ما الأدب ؟ بقلم :محمد جابري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد جابري
    أديب وكاتب
    • 30-10-2008
    • 1915

    ما الأدب ؟ بقلم :محمد جابري

    ما الأدب ؟



    [align=right]سؤال قد يجيب عنه مجيب ويعرض عنه معرض، فلا المجيب أفاد ولا المعرض أجاد، وبقي السؤال سؤالا ما دام لم يجد من المجيبين جوابا صريحا يروي غلته ويشفي علته.

    يجيب هذا، وجوابه انطلت عليه صبغة قلبه ولون بشرته، ويجيب ذاك وما درى أن اللسان بماء دلو القلب يسقي زائره.

    عرف الأدباء الوسيلة وعدموا معرفة السبيل إذ ارتموا في أحضان المجهول والمعلوم:

    ففي رواق المجهول :
    افتتنوا بالاستكشافات، والمغامرة، وارتياد الموضوعات المحرمة، وخلخلة اللغة وابتداع الأشكال ...؛

    وفي الرواق المعلوم :
    وثقوا من العلوم الإنسانية وبخاصة في علم الألسنية، وعلم النفس، والسوسيولوجية، والسيميائية، ليمدوا النقد الأدبي والفكر التنظيري بأدوات إجرائية تتيح استيعاب وفهم التجارب والحدوس التي ارتادها الإبداع الأدبي.

    وما العلوم الإنسانية في حقيقة الأمر باستثناء علم المناهج إلا نظريات ينقض بعضها بعضا، فلا تتماسك ولا تتمالك أمام الواقع ومجريات الأحداث.

    وإذا تاه السياسيون وخلصوا بغسل اليد ونفضوها من دعوى " العلوم السياسية " إلى الاعتراف ب "السياسة فن الممكن " لما وثقوا من إفلاس نظريات المتناقضة للعلوم الإنسانية، فهل يعزف الأدباء عزفهم ويسلكوا سبيلهم، ونبحث ضمن أصالتنا عن سبيل سديد يخرجنا من حيرتنا إلى أرض اليقين حيث لا شك ولا اضطراب بل يقين مطلق وحقائق صادقة لنتولى الريادة الفكرية بعد خروجنا من تبعية لجحر الضب؟

    نتخذ من السنن الإلهية بغيتنا وخارطة طريقنا وعمدتنا لتسطير التغيير وسلوك مسلكه ؛ وما السنن الإلهية غير العهود التي أعطاها الله لكل شيء في هذا الوجود ليمضي الكون في انسجام بديع حتى يأخذ الله الأرض ومن عليها.

    والعهود الربانية هي سنن الله وكلماته التامات التي لا تعرف تبديلا ولا تغييرا ولا تحويلا.؟والله جل وعلا لا يخلف الميعاد. وهذا الاضطراتد والثبات للعهود الربانية يمكننا من إدخال العلوم إلى أحضانها من بابها الواسع: إذ كلما ألممنا بمقدمات العهود الربانية حصل لنا اليقين على النتيجة من جواب الشرط.

    وحينئذ نكون أحق بتعريف الأدب تعريفا يتلاءم مع مقتضيات السنن الإلهية الكونية منها والقرآنية في رفع للتحدي للثقافات الأخر ليبرهنوا عن صدق فلسفتهم، بل عن ضلالهم وانحرافهم وانجرافهم وراء كل فيلسوف ناعق...

    فما الأدب إذن ؟


    الأدب نقش بملكة فنية جواهر نورانية، ولأحاسيس النفس نبش؛ لترتل آيات مسكية على صفحة الواقع بإيقاعاتها السحرية، روح زكية تشدو بنبرة المبدع البارع، وريشة علوية تختلط فيها الأصباغ الرمزية، وتمتزج خطوطها في خيالات بهية، تشرق بضوابط سنن إلهية، وتتفتق على جمال أخاذ للب يسلب، ويهيمن على الأفكار وعلى القلب يكتب، ويهز الأوتار، وبلغة الحب يخطب ؛ حمامة سلام، تجوب في وئام رحيب كون الله، لا تخشى لومة لائم في الله ، ولا تركن لظالم مهما بلغ صداه، رغم أمواج الفتن، والبلايا والرزايا والمحن. بطلقاتها اللينة النوعية، تترنم بلابل سجية صواعق قنابل صوتية، فتلحق الهزيمة بالجيوش الفرعونية، ذات القوة الطاغية.
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 15-05-2009, 11:08.
    http://www.mhammed-jabri.net/
  • محمد فهمي يوسف
    مستشار أدبي
    • 27-08-2008
    • 8100

    #2
    سجعك البديعي عن تعريف الأدب أخي محمد جابري
    لايخلو من اقتراب بلاغي زينته بمحسنات لفظية لمعنى الأدب .
    فالأدب أخي الفاضل : علم وفن , علم له مناهجه وأصوله الدراسية .
    وفن له من يملك الموهبة القلمية ( في فروع الأدب ) المختلفة .نثرية أو شعرية
    ===================
    لكني استمعت بسؤالك ومقارنتك بين الأدب والسياسة وأصحابهما , وبتفسيرك
    التصويري الخيالي لمعنى سؤالك المطروح .
    وفقك الله وجزاك خيرا .

    تعليق

    • محمد جابري
      أديب وكاتب
      • 30-10-2008
      • 1915

      #3
      نحو تأصيل جديد للأدب الإسلامي باعتماد السنن الإلهية.

      حبيبي محمد فهمي يوسف؛ حفظك الله ورعاك، وجعل الجنة مثواك؛
      إن نبرة ريشتك أفادت في اختصارها، وأغنت عن مطولات، وشكر الله اهتمامك بالموضوع، والعناية باللوحة لا تدغدغ إلا مشاعر فنان بارع أعربت قريحته عن تذوق خاص أملى عليه مسحة تكميلية؛ لكن رغبة أختنا عائد محمد نادر في مختصرات حالت دون عرض الموضوع بطوله ولأغنى وأفاد وأجاد.
      والاختصار لا يتجاوز العصارة، وكأنه يستحث الهمم لنبش مخزونها لتتكامل الرؤية ويتضح الفهم.
      ولئن دخلت الموضوع بسؤال يوحي وحيه لأهل الفن، فإني أبنت بأنني ما كنت راغبا في دخول جحر ضب التقليد، وإنما عزفت عزفا جديدا، ولحنا فريدا يشدو شداه؛ لركوب تيار جديد يعتمد الفرقان ضياءه، والنور المبين سبيله.
      وكتبت مقالات سابقة، وسامقة في مجالها بقيت يتيمة لم يعتن بها معتن فصرفت الوجهة عن إتمام سلسلتها لما لم تجد رجالا أكفاء تنبش عبقريتهم وتتفتق أمامها موهبتهم وكانت بعنوان " النقد بين يدي السنن الإلهية "؛ صحيح أن لكل داخل دهشة، والمواضيع الجديدة لا بد لها من مرحلة هضم وقضم، بعد فهم وعندها تبزغ زعانف النقد...
      ولئن تساءلت، حبيبي، عن علاقة "الأدب الفن " برجال "السياسة الفن "، فسؤالك وجيه للغاية بإثارته لقواعد وأصول أصلتها مدارس أدبنا الحديث والقديم فضلا عن مدارس غربية وهو منعرج في سمفونيتنا لدى انطلاقتها الجديدة نحو استجلاء سنن الله الكونية والقرآنية وتوظيفها في مجالات الكتابة الأدبية.
      ذلك، لاعتماد الأدباء لمسألة الواقعية، واعتماد السياسيين لتحليل الوقائع على معطيات (سماها أخونا علي متقي بقراءة الفنجان)، وليس تمة من تفسير دقيق لترابط الأحداث بين مقدماتها ونتائجها غير ما سنه الله جل جلاله في كونه باعتماد عهوده الربانية القرآنية لكل شيء في هذا الوجود. وجاءت على شكل معادلات رياضية تمكنها من دخول باب العلم من أوسع أبوابه.
      أكيد، فالكلام مفاجئ لقارئه نظرا لجدة الموضوع، ولعل عودتك للمواضيع المشار إليها أعلاه تتركنا نمضي في السير سويا وتنشر ما لم ينشر
      بوركت جهودك
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 18-03-2009, 16:37. سبب آخر: الكمال لله، ومهما برع المرء يترك هفوات
      http://www.mhammed-jabri.net/

      تعليق

      • مروان قدري مكانسي
        كاتب
        • 30-06-2007
        • 87

        #4
        لا شك عزيزي الأستاذ محمد جابري
        أنك أبدعت في وصف الأدب وبرعت
        لكنك صعَبتَ سهلاً
        فالأدب عندي باختصار :
        صدى الروح البشرية ، وترجمة صادقة لنبضات قلب مرهف ،لا يخضع لمبضع رقيب ، ولا يسير في ركاب بعيد أو قريب .
        فهل تقبل تعريفي هذا ؟؟
        التعديل الأخير تم بواسطة مروان قدري مكانسي; الساعة 16-03-2009, 16:51.

