في قصر التذوق التف شباب المسرحيين بالفنان توفيق عبد الحميد في ندوة وصفها أنها حميمية جدا ودافئة
قدم الندوة دكتور جمال ياقوت ملقيا نظرة سريعا على أهم أعماله وتميزه في أدائه للعديد من الأدوار الصعبة قائلا أن : توفيق عبد الحميد فنان موهوب رفع لافتة الصبر مفتاح الفرج, عمل بإخلاص طوال29 عاما ولم ينشغل بالنجومية, توحد مع الشخصيات التي يجسدها فأصبح منها وأصبحت منه. حبه للفن دفعه إلى أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بعد تخرجه من كلية القانون.
عشق توفيق عبد الحميد المسرح فقدم له مايقارب الـ 25 مسرحية فى البيت الفنى للمسرح وقطاع الفنون الإستعراضية ومسرح الهناجر ومسارح الثقافة الجماهيرية.
حظه مع التلفزيون كان وافرا حيث لمع نجمه من خلاله فأول أعماله على الشاشة الصغيرة كانت عام 1980 مسلسل "الوليمة" ثم إنقطع عن العمل التلفزيوني متجها نحو المسرح، لكنه عاد نحو عام 1997 وقدم مجموعة من الأعمال التلفزيونية منها مسلسل:"سامحونى ما كانش قصدى" و"أم كلثوم" و"بوابة الحلوانى" و"أوان الورد"، وبعد ذلك قدم مسلسل "حديث الصباح والمساء"، وجسد دور الشيخ محمد عبده فى مسلسل "قاسم أمين".
وأن المسرح بالنسبة له مثل الماء و الهواء، و العشق، والحب، حيث أنه يقدم الأعمال التي تتناول القضايا الخاصة بهذا المجتمع. حضر الندوة دكتور ابو الحسن سلام ونادية ندا مدير القصر وعدد كبير من شعراء الاسكندرية وفنانيها .
( في البداية )
أصر الفنان توفيق عبد الحميدأن يقدم شكره لجمال ياقوت الذي منحه فرصة التلاقى مع جمهور الاسكندرية رغم أن اجتماعه بالجمهور يمثل له عبئا ثقيلا بسبب خجله الشديد الذي يجعله يستتر وراء الشخصية على خشبة المسرح الا أنه وصف الندوة منذ اللحظة الأولى بالحميمية
** وعن نشأته قال توفيق عبد الحميد أنا من مواليد 23 سبتمبر 1955 في شبرا التي أنتمي لها قلبا وقالبا فهي نموذج مصغر لمصر ، تخرجت من حقوق عين شمس 1979، ولعشقي للمسرح التحقت بالفنون المسرحية لدراسة الفن وتخرجت منه 83 .
وعن ثقته بنفسه والتي قد يفسرها البعض "غروراً" قال: لا املك اي ذرة من الغرور فماذا فعلت انا او غيري حتى نكون مغرورين فمهما قدمت هل سيكون بقدر ما قدمه اساتذتنا الذين لم يتركوا لنا شيئا لنبدع فيه وحتى لو وصلت لمستواهم فهل أكون مثل الآخرين في الخارج. فتلك الكلمة ليست في قاموسي نهائياً.
