مسرحية قصيرة
النضال
مسرحية من فصل واحد وثلاثة مشاهد
شخوص المسرحية
حامد (الوكيل)
نضال (المعارض)
أم أمل (زوجة المعارض)
أمل(شاب مريض،وهو ابن المعارض)
المشهد الأول
المنظر) :نضال وحامد يجلسان في غرفة الاستقبال في دار نضال..عندما
يرفع الستار يسمع صوت الحوار)
حامد: أعتقد أنك تبالغ...
نضال: إن هذه الهوائيات حوّلت القرية إلى بؤرة كهرومغناطيسية
وراكتيفية...
حامد: كفى ..كفى بالله عليك فأنالا أفهم في مثل هذه المواضيع..
نضال: لذلك.فأنت لا تولي الأمر الاهتمام الكافي ، لأنك لا تدرك مدى
خطورة هذه الهوائيات.
حامد: أعتقد أنكم تبالغون جداً في تصوير الأمر.
نضال : هكذا يخيل إليك أما أنا فأدرك خطورتها.من هنا، فقد أرسلت إلى
كافة المؤسسات رسائل احتجاج من أجل اقتلاعها.
حامد: وماذا كان الجواب ؟
نضال: قالوا إن الموضوع قيد البحث
حامد: (بسرعة) وسيبقى قيد البحث إلى أبد الآبدين،لأن الأمر لديهم محسوم
لصالح أصحاب رؤوس الأموال..
نضال : (بصوت عالٍ) سوف نقيم الدنيا ونقعدها إذا لم يقتلعوها.
حامد: (يبتسم) رويداً...رويداً فالأمور لا تؤخذ هكذا..
نضال : لقد فقدت والدي بسبب الخلايا السرطانية التي تسببها الهوائية
حامد: رحمة الله عليه .فقد كان المرحوم أبى نضال إنسانا يحمل كل
الصفات الحميدة
نضال : وبعد كل هذا وأكثر ،تريدني أن أوافقك على نصب هوائية فوق
سطح داري؟!حامد: إن الأعمار بيد الله.
نضال : ألا ترى أن من الحكمة أن نتعظ.. فان درهم وقاية خير من قنطار
علاج ...إننا نفقد كل سنة عددا ًمن أعزائنا.
حامد: إن من له مدّة لا تقتله شدّة...
نضال : الشعب لن يصمت طويلاً..
حامد: الحقيقة هي أن الشعب لن يصمد طويلاً....
نضال: انك تستهين.....
حامد: (مقاطعاً،وهو يشير إلى خارج الغرفة)اسمع ..اسمع...(يسود
الصمت..يسمع صوت مكبر للصوت آتٍ من الخارج..."أهالي بلدي
الكرام ننعي إليكم وفاة الشاب فايز الجمال عن عمر يناهز 25عاماً
اثر حادث سير مؤسف، الدفن اليوم الساعة الرابعه بعد الظهر ، له الرحمة
ولكم من بعده طول البقاء)
حامد : أسمعت..لقد قضى في حادث سير مؤسف وهو في عمر الزهور...
انتهى عمره فمضى..الناس يموتون بأسباب كثيرة..تعددت الأسباب
والموت واحد..
نضال: (مقاطعاً) عليك نور ..تعددت الأسباب..ونحن جميعاً ضد الرعونة في
السواقة..والناس لا يسكتون عن الحديث فيها ،ولكن لا يعني هذا أن
نفتح بابا ًجديداً ًللموت..إن الجمهور لا يستطيع أن يعيش مع واقع
يسقط فيه مواطن كل شهر..!
حامد: نحن شعب مؤمن بالله سبحانه وتعالى..
نضال: ونعم بالله...
حامد: (مكملاً) ولن يعيش الإنسان دقيقة واحدة أكثر مما كتب له..
نضال: بل نحن شعب أصبح واعياً، فلا يصح أن تدير ظهرك للدبابير،
وتقول على الله التقدير.
(يدخل أمل ، حليق الرأس ،حاملا ًصينية القهوة، ينحني أمام حامد)
أمل: تفضل
حامد: (وقد ظهرت عليه علامات الحرج) تعيش..تعيش (ويتناول فنجان
القهوة)
(أمل يتقدم باتجاه والده الذي يحاول أن يخفي تأثره
،ينحني مجدداً)
أمل: تفضل..
نضال: (يبتسم ابتسامة صفراء) شكراً يا ولدي..
(أمل يخرج)\
نضال:( بصوت خافت للغاية،وقد اغرورقت عيناه بالدموع، ثم وهو لا
يكف عن هز رأسه) هذا ما جلبته الهوائيات اللعينة...
حامد: الآخرة للسلامة ، إن شاء الله...
نضال: إننا نتكل على الله وحده سبحانه وتعالى...
(يعم الصمت قليل)
نضال: تفضل اشرب القهوة...
حامد: آه (يتناول فنجان القهوة عن الطاولة ويأخذ منه رشفة ،وفي محاولة
لتغيير الموضوع) هذه القهوة لذيذة..من أين اشتريتها
نضال: إن أم أمل ،الله يعطيها العافية،تقوم بإعدادها
.حامد: ..(ويعود إلى رشف القهوة )على كل
حال . فكر في الموضوع،واعلم أن هناك عشرات الطلبات من
أصحاب الدور العالية، تطلب نصب الهوائيات فوق منازلهم..ثم إذ لم
توافق على نصب الهوائية على سطح دارك فسيوافق غيرك.. (يرشف
ما تبقى في الفنجانه من القهوة ،ثم يضع الفنجان على الطاولة ويقف)
يالله، تصبح على خير..سامر عليك غداً لمعرفة الجواب.
