
جلست أنظر إلى العابرين في المنتزه ..رأيتُ صبياً في عمري يشتري كيساً من الحلوى من كشكٍ صغيرٍ كنت أقفُ قربه تماماً.. يبدو الصبي غنياً (كان أنيق الملبس ويحمل أوراقاً نقدية كثيرة)..راقبته وهو يمضغُ الحلوى داخل فمه..كنت أسمع صريرها وهو يلوكها بشهيةٍ ..لمحني الصبي وأنا أراقبه..ابتسم ..وسرعان ما ابتعد.
تقابلنا مرةً أخرى على الطريق..ابتسم لي..بدا لي وكأنه على وشك أن يُعطيني واحدة ..ولكني أدرت رأسي باستحياء..لا أريد أن أبدو متلهفاً على كيس الحلوى .
تكرر لقاؤنا..وفي نفسِ المكان من المنتزه..كان يمضغُ الحلوى ويقلبها بين شفاههِ الرطبة .. فتبدو لي مغرية في شكلها ..ولونها ..ومذاقها الحلو..بقي قليلٌ منها على ما يبدو في الكيس .. كان ذلك يغريني باختطاف الكيس والهرب به.
وفي اليوم التالي ..رأيتُ الصبي جالساً ومعه نفس الكيس ..وما إن رآني ..حتى تركه فوق المقعد ...نظر صوبي وابتسم.. ثم رحل .
ركضتُ ناحية الكيس..أخذته..رججته..هناك بعضٌ منها ....غلافها الأحمر يومض كالياقوت في راحة يدي..وبحرص ..نزعت ُعنها الورقة ..لم تكن هناك أي حلوى..!!!! كانت...........!!!!:(
*
تعليق