***.....توفيق عبد الحميد لماذا فرحك بعرض رجل القلعة الذي بدأ في القاهرة منذ 3 سنوات وحقق نجاحاً كبيراً وحصد معظم جوائز المهرجان القومي للمسرح المصري ، ثم أعيد عرضه العام الماضي علي مسرح الغد وظل لشهور طويلة محققا نفس النجاح واصرارك على تقديم العرض في قصر الابداع بالاسكندرية هذه الأيام مرة أخرى؟ وماذا عن عائلة توت التي تقرؤها هذه الأيام ؟
: الاسكندرية تمثل لي مثل كل المصريين جائزة كل عام التى يمنحها الأباء لأبنائهم في الصيف عندما يحققون نجاحا في دراستهم ، ولأن أبي كان لا يستطيع بسبب ظروفه تحقيق هذا الحلم لنا ظل بداخلي طول حياتي يكبر معي وكان كل همي أن امتلك نقودا لأشتري شقة بالأسكندرية أرى منها البحر ورغم أني حققت ذلك الا أن عشقي لها لا ينتهي ، فهي ذات خصوصية رائعة والشخصية السكندرية أيضا لها مزاجٌ خاص يصنع لها هذا الثراء والخصوصية ، حضرت للأسكندرية منذ سنوات لأقدم عرض " في عز الضهر" تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج محمد عمر ورغم أنه بطولة عدد كبير من الفنانين الكبار الا أنها فشلت فشلا رهيبا ربما بسبب الدعاية أو غيرها لا نعرف وفكرت أن أذهب لأسامة أبو طالب رئيس البيت الفني وقتها لأشكو له اهدار المال العام وكيفية احضار كل هؤلاء النجوم بدون دعاية كافية للعرض ،ولكن المهم أنها سببت لي احباطا حتى حضرنا لعرض رجل القلعة في مركز الابداع فاكتشفت حالة من السحر غير عادية للمصادفة اتضح أن قصر الإبداع أحد القصور التي بناها محمد على ،كما أن جمهور الاسكندرية ذواق جدا ومتجاوب حالة من حالات المسرح النادرة الحدوث والمثيرة للنشوة وفي الثلاث مرات التي عرضت فيها العرض تحدث هذه الحالة التي يثبت فيها الجمهور أن الفن ذات قيمة في وجدانهم .
أما عن عائلة توت :
هي بها مشاكل رقابية تقريبا قد تمنعها فتم تأجيلها لحل مشكلاتها وأنا بصراحة يصيبني القلق للقرب من أى عمل يتم تأجيله لأى سبب .
*** ...الفنان توفيق عبد الحميد لماذا "رجل القلعة" الآن ولماذ حبك وتركيزك على النص في هذا الوقت؟
: في رأيي أن محمد علي رغم استبداده يحسب له أنه في لحظة تاريخية اعتلى عرش مصر وكان لديه تصورا عن هذه البقعة الجميلة ،واحترمت فيه حبه لهذه البلد فلم ينهبها بل جلس فيها وعمرها وانتمى لها وأحبها بصدق وأظن أن تلك الفترة كانت ستختلف كثيرا لو دخل محمد على الأستانة فكان سيتم تغير تاريخ المنطقة تغييرا جذريا ، ثم أن هذا العمل غير معني بمحمد على نفسه لكنه معني بفكرة الديمقراطية في حد ذاتها كما أن سبب راحتي للعرض أيضا أن محمد على هذا ليس حاكما موجودا الآن حتى لا يهاجمني أحد أو يقولوا أنني أنافق السلطة .
***..في رأيك كيف نستطيع جذب الجمهور مرة ثانية للمسرح بعدما تركه ؟
:لا أعتقد أن أحد بمفرده لديه القدرة على اعادة الجمهور الى خشبة المسرح ، هذه مشكلة تحتاج الى متخصصين يجتمعون بجد ويضعون حلولا حقيقية ، الذي يجعل الدولة الى الآن تدعم المسرح ليصبح كرغيف العيش والتعليم وكل شيء مهم في حياتنا يجعلنا نجتهد كى نعيد الجمهور ليرى فننا الذي نصنعه لأجله وأنا ضد المقولة التي يقولها الفنانون " سأعرض ولو لمتفرج واحد " فالمسرح يدفع له ايجار ومعدات وأجهزة وأجور ممثلين وغيره فكيف نتحمل كل هذا لنعرض لمتفرج واحد ، المكان والنص والممثل كما يقول أرسطو يخدموا بعضهم لأقناع المشاهد ونحن لا نعرض لأنفسنا بل لنخدم المتلقي فمشكلة الجمهور ربما سوء دعاية أوسوء تسويق أو عدم ابتكار ، لقد وصل الأمر في أوقات كثيرة أن يجمع الممثلين من بعضهم لقضاء ليلة عرض وهذا في رأيي اهدار للمال العام.
