حين أصبح القمر رغيفا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أمل أحمد عبدِّن
    عضو الملتقى
    • 03-09-2008
    • 20

    حين أصبح القمر رغيفا

    حين أصبح القمر رغيفا
    كانت ليلة مقمرة، تسللت أشعة القمر بهدوء زجاج نافذتي فصار كل شيء بلون القمر حتى وجه أختي تسللت إليه حزمة من أشعته واستقرت فوق جبينها.
    الصمت يلف المكان ويحتويه، أفراد أسرتي استسلموا للنعاس، لا أثر لأحد في الشارع حتى السيارات التي كان النهار صاخبا بضجيجها لم يبق لها أثر.
    كعادتي كنت اقرأ، لم أحس إلا ولليل يوشك أن ينتهي،
    وفجأة نباح كلاب بدد ذلك الصمت كدويّ قنبلة.
    تسارعت دقات قلبي، أصبحت جزءا من ذلك الكرسي ضممت كتابي بشدة.
    النباح يرتفع رويدا رويدا،تساءلت لعل لصا في الخارج وإلا فلماذا هذا النباح؟ .
    قادتني قدماي نحو النافذة، فتحت جزءا منها متشبثة بالستارة،القمر يتوسط السماء وضوؤه يستقر في الشارع المقابل لي ثمة أعمدة للإنارة مضاءة، حملقت بعيني ،شيء ملفع بالسواد مستندا بصندوق ا لقمامة والكلاب تحاصر المكان وينطلق من عيونها ما يشبه اللهب بينما تتلوى ألسنتها كثعابين، أنها امرأة مرتدية عباءة سوداء وتحتضن شيئا ملفوفا بقطعة بيضاء،أطل طفل برأسه من خلفها ارتسمت على وجهه ابتسامة بريئة اشتدّ النباح مدت يدها للخلف وأعادت رأسه التقطت بعض الحصى صوبتها نحو الكلاب برشاقة ،تراجعت الكلاب للخلف،أطبق السكون على المكان،كنت أرىكل شيء بوضوح ودقات قلبي تتسارع ،دست رأسها في الصندوق وراحت تعبث بيدها فيه وتناول طفلها فتات خبز فيقضمها بنهم ،وفجأة حملقّ بعينيه شدّثوبها من الخلف التفتت إليه بهلع ضربت ظهره بباطن كفها ،هزته بعنف ،إلا أنه ظل محملقا ،محاولة أقوى جعلته يقذف ما سد حنجرته ،ضمته لصدرها ،تطلعت نحو السماء، رفع عينيه ببراءة وأشار بأصبعه نحو القمر ممسكا بطرف ثوبها ،وقال :
    _أمي ذاك رغيف خبز!
    كان صوته يتردد بوضوح في سكون الليل،
    مسحت على رأسه، ضمته، ارتفع صوت المؤذن، انحنت تلتقط تلك القطعة، أمسكت بيده وسارت بخطى سريعة إلى أن اختفت وكأن الشارع ابتلعها.
    ما اطلبه هو المستحيل أبحث عن مدينة فاضلة أهلها فضلاء.........
  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    #2
    الاستاذة أمل عبدن

    أطللت بأولى قصصك ..فكانت قفزة هائلة في فضاء الكتابة القصصية

    قصة عميقة وجوهرية انسانية

    دام حبرك شلالا
    تحيتي
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      الزميلة القديرة
      أمل أحمد عبدن
      وكم طفل رأى القمر رغيف خبز
      قصة مؤلمة لواقع يعيشه الكثيرين مع الأسف
      جميل كان سردك
      تحياتي لك وودي
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • أمل أحمد عبدِّن
        عضو الملتقى
        • 03-09-2008
        • 20

        #4
        العزيزة مها راجح
        اسعدني مرورك دمت عزيزتي وشكرا لرقة كلماتك
        ما اطلبه هو المستحيل أبحث عن مدينة فاضلة أهلها فضلاء.........

        تعليق

        • أمل أحمد عبدِّن
          عضو الملتقى
          • 03-09-2008
          • 20

          #5
          العزيزة عائدة
          مرورك اسعدني جدا شكرا لك ،اعلم ان القصة مؤلمة لكن الواقع بحاجة إلى فضح .
          ما اطلبه هو المستحيل أبحث عن مدينة فاضلة أهلها فضلاء.........