نضال: أنا بالنسبة لي المسألة محسومة... آني أرفض بشدة...
حامد: الخيّر يقول ويغير..وأنا لا أريد جواباً الآن ..فكر جيداً وتشاور مع
أهل بيتك وذويك، حتى لا تقع في ندم ..فالندم في كثير من الأحيان
يقتل أكثر من الأوبئة..
نضال: ( في حدة) أنا الذي أقرر لنفسي ولعائلتي ولا أحد سواي...
حامد: أنا لم أقل غير ذلك ...وإنما قلت فقط ،فكر وشاور والرأي في النهاية
لك وحدك . لا أحد يستطيع أن يجبرك على شيء لا ترغب فيه...
نضال: بل أنا أرفضه...
حامد: (وهو يهم بمغادرة المنزل) هذا الأمر عائد لك وحدك...
نضال: نعم...أنا من يقرر فيه...
حامد: ومع كل ذلك سوف أمر عليك غداً...
(ويسدل الستار)
---------المشهد الثاني--------
(نضال وحامد يجلسان على أريكة في غرفة الاستقبال في دار
نضال)
حامد: ماذا قررت؟
نضال: نجوم السماء أقرب لك...
حامد) :يبتسم ابتسامة صفراء) لا أعتقد ذلك...
نضال: (بحماس) أنا لست أعارض في نصب الهوائيات،فحسب،وإنما أدعو
وأعمل من أجل اقتلاعها ..سوف أقوم بعملية توعية لكي يدرك
المواطنون مدى أخطارها،لتكون هبّة جماهيرية تٌجبر السلطات على
اقتلاع الهوائيات...
حامد: لقد شرحت لك موقفي...
نضال: (صارخاً)أي موقف ..أن مجرد طرح الفكرة عليّ..أعتبرها اهانة
كبيرة لي.
حامد: (ساخراً) يا لطيف...
نضال: القضية هي أولادنا ..فلذات أكبادنا ..أجيالنا القادمة...
حامد: لم ارَ في حياتي أعند منك ...
نضال: سوف ترى بأنني سأقود ثورة ضد الهوائيات،لن تخمد حتى تجتثها
من جذورها..
حامد: (يبتسم ساخراً) هذا ،على سطح القمر ولكن هنا على سطح دارك
ستنصب هوائية.
نضال: قلت لك نجوم السماء أقرب لك.
حامد: لا أعتقد ذلك...
نضال: إني سأدفن نفسي قبل أن تنصب الهوائية على سطح داري .
حامد: ولماذا يوافق غيرك؟..
نضال: إني أسألك : لماذا لا يجرؤون على نصبها في الوسط اليهودي ؟
.أليس لهذا الأمر من تفسير لديك .. ولكن أنا أقول لك ،لأنهم يدركون
أن الإساءة خطيرة جداً جداً على المواطنين
حامد: بالله عليك لا تعظم ألأمور إلى هذا الحد..حرام عليك
نضال: نحن لسنا لقمة سائغة.
(يدخل أمل حاملاً صينية القهوة)
نضال: ضعها يا ولدي هنا.
(أمل يضع الصينية ويخرج)
نضال: (يزفر) اففففففففف...( بصوت خفيض) لقد فتت لي كبدي يا ولدي
ولا معنى للحياة بدون أمل...
حامد: (متجاهلاً وجع نضال) لقد سبق وقلت لك ،انه إذا لم توافق على
نصب الهوائية، فسيوافق غيرك...
نضال: دعني من الآخرين..
. حامد: هناك حوالي ألف دولار شهرياً،فلماذا تتنازل عنها بهذه البساطة؟
نضال: ليس بالخبز وحدة يحيا الإنسان ..هناك أمور أثمن من المادة
حامد: دعك من الشعارات
نضال: إن عزتي لا تنحني أمام الإغراءات المادية.
حامد: يا ابن الحلال،ليس هناك حاجة لكي تفلسف الأمور...
نضال: إن مال الدنيا كلها لا يساوي دمعة تذرفها عين طفل، فكيف إذا كان
الثمن فقدان إنسان عزيز على قلبك...؟
.حامد: يا ابن الحلال ،على سطح دارك ،أو على سطح جارك سيكون للهوائية
نفس التأثير فلماذا لا تكون أنت المستفيد ؟.
نضال: لقد شرحت لك موقفي بما فيه كفاية وكفى(ثم يصب القهوة ) تفضل
اشرب.
حامد: (يتناول فنجان القهوة ويشرب منه رشفة ثم يضعه على الطاولة).
واحدة من بين ستين هوائية لا توثر بتخفيض الإشعاع...
نضال: لكل إنسان مفاهيمه..لكل إنسان نمط حياة ،خاص به... بالنسبة لي
الأجواء الأخوية في الحارة أثمن لي من مال الدنيا...
حامد: ولكن هل هناك من الجيران ممن نصبوا هوائية فوق سطوحهم من
أخذك بالحسبان؟.