ولأنه لا يوجد تطور حقيقي ومعظم عناصر اللعبة أصابها الركود والكسل لا نتطور ولا نشاهد الأحدث ولا نرسل أبنائنا الى الخارج ليشاهدوا ويتعلموا ومنذ فترة طويلة أصبح هم المسافر الحصول على " الدال " ليعود دكتورا لا معلما ليغير الحياة وبالتأكيد المشاهد يريد شيئا مهما ليأتي الينا ، فلا وزير الثقافة وحده ولا البيت الفني ايضا يستطيع حل هذه المشكلة الا بتضافر كل الجهود ودراسة المشكلة بشكل حقيقي ، فأنا لست ساحر وليس لدي حل للمشكلة وإن كنت أتمني أن نستطيع حلها ويزدهر المسرح بجمهوره من جديد.
ثم عقب جمال ياقوت على توفيق أن هناك هيئة يهمها صرف ميزانيات وانتاج عروض لتستيف الورق وتنقضي الخطة كل عام وفقط لا هدف من وراء العروض ، بينما المسرح في انجلترا مثلا تجاري وسلعة سياحية ولديهم فكرة جيدة لتسويق أى منتج مسرحي ونحن في مصر نحتاج أن نخلق الاحتياج للمسرح ثم نسوق المسرح وقتها نعرف كيف نحضر جمهورا للمسرح .
***... توفيق عبد الحميد نحبك لأننا نصدقك في كل أعمالك لكن أختلف معك في أنك تتوارى رواء شخصياتك على خشبة المسرح ؟ وأختلف أيضا في رأيك في عزل الهواة عن المحترفين في مهرجان المسرح القومي ؟
: لقد بدأت حياتي أساسا في مسرح الهواة بقصور الثقافة وفي مسرح الجامعة وأعرف امكانات هذه المسارح ولا يصح أن نضع اثنين في مقارنة واحدة وبينهم فروق شاسعة ، أنا لا أقلل من امكانيات الهواة ولكن الامكانيات المتاحة لهم غير التي تمنح للمحترفين وهذه الامكانيات تساهم بشكل كبير في جودة العمل المسرحي وتصنع فارقا كبيرا في ذهن المخرج أثناء اخراجه للعمل ،وبالتالي لا يجب أن أضع مقاييسا واحدة للحكم على عروض الهواة والمحترفين معا ، أنا مع فكرة المهرجان لأنها جيدة ولكن أقترح أن يتم تقييم المحترفين معا والهواة معا حتى لا نظلم الهواة ، لقد بدأت هاوي ثم درست ثم احترفت وهذا التطور الطبيعي في مسار أى فنان .
أما عن خجلي أنا فعلا خجول وأتوارى وراء الشخصية على خشبة المسرح فهناك شخصيات يسهل استدعائها وهناك شخصيات ضد طبيعتي تسبب لي صعوبة في استحضارها ، وبالتالي لدي مساحة من الخجل ما بيني وبين الشخصيات التي يجب أن أتصدى لها كممثل ، كما أني ابن الطبقة المتوسطة وأعرف مشكلات الناس قضيت أكثر من عشرين سنة من عمري في حالة معافرة فيها أحلام مجهضة كثيرة وانكسارات وهموم لأناس أعرفهم تعايشت معها حتى وصلت الى ما أريد تساعدني كل هذه الخبرات في أن أستتر وراء شخصياتي حتى أنجو من الخجل ولا يعيبني أنني أخجل من مواجهة الناس جدا .
***...توفيق عبد الحميد .. في كناريا قدمت شرا جديدا وأبدعت في دور الشر .. فأين توفيق عبد الحميد من السينما ؟ :عن نفسي أحب السينما جدا لكنها لا تبادلني حبا بحب ، و في النهاية قدرتي محدودة كنت أتمنى أن يتاح لي تمثيل أفلام أكثر من ذلك ، حتى فيلمي الأخير حلم العمر لم يصادف نجاحا جماهيري رغم أن السبكي صرف عليه أكثر مما يجب لكنه لم يقدم له الدعاية بشكلٍ جيد .
