أتسرّب خارجَ الوقت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سلمى زيادة
    أديبة وتشكيلية
    • 11-12-2007
    • 83

    أتسرّب خارجَ الوقت


    وأتشتت عند مفترق الرياح والفصول التي عفّرت وجه الربيع .
    بعضي يلوذ بالرمل المفخخ , وبعضي مازال عالقا في ارتشاحات ذاكرتي .

    أنشطر هنا ضحكًا وبكاء وأغرس أصابعي علامة
    ربما نلتقي .


    لتفتشي عن لونكِ القديم , في مرايا الغبار
  • سلمى زيادة
    أديبة وتشكيلية
    • 11-12-2007
    • 83

    #2


    مثقلة كتفي بهواء بارد , تمنيت أن تداهمها قبضتك وأنا بزاويتي أتدروش منذ أن لفظتني تكاياك , عدت أقلّب في دفاتري أستنطق الغبار , وأقوّل صمت السطور , كنت كمصباح الرياح , يشتعل وينطفئ , أتأرجح في الأفق , عابرة لكل شيء .. عابر
    ظلال الحلم , حجارة الواقع , الصداقات , القطارات
    ماكنت أحتاج أكثر من أن تزرعني الرياح فنارًا في أغمق أزرقٍ منك فيه أعمق أسرارك , فكلّما تكشّف سر بعثر وهجي ألف قزح , حتى يتبدد في خوابي حقيقة واحدة , وأكف عن جدلي العقيم , كان عليّ أن أتعامل مع كراماتي بسخرية أكبر وأكف عن قراءة طوالعي على أنغام الفيولينا , وأبحث عن سرداب سريّ يفضي إلى ثغر الحياة .

    لتفتشي عن لونكِ القديم , في مرايا الغبار

    تعليق

    • سلمى زيادة
      أديبة وتشكيلية
      • 11-12-2007
      • 83

      #3


      تمتلك كل المهارة التي تجعل حزني / فرحي قديسًا يرتّل ألقًا , وحدك تمتلك توازن الأحلام في أفقي , تجعلني لوحة يسكب ألوانها الشعر والعشق , وأنا أتماوج بين خطوط اللون والحرف كزورق يغوص ويطفو بين الرتوش والفواصل .
      وتبقى كلمة أسافر فيها وأحلّق وراء أسلاك اليقظة , أتسرّب منها إلى روحك , لأُخضع لقاءات عصيّة بما أعيا منك خطوطي وألواني .
      حين أسافر فيها , تمتزج تفاصيل خطوطها بدمي , تجرفه إلى تقاطعات شهيّة , إلى أحلام تفسرها لغة لم تولد بعد , تنقش على جدران أوردتي حكايا لم تروها لي , وترسم أدغالا تجتاحني أسرارها .
      حين تفرض سطوتها , أفرغ من الصمت ومن الكلام , لأكتبها بكثافة , بإطالة , بفرادة , بتقاطعات كثيرة , أرددها وأسمعها مرارا , فأستغرق تمامًا في صدى يُصعدني إلى قمة جدل بريئ ..
      من منّا قالها أكثر , ومن كان لها أعظم ولاء ؟

      لتفتشي عن لونكِ القديم , في مرايا الغبار

      تعليق

      • سلمى زيادة
        أديبة وتشكيلية
        • 11-12-2007
        • 83

        #4


        وانتظر هديتك , قطرتك الأولى , إشارتك الأولى .. أن هيّئي غروركِ لصعود درج طويل وأطلقي حلمكِ لبلوغ أفق شاسع .
        كان هاجسي يتلصص على عالم محتجب , فنبأني بغيث قريب , كان يسحب خيط لون تسرّب من محكم رؤيا , ويرسم الكلمة .. نحن , كانت دليلي للبدايات المجاز , التي تلغي الفروق بين كنا ونكون , وتخلصني من لغة المجاز , الأمل المجاز , الفرح ... الحياة المجاز .
        الآن فقط تكتمل معرفتي الأولى بيقينٍ مُهاب , منزّه عن طبول الكلام الذي يستعير الكذب ويصبغه بالبياض , يقين تحرسني فيوضه , يكلل إدراكي بزمن سرمد .