        تعليق

        • محمد جابري
          أديب وكاتب
          • 30-10-2008
          • 1915

          #5
          مناقشة تعريف

          أخي الحبيب مروان قدري مكانسي،
          سلام عليك ورحمة الله
          نبضت سطورك بيافع فكر، وأشرقت على صفاء فطرة، وما أعربت عن أي وعاء صدرت، ولا من أي زاوية انبعثت، ولا في أي عالم تحركت.
          أما نقشك لللوحة الأدبية ووصمها ب" صدى الروح البشرية " أهي إشراقة الروح للصوفي طاهرالفطرة؟ سليم الاعتقاد؟ أم روح تدنست من رجس الشرك بقطرة؟ أوانغمست في بحر الإلحاد؟
          فهذا شعر منسوب لأمية ابن أبي الصلت :
          ويرى شياطينا تروغ مضافة ورواغها شتى إذا ما تطرد
          يلقى عليها في السماء مذلة وكواكب ترمى بها فتغرد*
          فاشاعر جاهلي ولم يدع هذا أحد قط إلا المسلمون، ومن هنا قال الجاحظ بأن من الشعر ما هو مصنوع.
          ولي عودة للموضوع

          ------
          البيتان 27،28 من قصيد له من البحر الطويل عدد ابياته 58 ومطلعها
          تعلم فإن الله ليس كصنعه صنيع ولا يخفى على الله ملحد
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 17-03-2009, 08:41.
          http://www.mhammed-jabri.net/

          تعليق

          • محمد جابري
            أديب وكاتب
            • 30-10-2008
            • 1915

            #6
            وأما وصمك للأدب ب "ترجمة صادقة لنبضات قلب مرهف"
            فأي إرهاف لقلب يمضي بشاعريته يحلل أنفاس الأدباء، وما تفيض به خلجاتها، ويهتزلكل نبرة تدغدغ المشاعر، ولكل خفقة قلب تسقي الذات بماء الحياة، ويتنسم من عطر اللوحة جمالها الأخاذ ويمضي في دنيا الناس بجولات الوقائع بآلامها وآمالها سواء في بيئته أو في قطره، أو في وطنه الكبير، وهنا حدود ما يمتلكه حدسه وما تكتشفه عبقريته من النص، وكأن الأحداث تدور في جزيرة خارج الكون، ولا تدور في رحيب كون الله الذي لا يعرف نظامه للعبثية معنى ولا مبنى؟
            وهل إرهاف الحس سكرة بما تلذذ به الشاعرمن مفاتن شاعريته؟ أم أن إرهاف الحس يقظة ضمير لحامل رسالة الله للبشر يذود عن تبليغها بما أوتي من طاقات فكرية وروحية وثقافية (بكل معاني الكلمة الجميلة، وبكل أنواع الجنس الأدبي)...تمتلك عليه حسه في قشعريرة جلد لتقصير منه بدا، فترتعش الفرائص وتلين القلوب إلى ذكر الله في طمأنينة ضمير وراحة بال بعد تجديد التوبة والعزم.
            فما الإرهاف إلا تحسس وتجسس لكل إشارة لطيفة، ولكل نبرة قلم، ولكل هفوة لفظ، لعلها تلمس فكرة مبدع فتتألق بها نحو العلى في سماء الإبداع خدمة لهدفه الأسمى وأداء لمهمة شهادة على الناس: شهودا حضريا إقداما في مواطن اٌقدام، وإحجاما في مواطن الإحجام، ورفعا للهمم نحو العلياء تارة، وخفظا للجناح تارة أخرى بما يتناسب مع الحكمة وظروفها.
            ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
            وأما طلاء إرهاف حس القلب ب "لا يخضع لمبضع رقيب ، ولا يسير في ركاب بعيد أو قريب" .
            هذا الطائر الرومانسي الذي انفك من كل القيود وكسر كل الأقفال ألا تراه خضع لجلال مولاه منسجما مع أمره عزوجل : {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت : 40] و قوله عزوجل {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر : 15]، فأي تحرر له وقد باء بالخسران؟ فالكون في هيمنة الله، وقد وضع سبحانه وتعالى ضوابط لسير هذا الكون، وكل يحصد ما زرع، إن خير فخيرا وإن شر فشرا. وما ربك بظلام للعبيد.
            فقبل الكلام عن الحرية المطلقة، لا بد للمرء من معرفة ساحة تحركه، وأنظمة قوانينها، فإن تجسر وتمرد على أبسط قانون من قوانين الكون الذي يسكنه تحيق به متاعب تثبط همته وتصد عزيمته... وعلى العكس إن ركبنا سنن الله في كونه سخرت لنا الدنيا وما فيها وأزلفت الجنة تكرما بما فيها.
            فالحرية التي ننشدهاونتغناها تكمن في عبودية مطلقة لله حيث نتحرر من ربقة خوف العباد وآنئد يصح لك رفع التحدي عاليا لكونك حصلت الأمان من رب العزة {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [ 30]نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ [ 31]نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ [32]} فصلت.
            حرية رجل بمعزل عن أي سلاح يقف في وجه قومه بكل تحد {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ}[يونس : 71] أي اجتمعوا يا قوم واحكموا علي بما شئتم ولا تأخذكم بي رحمة ونفذوا أمركم ولا تؤجلوه.
            ما وقف هذا وقوف متهور؛ وإنما وقف وقفة رجولية لما تجرع أمن ربه {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [هود : 36] أي فلا يأخذك بأس من فعلهم.

            أترى الأدباء يسعون للتحرر من كل قيد ونبل الرسالة يكلفهم قيادة الشارع أم سعيهم في التحرر حررهم حتى من مهامها ؟؟؟!!! فمن يكون القائد ومن المقود ؟ وما تحررك إلا في قولك ربنا الله أي أن تعلنها نداء مدويا : كفاني فخرا أن تكون لي ربا، وكفاني عزا أن أكون لك عبدا.
            فالعبودية لله وحدها تحررك من ربقة كل ما سواه.
            لقد تغلغل الشرك السياسي في زماننا أيما تغلغل، وحان الوقت لتطهير البلاد منه، ومحاولة اجتثاثه. أليس كذلك؟
            هل بانت ظلال مواصفاتك للأدب وخلفياتها على شاشة الفكر؟
            اللهم اهدنا سواء السبيل
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 17-03-2009, 10:36.
            http://www.mhammed-jabri.net/

            تعليق

            • فتحى حسان محمد
              أديب وكاتب
              • 25-01-2009
              • 527