و ناس السينما أيضا لهم تقسيمات خاصة وأتمنى أن يكن لي فيها نصيب أكثر من ذلك وإن لم تأتي الفرصة فعندي المتنفس في المسرح والتليفزيون . ومن المفارقات العجيبة في فيلم " طيور الظلام " منحني المركز الكاثوليك شهادة تقديرعن دوري في الفيلم رغم أنه محدود ، ولكن ليس لدي القدرة على تسويق نفسي واعتدادي بنفسي يمكن أن يؤخرني ويعطلني والسعى عندي جملة ليست مطاطة، وأصر على الالتزام والانضباط في عملي أكثر من ذلك لا فتركيبتي ضد السعي والالحاح .
***...توفيق عبد الحميد .. هل كل الروايات السينمائية قريبة من الانسان المصري ؟ ولماذا تستخدم عينك دائما أثناء التمثيل ؟ : في الغالب الأعمال السينمائية الموجودة لا تعبرعن جزء كبير من الشخصيات المصرية فالغالب يتعامل مع الأعمال السينمائية على أنها حالة استهلاكية تشبه الأكل الـ " تيك أوي" وتحكمها منظومة كاملة من كُتاب ومخرجين ومنتجين أعتقد أن بها خلل .
أما عن تمثيلي بالعين فهو في طبيعتي الخاصة لا أستطيع التعامل مع أحد دون النظر الى عينيه حتى في حياتي العادية لأنها أقوى نقطة للتعبير في وجه الانسان ، نعم أعتمد عليها وأحب استخدامها وأتضايق جدا من المخرج الذي يتجاهل ذلك ولا يلتفت أثناء التصوير لتعبيرات عيني في المشهد ويسعدني أن ينتبه المشاهدين إلى ذلك .
***.. توفيق عبد الحميد ..أين مسرح الدولة من الكُتاب الشباب ؟
: هي منظومة متكاملة وحالة عامة تغلف كل الأشياء في مصر ليس في المسرح فقط ، فهى أزمة لكنها تخلق شباب لديه حلم يعافر كثيرا حتى يصل اليه وقد يصيبه اليأسفقد كان بيننا أناس عظام لو أكملوا طريقم لحققوا أشياء عظيمة لكن اليأس أوقفهم ، فأنتم كشباب مطالبون بطول النفس والمغامرة وهي النصيحة التي قمت بها بنفسي لقد ظللت أكثر من 20 سنة أعافر عملت عروض جيدة جدا في قاعات مغلقة لم يرها الا المتخصصين أو من نتحايل عليهم من أصحابنا ليأتوا لمشاهدتها فأنتم مطالبون بالمعافرة ليس لديكم بديل إذا كنتم تريدون الوصول وفعلا الصبر وطول النفس يبلغ المراد .أنا أتعامل مع اللحظات بأن أحاول أصل لأكبر كم من التفاصيل وعندي فكرة أنه طالما لدي القدرة على الاجتهاد في عملي فسوف أصل الى ما أريد،
***.. الدراما التليفزيونية لدينا أصبحت مملة وبطيئة والمسلسلات تضم عددا كبيرا من أنصاف الموهوبين الذين يلعبون البطولة أحيانا فما رأيك ؟ وما رأيك في أن يعتمد الممثل العربي على صوته العالي في الأداء ؟
: المط والتطويل في المسلسلات سببه أن بيع المسلسلات أصبح الآن بالساعة فالمنتج يريد أن يكسب وبالتالي هذا هو المأزق الحقيقي للتطويل .