نضال : الأمر بالنسبة لي يختلف، فانا بالرغم مما تراه من صحة والحمد
لله،لا أستطيع أن أصمد أمام نظرة جار أو حتى أي مواطن، يتهمني
بإصابة قريب له بالمرض
حامد: انك تصور الأمور بغاية الخطورة ولكن ثق بأن تخوفاتك مبالغ فيها
نضال: وقد تكون صحيحة،أيضاً..بل قد تكون على المدى البعيد أخطر مما
نتصور...
حامد: لماذا لا توافق وتتكل على الله (ثم يشرب القهوة ويضع الفنجان على
الطاولة وقد فرغ).
نضال: لقد رفض المواطنون في الدولة، وفي كل مكان، المجازفة...فهل
نحن نختلف عن البشر؟ .
حامد: أسمع مني ،وافق، واتكل على الله .كل شيء إذا كبرته،كبّر...واذا
صغرته صغر...
نضال: وكيف سأواجه نظرات ابني...وماذا سنقول لأجيالنا القادمة؟..أورثناكم
أمراضا (يصمت قليلاً وينادي) يا أمل ..هاتوا بعض الفواكه.
(أمل يدخل حاملاً سلة تحتوي على تشكيلة من الفواكه
ويضعها على الطاولة ويخرج )
نضال: ماذا تريد.؟ برتقالة؟
حامد: كلا..إني أريد شاهين موز.
نضال: (يتناول أصبع موز، يقشره ثم يقدمه لحامد) تفضل.
حامد: (بعد أن تناول شاهين الموز)هناك تسهيلات وشروط ، يمكنك
الحصول عليها...
نضال: أية تسهيلات؟!
حامد: هوهوهو،..بالإضافة إلى المعاش الشهري،المرتبط بالدولار،
هناك منحة شهرية ثابتة، وهي دفع فاتورة الكهرباء..وهنا يمكن
استغلال الفرصة،وتحويل كافة أدوات البيت إلى كهربائية...غاز
...تدفئة كل شيء...
نضال: (يجفل) هه...نعم؟ (يستدرك بسرعة ويحاول أن يكون مرحاً،
فينكمش) أححححح..لماذا أنت مصر على تذكيرنا بالبرد؟
حامد: (تلمع عيناه فرحاً.وقد أدرك أن مفعول الإغراءات بدأ يظهر أثره)
وهذا وحده يساوي معاشاً شهرياً.
نضال" (بصوت خافت للغاية) المادة وسيلة وليست غاية
حامد: إنها فرصة العمر. لا تفوتها،إن الحظ يحالف الإنسان مرة واحدة
في حياته...
نضال: (يهز برأسه)
حامد: لا تكن غبياً وترفض النعمة التي أرسلها لك الله
نضال: (يزفر) اففففففففف.
حامد لا افف ولا ما افف..عليك الموافقة، وبأقصى سرعة،لأن جارك يقف
للموضوع بالمرصاد.
نضال: أي جار تعني؟(ويبدأ بتعداد جيرانه على أصابع يده)
حامد: أنظر إلى اليمين..إلى الخلف..إلى الأمام..إن كبار المشايخ، أولائك
الذين يحرمون ويحللون،على سطح كل واحد منهم هوائية، فهل أجرة
الهوائية (ويزفع صوته) حلال؟.
نضال: (وقد بهت رد فعله للغاية) هم لا يدركون خطورتها،.الإنسان يقع
ضحية بساطته.
حامد: بساطة (ويهز برأسه) بساطة... إنها ليست بساطة..إنها المصلحة.لقد
قالوا في البداية عن مال التامين الوطني..انه كالمخدرات .. ولكنهم
صمتوا..وهكذا قالوا عن أجرة الهوائيات..قبل أن يستفيدوا..صحيح أم
لا ؟.
نضال: (يهز رأسه مجدداً )
حامد: اسمع ..في البداية تقوم الشركة بتركيب هوائية صغيرة جداً ...ومع
الوقت نأخذ بتكبيرها...هكذا في غفلة من الناس.
نضال: (يستمر في صمته)
حامد" (وقد أدرك أن قيم نضال قد انهارت) أتكل على الله..آلا ترى أن
البلد أضحت عبارة عن شبكة هوائيات متلاصقة...حط رأسك بين
هالروس، ونادي يا قطاع الروس.. واللي جاي من عند الله يا محلاه.
نضال: لست أدري فيما اذا كانت القضية مبدئية أم تجارية؟!
حامد: تجارة...كل شيء أضحى اليوم تجارة.
نضال(يزفر)افففففففف لعنة الله على هذا الزمن
حامد: ماذا تقول؟
نضال: (يصمت)
حامد: لماذا تصمت؟...هل اعتبر الصمت علامة الموافقة؟ .
نضال: (يستمر في صمته).
حامد: (وهو يهز برأسه) لست أدري ...لست أدري.
حامد: على كل حال،سأمر عليك غدا..وتذكر أن جارك يقف للموضوع
بالمرصاد ...السلام عليكم
(يقف ويتوجه نحو الباب وأثناء ذلك
يسدل الستار)
المشهد الثالث
( نضال وحامد يحتسيان القهوة)
حامد: كيف الحال
نضال: الحمد لله
حامد: وأهل البيت
نضال: الحمد لله على كل الأحوال
حامد: ما هو وضع الصبي اليوم
نضال: نتكل على الله وحدة
حامد: الآخرة للسلامة إن شاء الله
نضال: الله يسلمك يعني إذا كان هذا هو قدرنا فنحن ...