              #7
              أسس وقواعد الأدب والرواية من القرآن الكريم

              الأستاذ الفاضل النبيل / محمد جابى
              تكلمت عن الأدب وعرفت الأدب تعريف جميل وبديع ولكنه ليس علمى يسير على هديه الأديب ، او من يحب أن يكون أديبا ليكتب صنف من الأدب النثرى ، سواء كان قصة ، أو مقال ، أو نص فلسفى أدبى 0
              واليك كل ما يتصل بالأدب ، ارجو المتابعة
              [align=center]أصل الأدب[/align]
              أولا لابد أن نعرف أصل كلمة الأدب ، حيث أصلها من إرجاعها إلى المصدر فتكون أدبا ، وأدب تعنى التأدب أو التأديب وهو الصنيع الحسن الذي يحتم :
              التعليم ؛ ليتحسن التناول والإلقاء ، ويجود السلوك والأخلاق ، ويوسع المدارك ، ويثرى الألفاظ والكلام ، ويعمق اللغة والحوار ، ويجمل الجملة والعبارة ، ويجمل الألفاظ ، ويزيد من البلاغة ، ويؤصل الفكر ، ويعمق الفكرة0
              التهذيب ؛ لتخليص النفس من عيوبها وترويضها لما مآله السير الحسن المحمود، ثم لما هو متناقض فيكون بمثابة فن إدارة المتناقضات ، والتي مبعثها الحاجات والمقاصد والغرائز الطبيعية فى النفس من شهوات الفرج والطعام والشراب والنوم وشهوات أخرى متعددة ، والتهذيب هو الذي يدير ويتحكم فى هذه المتناقضات بفن وحكمة وتواز وتوازن0
              الإصلاح ؛ يأتي دوره لما ينفلت ويتهرب من رقابة التعليم وإدارة التهذيب فيأتي دوره ليمسك بالهارب الفالت ليتمكن منه ؛ لكي يقوّمه ويسيطر عليه ويحوله من منفلت هارب إلى مضبوط مربوط ، ومن فاسد إلى صالح ، ومن غير مروض إلى مروض قابل لتنظيم المقنن ، حسب الأوامر والنواهي بالقوانين الربانية التى تنظم حياة الناس فى دنياهم وأخراهم ، والقوانين التشريعية الدستورية الوضعية الإنسانية التى تنظم حياة الناس فى دنياهم ، وإن لم يقبل ويستكين بالوعد فتلجئه بوعيد لتخيفه وليتحمل التبعات ، ثم بعد ذلك لا يكون له إلا أن يجنى العقاب0
              الأدب يأتى منه الأديب ، والأديب هو من يحسن الحديث ، والحديث هنالك ما هو أحسن منه [الزمر] الله تعالى هو الذي نزل أحسن الحديث ، وهو القرآن العظيم متشابهًا في حسنه وإحكامه وعدم اختلافه تثنى فيه القصص والأحكام ومعاني الكلمات والحجج والبينات ، تقشعر من سماعه وتضطرب جلود الذين يخافون ربهم ؛ تأثرًا بما فيه مِن ترهيب ووعيد ثم تلين جلودهم وقلوبهم ؛ استبشارًا بما فيه من وعد وترغيب ، ذلك التأثر بالقرآن هداية من الله لعباده 0 والله يهدي بالقرآن من يشاء ، ومن يضلله الله عن الإيمان بهذا القرآن لكفره وعناده ، فما له مِن هاد يهديه ويوفقه ، وهو القرآن الكريم الذي لا نستطيع نحن البشر أن نأتي بمثله ، فعلى الأقل نقتدي به ولا نخالفه وقد منحنا التصريح أن نبدع من مثل أحسن الحديث ولا نبتدع [الروم ] ولقد بينَّا للناس في هذا القرآن مِن كل مثل ، من أجل إقامة الحجة عليهم وإثبات وحدانية الله جل وعلا0 فى الحديث : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي الأحْوَصِ قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَمَنْ دَخَلَ فِيهِ فَهُوَ آمِنٌ0 وفى حديث آخر : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ حَبْلُ اللَّهِ وَالنُّورُ الْمُبِينُ ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ ، وَنَجَاةُُُُُُُُُُُ لِمَنْ اتَّبَعَهُ ، لا يَزِيغُ فَيَسْتَعْتِبُ ، وَلا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ ، وَلا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ، وَلا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ ، فَاتْلُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْجُرُكُمْ عَلَى تِلاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ أَمَا إِنِّي لا أَقُولُ الم وَلَكِنْ بِأَلِفٍ وََلام وَمِيمٍ0 فيظل لنا الحديث الذي نود ونجتهد أن نحسنه ولكي نحسنه نطعمه بذرة من القرآن الذي هو مأدبة الله كما فهمنا من الحديث وهذه الذرة هى ما تساويه قيمة الأدب ، والقرآن اشتمل على التعليم والتهذيب والإصلاح من خلال الشرائع والعقائد والعبادات بما تتضمنه من محاذير مبنية على الترغيب والترهيب والوعد والوعيد ، وكل المثانى ، المثير للخوف لتقشعر منه القلوب والعقول المنفلتة من غير تقنين لمنتجها الهائج0
              هذه الذرة من عظم القرآن هى الأدب ، ولكي يكون الأدب من أحسن الحديث فلابد له من واجد مبدع صانع له ولغة تحوله من مجرد فكر هائم غائم يدور فى رحى عقل المخ إلى شىء مادي محسوس مقروء مرئي من خلال بسطه على الورق 0ولابد له من مكونات أساسية ، فالعقل يحتاج إلى شخصية تحمله وتمده بالغذاء والطاقة والعلم ، إذ لابد للشخصية واللغة من شىء يملأ ويربط وينسق بينهما ، وهما الفكر الذي يبنى عليه ، والفكرة التى هى القضية والموضوع والمادة الباعثة المحرضة للفكر ، والفكرة هى المحرضة للفكر والعقل ، أى المحفزة للشخصية والفكر0 وبالشخصية واللغة يتولد الفكر والفكرة وهى القضية ويظل القلب هو السياق المحدد والمهذب والمحفز والمنظم لهياج العقل المولد للفكرة والفكر ، وعقل المخ هو الأمانة ، وهو النور الروحاني المنبعث من قبل الله - تعالى - الذي منحه كامل الحرية وجعله مسيرا لا مخيرا ، وهو خلاصة المخ ، وهو مناط الحساب لا التكليف لأن التكليف على جميع المخلوقات حتى الجماد مثل الجبال وغيرها – الحساب للإنسان الذي اختار حمل الأمانة دون سواه من الخلائق ولذلك حق عليه التكليف وفرض عليه الحساب نتيجة لهذا العقل الحر الذي قُُُُُيد بعقائد وفروض وعبادات وبهم مناط الحساب إما إلى جنة وإما إلى نار، ولذا استوجب الله عليه الحساب من ثواب وعقاب ، وخلق له رقابة حكم داخلية ذاتية تهديه وهو عقل القلب [الأعراف] ونفهم من ذلك أن للقلب عقلا لا يدرك غير النتائج التى تأتيه من عقل المخ المنوط به التفكير والتدبر والتعقل والإنتاج ولكنه لا يدرك الحكم على ما أنتج ، لذلك يرسل بالنتائج إلى عقل القلب المنوط به الحكم لأن عقل القلب فيه العقيدة والمعتقد فيه نماذج الإجابة الصحيحة ، وعليه – فقط - مضاهاة ما جاءه من إجابة عقل المخ بما عنده من نماذج محفوظة فى القلب ، فلذلك يحق له الحكم ، ولكن حكمه ليس ملزما ، مع أنه من المفروض أنه ملزم ، إذ مهمته الحكم أى التوضيح أن هذا حلال وذلك حرام، هذا حسن وذاك سيئ هذا نافع وذاك ضار ، هذا صالح وهذا فاسد فقط لا غير: [محمد ] كأن القلب عليه قفل وحجاب فليس من المنتظر أن يفهم أو يعقل أو يحكم حتى على منتوج عقل المخ ؛ لأنه فارغ من العقيدة التى بها يحكم ، وليس عنده نموذج للإجابة ، فكيف سيضاهى أو يقارن ؟! لذلك لن يحكم ولن يظهر نتيجة0 تدرك النفس الهدى والعلوم الضرورية والنظرية بعقل القلب وعقل المخ معا من فطرة سليمة وعقيدة سمحة ومعتقد صالح- تدرك الحسن من القبح والكمال من النقصان والخير من الشر، والحلال من الحرام ، والمحامد من المقابح0 العقل - عقل المخ- معمل الإبداع والتفكير والتفريغ بحرية من غير هدى ولا حواجز ولا سدود ولا موانع ، ولكن النتيجة لكل هؤلاء ينتجها ويصدقه عليها -عقل القلب - حيث القلب المرجع السليم للفطرة السليمة والعقائد السماوية الربانية الحقة المؤتمن عليها 0
              إذن ليس كل إبداع أو كلام حسن التناول جميلا بديعا يبدعه العقل ويفور به يكون أدبا ، ولكي يكون أدبا حقا ؛ فلابد له من قوالب تنظمه وتطهره وتنظفه وتخلصه من الشوائب وما يخالف شرائع الله فى كونه وفى خلقه من البشر وما يتعلق به من شطحات خارجة ، أو من شطوحات مخالفة لطبائع البشر وسنن الله وتعاليمه مهما كانت جيدة مبهرة واقعية نظرية علمية خيالية كانت أو واقعية فلسفية أو حتى علمية فبالله عليكم ما فائدة من صنع القنبلة الذرية التى كلفت وتكلف الدول الكثير لإنتاجها؟! وبعد هذه الكلفة الباهظة حجروا استعمالها لأنها مدمرة للعالم وهم الذين حكموا بذلك ، ولكن ما اخترعوه من الذرة فى المجالات الأخرى مثل الطاقة وغيرها المفيدة للإنسان لم يمنعها أحد0 وعليه نضع للأدب تعريفا ومكونات وأسسا وقواعد وقوانين لكي يكون هنالك أدب نافع صالح طيب حسن يحدث التعليم والتطهير والعظة والنصيحة ويكون هنالك أديب على نفس الدرجة من الحسن والمكانة والسمو والمنزلة0
              [align=center]تعريف الأدب[/align]
              [align=justify]هو كل قول عظيم متقن حسن البيان بارع التنظيم والترتيب ، بأدوات من حروف وكلمات متقطعة لها معنى وموصولة لها معان ، معبرة فصيحة لها وقع جميل وجمل موصولة ومقطوعة ، مستفهمة ومفهمة ، موحية متعجبة ، سائلة محرضة للفكر دالة ومجيبة ، عارفة معرفة ، واضحة جلية ، وبسيطة بارعة ، وقصيرة معبرة وغامضة وموحية ، ومضبوطة بجرس من نصب وجر ورفع ، جازمة مؤدية لمعنى واضح ظاهر ، وآخر دفين يستنبط ، لتؤدى أغراضا شتى ، حسب من يفهمها ويدركها وعبارات تتميز ببلاغة التعبير والدقة فى التصوير والشدة فى التأثير ، دون إسهاب فى الوصف والتعبير0 بلغة فصحى نثرية بليغة سليمة متقنة لها معانيها المعلنة، وفى قلبها دلالات مستترة ، وتخلق حسنها وجمالها وجلاءها من شرف التمسك بها وتجويدها قدر الإمكان ، مبنية على فكر ذهني مشبع من عقيدة سماوية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها0 ومن معتقد فكرى من عقل بشرى يثق فى صدقه وصوابه وصلاحه من مبدعه 0 و بفكرة معبرة عن قضية وجيهة جديدة مبتكرة من فساد البشر وظلمهم وسلوكهم وأخلاقهم بأسلوب شيق جذاب ممتع منمق غاية فى الترتيب والإحسان ، ليوصل الرسالة المطوية إلى حلول معقولة نفعية ، بصدق فى المعاني ، وأمانة فى الكلمة ، ووجاهة فى الجملة ، وإحسان فى الروابط والتقطيعات ؛ لتمتع القارئ وتحقق له متعة ذهنية وتعلمه وتعظه وتطهره وتعالجه من الأدران الداخلية 0 وعظمها يأتى من جمال وروعة إبداعها من الفكر السامي الرازح فى ثباته وفى فكرتها الجديدة المتغيرة دوما التى تغير القيم الفاسدة الباطلة ، والكشف والإرشاد عليها وتعريتها ، ويعلى ويعيد ويظهر من شأن قيم اندثرت و أخذ نجمها فى الأفول0 وإتقانها يصنع من حسن وصدق ونبل رسالتها وفكرتها التى تحسن وتجود وتقوم السلوك المنحرف 0 والفكرة الوجيهة تأتى من قضية مهمة أحدثت خللا فى قيم المجتمع وسلوك أفراده0والهدف خلق طرق جديدة يسلكها الآخرون من الناس لتعينهم على السلوك الحسن القويم ، وتقوى لغتهم ، وتعمق إيمانهم ، وتقوِّم مسالكهم وتنير الطريق أمامهم 0[/align]