أما أنصاف الموهوبين واللاموهوبين أنا نفسي ضررت من هذا لأنني ظللت فترة طويلة في المعافرة رغم حصولي على جائزة ممثل أول في جامعة عين شمس في أول عروضي بعدها بدلا من أن يتصاعد نجمي بشكل طبيعي بدأ المد والجزر بالنسبة لي وبين المثالي الذي تربيت عليه والأكاديمي وما تراه في الواقع والذي يجعلك تصطدم بالآخرين فتضطر الى اكتساب الخبرة بالتجربة ، فكنت أتخيل أن الموهبة هي الفيصل واكتشفت أنها قد تأتي في المرتبة الرابعة أو الخامسة وهناك أولويات لأشياء أهم أخرتني كثيرا ولكن أتمني أن يتغير الحال وأن كنت أشك في تغييره ، فالعملة الرديئة تطرد العملة الجيدة فعلا.
وبالفعل يعتمد الممثل العربي على صوته العالي وهذا تأخر لدينا في فن التمثيل والإخراج لأن الفنان وقف عند منطقة ولم يتطور بعدها رغم أن السينما في مصر عمرها أكثر من مائة عام وكانت من أوائل الدول التي عرفت السينما ولدينا رصيد هام لكنها تعتمد الآن على الاجتهاد الشخصي لكل فنان لذلك تأخرت ، بينما الفنان الأجنبي لديه تقنيات أخرى مختلفة غير صوته يستطيع استخدامها بوعي وفهم لرسالة الفن.
***...ما سبب قلة أدوارك وما أقرب أدوارك إليك ؟
: بالتأكيد عدم وجود أولاد لي ميزة لأنني غير مطالب بعبئ مضاعف لتأمين حياتهم وهذا يجعلني خارج دائرة الحاجة والهم الذي يجعلني أقبل أدوارا لا ترضيني ،كان كل همي " أربع حيطان " في القاهرة ومثلها في الأسكندرية لأنني أحبها والحمدلله وفقني الله ، فعندي مساحة كبيرة لاختيار أفضل المعروض وأحيانا لا يكن ما أريده ولكن هو أحسن المتاح
*سيظل أفضل عمل لم يأت بعد وما زلت في انتظاره ، لكن حديث الصباح والمساء بعد فترة من النسيان لي أعادني للوسط الفني بقوة أكثر بين الناس وأعاد صياغتي بشكلٍ جديد فهو مهم جدا بالنسبة لي وأيضا " أميرة في عابدين" و "أين قلبي" بدأا يعرفاني بالناس وأخرجوني من عنق الزجاجة بعد ذلك أدواري في " كناريا " و" كفر عسكر" و" فريسكا" الى " نافذة على العالم" الذي كنت متعمد دوري فيه لكي أظهر بشكلٍ سيء وبلهجة وأسلوب رديئين لأنفي عن نفسي الاتهامات بأنني أحصر نفسي في الأدوار الطيبة فقط والدورين الذين لا أحبهما دوري في " مهاب الجيني" لأنه ليس به دراما ولا صراع ودوري في " حرس سلاح " لأنني لا أحب الرجل الضعيف .
***...ما أصعب المواقف التي مررت بها أثناء عروضك في المسرح ؟ وما الدور الذي مازلت تحلم بأدائه ؟
: هناك مواقف كثيرة صعبة مررت بها لا داعي لذكرها لأنها تخص شخوص موجودة
ولكن من أجمل المواقف التي حدثت لي كنا في مسرحية " الغجري" وكانت عن الصراع العربي الاسرائيلي وكنت أقوم بدور عزام الخيِّر،وطارق الدسوقي يقوم بدور الشرير، وفي نهاية المسرحية علينا أن نقع أنا وطارق في حفرة واحدة وكانت ابنة أختي طفلة صغيرة وقتها تحضر العرض وفوجئت بها تصعد خشبة المسرح وتضرب طارق دسوقي لأنه يؤذي خالها فأخطئ طارق ووعدها ألا يفعل ذلك ، ثم حضرت العرض ليلة ثانية وجلست في الصف الأول بجوار سامي طه وفي نفس المشهد وقفت على الكرسي وبأعلى صوتها قالت لطارق : " " يا كذاب أنت قلت لي مش هتقتل خالو تاني " وسمعنا صوتها ونحن في الحفرة ولم تهدأ حتى انتهى العرض ووجدتني أمامها .
