إنه يومناَ

لحظة حبناَ.. حين تلاقيناَ

تَهاديناَ الأنوار والأزهار

و كثيراً من الفراشات

حينها عرفتُ معاني الحياةْ

مُردفات الجمال العذري

تراكيب النوى.. و شيئاً من جراحاتي

كنا نسافر مع ريح الجوى

تَحملنا تارة

تَضمنا حيناً.. وتواسينا

تُؤنسنا.. تقض علينا مضاجعنا

وترمينا إلى هناك.. بل إلى هنا ماضينا

أنظر إليه

أستشففُ منه روح الحاضر

أتوجس من بركاته خبايا المستقبل

إلى أين أيها الغابر

كنت ماضي

وأمسيت ماضٍ فينا

في حياتنا.. في خلوتنا تنادينا

و تُقّسم علينا بقداسة ما يجمعنا

بهوانا.. و أشواقنا

بضحكنا.. وبكائنا حتى الأنين

أنْ نَّبقَ لك.. ونحيد عن المستقبل

* * *

لكني سافرت اليها

أبحث عنها بين الشتات

في دفاتري، و أشعاري

في أفكاري

في أحلامي، وقيتاري

أين هي؟

لم أجدها

ربما اغتالها الزمان

أو انتحرت على قوافي أشعاري

لا

إنها هنا.. بل هناك..

ذَهَبَتْ ولم تَعُدْ

سألت عنها

قالوا سافرت إلى المغيب، و تركت رسالة

ستجدني عند مقام مهيب

آه.. لقد رَحَلَتْ

تركتني أعاني

أنّْعي نَفسي

أعانق أشواقي

أبكيها.. بل أبكي ذكرياتي وإحساسي

كم كان الحلم جميلاً

حينما قيدتكِ مُلكي

كم من ليلة آنستِ مُهجتي

كَسرت حواجز فؤادي

وحطمت سواد ظلماتي

كم سيطول الليل أيها الماضي

إلى أين المفر من الآتي

كل شئ آتٍ

مرميٌ.. ممزقٌ

هنا.. كتب التاريخ.. و قصصاً، وبعضاً من رواياتي

إلى أين أيها الغابر

كنت ماضي

وأمسيت ماضٍ فينا..