        فأي حدود وتعاريف لزمننا السرمدي وقد أعجزتنا منه أسماؤه وظروفه ؟


        لتفتشي عن لونكِ القديم , في مرايا الغبار

        تعليق

        • سلمى زيادة
          أديبة وتشكيلية
          • 11-12-2007
          • 83

          #5

          مازلت أكتبك وأريد أن أتحاشى الرموز والمجاز, أسردك لأشيائي الصغيرة فتنفجر البراكين حولي حين تعرفك , فأبتسم وأنا أخبئ تفاصيل أخرى بين وسائدي لتكون عيناي نصف مفتوحتين مابين نشوة وحذر, وأكوّر قلبي بحجم كل تفصيلة أكتشفها في تجوالي المهندم فوق حدودك , وفيما بين ملامحك ومرتفعات روحك , فترتجف عند الاندغام وتسربك دفئًا في روحي , وأحاول أن أعيد تفاصيلي وفقاً لك , فـطالما آمنت بأن الكبرياء يليق بكل المراحل , وبكل الأطراف لكنني وجدت أنه لا جدوى من معتقداتي وحضورك يجبها , ويقطف القلب الغارق في فراغه وكان عليّ أن أعتنق ما يليق بهذا التراكم الطاغي والذي أسميته روعة البدايات ,
          لكن ليس لأي شيء بداية , فكل الأشياء تنشأ بالتراكم فيُطمَس مكمن المبتدى وتتلاشى كل الومضات السريعة الخاطفة ,
          لتبقى آثارها فقط .





          أتجدد


          لتفتشي عن لونكِ القديم , في مرايا الغبار

          تعليق

          • أسماء مطر
            عضو أساسي
            • 12-01-2009
            • 987

            #6
            الرمل المفخخ..
            بالأحجيات الصادقة للحدس....

            تراك قد نثرت مكامن اللغةّ حين تدجج المعاني باللونّ الاصفر الحار؟..
            الفنارّ ذاك الكائن المتواني في تقليب الزوايا...

            غرور مستطيل الصعود...
            تشكلت في سلالمه زوايا مستنطقة الدرجات..
            هناك يا سلمى تولدين..كالسوسن البريّ الذي لا يحتاج ليسمي نفسه..
            ربما يعود باشارة الدهشة الأولى و يلتقي على سطح القمر كائنان شفافان....

            فقط و أحبك...


            رائعة حبيبتي كالعادة..
            اشتقتك جدا....
            [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

            تعليق

            • رحاب فارس بريك
              عضو الملتقى
              • 29-08-2008
              • 5188

              #7
              الأخت سلمى

              تنقلت بين ورودك الجميلة ,
              واستنشقت من عطرها ,
              خواطر تستحق الوقوف عندها .
              والتجوال بين حروفها ,
              سلمت يديك على هذا الجمال
              رحاب بريك
              ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

              تعليق

              • بلال عبد الناصر
                أديب وكاتب
                • 22-10-2008
                • 2076

                #8
                [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]ســأنتظر تجددكِ , بين الحين و آخاه

                القديرة , تكتبين من محبرة إستثنائية , بأروع الكلمات ؟

                أتابع بصمت , و أترقب نجمك الذي يقطنُ في السماء .[/ALIGN]
                [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

                تعليق

                • سلمى زيادة
                  أديبة وتشكيلية
                  • 11-12-2007
                  • 83

                  #9


                  هل تسأل عن قرع الأجراس في هواجسي المؤرّقة ؟
                  عن اقتراحات جديدة , عن نهايات جديدة وبدايات جديدة ؟
                  مللتُ تأوه الكلمات بين أصابعنا , من توجّس العشب في مساحاتنا الرمادية .

