُ حريقاً
            كما سقطتْ
            يوماً بغدادْ !!!!

            فاعلمْ أنَّ العمرَ ضريحٌ
            كفِّي تابوتُ المنفى

            الساعةُ في عمري صفرٌ
            إنِّي بين أناملَ سخَطكَ
            بابٌ من أبوابِ الظلمهْ

            بابٌ لا يغلقهُ عجزُكَ
            أن تُكملَ في حرفكَ
            معنى

            المعنى في قلبِ الشارعْ
            هل يسوى في ألمي شيئاً
            لأُمهِّدَ مُدناً من أشباحْ
            !!!!

            دمت قديراً
            شاعرنا الكريم

            وهي حقيقية الوفاء للتراب
            أن يموت في أرضه الوجع
            [/align]
            نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


            مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
            أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

            على الجهات التي عضها الملح
            لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
            وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

            شكري بوترعة

            [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
            بصوت المبدعة سليمى السرايري

            تعليق

            • علي المتقي
              عضو الملتقى
              • 10-01-2009
              • 602

              #7
              الأخت الكريمة طالبة : الود والتقدير متبادل بين كل رواد الملتقى وسيظل ، والكلمة الطيبة الصادرة عن عين قرأت وقلب استمتع ولسان نطق تترك أثرها الكبير على المخاطب بها ، فلك كل الود وكل التقدير وكل الاحترام .
              [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
              مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
              http://moutaki.jeeran.com/

              تعليق

              • علي المتقي
                عضو الملتقى
                • 10-01-2009
                • 602

                #8
                الأخت الكريمة والزميلة المقتدرة عائدة :
                لقد كتب هذا النص فعلا في تلك الليلة المشؤومة التي خيم فيها الصمت على القنوات الفضائية ولم نعد نعرف ما يجري في بغداد الصامتة ، لكن تتابع الأحداث وتسلسلها فيما بعد أثبت أنه على الرغم من أنف الزمان العنيد، وأنف من يتمنى أن يرى العراق مذبوحا من الوريد إلى الوريد، سيحترق العراق ومن رماده يبعث من جديد، صلبا قويا شامخا شموخ تاريخ الرشيد .
                فألف محبة للعراق ولأهلنا في العراق . محبتي وتقديري لك يا سيدتي .
                [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                http://moutaki.jeeran.com/

                تعليق

                • علي المتقي
                  عضو الملتقى
                  • 10-01-2009
                  • 602

                  #9
                  أخي والشاعر المبدع سعيد : كلماتك تنبئ عن نفس أبية تأبى إلا أن تقول لا حتى آخر نفس ، وبمثل هذه النفوس الأبية يبقى الوطن العربي كله من المحيط إلى الخليج عصيا على امتداد العصور .
                  بالتأكيد أخي سعيد لم تسقط بغداد إلا لتنهض من جديد ، فقد مات هولاكو وبقيت بغداد وستظل شامخة كما كانت . مع كامل الود والتقدير
                  [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                  مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                  http://moutaki.jeeran.com/

                  تعليق

                  • وفاء الدوسري
                    عضو الملتقى
                    • 04-09-2008
                    • 6136

                    #10
                    [align=justify]أنتمْ والحجاجُ سواءْ

                    لا فرقَ

                    بين من رفعَ السَّيفَ

                    وبين

                    من جذعَ الأنْفَ

                    كلٌّ

                    أضمرَ الضَّغينهْ.

                    يا أحبابَ قلبِي

                    الأفراسُ

                    لا تنزلُ للبحْرِ

                    ولا الدلافين

                    تصعَدُ للبَرِّ

                    فاقتلُوا

                    فيكُم خصلةَ الغدْرِ

                    تنفتحُ البصيرَهْ.

