دفعتوا الثمنْ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد عباس فياض
    عضو الملتقى
    • 07-02-2009
    • 49

    دفعتوا الثمنْ

    [align=center]

    للمرَّةِ الستينِ ندورُ فى نفس الدائرةِ
    نبحثُ عن معالم صورةٍ للبلادِ
    نفتـِّشُ بينَ الحُطام عن آخر قطارٍ للنجاةِ
    عن آخر شمعةٍ فى الليل المُظلم
    نفتـِّشُ عن نارٍ خبأتْ تحتَ الرمادِ
    للمرَّةِ الستينْ .... مغرورٌ جبروتُ التنينْ
    يزرعُ الشوكَ بيدهِ
    وينتظرُ تيناً وزيتوناً عِند الحَصادِ
    للمرَّةِ الستين ِ
    أنكروا عَلاقتـَهم بحارقةِ روما
    أوهزيمةِ أشبيلية
    وبكل ألوان الفسادِ
    للمرَّةِ الستين ِ
    اتهموا امامَهم بالكفرِ
    ورموا العذراءَ بالعُهرِ
    وجعلوا من مقبرةِ العميل ضَريحْ
    لهثوا هرباً من عَارهم
    وحاولوا إخفاءَ سوآتِهم
    فطفقوا يخصفون طيناً على وجهٍ قبيحْ
    قبيحة ٌوجوهُهم
    حقيرة أفعالهم
    زنيمة أنسابُهم
    والخُلقُ هاوٍ
    والعمرُ كيسحْ
    سؤالٌ للمرّة الستين ِ
    لماذا يُرهبُنا زيلُ التنين ِ
    مذبوحونَ نحنُ أصلاً
    فماذا سيفعلُ السكينُ
    فى رأسٍ ذبيحْ ؟!
    فكلُّ ما فى ذاكرةِ التاريخ
    نصرٌ أو هزيمة ٌ
    كلُّ ما فى قاع البحار
    غرقٌ أو غَنيمةٌ
    كلُّ الطرق يكسوها ضبابٌ
    وكلُّ مافى العينين سرابٌ
    كذراتِ ترابٍ هبّتْ فى وجهها ريحْ
    مخنوق ٌ صوتُ الأذان ِ
    مكسورٌ خَشبُ الصُلبان ِ
    نفتِّشُ عن مكان ٍ
    نبحثُ فى زمان ٍ
    والقدمُ حافٍ
    والصدرُ جريحْ
    شهادؤنا آخرُ قطار ٍ
    للنجاةِ من مَزبلةِ التاريخ ِ!!
    فلا العيشُ بالعار أراحَ مَن عاشَ
    ولا موتُ الجبناءِ يُريحْ
    فمعَ أذان الفجر سيحيا الشهيدُ
    ويعودُ لغزة ثانية ً
    يحملُ السلاحَ بيدهِ ويقاتلْ
    فلا تنزعجوا إذا أفقتمْ فى الصباح
    على صوتِ بركان ٍ
    أو هِزةٍ كهزاتِ الزلازلْ
    حتى وإن ماتَ الشهيدُ ثانية
    يبقى العطرُ رغمَ اصفرار الوردِ
    تبقى المقولة رغمَ موتِ القائلْ
    فيا ليلَ الظلمةِ سوفَ تنقشعُ قريباً
    سوفَ تنفكُّ يوماً يا زردَ السلاسلْ
    فكيفَ يدومُ ظلامُ الليل أبداَ
    وكلُ ما فى الليل والليلُ زائلْ
    فيا أيُّها الطفلُ الذى ماتَ
    ولمْ يعرفْ حتىَ السببْ
    لمْ يُقدّرْ لكَ أنْ تعرفـَنا
    إليكَ عنَّا...نحنُ أمة العربْ
    يدُ الندالة طالتْ دماءَك
    فاسمع قول ربِّنا
    ( تَبَّتْ يَدَا أبى لَهَبْ)
    يا أيُّها الأبُّ الفقيرُ القعيدُ
    لقد غلبوكَ
    والحياةُ – تعرفُ – لمنْ غلبْ
    يا أيّتُها الأمُّ الثكلىَ
    كُفِّى صُراخَكِ
    فقد خاضوا فى دماءِ أبنائكِ العشرةِ
    حتى الرُكبْ
    يا أيّتُها الثكلى
    إنَّ أرضَنا عطشىَ
    فأغرقيها ببحرٍ من الدموع ِ
    لقد تاهوا رغمَ شمس النهار
    وأنتِ أوقدتِ فى الظلام عشرَ شموع ِ
    إنهم المسافرونَ بلا بطاقةِ هويةٍ
    والمبحرونَ فى البحر اللُجىِّ بغير قلوع ِ
    فيا أيّتُها الغَرقى
    كفاكِ بحثاً بين الحُطام
    عن مُحمدٍ
    كفاكِ بحثاً عن يَسوع ِ
    قانتونَ هم ضائعونَ
    هائمونَ موهومونَ