              [align=center]أصول الأدب[/align]
              1- الشخصية ( إنسان )
              وهذه الشخصية هى التى تتمتع بعقل فى المخ يفهم وينتج ويعمل ويميز بين الطاعة والمعصية ، ويتقبل حكم عقل القلب على ما أنتج وأبدع دون تكبر ولا غطرسة0 وهى التى تتمتع بعقل فى القلب سليم أمين وحريص يدرك ويرسل معلوماته بأمانة إلى عقل المخ ، ويكون ناقدا وحكما ويحكم0
              إذن الشخصية الواعية المفكرة الفذة ، ذات الذهن الفطن ، والعقل الفاعل الماهر المفكر، الشخصية المستلهمة بنور روحانى ، المهذبة المخلصة من العيوب ، المكتسبة المتعلمة للعلوم والمعارف والعلم ، والفاهمة الهاضمة للمعرفة والمنتجة للعلم والتي ترتقي بالكلام إلى درجة البلاغة التى تصل به إلى درجة من الإعجاز ، فهي التى يتفاعل و يختمر ويتولد الفكر فى ذهنها وعاء الذكاء والفطنة والفهم بعقلها ، ويدفع المعتمل نفسه بقوة ذاتية نحو عقل القلب الذي إن صادق ووافق على منتجه يأمر أصابعه لأن تكتب وتسطر على الورق بطريقة جميلة مستميلة جذابة بصيغة من كلمات حسنة البيان ، وجمل صحيحة الأوزان النحوية وجماليات اللغة المكنية 0
              وتعتمد الشخصية على :
              أ‌- القدرات وهى مكونات رئيسية ولا يمكن أن تكتسب ، و هى ما نطلق عليها الموهبة وهى هبة من الله يمن ويختص بها بعضا من عباده ، وهى مكون أساسى لعقل مخ المبدع ، وهى أداته ومكمن فاعليته0
              ب‌- المعرفة وهى مكونات أساسية تكتسب من القلب والسمع والبصر الذين يعرفون القراءة والاطلاع والتعليم والمعرفة والسمع ومجمل الثقافة ويقدمونها لعقل المخ ومن الخبرة الذاتية والخبرة الحياتية أيضا 0
              ت‌- المهارات وهى مكونات أساسية تكتسب تخص عقل المخ من خلال الخبرة والتعود وطول الممارسة ، ومجابهة الممانعات للكتابة بشتى صنوفها0
              2- الفكر السليم من عقيدة سماوية والسليم الصالح يأتى من عقيدة ومعتقد المؤلف الذي ينثره ويكون عطرا فواحا غير مرئي فى ثنايا فكره منعكسا على فكرته التى يكتب عنها أو منها أو لها ، الفكر هو ذلك المنتوج الذهني الذهبي الذي يعتمل ويختمر فى النفس وينتجه عقل المخ ويوافق عليه عقل القلب ، لكن أى فكر للمؤلف؟ الفكر المشبع بعقيدة سماوية تعرف المعايير الربانية ، فتتوق وتفرق بين الحسن من القبح ، والحرام من الحلال ، والصالح من الفاسد ، الفكر هو البوصلة الموجهة والمهذبة لنوازع ومشارب وأغراض وشهوات المؤلف أولا ، وقبل أى منتوج عقل مخه ، وبصلة ذلك المعمول المنتوج الهائج فى بحر لجي ليس له شطآن تحده ، ولا مقيدات تقيده فى ذلك المكان الرخوي من الجمجمة وهو عقل المخ ، فأنت تكتب بفكر راسخ ثابت من عقيدة فى القلب عن فكرة جديدة متغيرة دوما ، وهى تتمثل فى اختلاف الإبداع للقصص التى تكتب ، إذ كل قصة لها فكرتها لا فكرها ؛ لأن الفكر مفترض ثابت لكن منتوج الفكر كثير الأوجه ، لأن العقيدة ثابتة تامة لا تتغير ، ومفترض أن معتقدك أيضا ثابت ، وإلا لماذا تتخذه معتقدا ، وإن غيرت معتقدك أثبت بنفسك أن معتقدك لا يستحق أن يكون معتقد هذا أولا ، وثانيا أنت بنفسك أثبت بنفسك عدم صحته فلا يصير معتقدا لك بعد ذلك ولا لنا ، لأنك أنت الذي تبدع لنا المعتقد الذي تؤمن بصوابه وصلاحه ، ثم تطرحه علينا لنأخذ به ونثق فى صلاحه ، أليس كذلك ؟
              [align=center]معايير الأدب[/align]
              [align=center]1- اللغــة الفصحى النثرية:[/align]
              اللغة الفصحى النثرية المشبعة ببعض اللغة الشعرية ، والمجملة ببعض الكلمات والتعبيرات القرآنية [align=center]2- الفكرة[/align]
              هى القضية .. هى المشكلة..هى الإشكالية التى تنبع من هموم الناس وقضاياهم ، من الفساد والظلم والطغيان والباطل ومقاصد سيئة ، والسلوك المنحرف الذي ابتعد عن الفطرة السليمة والعقائد الربانية ؛ من جراء غوائل الزمن واعتمال وقسوة الحاجة وفساد الذمم ، والأخلاق الحسنة المتناقصة المتناحرة المرتبكة الغائمة ، ومن خلل فى بنية المجتمع وتفاوت المفردات المعرّفة ، والعرف والتقاليد المستجدة والمستنسخة ما بين فئة إلى فئة ، وهذا التفاوت الرهيب بينهما مما يكون بيئة صالحة للفساد والاستغلال من الذين يملكون للذين لا يملكون ، وما يخلق ويبتدع بينهما من بدع جديدة مبررة مزينة بأسباب جمة محيرة ، وانحسار المد والتوهج من إثارة وإيثار الوازع الديني المحبب والمرغب للصلاح والإصلاح والتمسك بالفضائل والعقائد 0 الفكرة لابد أن تكون قضية من فساد تكشف وتعرى وتناقش وتقترح وتوجد الحلول ، ويعاد طرحها على الناس ليأخذوا بأحسنها ، ليسلكوا أفضل السبل من أجل صلاح المجتمع وصلاحهم وردهم إلى الطهر والعفاف والفضائل ردا جميلا0
              الفكرة هى الشيء المراد طرحه وتوضيحه وإثارته وتبيان خطئه من صوابه ، خيره من شره ،اعتناقه أو الكفر به ، هدام أم بناء ، نافع فيؤخذ به أو ضار فيجب نبذه ثم طرق علاجه 0والفكرة إما أن تكون صالحة ، وإما أن تكون طالحة 0
              [align=center]مسببات الفكرة:[/align]
              أن تكون ظاهرة اجتماعية محلية 0 أو إنسانية لها صفة العموم 0 كل نقيصة فى المجتمع سواء كانت سياسية ، اجتماعية ، قيمية ، أخلاقية ، سلوكية ، شخصية ، قومية مثل :
              [align=center]أسس الأدب[/align]
              1- المخ ، عقل المخ :
              عقل المخ الذي هو خلاصته وشرفه وتشريفه ؛ لأن المخ فى الحيوانات أيضا ، وموجود فى الجمجمة والعظام ، العقل هو خلاصة المخ ومهمته تتوجه للإنتاج والتوجه الخارجي ، وما يتبقى من مخ يتوجه إلى المنتوج الداخلي الذي يسير حركة الجسم [الأحزاب ] لقد ذهب بعض المفسرين والعلماء بمعنى الأمانة إلى معان كثيرة ، ولى منها بعون الله معنى آخر، إذن الأمانة هى عقل المخ ، ولذا عقل المخ مناط التكليف للحساب واستحقاقا للثواب وللعقاب ، والدليل على ذلك أن الله أعد الجنة والنار للناس لا إلى شىء من مخلوقاته غيرهم ؛ لأن المخلوقات جميعا عدا الإنسان ، بما أنها ليس لها عقل فى المخ فلن يحاسبها الله ؛ ولذلك خلقها مسيّرة وليست مخّيرة ، وتخيير الإنسان دون سائر المخلوقات يرجع إلى الأمانة التى هى عقل المخ مناط الحساب ، لأن المخلوقات الحية الدواب كلها لها قلب وعقل فيه وتتساوى مع الإنسان فيه وهى تسير به ، وعندما يفقد الإنسان عقل مخه يسير بعقل قلبه مثل المخلوقات الحية وصار مسيرا ورفع عنه الحساب 0
              عقل المخ هو مركز تفكير فى تلك العضلة الرخوية الكائنة والمحفوظ فى ذلك المكان الحصين فى قلعة الجمجمة وهى المخ الليّن الرخوي ، وهو الصانع والمنتج للفكر والفهم مع أنه لا يرى ولا يسمع ولا يحس ، فهو ليس مركز إحساس بل مركز إنتاج للفهم والفكر 2- القلب و عقل القلب :
              [ق] والمعنى العبرة لمن كان له قلب يشعر ويحس ويرسل لعقل المخ بهذه المشاعر وهذه المعلومات لكى يفهم ويفكر ويتدبر ويتعظ ويطيع ، وأصغى السمع غير غافل ولا ساهٍ 0 إذن القلب مركز الإحساس والشعور ، وهو الوعاء الأمين والخزانة القوية الحارسة للمواجيد الربانية بما وضعه فيها من دستور ، بادئة من الفطرة السليمة ، ثم أمدها بالعقائد التى أتى بها الرسل واستأمنه عليها ، وبما أبدعه العقل الإنساني (عقل المخ ) من معتقد صدق على صلاحه وحسنه فريق كبير من البشر0 لذلك جعل الله القلب هو المشرف على المخ ، بينما منتجه يحكم عليه عقل القلب 0وهو الذي يدركها من خلال العلم والمعرفة التى تصله من السمع والإبصار والقلب ، فلولا وجود هؤلاء ما وعى عقل المخ وما أدرك شيئا لينتجه[النحل] إن الله يخلق الإنسان كاملا فى أحسن صورة ، تاما متمتعا بالسمع والبصر والفؤاد ، ويدخل المولود إلى الدنيا بهم ، ومع ذلك لا يفهم ولا يعرف شيئا لماذا ؟؟ لعدم تمام الوعي ، والوعي هو الفهم الذي يصنعه عقل المخ فقط ، برغم وجود أدوات الإدراك ، والإدراك هو المعرفة ، والمعرفة أدواتها من إدراك السمع وإدراك البصر وإدراك القلب ؛ ولذلك لا يكلف الله الرضيع ولا الطفل حتى يكبر، وفى الحديث عن الرسول - صلى الله عليه - أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابْنُ سَلَمَةَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الأسْوَدِ عَن عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثٍ عَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنْ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبُرَ وَعَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ أَوْ يُفِيقَ "[ سنن النسائى – كتاب الطلاق - برقم 3378 ] من ضمن الذين رفع عنهم القلم أى التكليف والحساب منهم الطفل حتى يكبر برغم وجود القلب ووجود المخ ولكن عقل المخ لم ينضج بعد ، وعليه يكون العلم غير المعرفة ، فالمعرفة تخص القلب ، بينما العلم يخص المخ ، والمعرفة أشمل وأعم من العلم ؛ لأن العلم جزئي ، بينما المعرفة كلية لأن المعرفة أنواع شتى من العلوم0 فالفهم - من خلال ما يرسله له القلب - والتفكير والتدبر والإبداع والإنتاج من سمة عقل المخ ، بينما يظل اليقين والإدراك - المشبع من الحق من خلال العقائد السماوية سمة القلب ، واليقين هو الطاعة ، والطاعة هى تمام الإيمان ، وتمام الإيمان جاء من القرآن ،
              فهل للإنسان عقلان ؟!! نعم
              عقل المخ المنتج اللاعب ، ويظل عقل القلب الحكم ، وعليه نعود إلى الأصل فى المقارنة بين القلب والمخ ، كلى مع كلى لا كلى مع جزئي ، بمعنى لا لمقارنة القلب والعقل ؛ لأن القلب كلى والعقل جزئي 0 وللقلب خلاصته وذروته وفخره ، وللمخ خلاصته وذروته وفخره أيضا ، فلو قلنا خلاصة المخ عقله ، وخلاصة القلب عقله أيضا ، وبذلك يستقيم التوضيح ، ولكن من المتسيد ؟! إنه القلب لما فيه من عقل حكم ، و لأنه الأشمل والأعم فهو الذي يمد المخ بالغذاء والدم والأكسوجين وغيره وكذلك يمده بالمعلومات 0 [النساء ] ومعنى الآية أنها تسقط الفروض والعبادات حال غياب الأمانة التى أثبتنا بالدليل القاطع والبرهان الساطع أنها عقل المخ ، والبرهان أنه فى حالة غياب عقل المخ لأى سبب يسقط الله الفروض حتى ولو كان هذا الغياب وقتيا آنيا لحظيا ولكن الله سيحاسب عليها لأن الشخص نفسه – شارب الخمر - هو الذي غيب الأمانة وضيعها وقد قبلها من قبل فحق عليه الحساب ووجب عليه العقاب0
              لذلك ما ينفلت من عقل المخ دون رقابة وغربلة القلب وحكم عقل القلب وعدم الأخذ بهذا الحكم ، قلما تصدقه الناس وتأخذ به مثل إبداع الفلاسفة الذي لا يفعل إلا للفلاسفة أنفسهم وللنخبة المتحررة ، كأن الفلاسفة يكتبون لأنفسهم لا للناس جميعا ليوسعوا مداركهم بخلقهم طرقا جديدة يسلكها العامة فتفيدهم فى تدبير شئون حياتهم وتربية أولادهم مثلا ، فيشعرون بجهد الفلاسفة وقيمة إبداعهم ويلقبونهم جل الألقاب مثل نجوم التمثيل مع أن العكس هو الصحيح ، ولكن الممثل الذي يحمل فكر المؤلف ويوصله للناس بيسر صار يحتفي به ، وترك صاحب الإبداع الذي يظنونه أنه أبدع خلاصة العقل البشرى ولكنه لم يمس شغاف القلوب ويأخذ الموافقة منها ، ولذلك لم يصل منتجه إلى الناس بسهولة ويسر ولم يصل إلى العامة ، ولذلك هم لم يخلعوا عليه أجل الألقاب ، وأعظم المديح ، وأحسن الثناء0 كمثل الممثل الذى قلما تجد فكرا عنده يبدعه وينشره0
              إن المنتج الخالص لعقل المخ من يأخذ به ولا يخضعه لحكم عقل القلب هم أصحاب القلوب الميتة التى ران عليها الصدأ ، وجعل الله عليها أغلالا لا تعي ولا تدرك الصواب من الخطأ ، والحرام من الحلال ، والنافع من الضار، وأعمى أبصارهم وأسماعهم وأفئدتهم فلم يعد لديهم حُكْم ولا حَكًم رشيد 0
              للقلب عقيدة من الله ، ومعتقد من المفكرين و العلماء الأخيار من كل جنس ولون وعرق ودين سماوى0
              العقيدة : لا تنصرف إلا على العقائد السماوية من الرسالات الإلهية فقط0
              المعتقد : هو المنتوج الفكري للعقل البشرى – عقل المخ - ويصادق ويوافق عليه - عقل القلب – القلب السليم لا المريض ، ويصبح معتقدا نتيجة فى اعتقاد صوابه وصلاحه وفائدته وجدواه لنفسه ولغيره من مجموعة من البشر، هم أيضا يصادقون عليه باعتقادهم فى صوابه وصلاحه ، بعد تطبيقه فترة طويلة حتى يثبت جدواه وصلاحه لمجموعة كبيرة من البشر يفضل أن يكونوا متعددي اللغات والعقائد والجنس والعرق ، فيصبح معتقدا سليما صحيحا مطمئنا بإذن الله ، لأن الله أولا وأخيرا هو الهادي للبشر جميعا ولم يشترط لمن تكون هدايته - جل شأنه وعلا قدره- [ البقرة] يؤتي الله الإصابة في القول والفعل مَن يشاء من عباده ، ومن أنعم الله عليه بذلك فقد أعطاه خيرًا كثيرًا ، وما يتذكر هذا وينتفع به إلا أصحاب العقول المستنيرة بنور الله وهدايته.
              المعتقد من المؤكد يختلف عليه الناس ، بينما العقيدة لا يمكن الاختلاف عليها ولا يجوز لأنها من الله ، ولأننا مأمورون بها ، وجوهر الإيمان الطاعة بدون سفسطة ولا أسئلة ولا اعتراضات ، أولهم صاحب المعتقد نفسه0 مثال ذلك للمعتقد الحسن ، ما فى الاشتراكية من عدالة ، وما فى الرأسمالية من ديمقراطية وحرية – مع أنه لا توجد حرية تامة كاملة على الإطلاق وإلا ما قيمة الرسالات السماوية !! ولماذا نزلت وفرضت وقرنت بالثواب والعقاب والجنة والنار0 ومعتقد سيئ ، ما فى العلمانية من فصل تام بين الدين والدولة مثلا ولك ولغيرك أن تختلف معى لماذا ؟ لأن ذلك معتقد عقل بشرى (عقل المخ)
              3 - الأهداف : وهى كثيرة منها التعليم والتسرية والعظة والإرشاد والتطهير من الشرور والمفاسد بإثارة الخوف والتضرع إلى الله بالترهيب والترغيب ، والإمتاع الذهني المتخيل الذي يوسع المدارك ويحسن ويجود الأسلوب والكلام ، وينمى القدرات الاعتمالية المُعينة للفرد على إدراك وفهم ما يدور حوله ، وأن يكون منهجا للحياة ، ومسلكا لطرق جديدة تسلكه العامة من الناس ليمكنهم من اتباع سبل يسيرة تعينهم على درب جديد للعيش الكريم ، فهذا واجب المفكر أيا كان تصنيفه ، أن يقود الناس وراءه فى مسلك جديد مبتكر يسهل عليهم حل مشكلاتهم ويعينهم علي كيفية كسب لقمة عيشهم والحصول على حقوقهم بتعريفها لهم أولا ، وثانيا تعريف الطريق إليها0 ونجملها فى : التعلم 0
              مكونات الأدب

