مع نزار قباني - في رثاء عبد الناصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عيسى بن ضيف الله حداد
    أديب ومفكر
    • 11-10-2008
    • 121

    مع نزار قباني - في رثاء عبد الناصر

    مع الاعتذار من الزميل عبدالرؤوف النويهى ، منذ مدة وأنا أفكر بالبحث عن هذه القصيدة - فجئت بها هنا- لأن مكانها هنا -


    قتلناك يا آخر الأنبياء
    قتلناك ……
    فليس جديداً علينا
    اغتيال الصحابة والأولياء
    فكم من رسول قتلنا
    وكم من إمام ذبحناه
    وهو يصلى صلاة العشاء
    فتاريخنا كله محنة
    وأيامنا كلها كربلاء


    نزلت علينا كتابا جميلاً
    ولكننا لا نجيد القراءة
    وسافرت فينا لأرض البراءة
    ولكننا ما قبلنا الرحيلا
    تركناك فى شمس سيناء وحدك
    تكلم ربك فى الطور وحدك
    وتعرى ..وتشقى ..وتعطش وحدك
    ونحن هنا نجلس القرفصاء
    نبيع الشعارات للأغبياء
    ونحشو عقول الجماهير تبناً ..وقشاً
    ونتركهم يعلكون الهواء


    قتلناك يا جبل الكبرياء
    وأخر قنديل زيتٍ
    يضيئ لنا فى ليالى الشتاء
    وأخر سيف من القادسية
    قتلناك نحن بكلتا يدينا
    وقلنا :المنية
    لماذا قبلت المجىء الينا؟
    فمثلك كان كثيراً علينا
    سقيناك سم العروبة حتى شبعت
    رميناك فى نار عمان حتى احترقت
    أريناك غدر العروبة حتى كفرت
    لماذا ظهرت بأرض النفاق
    لماذا ظهرت ؟
    فنحن شعوب من الجاهلية
    ونحن التقلب
    نحن التذبذب
    والباطنية ..
    نبايع أربابنا فى الصباح
    ونأكلهم حين تأتى العشية


    قتلناك يا حبنا وهوانا
    وكنت الصديق ، وكنت الصدوق، وكنت أبانا
    وحين غسلنا يدينا ..
    اكتشفنا بأنا قتلنا مُنانا
    وأن دماءك فوق الوسادة ..
    كانت دمانا
    نفضت غبار الدراويش عنا
    أعدت إلينا صبانا
    وسافرت فينا إلى المستحيل
    وعلمتنا الزهو والعنفوانا
    ولكننا …
    حين طال المسير علينا ..
    وطالت أظافرنا ولحانا
    قتلنا الحصانا ..
    فتبّت يدانا ..
    فتبّت يدانا ..
    أتينا إليك بعاهاتنا ..
    وأحقادنا وانحرافاتنا
    إلى أن ذبحناك ذبحاً
    بسيف أسانا
    فليتك فى أرضنا ما ظهرت
    وليتك كنت نبى سوانا


    أبا خالد يا قصيدة شعر
    تقال.. فيخضر منها المداد
    إلى أين ؟
    يا فارس الحلم تمضى
    وما الشوط
    حين يموت الجواد
    إلى أين ؟
    كل الأساطير ماتت
    بموتك وانتحرت شهرزاد


    ***
    وراء الجنازة سارت قريش
    فهذا هشام .. وهذا زياد
    وهذا يريق الدموع عليك
    وخنجرة تحت ثوب الحداد
    وهذا يجاهد فى نومه
    وفى الصحو يبكى عليه الجهاد
    وهذا يحاول بعدك
    وبعدك ..كل الملوك رماد
    وفود الخوارج جاءت جميعاً
    لتنظم فيك ملاحم عشق
    فمن كفروك ..ومن خونوك
    ومن صلبوك بباب دمشق


    ***
    أنادى عليك أبا خالد
    وأعرف أنى أنادى بوادٍ
    وأعرف أنك ان تستجيب
    وأن الخوارق ليست تعاد

    نزار قبانى
  • اسماعيل الناطور
    مفكر اجتماعي
    • 23-12-2008
    • 7689

    #2
    أنادى عليك أبا خالد
    وأعرف أنى أنادى بوادٍ
    وأعرف أنك ان تستجيب
    وأن الخوارق ليست تعاد

    نزار قبانى

    تعليق

    • يسري راغب
      أديب وكاتب
      • 22-07-2008
      • 6247

      #3
      غــــرناطة ..
      في مدخل ( الحمراء ) كان لقاؤنا
      ماأطيبَ اللُّقيا بلا ميعاد
      عينانِ سوداوانِ .. في حجريهما
      تتوالدُ الأبعادُ من أبعادِ ..
      هل أنتِ إسبانيّةٌ ؟ ساءَلتها
      قالت : وفي غَرناطة ميلادي
      غرناطةٌ وصحت قرونٌ سبعةٌ
      في تينِكَ العينينِ .. بعد رُقادِ
      ماأغرب التاريخ كيف أعادني
      لحفيدةٍ سمراء من أحفادي
      وجهٌ دمشقيٌ رأيتُ خِلالهُ
      أجفان بلقيسٍ وجيدَ سعاد
      ودمشقُ أين تكون ؟ قلتُ ترينها
      في شعركِ المنساب .. نهر سَواد
      في وجهك العربي في الثغرِ الذي
      مازالَ مُختزناً شُموس بلادي
      ومشيتُ مثل الطفل خلف دليلتي
      وورائي التاريخ كومُ رمادِ
      قالت هنا ( الحمراء ) زَهوُ جدودنا
      فاقرأ على جدرانها أمجادي
      أمجادُها .؟ ومسحتُ جُرحاً نازفاً
      ومسحتُ جرحاً ثانياً بفؤادي
      ياليتَ وارثتي الجميلةُ .. أدركت
      أنَّ اللذين عَنَتهُمُ أجدادي
      عانقتُ فيها عندما ودَّعتها
      رجُلاً .. يُسمَّى ( طارقَ بنَ زيادِ )

      تعليق

      • محمد هشام الأرغا
        عضو الملتقى
        • 09-12-2007
        • 39

        #4
        القصيدة رائعة , , , ومؤلمة حتى الموت !

        تعليق

        • بلال عبد الناصر
          أديب وكاتب
          • 22-10-2008
          • 2076

          #5
          [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]قصيدة ترسمُ تاريخَ أمة ضائعة
          عندما يرثى عبد الناصر من نزار بكلمات بهذه القوة و هذا الحزن شديد
          كأنه كان يلمح لنهيار هذه الامة التي صمدت تاريخٍ و تاريخ .

          أستاذنا القدير [ عيسى ]

          شكراً لكَ و لهذه القصيدة الدمشقية بنكهة مصرية بإخراجٍ عربي .

          دمتْ [/ALIGN]
          [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

          تعليق

          • سحر جبر
            أديب وكاتب
            • 09-03-2009
            • 667

            #6
            قتلناك يا حبنا وهوانا
            وكنت الصديق ، وكنت الصدوق، وكنت أبانا
            وحين غسلنا يدينا ..
            اكتشفنا بأنا قتلنا مُنانا
            وأن دماءك فوق الوسادة ..
            كانت دمانا

            وأن دماءك فوق الوسادة ..
            كانت دمانا
            الثقافة هي ما يبقي بعد أن ننسي ما تعلمناه

            تعليق

            يعمل...
            X