مقاطع من معلقة الاحتضار
إلـى أسـتــاذيَّ
سليمان أبو ستة و عمر خلوف .
محمد المهدي السقال
************
يـقـولُ أبِـي اِقْــرأْ سـوالـفَ شـاعــرٍ
مِنْ مُـعْـلَـقَاتِ صَبِـيـبِ الْعِشْقِ بِالـذَّهَـبِ
لـعـلَّـكَ تـأْسَـى للـخـوالِــفِ رأْفــةً
مـازال يَـجْـذِبـهم مَـيْـل إلى الـخُـطَـبِ
وما كـان مـمْـلُـوكـاً لِحُـكْمٍ يـسـوسُـهُ
ظُـلْـماً دُعـاة عِـرابِ الأصْـلِ والـنَّـسَـبِ
أَهَـلْ عَــرَبُ ُ أنْـتُـمْ سُـلالَـةُ خَـالِــدٍ
والـغَـربُ يـجْـرفُـكُـمْ ذُلاًّ إلى الـرُّكَــبِ
كَمَـا أبَـتِـي ذُقْـتُ الْـمَـذَلَّـةَ شَـائِـخـاً
فِـي عِـزِّ مُـفْــتَـرَقِ الأَحْلامِ بِالْـقَـلَـبِ
كـتَـمْـتُ أَبِـي ضُرًّا سـئِـمْـتُ هـوانَـهُ
والنَّفْـسُ ضَامِـرَةُ ُ تَـأْسَـى بِـمُـغْـتَـرَبِ
يُـحَــرِّقُــهَـا عِـشْـقُُُُُ ُ لِـثَـوْرَةِ مَـارِدٍ
تَـجْـتَـرُّ أَلْـسُـنُـهَا مَـوْجـاً مِنَ اللَّـهَـبِ
تـكـونُ وقودَ الجـمـرِ فيهـا حـشـاشـةُ ُ
من نَـبْـتِ غَـارسِهـا أَوْرَى مِنَ الحَـصَـبِ
فـأمـسي و داء البـيـن أشـفـت كـلومـه
نـار تُـرَمِّـدُ ما اسْـتَـشْـرى من النَّـصَـبِ
تَـرَكْـتُ مَـرَاجِـيحَ الصِّـبـا بِـمَـفَــازةٍ
حَـيْـرَى بِـلاَ هَـدَفٍ تَغْـشَى دُجَـى الرِّيَـبِ
سِـوى أرقٍ تَـقْـذَى جُـفــونـي بِـمُـرِّهِ
ماذا جـنَـيْـتُ أَبِي من وافِـرِ الـصَّـخَـبِ
وما طـال صـوتـى خطـو ساع لحـتـفـه
غَيْـرَ النَّوى غـرِباً في مُـنْـتَـأََى الهِضَـبِ
فَـتَـحْـتُ عُـيونـي لِأُغْـمِـضَ ثـانِـيـاً
والـفـجْـرُ مُـكْـتَـئِـبُ الأنْـحاءِ بِالْكُـرَبِ
خُـدِعْـتُ بـوَهْـمٍ كـان حُـلْـمَ ظَـهـيـرةٍ
فيهـا اسـتـفاق نـيامُ الدهـرِ لِلْـغَـضَـبِ
متى الْتَـهَـبَـتْ في الـقوْمِ نارُ ُ لِـوِجْـدِهمْ
آوي إلى سَـكَـنٍ خَـوْفـاً من الـشَّـغَــبِ
دُلِـلْــتُ عَـلَـى قَـبْـرٍ يُـقـالُ لِـراحِـلٍ
أَفْـنَـى بِلاَ وَجَـلٍ مِنْ ظُـلْمِ مُـغْـتَـصِـبِ
تَـشـابَـهَـتِ الأْلَـواحُ أسـودُ حِـبـرُهـا
لَيْـستْ مَـبَاءَةَ مَـيْـتٍ طـالَ مِنْ حِـقَـبِ
هُـنَـا وَأَشَـارَتْ بِـالسَّـبَـابَـةِ نَـحْـوَهُ
أُمِّــي كَـأَنَّـهُ فِـعْـلاً مَـرْقَـدُ ُ لِأَبِـــي
أخـالُ أبِـي مـكْـلـومَ نـفْـسٍ بِرَمْـسِـهِ
تـعْـلـوه غُـصَّةُ مَـهْـزومٍ إلـى الـهُـدُبِ
لَـعَـلَّـهُ مـثْـلـي كـان أوْفَـى مَـلامَـةً
بالـقـوْلِ دُونَ فِـعـالِ الـحُـرِّ بالـحِــرَبِ
لَـعَـلَّـهُ قَاسَى مُـرَّ نَـفْـيٍ بِـمَـحْـبِـسٍ
شَـوْقـاً إلـى حُـلُمٍ يـزْدانُ بـالـشُّـهُـبِ
أراكَ حَــسـيـراً لا تُـحَــرِّكُ سـاكِـنـاً
والعَـقْـلُ مُـنْـكَـسِـرُُ مِنْ رِدَّةِ الـصَّحَـبِ
أنـاخوا بِرَكْـبِ الرَّحْـلِ قَـبْـل بُـلـوغِـهِ
أرْضاً يـعِـزُّ بهـا مَـنْ هـان بـالـسَّـلَـبِ
هَـمَـسْـتُ لأُمِّـي أَيْـنَ كـانَ رُفَـاتُـــهُ
مِنْ بعْـدِ طـولِ غِـيَابِ النَّـفْـيِ في الخِـرَبِ
فَـأَوْمَضَ صَـوْتُ ُ مِـنْ عَـمِـيقِ مَـغَـارَةٍ
في النَّّـفْس يَسْـكُـنُها خَوْفُ ُ من السَّـغَـبِ
إذا الْعَـيْـنُ فَاضَتْ تَـشْـتَـكِي لِصَـبَـابَـةٍ
دَعْـيـاً عَلَى حَـرَسِ السُّـلْطـانِ بِالْـيَـبَـبِ
أسِـفْـتُ على عُـمْـرٍ أضَـعْـتُهُ حَـالِـمـاً
يَـأْوي عَلى كِـبَـرٍ للـسُّـكْـرِ بـالعُـشُـب
يُـعَــيِّــرُنـي ظِــلِّـي هــزيـمَ إِرادةٍ
ما انْـفـكَّ يُحْـبِـطُـها سـعْـيُُُ إلى الْهَـربِ
***********
المغرب
تعليق