                    شاعرنا الكبيرالأستاذ علي المتقي

                    لا الأمس سؤال الحاضر ولا الحاضر جواب الامس
                    فعدالة الأسئلة تأبى بغيرسقوط الغيث جواب
                    لكن منذ زمن الهطول توقف !
                    شكرا بحجم السماء لاجل هذا النص
                    للشعرشكرا - للإبداع - جزيلا
                    احترامي والود[/align]

                    تعليق

                    • علي المتقي
                      عضو الملتقى
                      • 10-01-2009
                      • 602

                      #11
                      الأستاذ الجليل محمد القاضي : كلمتك الطيبة لها أثر في القلب ، وملاحظتك حول القافية في قصيدة النثر وصلت .
                      قصيدة النثر أخي الكريم مصطلح من مصطلحات بداية الستينيات في الثقافة العربية نظر لها أدونيس في مقالته المنشورة في مجلة شعر ، وأنسي الحاج في مقدمة ديوانه لن ، ولها من المواصفات و الخصائص ما لا يتوفر لجل النصوص المنشورة في هذه البوابة بما فيها تلك النصوص التي أكتبها .
                      لكن هذا المصطلح لم يعد يحتل أمامية النقد بعد ظهور أشكال أخرى أهمها مصطلح الكتابة الذي ظهر أيضا في كتابات أدونيس في منتصف الستينيات في مجلة مواقف . وحدد بعض خصائصه ومواصفاته في بيان الكتابة . وبعد ذلك ظهر مصطلح لا حقية الشكل ، إذ الشاعر يعبر عن أحاسيسه دون التفكير في أي شكل من الأشكال ودون لخضوع لأي ماهية قبلية للقصيدة . وعندما تستوي أمامه تأخذ شكلها النهائي . قد يتداخل في هذا الشكل كل الأشكال السابقة ( عمودي وتفعيلي و قصيدة نثر ، وسرد وحوار وحكي ...). وقد أجاب الشاعر الكبير الأستاذ احمد المجاطي رحمه الله لما سئل عن حضور أبيات شعرية عمودية في كتاباته التفعيلية . قال : إن الشاعر وهويكتب لا يفكر وفق أي شكل يكتب ، فالقصيدة وحدها تبني شكلها .
                      المشكل إذن في تقسيم البوابات : إلى شعر عمودي وتفعيلي ، وقصيدة نثر ، والأولى في نظري أن تكون هناك بوابة للقصيدة العمودية وبوابة للشعر الحديث تجمع كل أشكاله المتعددة .
                      شكرا لك أخي على ملاحظتك مرة أخرى التي تؤكد أن مرورك ليس مرور مجاملة ،وإنما مرور ناقد متمحص . لك كل الود والتقدير والاحترام .
                      [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                      مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                      http://moutaki.jeeran.com/

                      تعليق

                      • علي المتقي
                        عضو الملتقى
                        • 10-01-2009
                        • 602

                        #12
                        الشاعرة المبدعة نجلاء: باح القلب بما باح به يوم سقطت بغداد ، ووشوارعها وحدها أتمت الحرف الناقص ، كتبت بالدم ما لا تكتبه الكلمات، ولا تتنبأ به السانحات . شكرا جزيلا على نقدك الإبداعي الجميل .
                        [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                        مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                        http://moutaki.jeeran.com/

                        تعليق

                        • علي المتقي
                          عضو الملتقى
                          • 10-01-2009
                          • 602

                          #13
                          الأخت الجليلة فرح :ما أجمل أن يكون التعليق حول الإبداع أبدع من الإبداع نفسه ، دمت شاعرة بحجم الأمل . لك كل الود والتقدير والاحترام.
                          [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                          مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                          http://moutaki.jeeran.com/

                          تعليق

                          • عبدالرؤوف النويهى
                            أديب وكاتب
                            • 12-10-2007
                            • 2218

                            #14
                            خماسية الغياب والحضور

                            [align=center]خماسية الغياب والحضور
                            **************[/align]

                            سلام على بغداد

                            [align=justify]كانت بغداد لنا مجداً وشموخاً،
                            كنا نتساقى أباريق الخمر النواسى ،ونحن نجتر ذكريات الزهو والعنفوان .
                            بغداد فى القلب شموخا ونضالاً وانتصاراً ونهاراً سيشرق رغم جحافل السواد الرازخ فوق النفوس.
                            إيهٍ يابغداد ..ياقاهرة الظلام ..متى يرتفع غناؤك صداحاً فى الأرجاء.
                            إيه يابغداد ..يامجدنا وشمسنا وزهونا.
                            تظل بغداد والبصرة وكربلاء ....عراق روحى .