(يختنق صوته ويعم الصمت قليلاً)
حامد: الطقس حار جداً..أرجو أن تفتح الشباك قليلاً
(ينهض نضال ويفتح الشباك ثم يعود إلى الجلوس)
حامد: اه ..هه ألان يمكننا أن نرتاح
نضال: هذه النسمات قادمة من البحر مباشرة
حامد : أنها نعمة من عند الله أنظر إلى كافة الجهات مناظر ساحرة،
من الغرب نشاهد البحر ومدينة الخضيره، من الشرق نشاهد
العفوله حتى منطقة بيسان، إلى الجنوب قليلاً نشاهد، المثلث
حتى الضفة الغربية ،إلى الشمال نشاهد "عيمك يزرعيل"
نضال: تقصد مرج أبن عامر
حامد: (مكملاً) والجليل حتى جبل الشيخ.. الحالة ليست بحاجة إلا إلى
الحمد والشكر إن المنظر لوحده ثروة هائلة ، ألا تعتقد إننا
موضع للحسد؟
نضال: لهذا السبب يضعون أمامنا العراقيل ويحدون من تطورنا
حامد: ان دولاب الدهر دوار لقد كانوا في السابق مدعسة للآخرين
ولكن اليوم الآخرين ، مدعسة لهم.
نضال: (يهز برأسه) فعلا
حامد: (يقترب من نضال ويهمس في إذنه) ولنكن صرحين لو امتلك
العرب ذرة واحدة من الشرف ،..في ليلة تفتقد لضوء القمر .تصبح
هذه ألدوله في خبر كان
نضال: فعلاً إي دولة هذه التي تراها شبه كاملة، بالعين المجردة من
عدة مواقع؟
حامد: لذلك علينا أن لا نحمل السلم بالعرض علينا أن نفتش عن مصادر
رزقنا ونستغل الفرص المتاحة
نضال: (يهز برأسه)
حامد: ماذا تقول؟
نضال: انك تخلط الأوراق
حامد: أي أوراق؟عليك أن تستغل الفرص المتاحة قبل فوات الأوان.
نضال: (يصمت)
حامد: ما هو قرارك النهائي؟
نضال: (بصوت خفيض) أي قرار.
حامد: تتظاهر بعدم المعرفة.
نضال: (منحرجا) اه..والله لست أدري ماذا أقول لك.
حامد: لا أريد تكرار ما قلته بالأمس.
نضال: لا مانع في أن نتداول وجهات النظر.
حامد: بصراحة. القضية مغرية للغاية... وكل واحد يدير النار إلى
قرصه،ولولا معزتك عندي لما ألححت عليك...كان من الممكن
أن أعطيها لغيرك،ويا دار ما دخلك شر...وبهذا أكون قد أرحت
رأسي...
نضال: صحيح ولكن....
حامد: (مقاطعاً) ولكن ماذا؟
نضال: على كل حال..أنا..أنا لست صاحب القرار الوحيد ...
حامد: ماذا تعني؟
نضال: أنت تدرك أن اليوم الحكم للنساء..أتريد أن تبهدلنا مع أم أمل؟
(ويضحك بصوت عالٍ).
حامد: (يشاركه في الضحك) ما قلنا ذلك في البداية،فقلت اخرجوا من
البلد...
نضال: هذا هو واقع أيامنا هذه
حامد: نادي على أم أمل لنعرف ما هو قراركم النهائي
نضال: (ينادي) أم أمل..أم أمل..أين أنت يا أم أمل؟
(أم أمل من الغرفة المجاورة)
أم أمل: نعم...ماذا تريد؟
نضال: ما رأيك في الموضوع الذي تحدثنا عنه في الليل؟
أم أمل: عما تتحدث لقد تحدثنا عن عدة امور
نضال: عن الموضوع الذي جاء من اجله جارنا
أم أمل: اه..يعني إذا لم تكن عندنا.فعند جارنا.
حامد: (يبتسم) اتكلنا على الله.
أم أمل: (مكملة) ولكني قلت لك منذ البداية،لا تكن مصلحاً اجتماعياً
الآن كيف سيكون وجهنا؟
حامد: (بسعادة واضحة مستدركاً للوضع) الشركة تدرك أنك وقفت
رأس حربة من أجل اقتلاع الهوائيات.،لذلك فهي متفهمة لظروفك
..من هنا فسنقدم لكم رحلة استجمامية لمدة أسبوع..وخلال هذه المدة.
ستقوم الشركة بتركيب الهوائية.
حامد: ولكن كما اتفقنا
.حامد: طبعاً...طبعاً.
نضال: أقصد أن تنصب هوائية صغيرة في البداية.
حامد: واضح ...واضح(ثم يمد يده للمصافحة) اتفقنا.
نضال: (ينظر إلى الأرض )
حامد: ضع يدك في يدي...
نضال: (يضع يده في يد نضال) يالله ..السلام عليكم.( ويخرج)
(يسمع صوت نهيق حمار.ثم صوت خروج
الهواء من ........... ويسدل الستار).