    ذاهبونَ إلى الجحيم بغير رجوع ِ
    شُعراؤهم بغير قافية ٍ
    حُكّامهم ذاهبون إلى هاوية ٍ
    وصوتُهم المشنوقُ غيرُ مسموع ِ
    *******
    كلُ ما فى عتمةِ الليل حتماً سينجلى
    وكلُ ما فى السماءِ من نجومٍ
    فهى لابدَّ آفلة
    لا زالوا حائرينَ بينَ تخدير الوعودِ
    وفكِّ حصار القيودِ
    وبين ضربةٍ عاجلة
    للمرَّةِ الستين ِ
    دنّسوا ماءَ المطر
    وهربوا من سهلٍ بارتْ أرضُهُ
    واحتموا بظل صحراءٍ قاحلة
    وما زالوا شاكينَ كل همومِهم
    إلى الغولةِ الكبيرةِ ؛
    أمِّهم الروحيةِ الودودةِ الفاضلة
    مضيعونَ هُم كل شىءٍ
    مِن خيرٍ ومِن سَوْءٍ
    كلُّ ماضٍ باعوه
    وقايضوا على كلِّ ما هو آت ِ
    متهمونَ بنخر طوبِ الجدار
    متهمونَ بحرق ماءِ البحار
    وارفعوا عنها شبحَ البصماتِ
    للمرَّة الستين ِ
    لمْ يعُدْ لهم فى ثوبِ الحياءِ خيْطٌ
    لم يعُدْ لهم فى هذى الأرض بيتٌ
    ما عادَ عقلٌ منهم على قيْد الحياةِ
    ظلماتُهم فى القلوبِ ظلماتُهم فى الضميرِ
    تساوى لديهم صاحبُ الأرض بصاحبهِ الأجيرِ
    لمْ يعدْ بطريقهم غيرُ الدماءِ
    لمْ يعُدْ به غيرُ الظلماتِ
    عيونُهم ؛ عينٌ بالجنةِ وأخرى بالسعيرِ
    الأسيرُ فيهم أسيرٌ والحرُّ منهم بقايا أسيرِ
    يأوون إلى حضن الغولةِ
    كمَن يستظلُ بنار الفُلاةِ
    ********
    فيا كلَّ إنسانٍ على وجهِ الأرض
    حَارَ فى الحياةِ بحثاً عن وطنْ
    شيئان أقسىَ ما فى الحياةِ مِن ذل ٍ
    أنْ تقولَ للكلبِ (يا عمُّ !)
    وأنْ تسجدَ لوثنْ
    يا كلَّ إنسانٍ على وجهِ الأرض
    حَارَ فى الحياةِ بحثاً عن وطنْ
    إنَّ يدَ الأوطان عروسٌ
    والمهرُ محفوفٌ بالمخاطر والشَجنْ
    يا كلَّ إنسانٍ على وجهِ الأرض
    حَارَ فى الحياةِ بحثاً عن وطنْ
    إنَّ طاحونة الحياةِ – فاعلمْ –
    لا تذكرُ مُسافراً ضَلَّ الطريقَ
    ولا تنعى جباناً قد وَهنْ
    يا كلَّ إنسانٍ على وجهِ الأرض
    حَارَ فى الحياةِ بحثاً عن وطنْ
    عِشْ فى أرضكَ حُراً طليقاً غَرداًَ
    وإلا فاخترْ لكَ فى قلبِ العراءِ سكنْ
    لا تنتظرْ عدلَ الظالمين
    ومَن أضحتْ حياتُهم درباً من الجنون والخبنْ
    هم المضيعونَ حقَّ الجار
    هم أصنامُ زمان العار
    سيساقون كالأغنام يوماً
    من غزَّةَ إلى عَدَنْ
    فيا أيُّها الشهداءُ
    يا مَن اكتفيتُم من كل رَغَدِّ الحياةِ
    بقطعةٍ صغيرةٍ من قُماش الكفنْ
    قلوبهم دونَ شُعورٍ
    مُحَنَّطونَ هُم بغير قبورٍ
    فاحتْ من ضميرهم رائحة العَفنْ
    يا أيُّها الشهداءُ
    اذهبوا أنتمْ إلى ربِّكُم فرحينَ
    ودعوهم هنا خَزايا مفتونينَ
    يتقلبون يساراً ويساراً!! على نار الفِتنْ
    دعوا رجولتَهم مصلوبة على الجَدارِ
    دعوهم لخربشاتِ سنين العارِ
    فلنْ ينساهَا أبداً ضميرُ الزمنْ
    يا أيُّها الشهداءُ
    ناموا فى قبوركُم هانئينَ..
    فلم تذهبوا بَخساً
    ناموا هانئينَ..
    فقد دفعتوا الثمنْ
    ناموا هانئينَ ناموا هانئينَ
    ناموا هانئينَ ... فقد دفعتوا الثمنْ[/align]
    [CENTER][SIZE="5"][COLOR="White"]*************
    *********