              1- الحاجات:
              هى ماذا تريد أن تحصل عليه ؟!! الحاجة هى الدافع القوى للكتابة ، والتغلب على ممانعات الكتابة التى تواجهك ؛ لأن التعود على الكتابة ليس سهلا ، بل هو شاق ومرهق إلى أكبر حد 0عليه لابد أن تحدد ماذا تريد أنت الحصول عليه من جراء الكتابة ؟ّ هل تريد المال ؟ المكانة ؟ الشهرة ؟ المستوى الأفضل ، ألخ0
              2- الهدف :
              وهو الشيء الذي تريد تحقيقه سواء كان ماديا أو معنويا ، رسالة أو معتقدا ؛ لأن الهدف هو الذي يوظف الحاجة ويجعلها مقبولة ، ووراءها قوة دفع مهولة ، وهو الهدف المحقق لأكبر قدر من النجاح ، والعائد المادي والمجتمعي والنفسي والأدبى0
              3- القلم :
              أو الكمبيوتر أو ما يستجد ،هو الأداة التى بها يتحول الأدب من مجرد صوت بجرس للكلام خفي داخلي معتمل فى الذهن ويتحرك به اللسان إلى كلمات مرسومة بوضوح ترى رأى العين وتقرأ0
              4- الورق :أو الكمبيوتر أو ما يستجد 0
              هو الوسيط المطيع والمطية المستجيبة المتحملة ما يلقى عليه من أعباء وحبر يسال فوق أكتافه وفى قلبه ، ليقوم بضمير واع وحس صادق بحفظ ما سطر فيه من إبداع وما اؤتمن عليه من سر يستوجب الدفاع عنه وحمايته0
              5- المكان :
              ما من شىء مادي أو حسي إلا ويشغل حيزا من الفراغ ، فالحسي و هو الفكر أول ما يشغل يشغل ذلك الحيز الصغير من الدماغ وهو العقل المحبوس فى المخ المحفوظ فى وسط بئر عظمية عظيمة قوية فى تجويف الرأس الجمجمة ، والشيء المادي يتمثل فى الشخصية التى يلزمها مكان لتعيش وتتحرك و تتنفس وتفكر وتكتب فيه0