: أتمنى أن أؤدي أدوار كثيرة درامية وتاريخية فلم أشعر بالاشباع بعد لأني الى الآن أتصور أن كل ما قدمته مقدمة لشيءٍ أهم لابد أن يحدث وكأني بكل أدواري فقط قدمت مصوغات تعييني ، ومازلت في انتظار أن أنطلق .
***..لماذا لم تخف من المقارنة بينك وبين الفنان يوسف شعبان عندما أديت محمد على بعدما قدمها هو من قبل ؟ : لم أضع في اعتباري أن الدور تم تقديمه من قبل وكان كل همي أنني أملك ورق به دوري الذي علىّ الاجتهاد فيه وحبه لمعرفة تفاصيله كي أستطيع أدائه فوضعت كل همي في الدور ما أكتشفته من القراءة وما الذي لم أكتشفه بعد ومحاولاتي في اكتشاف خفايا الشخصية ونفسياتها طوال أيام العرض لأجود دوري .
***... وما السبب وراء حزنك في بعض أيام العرض ؟
الذي كان يؤلمني ويجعلني منزعجا في بعض أيام العرض الشيء المزعج الذي اقتحم حياتنا " الموبايل" في رأيي إذا كان لديك مكالمة مهمة فانتظرها ولا تدخل لمشاهدة العرض الا عندما تكون مهيئا وغير مشغول ، فلكل مقامٍ مقال ، وآلمني وأنا في ليلة عرض مندمجا وألتفت في وسط الكلام ناحية الجمهور فوجدت متفرجا يتكلم في الموبايل ، فطالما أحترم الجمهور فعلى الجمهور أن يحترمني كممثل فترة استقباله للعرض ، حتى نخرج من حالة العرض نحن الاثنين سعداء وكذلك بكاء الأطفال أثناء العرض .. بصراحة في أحد الايام تمنيت أن أعتذر للجمهور وأقول لهم " مش عايز أمثل " مما حدث في الصالة من ضوضاء .للأسف أصبحت حالة عامة في الشخصيات المصرية والسلبيات زادت بعد الانفتاح وبداية دخول مصر عام 75م لدينا أشياء كثيرة في شخصياتنا مستحدثة وليس لنا بها أية صفة على الاطلاق ، وكنت أتمني أن اعرض ذات يوم لجمهور مثل جمهور أم كلثوم في رقيه وثقافته واحترامه لجهد الفنان .لقد أصابتنا العشوائية والفوضي في السلوك والاستهتار وعدم التقدير لحقوق الغير .
ثم عقب دكتور أبو الحسن سلام : موضحا أنه تعرف على توفيق عبد الحميد عندما شاهده في دور "ميرمبتاح" وتنبأ له بالانطلاق ثم وتحدث عن رحلة توفيق الطويلة التي أثمرت حب الجمهور له مركزا على دوره الرائع في " حديث الصباح والمساء" ثم أكد أنه لا سبيل للمقارنة بين يوسف شعبان وتوفيق عبد الحميد الذي لم يخش على نفسه من أداء دور محمد على لأن ما قدمه من أدوار أكثر بكثير من شخصية محمد على ، الذي كان يعتمد دوره على التحليل النفسي في حين أن يوسف شعبان اعتمد على حنجرته القوية في أدائه للدور.
وختم قوله : توفيق عبد الحميد يحصد أخيرا بعد صمته الطويل ويكفي حب الجماهير له .
وفي نهاية الندوة شكر توفيق كل الجمهور الحميم وعبرعن سعادته بالندوة وبجمهور الاسكندريةة كما وعد بالعودة لأعادة العرض مرة أخرى في الاسكندرية .
******************
تابعتها / عفت بركات
نقلا عن جريدة مسرحنا
تعليق