    **********[/COLOR][/SIZE]
    [SIZE="5"]مِتَ ودرعُك مرهونٌ على شظف ٍ

    من الشعير وأبقى رهنـَكَ الأجـــلُ

    لآن فيـكَ معانــى اليُتــم أعذبـُــــه

    حتـى دُعيـتَ [COLOR="Red"]أبـا [/COLOR]الأيتام يا بطــلُ[/SIZE][/CENTER]
  • نجلاء الرسول
    أديب وكاتب
    • 27-02-2009
    • 7272

    #2
    [align=center]نشيد الروح يؤلم سامعيه
    يرتل الآيات الغاضبة

    وها هي الحقيقية
    تتوجها
    ساحة الدمااااء

    تقديري لنبضك
    أستاذي الشاعرالكريم[/align]
    نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


    مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
    أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

    على الجهات التي عضها الملح
    لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
    وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

    شكري بوترعة

    [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
    بصوت المبدعة سليمى السرايري

    تعليق

    • على جاسم
      أديب وكاتب
      • 05-06-2007
      • 3216

      #3
      [align=center]السلام عليكم

      كل يدفع الثمن وكل يدفع ثمن مواقفه

      فما بين التخاذل والخنوع مروراً بالرافض لهذا المنطق والباحث عن الحرية

      والرافض لمنطق العبودية والظلم نجد هؤلاء

      فشتان ما بين هؤلاء وهؤلاء

      وشتان ما بين أن تكون حراً وأن تكون عبدا

      أستاذ محمد عباس

      نص يحمل في طياته البعد الثوري والروح الوطنية

      أهلاً بك في قصيدة النثر [/align]
      عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
      يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
      فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
      فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

      تعليق

      • محمد عباس فياض
        عضو الملتقى
        • 07-02-2009
        • 49

        #4
        [align=center]
        أستاذة نجلاء

        أستاذ على

        شكرا لكما

        ولكل من قرأ ولم يعقب[/align]
        [CENTER][SIZE="5"][COLOR="White"]*************
        *********

        **********[/COLOR][/SIZE]
        [SIZE="5"]مِتَ ودرعُك مرهونٌ على شظف ٍ

        من الشعير وأبقى رهنـَكَ الأجـــلُ

        لآن فيـكَ معانــى اليُتــم أعذبـُــــه

        حتـى دُعيـتَ [COLOR="Red"]أبـا [/COLOR]الأيتام يا بطــلُ[/SIZE][/CENTER]

        تعليق

        يعمل...
        X