              [align=center]قوانين الأدب[/align]1- الحتمي والمحتمل :
              الكلام الرباني وهو القرآن له قوة دفع وتنفيذ واقعة لا محالة كما يأمر و يأتي بها الله مبدع كل شىء ، فعندما يعد بشيء فهو موفيه لصاحبه ، وما يكون من وعيد من شىء يستطيع إنزال العقاب بصاحبه ومحدثه 0 ويبقى كلامنا الأدبي الذي يفتقد آلية التنفيذ ويظل كلاما قولا لا فعل فيه ، إلا إذا اشتمل واعتمد على ما يمكن أن يكون حتميا تعرفه الناس ، مثل قولنا عندما يداوم الطالب على مدرسته والاستماع الجيد لمدرسه ، واستذكار دروسه بوعي وفهم وحب ، فهو من الحتمي ناجح ، وهذا أقصى ما يمتلكه الأديب من أداة فعالة بين يديه يستطيعها من شىء حتمي ، ومثلها ما يحتمل النتائج ، فعلى الأقل ينزع لأن تكون النتائج محتملة الحدوث ، وبغيرهما يظل كلامه بدون جدوى ولا فائدة ؛ لأن أحدا لن يصدقه ولن يقتنع به ؛ لأنه لا حياة فيه 0
              2- السبب والنتيجة :
              إن لم يكن هناك سبب فلن يكون هنالك نتيجة ، وإذا وجد السبب بطل العجب وحل الإقناع ، والسبب هو المحلل الشرعي لما تأتى به وتحدثه من قول كلامي يفتقد إلى الفعل الذي نلمسه وبالتالي لا يحتم نتيجة ، وعندما لا تحدث نتيجة انقطع التواصل وأسباب الاستمرارية لما هو مبدع ، إذن لابد من أسباب وجيهة تكون لها نتائج حتمية الحدوث لتخلق الإقناع بداخلنا والاقتداء والتعلم والتطهر0 لأن الله تعالى الذي يقول للشيء كن فيكون لم يعطنا ولم يمنعنا ولم يحبب إلينا شيئا إلا وزينه بأسباب وعد منه، وتبعه بنتائج وعيد تكون حتمية الوجوب ومتوقفة على الشرط إذا فعلت كذا حسنا فستثاب ، وإذا فعلت كذا سيئا فستجازى ، وهو الذي يأمر فيطاع ، ولكن لتصديق ذلك ومن أجل أن يوافق عقولنا ويرضى غرورنا ويشعرنا بذاتنا وقيمتنا و توافقنا النفسي والعقلي جعل لكل سبب نتيجة مشروطة0
              قواعد الأدب