النضال
مسرحية من فصل واحد وثلاثة مشاهد
شخوص المسرحية
حامد (الوكيل)
نضال (المعارض)
أم أمل (زوجة المعارض)
أمل(شاب مريض،وهو ابن المعارض)
المشهد الأول
المنظر) :نضال وحامد يجلسان في غرفة الاستقبال في دار نضال..عندما
يرفع الستار يسمع صوت الحوار)
حامد: أعتقد أنك تبالغ...
نضال: إن هذه الهوائيات حوّلت القرية إلى بؤرة كهرومغناطيسية
وراكتيفية...
حامد: كفى ..كفى بالله عليك فأنالا أفهم في مثل هذه المواضيع..
نضال: لذلك.فأنت لا تولي الأمر الاهتمام الكافي ، لأنك لا تدرك مدى
خطورة هذه الهوائيات.
حامد: أعتقد أنكم تبالغون جداً في تصوير الأمر.
نضال : هكذا يخيل إليك أما أنا فأدرك خطورتها.من هنا، فقد أرسلت إلى
كافة المؤسسات رسائل احتجاج من أجل اقتلاعها.
حامد: وماذا كان الجواب ؟
نضال: قالوا إن الموضوع قيد البحث
حامد: (بسرعة) وسيبقى قيد البحث إلى أبد الآبدين،لأن الأمر لديهم محسوم
لصالح أصحاب رؤوس الأموال..
نضال : (بصوت عالٍ) سوف نقيم الدنيا ونقعدها إذا لم يقتلعوها.
حامد: (يبتسم) رويداً...رويداً فالأمور لا تؤخذ هكذا..
نضال : لقد فقدت والدي بسبب الخلايا السرطانية التي تسببها الهوائية
حامد: رحمة الله عليه .فقد كان المرحوم أبى نضال إنسانا يحمل كل
الصفات الحميدة
نضال : وبعد كل هذا وأكثر ،تريدني أن أوافقك على نصب هوائية فوق
سطح داري؟!حامد: إن الأعمار بيد الله.
نضال : ألا ترى أن من الحكمة أن نتعظ.. فان درهم وقاية خير من قنطار
علاج ...إننا نفقد كل سنة عددا ًمن أعزائنا.
حامد: إن من له مدّة لا تقتله شدّة...
نضال : الشعب لن يصمت طويلاً..
حامد: الحقيقة هي أن الشعب لن يصمد طويلاً....
نضال: انك تستهين.....
حامد: (مقاطعاً،وهو يشير إلى خارج الغرفة)اسمع ..اسمع...(يسود
الصمت..يسمع صوت مكبر للصوت آتٍ من الخارج..."أهالي بلدي
الكرام ننعي إليكم وفاة الشاب فايز الجمال عن عمر يناهز 25عاماً
اثر حادث سير مؤسف، الدفن اليوم الساعة الرابعه بعد الظهر ، له الرحمة
ولكم من بعده طول البقاء)
حامد : أسمعت..لقد قضى في حادث سير مؤسف وهو في عمر الزهور...
انتهى عمره فمضى..الناس يموتون بأسباب كثيرة..تعددت الأسباب
والموت واحد..
نضال: (مقاطعاً) عليك نور ..تعددت الأسباب..ونحن جميعاً ضد الرعونة في
السواقة..والناس لا يسكتون عن الحديث فيها ،ولكن لا يعني هذا أن
نفتح بابا ًجديداً ًللموت..إن الجمهور لا يستطيع أن يعيش مع واقع
يسقط فيه مواطن كل شهر..!
حامد: نحن شعب مؤمن بالله سبحانه وتعالى..
نضال: ونعم بالله...
حامد: (مكملاً) ولن يعيش الإنسان دقيقة واحدة أكثر مما كتب له..
نضال: بل نحن شعب أصبح واعياً، فلا يصح أن تدير ظهرك للدبابير،
وتقول على الله التقدير.
(يدخل أمل ، حليق الرأس ،حاملا ًصينية القهوة، ينحني أمام حامد)
أمل: تفضل
حامد: (وقد ظهرت عليه علامات الحرج) تعيش..تعيش (ويتناول فنجان
القهوة)
(أمل يتقدم باتجاه والده الذي يحاول أن يخفي تأثره
،ينحني مجدداً)
أمل: تفضل..
نضال: (يبتسم ابتسامة صفراء) شكراً يا ولدي..
(أمل يخرج)\
نضال:( بصوت خافت للغاية،وقد اغرورقت عيناه بالدموع، ثم وهو لا
يكف عن هز رأسه) هذا ما جلبته الهوائيات اللعينة...
حامد: الآخرة للسلامة ، إن شاء الله...
نضال: إننا نتكل على الله وحده سبحانه وتعالى...
(يعم الصمت قليل)
نضال: تفضل اشرب القهوة...
حامد: آه (يتناول فنجان القهوة عن الطاولة ويأخذ منه رشفة ،وفي محاولة
لتغيير الموضوع) هذه القهوة لذيذة..من أين اشتريتها
نضال: إن أم أمل ،الله يعطيها العافية،تقوم بإعدادها
.حامد: ..(ويعود إلى رشف القهوة )على كل
حال . فكر في الموضوع،واعلم أن هناك عشرات الطلبات من
أصحاب الدور العالية، تطلب نصب الهوائيات فوق منازلهم..ثم إذ لم
توافق على نصب الهوائية على سطح دارك فسيوافق غيرك.. (يرشف
ما تبقى في الفنجانه من القهوة ،ثم يضع الفنجان على الطاولة ويقف)
يالله، تصبح على خير..سامر عليك غداً لمعرفة الجواب.