          تعليق

          • مروان قدري مكانسي
            كاتب
            • 30-06-2007
            • 87

            #6
            أختاه
            سلام الله إليك وعليك
            أليس عجيباً أن يُظَنَّ البدر رغيفاً
            في زمن طغى المترفون فيه على لذات الحياة ؟
            أليس غريباً أن يتلوى المبطون من فرط ما أكل
            ويتضوع المسكين ذو الفاقة من ندرة المأكل ؟؟
            شكراً لقلمك المبدع .

            تعليق

            • محمد توفيق السهلي
              كاتب ــ قاص
              باحث في التراث الشعبي
              • 01-12-2008
              • 2972

              #7
              الأخت أمل ... قصة جميلة جداً ... وعندنا يقول المثل الشعبي الفلسطيني . ( الجوعان بتطلّع ع الشمس ، بِحَسِّبْها رغيف ) ... تحياتي .
              ظَلَّ السيفُ يَقْصُرُ ويَقْصُرُ ، حتى ظَهَرَ القَلَمُ .

              تعليق

              • د. محمد الأسمر
                أديب ومفكر سياسي
                • 07-03-2009
                • 135

                #8
                الكاتبة وصاحبة القلم الرقيق .. قلم المظلومين والفقراء .. أمل
                بما أن أسمك أمل .. فإنني قرأت الأمل بين السطور لهؤلاء الجوعى والفقراء
                قصة واقعية يعيشها كثير من أبناء الشعب الفلسطيني
                عايشوها وتعايشوا معها ومنهم ما زال يعيشها لهذه اللحظة
                ليس الشعب الفلسطيني وحده .. أكيد كثيرة هي الشعوب المظلومة أمام الحاكم الظالم
                سردٌ جميل .. شعورٌ جميل .. والأجمل أن لا يمنعوا القمر أن يعيش بيننا
                حتى يبقى رغيف الخبز حُلماً يراود الجوعى والفقراء حتى يتحقق الحلم
                تسلمي ويراعُكِ النابض بالأمل يا .. أمل

                تعليق

                • الحسن فهري
                  متعلم.. عاشق للكلمة.
                  • 27-10-2008
                  • 1794

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة أمل أحمد عبدِّن مشاهدة المشاركة
                  حين أصبح القمر رغيفا

                  كانت ليلة مقمرة، تسللتْ (؟) أشعة القمر بهدوء زجاجَ (؟) نافذتي فصار كل شيء بلون القمر حتى وجه أختي تسللت إليه (؟) حزمة من أشعته واستقرت فوق جبينها.
                  الصمت يلف المكان ويحتويه، أفراد أسرتي استسلموا للنعاس، لا أثر لأحد في الشارع حتى السيارات التي كان النهار صاخبا بضجيجها لم يبق لها أثر.
                  كعادتي كنت أقرأ، لم أحس إلا ولليل يوشك أن ينتهي،
                  وفجأة نباح كلاب بدد ذلك الصمت كدويّ قنبلة.
                  تسارعت دقات قلبي، أصبحت جزءا من ذلك الكرسي، ضممت كتابي بشدة.
                  النباح يرتفع رويدا رويدا، تساءلت لعل لصا في الخارج وإلا فلماذا هذا النباح؟ .
                  قادتني قدماي نحو النافذة، فتحت جزءا منها متشبثة بالستارة، القمر يتوسط السماء وضوؤه يستقر في الشارع المقابل لي ثمة أعمدة للإنارة مضاءة، حملقت بعيني، شيء ملفع بالسواد مستندا بصندوق القمامة والكلاب تحاصر المكان وينطلق من عيونها ما يشبه اللهب بينما تتلوى ألسنتها كثعابين، أنها امرأة مرتدية عباءة سوداء وتحتضن شيئا ملفوفا بقطعة بيضاء، أطل طفل برأسه من خلفها ارتسمت على وجهه ابتسامة بريئة اشتدّ النباح مدت يدها للخلف وأعادت رأسه التقطت بعض الحصى صوبتها نحو الكلاب برشاقة، تراجعت الكلاب للخلف، أطبق السكون على المكان، كنت أرى كل شيء بوضوح ودقات قلبي تتسارع، دست رأسها في الصندوق وراحت تعبث بيدها فيه وتناول طفلها فتات خبز فيقضمها بنهم، وفجأة حملقّ بعينيه شدّ ثوبها من الخلف التفتت إليه بهلع ضربت ظهره بباطن كفها، هزته بعنف، إلا أنه ظل محملقا، محاولة أقوى جعلته يقذف ما سد حنجرته، ضمته لصدرها، تطلعت نحو السماء، رفع عينيه ببراءة وأشار بأصبعه نحو القمر ممسكا بطرف ثوبها، وقال :
                  - أمي ذاك رغيف خبز!
                  كان صوته يتردد بوضوح في سكون الليل،
                  مسحت على رأسه، ضمته، ارتفع صوت المؤذن، انحنت تلتقط تلك القطعة، أمسكت بيده وسارت بخطى سريعة إلى أن اختفت وكأن الشارع ابتلعها.

