سنّي و زملكاوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نافع سلامة
    عضو الملتقى
    • 24-05-2008
    • 30

    سنّي و زملكاوي



    مشهد مسرحي
    سنّي و زملكاوي

    القاهرة .. شارع 26 يوليو ، حيّ بولاق أبو العلا ، مقهى شعبي عليه لافتة عريضة باللون الأحمر " مقهى الشياطين الحمر "
    في اليمين يبدو مسجد السلطان بارزا و بجواره محل كشري السلطان .
    بالجهة المجاورة للناحية الأخرى تبدو في الصورة على التوالي الأطراف العلوية _ لوزارة الخارجية _ مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون _ جزء من مبنى فندق هليتون رمسيس .
    على رصيف المقهى عدة طولات و زبائن يدخنون النرجيلة و المشروبات بأنواعها .
    الباعة تروح و تأتي من حين لحين .
    رجل يرتدي قميص أبيض و بنطلون أبيض يجلس منفردا متوسطا المقهى و باقي الزبائن يقهقهون سخرية عليه و استهزاء به كالمخمورين من حوله .

    زبون أول : والله ودار عليك الزمن يا ابيض يا بتاع أولمبك إلكترك

    زبون ثاني : ما خلاص قلب على شبساوي

    زبون ثالث : مع الهواة و الحرافيش و الشوارعية بعد كده

    رجل ثاني : ده إن طلع و قب لفوق تاني بعدها

    الرجل الأبيض : يوم لك و يوم عليك ..

    زبون أول : الزمن كله عليك يا حلو خلاص لا مفر من الهبوط

    الزبائن : هع .. هع .. هع

    عم الهدوء حينا من الوقت ، الرجل الأبيض يتحسر ، الزبائن تدخن النرجيلة بشدة ، دخل رجل يرتدي جلبابا أبيض ملتحي قصير اللحية ، مهموم ، حزين ، اقترب من الزبائن تصفح الوجوه اقترب من الرجل الأبيض :

    هل تسمح لي بالجلوس يا أخي بجوارك .؟

    الرجل الأبيض : يا سلام أخيرا رجل من شيعتي و ناسي اقعد اقعد يا رجل ، هات شاي يا ولا يا برهوما

    برهوما : ايوه جاي

    الزبائن انصرفت كل لحاله يتحاورون ، يلعبون الطاولة ، يدخنون ، وعدة أفعال أخرى .

    الرجل الأبيض : شفت وصل بينا الحال لحد فين يا .. هو اسم الكريم ..

    الرجل مقاطعا : شحاته

    الرجل الأبيض : آخ فين أيام شحاته عاشت الأسامي ، محسوبك جمال

    شحاته : أهلا بيك يا أخ جمال أنت حزين ليه كده زي اللي خسران شيء غالي ؟

    جمال : الأيام اللي بتدور علينا و بقينا ملطشة للصغير قبل الكبير مش كل ده حزن و هم و غم يخلينا نحزن

    شحاته : فعلا .. أنا كمان تعبت .. و أكثر منك .. لكن ثق في الله يا أخي إحنا أصحاب الراية البيضاء و الأيام سترجع لنا و سنعود كما كنا أصحاب البطولات و الأمجاد .

    جمال : الله يفرح قلبك و يطمنك يا شيخ .. ده أنا طافش من البيت الواحد خلاص مش قادر يبص في عين الولية .

    شحاته : لا حول الله .. ليه كده ؟

    جمال : لأنها تبع اللي ما يسموش الشياطين الحمر

    شحاته : أعوذ بالله .. أعوذ بالله .. و صابر عليها أزاي يا أخي

    جمال : نصيبي كانت تبع الراية البيضة وقلبت و بقيت عليا مع اللي مايسموش

    شحاته : صبرا جميل

    جمال : و أخرة الصبر أيه ، كل يوم نقول صبرا جميل ، صبرا جميل و بعيد عنك كل يوم الهزايم نازلة فوق مننا زي المطر بترخ رخ ..

    شحاته : كل شيء له آوان

    جمال : يا عزيزي الوضع وصل بينا لمستوى فظيع من التدني و عدم اللامبالاة أقولك أيه بس .. ده أحنا حرس الحدود ، ولا اتحاد الشرطة ، ولا طلائع الجيش ...