                  كل الطرق لفقدنا أخفقت
                  نحتاج لأكذوبة جديدة , تخترع لنا طريقًا أخرى .. مغلقة




                  لتفتشي عن لونكِ القديم , في مرايا الغبار

                  تعليق

                  • سلمى زيادة
                    أديبة وتشكيلية
                    • 11-12-2007
                    • 83

                    #10



                    مازلت تمعن نظرك ببدايةٍ لم تعد تعنيني
                    أيذكّرك الأمس بفتاةٍ موشومةٍ باسمرار جبينك ,
                    تحنّت بشموخك , وصلَّ صليلُ سيوفك على أوتار جيدها المتهيئ للقتل ؟
                    هل صاح شرودك يومًا , أن هيّئ محراثك للماء لتصنع عند نهايات الحرث علامات استفهامٍ وعلامات تعجب وفواصل ونقاطًًا حرّى بين الأقواس ؟

                    مازلت تستعذب انسياب دمائك في كفيّ , أن تتبعثر أشلاؤك حول مراعيّ , وأن تكشف عُري عظامك لتفضح غائلةَ القدر , لازلت تتقوّت حسرةً من موائد أمس رحل أتخمك بُغضًا , وأورثك انفصام الخطوِّ وفوبيا الغد .
                    انتظر الآن وقرر.. في أيِّ الظلمات ستمرقُ مهرتك
                    وبأيِّ الأكفان ستجمع أشلاء الحلم لتدفنها في مقبرة من شوك وشكوك

                    تتقمصني فصلاً فصلاً , فتشرّد كلَّ مواسم مطري ولايعجبك أن تُحممَ الذنوب , لايعجبك أن نُفلح - مرّة - في انبات فسائلنا الجرداء فارتبكتُ في تصفيف ضبابنا المتلبّد وعجزتُ عن أن أجمع أطياري من عاصفتك لتداهمني في يومي آلاف المرّات ..
                    نلتئم , ننفرط , ففي الحالين نكون
                    أتخلّق عبر شظاياك , تتشظّى فوق مراياي

                    لكنّي أراك تُغرغرُ النداء بالشوك
                    وترتجف إن دعوتك لسقوطٍ مُدهش يستغرقنا في العلوِّ
                    مُدّ يديك وتحسس الندى الفجريّ على بشرتك الناتحة ملحا
                    وتسمّع لنبضةٍ بكماء أخفتك عن المدارك المتاحة في معراج يتطاول في استقامةٍ نحو السماء
                    ألا تكفيك روح باتساع العشب المنطرح بعدد خطاك منذ نهوضك من حبوك ؟
                    روح مثقلة بك كثقل صحيفتك بأحزانك , بنسائك , بجنونك , بامتداد شموخك ودفقة النور من فكرك ولغتك , بصمتٍ يهلكني بمراسيم تيه في طفولة رجل وبجحيم فتنةٍ تشردني في سؤالٍ بلا جواب ..

                    ألم تدرك بعد أن أحلامي أغنية لاتشبه إلا صوتك
                    أنت ؟



                    لتفتشي عن لونكِ القديم , في مرايا الغبار

                    تعليق

                    • سلمى زيادة
                      أديبة وتشكيلية
                      • 11-12-2007
                      • 83

                      #11


                      هل أرصد أنجمك الغاربة لألتقط خيط النور؟
                      تعلمني أن العتمة كائن منقرض , وأنك ممتد من أعالي النور حتى مساقطه
                      يلفّني النور , فأتوحد فيه بلاظل
                      وحين تعبث بمفاتيح كلماتي البسيطة وتضغط أزرار عقلك , تنطفئ
                      فتنهض أشباح الكائن المنقرض
                      تلفّني العتمة ويتبعني ظل أطول منّي
                      فأتأبط جهلي , وأمضي .


                      لتفتشي عن لونكِ القديم , في مرايا الغبار

                      تعليق

                      • وائل عبد السلام محمد
                        عضو أساسي
                        • 25-02-2008
                        • 688

                        #12
                        لغة ولا أروع ،، وتناغم بين الخاطرات ِ أطربنى ثم أدهشنى ماقرأت
                        تقديرى .. سلمى
                        وائل عبد السلام محمد

                        تعليق

                        • رشا عبادة
                          عضـو الملتقى
                          • 08-03-2009
                          • 3346

                          #13
                          [align=center]وماذا بعد.....