                            سلام على بغداد فى كل منزل***وحق لها السلام المضاعف[/align]
                            أولاً:

                            [align=justify]خماسية تشدو بأيام خلت ،وتعيد إلى الذاكرة، يوماً أغبرا.
                            يوم سقطت بغداد تحت أقدام المستعمرين الجدد.
                            يوم مات قلبى وأصابته ذبحة لم يفق منها حتى الآن .
                            يوم ..راود القلب الموت ووقف على أعتابه ،فتم نقلى إلى العناية الفائقة .
                            وأصبح الأطباء حائرين، فى قلب، بين صعود وهبوط ،بين إرتفاع الضغط وانخفاض النبض.
                            على سرير أبيض ووجوه شاحبة ،أرى حياة تذوى .
                            طال الزمن وبكرور الأيام ،عاند القلب الأطباء ،فلم يجدوا ثمة وسيلة إلا الدخول إليه ،مرة بعد مرة ،فلم يجدوا سوى أحزان الدنيا وخيبة الحاضر وظلام المستقبل.
                            قاموا بتوسيع الشرايين وتركيب دعامات ..علها تسنده بعد إنهياره وترديه فى سحيق الأحزان.
                            وها هى خماسية شاعرنا الدكتور /على المتقى ..تُفصّل القول المسكوت عنه .
                            ويأتينى صوت السياب زاعقاً وصرخاً:
                            إنى لأعجب كيف يمكن أن يخون !!أيخون إنسانُ بلاده!!
                            إن خان معنى ان يكون ،فكيف يمكن أن يكون ؟؟
                            الشمس أجمل فى بلادى عن سواها .
                            حتى الظلام _هناك _أجمل ..لأنه يضم العراق.[/align]



                            ثانياً:

                            (1)

                            يعنو

                            الرجاءُ ببابِ المدينهْ

                            وتفيضُ

                            جِرارُ الصمتِ اللعينهْ،

                            فتسيلُ

                            بكلِّ الجهاتْ

                            تلتهمُ الحياةْ

                            خلفَ أسوارِ المدينهْ.

                            يبدأ الشاعر ..من حيث انتهى الأمر وسقطت بغداد،وها هو الرجاء المرتجى بالإنتصار ،تعنو هامته ويسقط على أبواب المدينة الشامخة ،وكعادة الصامتين الشامتين فى كل العصور يخرجون من جرار الصمت اللعينة ،فتسيل تملأ دروب المدينة.. كالنار تلتهم الأخضر واليابس.
                            الشاعر يعود بنا إلى حكايات التاريخ (على بابا والأربعين حرامى) لكن أين على بابا ؟؟
                            فقد قتلوه.. قتلوا الشجاعة والحنكة والمروءة والإقدام وحطموا العزيمة فى عقول الشعب ،ها هم اللصوص وقد خرجوا من جرار الصمت اللعينة ،وهم يحملون الخراب والدمار
                            ،كانوا الخونة لعدو ينتظر على الأبواب .
                            كانوا الريح العاصف لصمود الأبطال .
                            كانوا الخيانة ،على رؤوسهم أكاليل العار ،لتسليم مفاتيح بغداد .
                            تعنو ..تفيض ..تسيل.. تلتهم..أربعة أفعال مضارعة ..تستمر فى أحداثها ،فلا تتوقف..
                            تبدأ بالإنحناء وتنتهى بالإلتهام ..
                            مابين باب المدينة ،باب الفتوح ،باب الإنتصارات ،باب الأمجاد ..إلى خلف أسوار المدينة التى صارت سجناً كبيراً موحشاً تموت فيه الحياة وفى كل الجهات .
                            ستة عشر كلمة ..ترسم معالم السقوط والخيانة.

