مشهد مسرحي
سنّي و زملكاوي
سنّي و زملكاوي
القاهرة .. شارع 26 يوليو ، حيّ بولاق أبو العلا ، مقهى شعبي عليه لافتة عريضة باللون الأحمر " مقهى الشياطين الحمر "
في اليمين يبدو مسجد السلطان بارزا و بجواره محل كشري السلطان .
بالجهة المجاورة للناحية الأخرى تبدو في الصورة على التوالي الأطراف العلوية _ لوزارة الخارجية _ مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون _ جزء من مبنى فندق هليتون رمسيس .
على رصيف المقهى عدة طولات و زبائن يدخنون النرجيلة و المشروبات بأنواعها .
الباعة تروح و تأتي من حين لحين .
رجل يرتدي قميص أبيض و بنطلون أبيض يجلس منفردا متوسطا المقهى و باقي الزبائن يقهقهون سخرية عليه و استهزاء به كالمخمورين من حوله .
زبون أول : والله ودار عليك الزمن يا ابيض يا بتاع أولمبك إلكترك
زبون ثاني : ما خلاص قلب على شبساوي
زبون ثالث : مع الهواة و الحرافيش و الشوارعية بعد كده
رجل ثاني : ده إن طلع و قب لفوق تاني بعدها
الرجل الأبيض : يوم لك و يوم عليك ..
زبون أول : الزمن كله عليك يا حلو خلاص لا مفر من الهبوط
الزبائن : هع .. هع .. هع
عم الهدوء حينا من الوقت ، الرجل الأبيض يتحسر ، الزبائن تدخن النرجيلة بشدة ، دخل رجل يرتدي جلبابا أبيض ملتحي قصير اللحية ، مهموم ، حزين ، اقترب من الزبائن تصفح الوجوه اقترب من الرجل الأبيض :
هل تسمح لي بالجلوس يا أخي بجوارك .؟
الرجل الأبيض : يا سلام أخيرا رجل من شيعتي و ناسي اقعد اقعد يا رجل ، هات شاي يا ولا يا برهوما
برهوما : ايوه جاي
الزبائن انصرفت كل لحاله يتحاورون ، يلعبون الطاولة ، يدخنون ، وعدة أفعال أخرى .
الرجل الأبيض : شفت وصل بينا الحال لحد فين يا .. هو اسم الكريم ..
الرجل مقاطعا : شحاته
الرجل الأبيض : آخ فين أيام شحاته عاشت الأسامي ، محسوبك جمال
شحاته : أهلا بيك يا أخ جمال أنت حزين ليه كده زي اللي خسران شيء غالي ؟
جمال : الأيام اللي بتدور علينا و بقينا ملطشة للصغير قبل الكبير مش كل ده حزن و هم و غم يخلينا نحزن
شحاته : فعلا .. أنا كمان تعبت .. و أكثر منك .. لكن ثق في الله يا أخي إحنا أصحاب الراية البيضاء و الأيام سترجع لنا و سنعود كما كنا أصحاب البطولات و الأمجاد .
جمال : الله يفرح قلبك و يطمنك يا شيخ .. ده أنا طافش من البيت الواحد خلاص مش قادر يبص في عين الولية .
شحاته : لا حول الله .. ليه كده ؟
جمال : لأنها تبع اللي ما يسموش الشياطين الحمر
شحاته : أعوذ بالله .. أعوذ بالله .. و صابر عليها أزاي يا أخي
جمال : نصيبي كانت تبع الراية البيضة وقلبت و بقيت عليا مع اللي مايسموش
شحاته : صبرا جميل
جمال : و أخرة الصبر أيه ، كل يوم نقول صبرا جميل ، صبرا جميل و بعيد عنك كل يوم الهزايم نازلة فوق مننا زي المطر بترخ رخ ..
شحاته : كل شيء له آوان
جمال : يا عزيزي الوضع وصل بينا لمستوى فظيع من التدني و عدم اللامبالاة أقولك أيه بس .. ده أحنا حرس الحدود ، ولا اتحاد الشرطة ، ولا طلائع الجيش ...