نضال: أنا بالنسبة لي المسألة محسومة... آني أرفض بشدة...
حامد: الخيّر يقول ويغير..وأنا لا أريد جواباً الآن ..فكر جيداً وتشاور مع
أهل بيتك وذويك، حتى لا تقع في ندم ..فالندم في كثير من الأحيان
يقتل أكثر من الأوبئة..
نضال: ( في حدة) أنا الذي أقرر لنفسي ولعائلتي ولا أحد سواي...
حامد: أنا لم أقل غير ذلك ...وإنما قلت فقط ،فكر وشاور والرأي في النهاية
لك وحدك . لا أحد يستطيع أن يجبرك على شيء لا ترغب فيه...
نضال: بل أنا أرفضه...
حامد: (وهو يهم بمغادرة المنزل) هذا الأمر عائد لك وحدك...
نضال: نعم...أنا من يقرر فيه...
حامد: ومع كل ذلك سوف أمر عليك غداً...
(ويسدل الستار)
---------المشهد الثاني--------
(نضال وحامد يجلسان على أريكة في غرفة الاستقبال في دار
نضال)
حامد: ماذا قررت؟
نضال: نجوم السماء أقرب لك...
حامد) :يبتسم ابتسامة صفراء) لا أعتقد ذلك...
نضال: (بحماس) أنا لست أعارض في نصب الهوائيات،فحسب،وإنما أدعو
وأعمل من أجل اقتلاعها ..سوف أقوم بعملية توعية لكي يدرك
المواطنون مدى أخطارها،لتكون هبّة جماهيرية تٌجبر السلطات على
اقتلاع الهوائيات...
حامد: لقد شرحت لك موقفي...
نضال: (صارخاً)أي موقف ..أن مجرد طرح الفكرة عليّ..أعتبرها اهانة
كبيرة لي.
حامد: (ساخراً) يا لطيف...
نضال: القضية هي أولادنا ..فلذات أكبادنا ..أجيالنا القادمة...
حامد: لم ارَ في حياتي أعند منك ...
نضال: سوف ترى بأنني سأقود ثورة ضد الهوائيات،لن تخمد حتى تجتثها
من جذورها..
حامد: (يبتسم ساخراً) هذا ،على سطح القمر ولكن هنا على سطح دارك
ستنصب هوائية.
نضال: قلت لك نجوم السماء أقرب لك.
حامد: لا أعتقد ذلك...
نضال: إني سأدفن نفسي قبل أن تنصب الهوائية على سطح داري .
حامد: ولماذا يوافق غيرك؟..
نضال: إني أسألك : لماذا لا يجرؤون على نصبها في الوسط اليهودي ؟
.أليس لهذا الأمر من تفسير لديك .. ولكن أنا أقول لك ،لأنهم يدركون
أن الإساءة خطيرة جداً جداً على المواطنين
حامد: بالله عليك لا تعظم ألأمور إلى هذا الحد..حرام عليك
نضال: نحن لسنا لقمة سائغة.
(يدخل أمل حاملاً صينية القهوة)
نضال: ضعها يا ولدي هنا.
(أمل يضع الصينية ويخرج)
نضال: (يزفر) اففففففففف...( بصوت خفيض) لقد فتت لي كبدي يا ولدي
ولا معنى للحياة بدون أمل...
حامد: (متجاهلاً وجع نضال) لقد سبق وقلت لك ،انه إذا لم توافق على
نصب الهوائية، فسيوافق غيرك...
نضال: دعني من الآخرين..
. حامد: هناك حوالي ألف دولار شهرياً،فلماذا تتنازل عنها بهذه البساطة؟
نضال: ليس بالخبز وحدة يحيا الإنسان ..هناك أمور أثمن من المادة
حامد: دعك من الشعارات
نضال: إن عزتي لا تنحني أمام الإغراءات المادية.
حامد: يا ابن الحلال،ليس هناك حاجة لكي تفلسف الأمور...
نضال: إن مال الدنيا كلها لا يساوي دمعة تذرفها عين طفل، فكيف إذا كان
الثمن فقدان إنسان عزيز على قلبك...؟
.حامد: يا ابن الحلال ،على سطح دارك ،أو على سطح جارك سيكون للهوائية
نفس التأثير فلماذا لا تكون أنت المستفيد ؟.
نضال: لقد شرحت لك موقفي بما فيه كفاية وكفى(ثم يصب القهوة ) تفضل
اشرب.
حامد: (يتناول فنجان القهوة ويشرب منه رشفة ثم يضعه على الطاولة).
واحدة من بين ستين هوائية لا توثر بتخفيض الإشعاع...
نضال: لكل إنسان مفاهيمه..لكل إنسان نمط حياة ،خاص به... بالنسبة لي
الأجواء الأخوية في الحارة أثمن لي من مال الدنيا...
حامد: ولكن هل هناك من الجيران ممن نصبوا هوائية فوق سطوحهم من
أخذك بالحسبان؟.