                          لازالت رئتاى تحتاج الى تنفس سطورك اكثر هنا يا سيدتى

                          رجاء استمرى بالزفير
                          فزفيرك يبعث الاموات من قبور صدورنا

                          سلمت يداكى وريشتك
                          عذبه انت كما تخيل ابتسامه على وجه قمر مكتمل

                          تحيااااتى وانتظارى ولهفتى يا سيدة الاحساس[/align]
                          " أعترف بأني لا أمتلك كل الجمال، ولكني أكره كل القبح"
                          كلــنــا مــيـــدان التــحــريـــر

                          تعليق

                          • سلمى زيادة
                            أديبة وتشكيلية
                            • 11-12-2007
                            • 83

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة أسماء مطر مشاهدة المشاركة
                            الرمل المفخخ..
                            بالأحجيات الصادقة للحدس....

                            تراك قد نثرت مكامن اللغةّ حين تدجج المعاني باللونّ الاصفر الحار؟..
                            الفنارّ ذاك الكائن المتواني في تقليب الزوايا...

                            غرور مستطيل الصعود...
                            تشكلت في سلالمه زوايا مستنطقة الدرجات..
                            هناك يا سلمى تولدين..كالسوسن البريّ الذي لا يحتاج ليسمي نفسه..
                            ربما يعود باشارة الدهشة الأولى و يلتقي على سطح القمر كائنان شفافان....

                            فقط و أحبك...


                            رائعة حبيبتي كالعادة..
                            اشتقتك جدا....

                            أسماء

                            الأصفر الحار , هوية الرمال التي تتمتع بخاصية التنبؤ وأشياء أخرى , عندما تستطيع عند بداية انهيار أن ترسم على الجلد الشوارع التي ستعبرها مشبّعة بالوجوه التي أصابها التبلّد العاطفيّ وبالخطى التي منحها القصور الذاتي المزيد من الشجن الأجوف , وبوصمة الشعر القابع في صحيفة إثم عظيم , هي الرمال المفخخة بصقيع طويل تؤرّخ مداراتها بالتوتر في هواء قصيدة موقوتة .


                            غيمة اللغة المربكة , أحبك أكثر

                            أسماء , كوني بجمال

                            تقديري ومحبتي بلاانتهاء
                            لتفتشي عن لونكِ القديم , في مرايا الغبار

                            تعليق

                            • سلمى زيادة
                              أديبة وتشكيلية
                              • 11-12-2007
                              • 83

                              #15

                              أنشغل بتنسيق الظل على الجدران وأحزم قليلاً من الضوء يهيّئ لي الدخول في تجاعيد الوقت وأتسلل عبر خلايا الشقوق كثغرة تتسع في عقلك لتضع قانونًا لبساطة النهر وانجراف الجبل واحتراق الأرض في جسدك , أتناول شطائر الموسيقى وليس مهمًّا أن أتمركز في نقطة معيّنة على منحنى الإيقاع , فقط أحاول أن أحمّل الفراغ بشيءٍ منّا قبل إطلاقه في فضاء اللوحة , في الزاوية الأقصى كتلة تتهيّأ للهروب , تنتظر انتهاء نقاهة الربيع الذي لم يحظ بدعائك , وهناك , تمعّنت في أشعارك ولم أعرف لِمَ صورتني بدائية انسلّت من أكمام الأشجار بينما كنت هنا في لوحاتي أتجرّد من رمادي , أتكّئ على ظلي وبصعوبة أتذكر الجسد الكائن أو الكائن الجسد , وألبسه حقيقة أفسدت أدوات الزمن لتصنع له تابوتًا جديدًا للسمو فوق فكرة يسابقني ظلها ورمز لايمل الانفجار .
                              هنا - في لوحاتي - حيث المساحات تمتط قدر ماتصمد أنفاس الريشة ويسمح رصيد اللون , لأرسم حرية القطرة التي تتسع في عيني ولم تغسلني منك , وبعد كل هذا مازلت أتدرّب على الدخول في أوج الصرخة , فلم تكن هشاشتي بالقدر الذي يظهر براعة حُبيْبة الندى في الإذابة , فقط ..
                              لأنني تناولت الكثير من شطائر الموسيقى وابتكرت وترًا خامسًا .

                              التعديل الأخير تم بواسطة سلمى زيادة; الساعة 14-03-2009, 19:09.
                              لتفتشي عن لونكِ القديم , في مرايا الغبار

                              تعليق

                              يعمل...
                              X