              1- تخص علم النحو والصرف 0
              وهو علم واف معروف لا يعلى عليه ولا يحتاج إلى زيادة ولا نقصان ، للتذكر أذكر منه - الرفع والجر والجزم والنصب لضبط الكلمات والجمل مما يخلق لها متعة وحلاوة وجمالا يساعد على الانجذاب والشد والارتباط والتعلم ، لما تطربه تلك الموسيقى الناعمة المؤثرة فى الوجدان بأحداثها لتلك النغمة المطربة للنفس والمحفزة لها
              قال علماء اللغة إن التضاد يزيد فى المعنى ويوضحه ، وأرد عليهم ليس التضاد فقط بل التشابه و المثانى جميعا ، سواء متناقضة أو متشابهة أو متقابلة سواء للأسماء أو الأفعال أو الأقوال أو الأوصاف ، وهى بذلك البلاغة بعينها ، فمن أفضل من الله قيلا ؟ أو أفضل من الله تنزيلا ؟ أو أفضل من القرآن حديثا ؟ حيث يعتمد القرآن كله على التشابه والمثانى لقوله تعالى 0
              هذه هى القاعدة لكى يكون الأدب بليغا ووافيا 0ويأتى من :
              2- التشابه والتضاد والتقابل فى الأسماء والأقوال والأفعال والصفات 0
              1- التشابه بين الأسماء فى الأفعال الفاسدة ( امرأة نوح ) تتشابه مع (امرأة لوط ) ثم الأسماء فى الأفعال الخيرة ( امرأة فرعون) تتشابه مع ( مريم ابنة عمران )
              2- التضاد والتقابل بين الأسماء مثنى : ( امرأة نوح – تقابل - امرأة لوط ) وتضاد ( امرأة فرعون – تقابل - مريم ابنة عمران )
              3- التضاد والتقابل بين الأفعال : الكفر – تضاد - الإيمان 0 و( تقابل ) النار - تضاد الجنة 0 و(تقابل) الظالمين - تضاد - القانتين 0
              3- التقابل فى الأسماء مفرد ، ( موسى وفرعون ) تقابل جمع ( قوم فرعون وقوم موسى )
              شروط الأدب

              1- صنع التضرع إلى الله رب العالمين وتمجيده 0 ويتحقق عند التعقيد الكامل فى القصة التى تكتب ، ولا يجد البطل من حل سوى اللجوء إلى الله ويتضرع له0
              2- الحض على ذكر الأنبياء لنذكرهم نحن ونصلى عليهم0
              وذلك من حسن إبداعك للحدث المبهر المبنى على المستحيل الممكن الذي يخلق الإدهاش والإبهار 0
              3- تقرير رأى عام :أنت الذي تقرر هذا الرأي على لسان بطلك ، ويكون ذلك فلسفتك فى القضية التى طرحتها فى قصتك 0
              4- تقرير حقيقة عامة :
              ويفضل أن تستقيها من العقائد السماوية هذا أفضل ، ولك أن تقرر معتقدا أيضا ، فالقصة قصتك قرر فيها ما تريد فى ضوء السابق0 فى الحديث: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يَقُصُّ إِلا أَمِيرٌ أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُرَاءٍ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّمَا كَانَ يَبْلُغُنَا أَوْ مُتَكَلِّفٌ 0[ مسند أحمد ، رقم 6428]
              أهداف الأدب
              1- يحقق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر 0
              وهو فرض كفاية وأنت أولى به من غيرك لعلمك وثقافتك وموهبتك وأدواتك المؤثرة المزينة بالزينات الكثيرة ، التى تتمكن من القلوب والعقول ، وتحقق لها الراحة النفسية والسعادة ، وهى نوع من العلا0
              2- يحقق السعادة و الرضي التى تطهر من الخوف والحزن0
              ونوع من العبادة التى أديناها من ذكر وإكبار الله والصلاة على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهما تطهير لنا من الخوف والحزن والذنوب0
              3- تحقق الإمتاع والتسرية عن النفس وهى نوع من العلاج0
              4- تحقق العظة 0
              وهى نوع من العبادة بالخوف من الله بإثارة وعيده ، والتمجيد لوعده وتحقيقه0
              5- ينتج التعلم0
              أسس القصة
              البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

              تعليق

              • محمد جابري
                أديب وكاتب
                • 30-10-2008
                • 1915

                #8
                [QUOTE=فتحى حسان محمد;170570]الأستاذ الفاضل النبيل / محمد جابى
                تكلمت عن الأدب وعرفت الأدب تعريف جميل وبديع ولكنه ليس علمى يسير على هديه الأديب ، او من يحب أن يكون أديبا ليكتب صنف من الأدب النثرى ، سواء كان قصة ، أو مقال ، أو نص فلسفى أدبى 0
                واليك كل ما يتصل بالأدب ،

                أخي فتحي حسان محمد؛
                سلام عليك ورحمة الله وبركاته؛
                قرأت موضوعك، وحبذا لو نشرته على أنه موضوع جديد ليقول النقاد فيه رأيهم.
                أما وقد اعترضت علي بكون الموضوع ليس علميا دون إبداء أي بيان فهذا ما يوسم ب"لا علمي ".
                عرضتُ لوحة بيانية لمعنى الأدب فزحزحتها وعرضت لوحتك نثرت شتاتا من العناوين وهي من الطول أضعاف أضعاف النص، فمن أية مدرسة نقدية تخرجت؟
                وما هو مفهوم النقد لديك ؟ وهل النقد يرادف النسخ لديك بمعنى المحو والإزالة؟
                أرجوك، حبيبي، إن لم تكن من أهل الاختصاص أن تدخل من باب الاستفسار عوض التطاول الذي لايفيدك شيئا.
                فموضوعنا هو عرض تعريف عن الأدب بخصوص الأدباء. ومن فنون علم الحدود أن يأتي الحد بأقل الألفاظ الحابلة، جامعا، مانعا، لكل ما يشمله حتى لا يبقى ما يتعقب عليه.
                وضمن تضاريس موضوعك المتشعب أروقته وجدت تعريفا فاض واستفاض ولم يكن جامعا ولا مانعا.
                أخي الكريم أراك تخطو خطوات هيفاء نحو الأدب، زادك الله فضلا منه ورضوانا، فأنصحك أن تأتي البيوت من أبوابها، وتدخل على الأدب من أبسط كتبها، ثم ترتقي سلم أهلها لتدرك أنهم درجات في مراقيها.
                فالنقد مسحة بارع على لوحة مبدع، لتزداد جواهرها نورانية، وتتلألأ لآلؤها، وتغدو اللوحة جذابة أكثر، أما وقد ركبت فلسفة الإقصاء، فاحذر الله، فإنه شرع الجزاء من جنس العمل.