                  بسم الله.

                  مررت واستمتعت..

                  ثم تركت بضع بُصيْمات تُهيب إلى المراجعة والتعديل.. إن أمكن..

                  إضافة إلى ضرورة توظيف علامات الترقيم توظيفا مناسبا يخدم

                  النص، ويساهم في إعطاء السرد (جملا وأحداثا، شكلا ومضمونا)

                  رونقا وجمالا وجاذبية..

                  [والله أعلى وأعلم أولا وآخرا]

                  بكل المودة والتشجيع.. من أخيكم.
                  ولا أقـولُ لقِـدْر القـوم: قدْ غلِيَـتْ
                  ولا أقـول لـباب الـدار: مَغـلـوقُ !
                  ( أبو الأسْـود الدّؤليّ )
                  *===*===*===*===*
                  أنا الذي أمرَ الوالي بقطع يدي
                  لمّا تبيّـنَ أنّي في يـدي قـلــمُ
                  !
                  ( ح. فهـري )

                  تعليق

                  • أشرف عمر
                    كاتب ومؤلف
                    • 30-03-2009
                    • 96

                    #10
                    إستراحه أدبيه

                    الزميله الكاتبه والأديبه أمل عبدن: ماأروع فكرك الخصيب وأبدع قلمك الواعد،فسردك للقصه القصيره والرائعه حين أصبح القمر رغيفاً .!ممتاز،وصدقوني عندما أخرجُ من أدراج عملي المكتبي البحت والمٌرهق كثيراً لأطل علي أروقة ملتقي الأدباء والمٌبدعين فأقرأ الإبداعات الوفيره والخصبه من أقلام وأفكار المبدعين من الأدباء من شتي البلدان أطمئن كثيراً علي مستقبل الأدب العربي بأنواعه في هذا الوطن العربي الكبير...وتقبلوا أطيب التحيات
                    [align=justify][frame="15 70"]لايجب أن نتعثر ونسقط من أول حجِرٍ يٌلقي في دروب نجاحاتنا بل نجمعه ونٌعليّ به بنياناً جديداً يزيد سجلات إبداعنا [/frame][/align]
                    [gdwl]أشرف عمرashrafomer2009@yahoo.com[/gdwl]
                    [/gdwl]

                    تعليق

                    • على جاسم
                      أديب وكاتب
                      • 05-06-2007
                      • 3216

                      #11
                      السلام عليكم

                      بداية مرحباً بكِ اختي في ملتقى الأدباء

                      حقيقة شدني العنوان فهو غريب بعض الشيء

                      وتلك ميزة تحسب لكِ

                      فالمتلقي في بعض الأحيان ينجذب إلى العنوان فيشده ليواصل بالتالي أن يبحث عن هدف للعنوان الغريب .

                      فعلاً وجدت قصة تحمل في طياتها البعد الإنساني

                      وهذا ما نبحث عنه الفكرة والغاية هي أساس ما يجب أن نفكر به

                      تقديري لكِ اختي

                      وبارك الله فيك
                      عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
                      يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
                      فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
                      فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

                      تعليق

                      • أ د .احمد عبد الله الحسو
                        أديب وكاتب
                        • 09-03-2009
                        • 34

                        #12
                        حين اصبح القمر رغيفا

                        الاديبة امل
                        اهنئك على هذه القدرة في اختيار العنوان المعبر وفي رسم المشاهد المتلاحقة التي جعلتني اتابع جملك المبنية بدقة وصولا الى الفكرة الاساس .اتمنى لك التوفيق واتطلع الى ان اقرأ لك مستقبلا وبخاصة في تصوير معاناة الناس