نضال : الأمر بالنسبة لي يختلف، فانا بالرغم مما تراه من صحة والحمد
لله،لا أستطيع أن أصمد أمام نظرة جار أو حتى أي مواطن، يتهمني
بإصابة قريب له بالمرض
حامد: انك تصور الأمور بغاية الخطورة ولكن ثق بأن تخوفاتك مبالغ فيها
نضال: وقد تكون صحيحة،أيضاً..بل قد تكون على المدى البعيد أخطر مما
نتصور...
حامد: لماذا لا توافق وتتكل على الله (ثم يشرب القهوة ويضع الفنجان على
الطاولة وقد فرغ).
نضال: لقد رفض المواطنون في الدولة، وفي كل مكان، المجازفة...فهل
نحن نختلف عن البشر؟ .
حامد: أسمع مني ،وافق، واتكل على الله .كل شيء إذا كبرته،كبّر...واذا
صغرته صغر...
نضال: وكيف سأواجه نظرات ابني...وماذا سنقول لأجيالنا القادمة؟..أورثناكم
أمراضا (يصمت قليلاً وينادي) يا أمل ..هاتوا بعض الفواكه.
(أمل يدخل حاملاً سلة تحتوي على تشكيلة من الفواكه
ويضعها على الطاولة ويخرج )
نضال: ماذا تريد.؟ برتقالة؟
حامد: كلا..إني أريد شاهين موز.
نضال: (يتناول أصبع موز، يقشره ثم يقدمه لحامد) تفضل.
حامد: (بعد أن تناول شاهين الموز)هناك تسهيلات وشروط ، يمكنك
الحصول عليها...
نضال: أية تسهيلات؟!
حامد: هوهوهو،..بالإضافة إلى المعاش الشهري،المرتبط بالدولار،
هناك منحة شهرية ثابتة، وهي دفع فاتورة الكهرباء..وهنا يمكن
استغلال الفرصة،وتحويل كافة أدوات البيت إلى كهربائية...غاز
...تدفئة كل شيء...
نضال: (يجفل) هه...نعم؟ (يستدرك بسرعة ويحاول أن يكون مرحاً،
فينكمش) أححححح..لماذا أنت مصر على تذكيرنا بالبرد؟
حامد: (تلمع عيناه فرحاً.وقد أدرك أن مفعول الإغراءات بدأ يظهر أثره)
وهذا وحده يساوي معاشاً شهرياً.
نضال" (بصوت خافت للغاية) المادة وسيلة وليست غاية
حامد: إنها فرصة العمر. لا تفوتها،إن الحظ يحالف الإنسان مرة واحدة
في حياته...
نضال: (يهز برأسه)
حامد: لا تكن غبياً وترفض النعمة التي أرسلها لك الله
نضال: (يزفر) اففففففففف.
حامد لا افف ولا ما افف..عليك الموافقة، وبأقصى سرعة،لأن جارك يقف
للموضوع بالمرصاد.
نضال: أي جار تعني؟(ويبدأ بتعداد جيرانه على أصابع يده)
حامد: أنظر إلى اليمين..إلى الخلف..إلى الأمام..إن كبار المشايخ، أولائك
الذين يحرمون ويحللون،على سطح كل واحد منهم هوائية، فهل أجرة
الهوائية (ويزفع صوته) حلال؟.
نضال: (وقد بهت رد فعله للغاية) هم لا يدركون خطورتها،.الإنسان يقع
ضحية بساطته.
حامد: بساطة (ويهز برأسه) بساطة... إنها ليست بساطة..إنها المصلحة.لقد
قالوا في البداية عن مال التامين الوطني..انه كالمخدرات .. ولكنهم
صمتوا..وهكذا قالوا عن أجرة الهوائيات..قبل أن يستفيدوا..صحيح أم
لا ؟.
نضال: (يهز رأسه مجدداً )
حامد: اسمع ..في البداية تقوم الشركة بتركيب هوائية صغيرة جداً ...ومع
الوقت نأخذ بتكبيرها...هكذا في غفلة من الناس.
نضال: (يستمر في صمته)
حامد" (وقد أدرك أن قيم نضال قد انهارت) أتكل على الله..آلا ترى أن
البلد أضحت عبارة عن شبكة هوائيات متلاصقة...حط رأسك بين
هالروس، ونادي يا قطاع الروس.. واللي جاي من عند الله يا محلاه.
نضال: لست أدري فيما اذا كانت القضية مبدئية أم تجارية؟!
حامد: تجارة...كل شيء أضحى اليوم تجارة.
نضال(يزفر)افففففففف لعنة الله على هذا الزمن
حامد: ماذا تقول؟
نضال: (يصمت)
حامد: لماذا تصمت؟...هل اعتبر الصمت علامة الموافقة؟ .
نضال: (يستمر في صمته).
حامد: (وهو يهز برأسه) لست أدري ...لست أدري.
حامد: على كل حال،سأمر عليك غدا..وتذكر أن جارك يقف للموضوع
بالمرصاد ...السلام عليكم
(يقف ويتوجه نحو الباب وأثناء ذلك
يسدل الستار)
المشهد الثالث
( نضال وحامد يحتسيان القهوة)
حامد: كيف الحال
نضال: الحمد لله
حامد: وأهل البيت
نضال: الحمد لله على كل الأحوال
حامد: ما هو وضع الصبي اليوم
نضال: نتكل على الله وحدة
حامد: الآخرة للسلامة إن شاء الله
نضال: الله يسلمك يعني إذا كان هذا هو قدرنا فنحن ...
