المشاركة الأصلية بواسطة الحسن فهري
مشاهدة المشاركة
أخرت الرد عليك لأنهل من علمك ، وليتفاعل
فكرانا معا لتنير أنوار العلم جوانب ودياجير
صفات لغتنا التي هجرناها ، لذا سأدخل لما
أثرت من نقاط أحببتك لأنك أثرتها لأوضح
سبب استعمالها .
ففي اللغة العربية قضية توسيع المعنى وتضييقه
إما بحذف وإضافة حروف ، أو بتحديد وتوحيد
المعنى بوجود دليل مادي أو معنوي .
وللتوضيح :
- قال تعالى : " فما اسطاعوا أن يظهروه
وما استطاعوا له نقبا " ، فالحذف في اسطاعوا
لدلالة التضييق المتناهي فيما بعده وهو أن يظهروه
واستحالة حدوث الفعل ، وفي التانية توسيع المعنى
ليفيد إمكان الحدوث .
- أما قضية الدليل المعنوى ووجود لازم يفيد التضييق
فقد قال تعالى : " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " .
فاليقين لها معان متعددة وهنا بهذه الصورة واعبد ربك
حتى يأتيك .... " يجعل المعنى الوحيد الممكن ولا
يمكن غيره هو الموت لا غير .
- أما التثنية والإفراد واستعمال أحدهما بدلا من الثاني
فعلم ممتع يفيد توسيع المعنى وتضييقه على سبيل البلاغة
المتناهية ، قال تعالى : " اذهبا إلى فرعون إنه طغى
فقولا له قولا لينا ...."
أنت تعرف أن الذهاب كان للإثنين والكلام لواحد هو موسى
فقط ، فلم التثنية إذن ؟
التثنية هنا لتوسيع المعنى واعتبار كلام موسى كلامهما معا .
وانظر إلى قوله تعالى :" فإذا هما فريقان يختصمون ."
- انظر أخي حسن ، فريقان مثنى ويختصمون جمع لتحميل
الكلمة معنى إضافيا هو التكتثير والشدة .
فالإفراد يفيد التوحد والجمع يفيد التكثير فتقول لابنك : عيوني
لك ، ولم نسمع أحدا يقول عيناي لك ، على سبيل زيادة تأميل
السامع .
وقد تقول له : أنت عيني ، وأنت تقصد عيناي ، ولا تقصد
أن تقول له أنت فقط لي عين واحدة وتعني حاسة البصر .
بكل حال أتمنى أن تشاغب علي دائما فمشاغبتك تعيد لي
شباب بحثي وقدح زناد فكري ، فلك احترام العلماء
ومحبة الإخوان / محبتي لك .
أما قضية الوزن فلو مددت حركة الهاء لكانت فاعلاتن
فأعطـِنا من كرمك الكبير مدّة للهاء .
تعليق