                وأرجو من الإخوة المشرفين أن ينقلوا موضوع أخينا فتحي إلى نافذة أخرى عساه أن يجد ناقدا يلهمه مراشد أموره، إذ لا أرى له أية علاقة نقدية بالموضوع الأصلي.
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 18-03-2009, 09:36.
                http://www.mhammed-jabri.net/

                تعليق

                • فتحى حسان محمد
                  أديب وكاتب
                  • 25-01-2009
                  • 527

                  #9
                  السيد الأستاذ الفاضل النبيل الاديب والناقد العظيم / محمد جابرى
                  اسعدنى نهجك الذى تنتهجه وهو نفس نهجى لأننى مؤسس مدرسة الأدب الإسلامى ، ولى فى هذا الموضوع كتابين :
                  أسس وقواعد الأدب والرواية من القرآن الكريم ، صدر بموافقة مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بتاريخ 16/6/2008، وبرقم ايداع بدار الكتب والوثائق المصرية 14034/2008
                  2- كتاب أسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم فى حوالى ربعمائة صفحة
                  وبهما نتم علم الأدب ومشتقاته وبخاصة علم القصة الذى يتفرع إلى
                  القصة القولية الروائية وأنواعها : القصة القصيرة والقصة الروائية والقصة الملحمية والقصة القومية ، ويصنفون إلى مأسملهاة ، مأساة ، ملهاة
                  2- القصة الفعلية الدرامية المشاهدة وانواعها:
                  - المأسملهاة المحزنة المفرحة التراجيكمدى وجنسها ست :
                  مأسملهاة الأخلاق ، السلوك ، القيم ، المعاناة ، الشخصية ، القومية
                  - المأساة وجنسها :
                  المأساة السوداء ، الإلهية ، العظيمة
                  - الملهاة الكوميديا وجنسها
                  الملهاة العظيمة ، والملهاة السوداء
                  ( وما اريد إلا الإصلاح ) واضم صوتى وفكرى إلى فكرك لكى ندعم ونقوى هذه المدرسة ، ارجو التعاون وناسف للمضايقة واقسم لك بالله ما كنت ابحث عن مكان ، بل قصدت سيادتك دون القراء ولكن التعبير لم يكن موفقا منى
                  تحياتى وتقديرى وخالص احترامى لشخصكم الكريم وعلمكم الوفير
                  فتحى حسان محمد
                  أسس القصة
                  البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

                  تعليق

                  • بغورة محمد الصديق
                    عضو الملتقى
                    • 20-08-2008
                    • 11

                    #10
                    شكرا سيدي محمد جابري على محاولة تعريف الأدب وإن كانت اللغة الإنشئية كثيرا ما تخوننا في التعريفات. من المعقول أن نجد أنفسنا متلبسين بالذاتية ونحن نحاول تعريف شيء نابع من ذات الإنسان وعمق الإنسانية، لكن بالرغم من صعوبة التخلص من هذا الأسلوب الإنشائي حين الخوض في النقد وما يتطلبه من تنظير وتصنيف وتعريف أن نتوخى الدقة وهنا لا بد من التمييز بين لغتين: لغة ذات صبغة فردية هي كلام المبدع حسب تعبير اللسانيين يتمرد فيه صاحبه على العرف وتشق لنفسها وجودا خاصا هي لغة المبدع، وهي كلما أوغلت في فردانيتها وإمكانية تأويلاتها كانت أقرب إلى روح الإبداع، ولغة تتشبث قدر الإمكان على المتعارف عليه في اللسان والاصطلاح والعلم، وكلما التصقت بالمعقول المفهوم الواضح كلما عدت ناجحة، ويبدو لي أن هذه الأدبية المتعلمة لا تستطيع أن تقدم لنا معرفة دقيقة مفيدة، ويبدو أن هذا التخبط في فن البحث لا يستطيع المضي بعيدا عما هو ذاتي فضفاض سرعان ما يتلاشى بريقه فور الفراغ من قراءته.
                    احترامي وأصدق ودي
                    التعديل الأخير تم بواسطة بغورة محمد الصديق; الساعة 30-03-2009, 17:21.

                    تعليق

                    • محمد جابري
                      أديب وكاتب
                      • 30-10-2008
                      • 1915

                      #11
                      أخي بغورة محمد الصديق؛
                      شكر الله لك عناء كتابة ردك، والذي ينم على الوقوف على مخزون ثقافي، وإبداعي؛
                      حينما أجهدت نفسي لتعريف الأدب، لم يكن همي أن أزاحم التعاريف التي طالت مجالها، وحاولت صبغ الأدب بصيغة لونها، فلا غرو أن ذائقتك لمست جديدا سواء في مظان التعريف، أو أثناء الكلام عن الحبل الرابط للأدب بعالم السياسة.
                      وحاولت الفرار من الطابع الشخصاني - إن صح التعبير - وحبذا لو تفضلت مشكورا لمناقشة المضمون؛ لعل الفكر يتصافح فيما اختلفت في فهمه المدارس اللغوية.
                      وجزاك الله عني خيرا.
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 01-04-2009, 18:58.
                      http://www.mhammed-jabri.net/

                      تعليق

                      • محمد سلطان
                        أديب وكاتب
                        • 18-01-2009
                        • 4442

                        #12
                        [align=center]و أنا أشكر كل من الجميلين
                        محمد الجابرى
                        و
                        فتحى حسان محمد
                        تضاربا فأبدعا

                        بعدد النجوم التى أنظر لها الآن
                        شكرا ً
                        لروعتكما و أرهقكما من مجهود[/align]
                        صفحتي على فيس بوك
                        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                        تعليق

                        • محمد جابري
                          أديب وكاتب
                          • 30-10-2008
                          • 1915

                          #13
                          أخي الكريم محمد فتحي حسان،
                          كاتبتك تعقيبا على موضوع أخر وظننت أن التعقيب كفيل بالمجالين هنا وهناك.
                          قرأت كثيرا من كتاباتك وأشكر فيك هذه الغيرة على التميز بالأصالة ولا يتأتى التجديد إلا بمقارعة الواقع بما يبرز ثغراته، فالناس انقادت لمدارس الغرب وجاءونا من هناك بدراسات منها ما هو جدي يستفاد منه، ومنها ما ينبغي العزوف عنه كليا.
                          وكتاباتك ثرية بالمعطيات، كأنها رؤوس أقلام تعرض للإثارة، من أجل هذا، قلت إنها بحاجة ماسة لمنهجية علمية، فلا تغررك أخي الكريم مسحة موافقة الأزهر، فهو يتلافى ما ينافي المبدأ لديه، فهنا تنحصر مراقبته للكتابات.
                          وكانت لدي ملاحظات كثيرة على كتاباتك، لكن انعدام المنهجية المتسقة، جعلني أعزف عن ذلك وأكتفي بالإرشاد لعمق الثغرة المنهجية...
                          وفقنا الله لما يرضاه لعباده الصالحين، وأجارنا وإياك من عذابه المهين
                          التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 02-04-2009, 22:00.
                          http://www.mhammed-jabri.net/

                          تعليق

                          • محمد جابري
                            أديب وكاتب
                            • 30-10-2008
                            • 1915

                            #14
                            عزيزي محمد إبراهيم سلطان،
                            لمعت إشارتك هنا تأليفا للقلوب، وتأليف القلوب أصعب المهام إطلاقا فاقرأ قوله تعالى { لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }[الأنفال : 63]، وما كان إرشاده لنا سبحانه وتعالى لهذا الإسم المركب : " العزيز الحكيم " إلا تنبيها لباب نلتمس منه تيسير أمورنا بتأليف القلوب فتنقلب أصعب مَهمة أيسرها بإذن ربها : العزيز الحكيم سبحانه وتعالى.
                            بوركت جهودك.
                            http://www.mhammed-jabri.net/

                            تعليق

                            يعمل...
                            X