(يختنق صوته ويعم الصمت قليلاً)
حامد: الطقس حار جداً..أرجو أن تفتح الشباك قليلاً
(ينهض نضال ويفتح الشباك ثم يعود إلى الجلوس)
حامد: اه ..هه ألان يمكننا أن نرتاح
نضال: هذه النسمات قادمة من البحر مباشرة
حامد : أنها نعمة من عند الله أنظر إلى كافة الجهات مناظر ساحرة،
من الغرب نشاهد البحر ومدينة الخضيره، من الشرق نشاهد
العفوله حتى منطقة بيسان، إلى الجنوب قليلاً نشاهد، المثلث
حتى الضفة الغربية ،إلى الشمال نشاهد "عيمك يزرعيل"
نضال: تقصد مرج أبن عامر
حامد: (مكملاً) والجليل حتى جبل الشيخ.. الحالة ليست بحاجة إلا إلى
الحمد والشكر إن المنظر لوحده ثروة هائلة ، ألا تعتقد إننا
موضع للحسد؟
نضال: لهذا السبب يضعون أمامنا العراقيل ويحدون من تطورنا
حامد: ان دولاب الدهر دوار لقد كانوا في السابق مدعسة للآخرين
ولكن اليوم الآخرين ، مدعسة لهم.
نضال: (يهز برأسه) فعلا
حامد: (يقترب من نضال ويهمس في إذنه) ولنكن صرحين لو امتلك
العرب ذرة واحدة من الشرف ،..في ليلة تفتقد لضوء القمر .تصبح
هذه ألدوله في خبر كان
نضال: فعلاً إي دولة هذه التي تراها شبه كاملة، بالعين المجردة من
عدة مواقع؟
حامد: لذلك علينا أن لا نحمل السلم بالعرض علينا أن نفتش عن مصادر
رزقنا ونستغل الفرص المتاحة
نضال: (يهز برأسه)
حامد: ماذا تقول؟
نضال: انك تخلط الأوراق
حامد: أي أوراق؟عليك أن تستغل الفرص المتاحة قبل فوات الأوان.
نضال: (يصمت)
حامد: ما هو قرارك النهائي؟
نضال: (بصوت خفيض) أي قرار.
حامد: تتظاهر بعدم المعرفة.
نضال: (منحرجا) اه..والله لست أدري ماذا أقول لك.
حامد: لا أريد تكرار ما قلته بالأمس.
نضال: لا مانع في أن نتداول وجهات النظر.
حامد: بصراحة. القضية مغرية للغاية... وكل واحد يدير النار إلى
قرصه،ولولا معزتك عندي لما ألححت عليك...كان من الممكن
أن أعطيها لغيرك،ويا دار ما دخلك شر...وبهذا أكون قد أرحت
رأسي...
نضال: صحيح ولكن....
حامد: (مقاطعاً) ولكن ماذا؟
نضال: على كل حال..أنا..أنا لست صاحب القرار الوحيد ...
حامد: ماذا تعني؟
نضال: أنت تدرك أن اليوم الحكم للنساء..أتريد أن تبهدلنا مع أم أمل؟
(ويضحك بصوت عالٍ).
حامد: (يشاركه في الضحك) ما قلنا ذلك في البداية،فقلت اخرجوا من
البلد...
نضال: هذا هو واقع أيامنا هذه
حامد: نادي على أم أمل لنعرف ما هو قراركم النهائي
نضال: (ينادي) أم أمل..أم أمل..أين أنت يا أم أمل؟
(أم أمل من الغرفة المجاورة)
أم أمل: نعم...ماذا تريد؟
نضال: ما رأيك في الموضوع الذي تحدثنا عنه في الليل؟
أم أمل: عما تتحدث لقد تحدثنا عن عدة امور
نضال: عن الموضوع الذي جاء من اجله جارنا
أم أمل: اه..يعني إذا لم تكن عندنا.فعند جارنا.
حامد: (يبتسم) اتكلنا على الله.
أم أمل: (مكملة) ولكني قلت لك منذ البداية،لا تكن مصلحاً اجتماعياً
الآن كيف سيكون وجهنا؟
حامد: (بسعادة واضحة مستدركاً للوضع) الشركة تدرك أنك وقفت
رأس حربة من أجل اقتلاع الهوائيات.،لذلك فهي متفهمة لظروفك
..من هنا فسنقدم لكم رحلة استجمامية لمدة أسبوع..وخلال هذه المدة.
ستقوم الشركة بتركيب الهوائية.
حامد: ولكن كما اتفقنا
.حامد: طبعاً...طبعاً.
نضال: أقصد أن تنصب هوائية صغيرة في البداية.
حامد: واضح ...واضح(ثم يمد يده للمصافحة) اتفقنا.
نضال: (ينظر إلى الأرض )
حامد: ضع يدك في يدي...
نضال: (يضع يده في يد نضال) يالله ..السلام عليكم.( ويخرج)
(يسمع صوت نهيق حمار.ثم صوت خروج
الهواء من ........... ويسدل الستار).
تعليق