شحاته مقاطعا : بس بس ماتكملش ، كل شيء واضح زي الشمس
جمال : أنا عارف إن الكلام بيوجع أوي بس هنعمل إيه .. تعرف ؟
شحاته : نعم
جمال : تعرف إحنا مشكلتنا إية
شحاته : إية
جمال : الحكام
شحاته : الله واكبر عليك ، صدقت ، مشكلتنا الحكام و الظلم اللي بنشوفو منهم و مش بنقدر نتكلم و لا نرفع صوتنا ولو الواحد لو قال له كلمتين من المرار و الإحساس بالظلم يقولوا عليه ده بيشجع على الإرهاب .
جمال : و ياريت على حكام بلادنا بس لا حتى الحكام بتوع الدول الأجنبية بيظلمونا ظلم كبير
شحاته : أيوة الله يا شيخ ، أحسنت و الله ، لعنة الله عليهم ، لا خال في القريب و لا خال في الغريب
جمال : طيب نعمل إية
شحاته : لازم نفوق
جمال : معاك حق إحنا في غيبوبة فعلا
شحاته : فين أيام زمان أيام الفوارس أيام الشجعان الشباب الشباب اللي كان بيخلي أفريقيا كلها تزلزل تحت أقدامهم صواريخ رجال مش بتخاف لا حرس حدود و لا طلائع جيش ولا حتى أفيال رجال بمعنى الرجال
جمال : آخ جيت على الجرح يا صاحبي ،، ده الواحد منهم كان يصوب التصويبة منها على المرمى دغري لا يمين ولا يسار هدف هدف بكل تأكيد .. ضربة قاتلة
شحاته : ده هو الأصرار و العزيمة و التحدي و الإيمان بالنصر و الفوز ، فين العزيمة دلوقتي عندنا ده احنا بنخاف من الهوى الطاير يا شيخ ، ده إحنا في كل بلد من البلاد مش قادرين نرفع روؤسنا ، إحنا فقدنا العزيمة خلاص
جمال : أيوة والله ، بس بشويش عشان الشياطين إللي حوالينا .. إحنا في قلب منطقتهم
شحاته : متعصبا بصوت مرتفع : أنا لا بخاف لا من شياطين زرق ولا شياطين حمر يا أخ جمال
جميع زبائن المقهى انتبهت غاضبة و في أصوات متوالية و هم يقتربون منه في وقت واحد
الزبائن : مين ده ، بتقول إيه بروح أهلك ، أنت جاي تشتمنا في بيتنا .
زبون : و أنت تقدر ترفع عينك في الشياطين الحمر
شحاته : بقدرة الله و رسوله أنا أرفعها في جيش من الشياطين الحمر مش في خمسه سته شياطين
زبون : و كمان بجح .. !! لكمة قوية في وجه شحاته
ثم انهالت الضربات على شحاته من الزبائن ، وفر جمال هارب ، شحاته و صوت التوجع والآهات و الصراخ يتمتم تحتهم .
شحاته : الله أكبر ، الله أكبر ....
مازالت الضربات تنهال على شحاته حتى دخل رجل ينادي
الرجل : يا شيخ شحاته .. يا شيخ شحاته .. رحت فين أنت قلت لي سأنتظرك على المقهى
الزبائن : أنت مين ؟
أنا مؤذن مسجد السلطان ( أشار نحو المسجد ) و الأمام الجديد للمسجد الشيخ شحاته قال لي سأنتظرك هنا على المقهى لحين ما أفرغ من بعض أعمال المسجد .
الزبائن تفرقت من فوق الشيخ شحاته فبدا معربد الثوب ملطخا وجهه بالدماء
المؤذن : شيخ شحاته ،، الله يخرب بيوتكم مالكم ومال الأمام
زبون : الأمام ده زملكاوي بجح ...
شحاته منهكا : أنا من أتباع السنة يا مغفل و بريء مما تتبعون
زبون أول : هو فيه نادي أسمه نادي السنة بيلعب في الدوري ؟
زبون ثاني : ممكن يكون بيلعب في الدرجة الثانية و إحنا مش نعرف ....
اسدال
.
تعليق