                            تعليق

                            • عبدالرؤوف النويهى
                              أديب وكاتب
                              • 12-10-2007
                              • 2218

                              #15
                              خماسية الغياب والحضور

                              ثالثاً
                              (2)

                              [align=right]الحجاج ماتْ...

                              فاستنسرَ البُغاثْ…

                              يكفِّنُ

                              ظلُّهُ خضرةَ النخيلْ

                              تاريخَ الرشيدْ

                              يحجب

                              شمسَ الظهيرهْ.[/align]

                              [align=justify]الحجاج بن يوسف الثقفى...رجل من رجال التاريخ ،دارت حوله القصص والحكايات مابين غرائب الأفعال وحكمة الأقوال ،مابين رؤوس أينعت وحان قطافها ،إلى تقوى الله والخوف منه ،مابين سيرة الصنديد المدافع عن الخلافة إلى سيرة قطاع الطرق والسحق لألوف المعارضين.
                              يأتى شاعرنا القدير وثقافات التاريخ بين يديه فياضة لاتتوقف ،يبدأ القول (الحجاج مات) وكأننا نستشعر رهبة الموت الجاثم فوق صدر المدينة والنهش فى حواريها وشوارعها ...الحجاج مات !!
                              فليمت الحجاج.. فالموت فوق رقاب العباد ..لكن الشاعر يقول فاستنسر البغاث..
                              أصبحت الهوام والحشرات والذباب نسوراً جوارحاً تقتل وتفتك فقد خلا لها الجو.. فبيضى وافرخى..القوة المناوئة للبغاث ماتت ..إذن فليستنسروا وليصير اخضرار النخيل سواداً وعتمة .
                              بل وطمس تاريخ هارون الرشيد ،رمز العزة والكرامة والحضارة والتاريخ .
                              مات ..استنسر .يكفن.. يحجب ..رباعية الأفعال التى توجز تاريخاً للبغاث المخانيث أشباه الرجال
                              ثلاثة عشر كلمة ..كان هذا المقطع الفاجع والدامى
                              [/align]


                              رابعاً
                              (3)
                              كلُّ الشعابِ

                              تصبُّ في كربلاءْ

                              فاستعدُّوا للبكاءْ

                              وليُسلِّمِ القلبُ

                              لليأسِ يقينهْ


                              [align=justify]إيهٍ شاعرنا الكبير ..كل الشعاب تصب فى كربلاء مقاتل الطالبين والأصفهانى ..ما زال يحكى ويقص.
                              هى كربُ وبلاء ،هى نكبة من نكبات التاريخ .
                              هل سنظل نستدعى البكاء ،ألا يكفينا عبر القرون ،كل هذا البكاء؟؟
                              فتاريخنا كله محنة وحياتنا كلها كربلاء .
                              لماذا شاعرنا الكبير ؟
                              لماذا نستسلم لليأس ؟؟
                              لماذا نفقد اليقين؟؟
                              لماذا ؟؟
                              هزائم تتوالى وبلاد تسقط ومدن تتوارى ..
                              لكن لن نفقد اليقين ولم نسلم لليأس هذا القلب!
                              القلب يسار الصدر ينبض .
                              القلب يسار الصدر يضخ الدماء.
                              القلب لن يهمد ولن يخمد .
                              مادامت الروح تدب فى الأجساد ،ستكون المقاومة .
                              الشاعر ..يحثنا على النضال على القتال ..
                              فهل_حقاً_ يرغب الشاعر فى أن نسلم لليأس يقين القلب بالنصر؟؟
                              إنها بكائية لإستنهاض النفوس.
                              تصب ..استعدوا..يُسلم ..ثلاثة أفعال تدفعنا للقتال .
                              هكذا أرى وهكذا أقول.
                              إحدى عشركلمة ..فكأن الكلام يموت على لسان الشاعر.. فلم يعد يجد كلاماً.[/align]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X