    شحاته مقاطعا : بس بس ماتكملش ، كل شيء واضح زي الشمس

    جمال : أنا عارف إن الكلام بيوجع أوي بس هنعمل إيه .. تعرف ؟

    شحاته : نعم

    جمال : تعرف إحنا مشكلتنا إية

    شحاته : إية

    جمال : الحكام

    شحاته : الله واكبر عليك ، صدقت ، مشكلتنا الحكام و الظلم اللي بنشوفو منهم و مش بنقدر نتكلم و لا نرفع صوتنا ولو الواحد لو قال له كلمتين من المرار و الإحساس بالظلم يقولوا عليه ده بيشجع على الإرهاب .

    جمال : و ياريت على حكام بلادنا بس لا حتى الحكام بتوع الدول الأجنبية بيظلمونا ظلم كبير

    شحاته : أيوة الله يا شيخ ، أحسنت و الله ، لعنة الله عليهم ، لا خال في القريب و لا خال في الغريب

    جمال : طيب نعمل إية

    شحاته : لازم نفوق

    جمال : معاك حق إحنا في غيبوبة فعلا

    شحاته : فين أيام زمان أيام الفوارس أيام الشجعان الشباب الشباب اللي كان بيخلي أفريقيا كلها تزلزل تحت أقدامهم صواريخ رجال مش بتخاف لا حرس حدود و لا طلائع جيش ولا حتى أفيال رجال بمعنى الرجال

    جمال : آخ جيت على الجرح يا صاحبي ،، ده الواحد منهم كان يصوب التصويبة منها على المرمى دغري لا يمين ولا يسار هدف هدف بكل تأكيد .. ضربة قاتلة

    شحاته : ده هو الأصرار و العزيمة و التحدي و الإيمان بالنصر و الفوز ، فين العزيمة دلوقتي عندنا ده احنا بنخاف من الهوى الطاير يا شيخ ، ده إحنا في كل بلد من البلاد مش قادرين نرفع روؤسنا ، إحنا فقدنا العزيمة خلاص

    جمال : أيوة والله ، بس بشويش عشان الشياطين إللي حوالينا .. إحنا في قلب منطقتهم

    شحاته : متعصبا بصوت مرتفع : أنا لا بخاف لا من شياطين زرق ولا شياطين حمر يا أخ جمال

    جميع زبائن المقهى انتبهت غاضبة و في أصوات متوالية و هم يقتربون منه في وقت واحد
    الزبائن : مين ده ، بتقول إيه بروح أهلك ، أنت جاي تشتمنا في بيتنا .

    زبون : و أنت تقدر ترفع عينك في الشياطين الحمر

    شحاته : بقدرة الله و رسوله أنا أرفعها في جيش من الشياطين الحمر مش في خمسه سته شياطين

    زبون : و كمان بجح .. !! لكمة قوية في وجه شحاته

    ثم انهالت الضربات على شحاته من الزبائن ، وفر جمال هارب ، شحاته و صوت التوجع والآهات و الصراخ يتمتم تحتهم .

    شحاته : الله أكبر ، الله أكبر ....

    مازالت الضربات تنهال على شحاته حتى دخل رجل ينادي

    الرجل : يا شيخ شحاته .. يا شيخ شحاته .. رحت فين أنت قلت لي سأنتظرك على المقهى

    الزبائن : أنت مين ؟

    أنا مؤذن مسجد السلطان ( أشار نحو المسجد ) و الأمام الجديد للمسجد الشيخ شحاته قال لي سأنتظرك هنا على المقهى لحين ما أفرغ من بعض أعمال المسجد .

    الزبائن تفرقت من فوق الشيخ شحاته فبدا معربد الثوب ملطخا وجهه بالدماء

    المؤذن : شيخ شحاته ،، الله يخرب بيوتكم مالكم ومال الأمام

    زبون : الأمام ده زملكاوي بجح ...

    شحاته منهكا : أنا من أتباع السنة يا مغفل و بريء مما تتبعون

    زبون أول : هو فيه نادي أسمه نادي السنة بيلعب في الدوري ؟

    زبون ثاني : ممكن يكون بيلعب في الدرجة الثانية و إحنا مش نعرف ....

    اسدال



    .
    التعديل الأخير تم بواسطة نافع سلامة; الساعة 12-03-2009, 23:45.
  • هادي زاهر
    أديب وكاتب
    • 30-08-2008
    • 824

    #2
    تعليق

    أخي نافع
    كنت أفضل ان تسهب اكثر وان تكون الجمل قصيرة ولاذعة أكثر
    تحياتي
    هادي
    " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

    تعليق

    يعمل...
    X