                        تعليق

                        • رشا عبادة
                          عضـو الملتقى
                          • 08-03-2009
                          • 3346

                          #13
                          [align=center]تسارعت دقات قلبي، أصبحت جزءا من ذلك الكرسي ضممت كتابي بشدة.
                          النباح يرتفع رويدا رويدا،تساءلت لعل لصا في الخارج وإلا فلماذا هذا النباح؟ .
                          قادتني قدماي نحو النافذة، فتحت جزءا منها متشبثة بالستارة،القمر يتوسط السماء وضوؤه


                          ماذا أقول هناااا
                          لم تتركِ شيئًا يقال يا سيدتي

                          (ماشاء الله عليكِ)
                          الفكرة رهيبة، قفزتِ برشاقة لقلوبنا
                          وسمعنا وبصرنا
                          إختطفتي حواسي كلها بين السطور
                          فأختلط جمال الطفولة وبراءتها، بوخز الواقع وقسوته، وتوسد القمر وكأنه يبكيهم أو يحرسهم
                          أو يعلن عجزه عن المساعدة
                          أحسست وكأن القمر تعاطف بالفعل
                          فلملم أطرافة وتحور وتكور، ليمنح هذا الطفل أجمل أمنية يتمني ان يراها بتلك اللحظة،
                          وهي رغيف خبز!
                          اختيار العنوان قوي جدا
                          وكل التفاصيل والصور وتجسيد إنفعالك مع الحدث
                          كان رائع صدقا
                          إستمتعت حد الجووووع لقصة جديدة تحمل توقيعكِ
                          دام جمال سطوركِ أيتها الرقيقة[/align]
                          " أعترف بأني لا أمتلك كل الجمال، ولكني أكره كل القبح"
                          كلــنــا مــيـــدان التــحــريـــر

                          تعليق

                          • السيد البهائى
                            أديب وكاتب
                            • 27-09-2008
                            • 1658

                            #14
                            الفاضله/ أمال..... لك كل التحيه والتقدير على قصتك الرائعه والى الامام دائما مع اطيب الامنيات بالتوفيق...
                            الحياة قصيره جدا.
                            فبعد مائه سنه.
                            لن يتذكرنا احد.
                            ان الايام تجرى.
                            من بين اصابعنا.
                            كالماء تحمل معها.
                            ملامح مستقبلنا.

                            تعليق

                            • أمل أحمد عبدِّن
                              عضو الملتقى
                              • 03-09-2008
                              • 20

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة د. محمد الأسمر مشاهدة المشاركة
                              الكاتبة وصاحبة القلم الرقيق .. قلم المظلومين والفقراء .. أمل
                              بما أن أسمك أمل .. فإنني قرأت الأمل بين السطور لهؤلاء الجوعى والفقراء
                              قصة واقعية يعيشها كثير من أبناء الشعب الفلسطيني
                              عايشوها وتعايشوا معها ومنهم ما زال يعيشها لهذه اللحظة
                              ليس الشعب الفلسطيني وحده .. أكيد كثيرة هي الشعوب المظلومة أمام الحاكم الظالم
                              سردٌ جميل .. شعورٌ جميل .. والأجمل أن لا يمنعوا القمر أن يعيش بيننا
                              حتى يبقى رغيف الخبز حُلماً يراود الجوعى والفقراء حتى يتحقق الحلم
                              تسلمي ويراعُكِ النابض بالأمل يا .. أمل
                              أستاذي الدكتور حسن الأسمر :

                              هو الواقع بكل مايحمله من ألم لهؤلاء البؤساء في زمن يضج بالتناقضات ،زمن أصبح فيه الإنسان كائنا مسلوب الإنسانية هو واقع يعيشه الكثير في زمن اللإنسانية في زمن استلاب الحقوق لمثل هؤلاء .
                              لكــــــــــــــــــــــــــن لن يستطيع أحــــــــــد منـــــــــــــــــع القمر ليبقى رغيفا في عيني طفل جائع .
                              شكراااااااااااا لمرورك الرائع
                              دمت ودامت وفلسطين الحبيبة بخير
                              ما اطلبه هو المستحيل أبحث عن مدينة فاضلة أهلها فضلاء.........

                              تعليق

                              يعمل...
                              X