حين أصبح القمر رغيفا
كانت ليلة مقمرة، تسللت أشعة القمر بهدوء زجاج نافذتي فصار كل شيء بلون القمر حتى وجه أختي تسللت إليه حزمة من أشعته واستقرت فوق جبينها.
الصمت يلف المكان ويحتويه، أفراد أسرتي استسلموا للنعاس، لا أثر لأحد في الشارع حتى السيارات التي كان النهار صاخبا بضجيجها لم يبق لها أثر.
كعادتي كنت اقرأ، لم أحس إلا ولليل يوشك أن ينتهي،
وفجأة نباح كلاب بدد ذلك الصمت كدويّ قنبلة.
تسارعت دقات قلبي، أصبحت جزءا من ذلك الكرسي ضممت كتابي بشدة.
النباح يرتفع رويدا رويدا،تساءلت لعل لصا في الخارج وإلا فلماذا هذا النباح؟ .
قادتني قدماي نحو النافذة، فتحت جزءا منها متشبثة بالستارة،القمر يتوسط السماء وضوؤه يستقر في الشارع المقابل لي ثمة أعمدة للإنارة مضاءة، حملقت بعيني ،شيء ملفع بالسواد مستندا بصندوق ا لقمامة والكلاب تحاصر المكان وينطلق من عيونها ما يشبه اللهب بينما تتلوى ألسنتها كثعابين، أنها امرأة مرتدية عباءة سوداء وتحتضن شيئا ملفوفا بقطعة بيضاء،أطل طفل برأسه من خلفها ارتسمت على وجهه ابتسامة بريئة اشتدّ النباح مدت يدها للخلف وأعادت رأسه التقطت بعض الحصى صوبتها نحو الكلاب برشاقة ،تراجعت الكلاب للخلف،أطبق السكون على المكان،كنت أرىكل شيء بوضوح ودقات قلبي تتسارع ،دست رأسها في الصندوق وراحت تعبث بيدها فيه وتناول طفلها فتات خبز فيقضمها بنهم ،وفجأة حملقّ بعينيه شدّثوبها من الخلف التفتت إليه بهلع ضربت ظهره بباطن كفها ،هزته بعنف ،إلا أنه ظل محملقا ،محاولة أقوى جعلته يقذف ما سد حنجرته ،ضمته لصدرها ،تطلعت نحو السماء، رفع عينيه ببراءة وأشار بأصبعه نحو القمر ممسكا بطرف ثوبها ،وقال :
_أمي ذاك رغيف خبز!
كان صوته يتردد بوضوح في سكون الليل،
مسحت على رأسه، ضمته، ارتفع صوت المؤذن، انحنت تلتقط تلك القطعة، أمسكت بيده وسارت بخطى سريعة إلى أن اختفت وكأن الشارع ابتلعها.
كانت ليلة مقمرة، تسللت أشعة القمر بهدوء زجاج نافذتي فصار كل شيء بلون القمر حتى وجه أختي تسللت إليه حزمة من أشعته واستقرت فوق جبينها.
الصمت يلف المكان ويحتويه، أفراد أسرتي استسلموا للنعاس، لا أثر لأحد في الشارع حتى السيارات التي كان النهار صاخبا بضجيجها لم يبق لها أثر.
كعادتي كنت اقرأ، لم أحس إلا ولليل يوشك أن ينتهي،
وفجأة نباح كلاب بدد ذلك الصمت كدويّ قنبلة.
تسارعت دقات قلبي، أصبحت جزءا من ذلك الكرسي ضممت كتابي بشدة.
النباح يرتفع رويدا رويدا،تساءلت لعل لصا في الخارج وإلا فلماذا هذا النباح؟ .
قادتني قدماي نحو النافذة، فتحت جزءا منها متشبثة بالستارة،القمر يتوسط السماء وضوؤه يستقر في الشارع المقابل لي ثمة أعمدة للإنارة مضاءة، حملقت بعيني ،شيء ملفع بالسواد مستندا بصندوق ا لقمامة والكلاب تحاصر المكان وينطلق من عيونها ما يشبه اللهب بينما تتلوى ألسنتها كثعابين، أنها امرأة مرتدية عباءة سوداء وتحتضن شيئا ملفوفا بقطعة بيضاء،أطل طفل برأسه من خلفها ارتسمت على وجهه ابتسامة بريئة اشتدّ النباح مدت يدها للخلف وأعادت رأسه التقطت بعض الحصى صوبتها نحو الكلاب برشاقة ،تراجعت الكلاب للخلف،أطبق السكون على المكان،كنت أرىكل شيء بوضوح ودقات قلبي تتسارع ،دست رأسها في الصندوق وراحت تعبث بيدها فيه وتناول طفلها فتات خبز فيقضمها بنهم ،وفجأة حملقّ بعينيه شدّثوبها من الخلف التفتت إليه بهلع ضربت ظهره بباطن كفها ،هزته بعنف ،إلا أنه ظل محملقا ،محاولة أقوى جعلته يقذف ما سد حنجرته ،ضمته لصدرها ،تطلعت نحو السماء، رفع عينيه ببراءة وأشار بأصبعه نحو القمر ممسكا بطرف ثوبها ،وقال :
_أمي ذاك رغيف خبز!
كان صوته يتردد بوضوح في سكون الليل،
مسحت على رأسه، ضمته، ارتفع صوت المؤذن، انحنت تلتقط تلك القطعة، أمسكت بيده وسارت بخطى سريعة إلى أن اختفت وكأن الشارع ابتلعها.
تعليق