الإخوة الكرام : من لطائف العربية
ودقائقها الفروق البلاغية الموجودة بين وجوه تراكيبها . وهذا
النص للإمام عبد القاهر الجرجاني يتحدانا بأن وضع بين أيدينا
مجموعة من الوجوه في الخبر ، ويطالبنا بالتمييز بينها ، فلنعمل
جميعا على البحث عن الفرق بينها ، حتى تعم الفائدة
[COLOR="SeaGreen"]
يقول الجرجاني : واعلم أن ليس النظْمُ إلا أن تَضعَ كلامَك الوَضْعَ
الذي يَقْتضيهِ علمُ النحْو، وتَعْملَ على قوانينه وأُصوله، وتَعْرفَ
مناهجَه التي نُهجَتْ، فلا تَزيغَ عنها، وتَحفظَ الرسومَ التي رُسمِيتْ
لك فلا تُخِلَّ بشيءٍ منها؛ وذلك أنَّا لا نَعلم شيئاً يبتغيهِ الناظمُ بنَظْمه،
غيرَ أنَ ينظرَ في وُجوهِ كل بابٍ وفُروقهِ، فينظرَ في الخبر، إلى
الوجوه التي تَراها في قولك:
"]زيدٌ منطلقٌ"
و "زيدٌ يَنطلِقُ" و "ينطلِقُ زيد" و "منطلِقٌ زيد" و "زيد المُنطلِقُ"
و "المنطلِقُ زيدٌ" و "زيدٌ هو المنطلِقُ" و "زيدٌ هو منطلِقٌ"[/
COLOR]؛(...) ؛ فيَعرفُ لكلِّ من
ذلك موضِعَه، ويجيءُ به حيث ينبغي له.
تعليق