لو حورية من الجنة - قصة - نزار ب. الزين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نزار ب. الزين
    أديب وكاتب
    • 14-10-2007
    • 641

    لو حورية من الجنة - قصة - نزار ب. الزين

    لو حورية من الجنة
    قصة قصيرة
    نزار ب. الزين*


    بينما كانت العائلة متوجهة لزيارة الأهل في بلد مجاور ، تعرضت لحادث سيارة كانت ضحيته الوحيدة أم العيال .
    كانت أم سالم - رحمها الله - لا تحب التقيد بحزام المقعد ، بينما التزم به زوجها و أطفالها ، فنجوا .
    عادوا من حيث أتوا ثكالى محزونين .
    واساهم الأهل و الجيران ، إلا جارتهم العانس سعاد ، فقد أبت إلا أن تغمرهم بعطفها متطوعة لخدمتهم ، فما أن يغادر أبو سالم الدار إلى عمله ، حتى تهرع إليهم ، تجهز لهم طعام الإفطار و تعاونهم في ارتداء ملابس المدرسة ، ثم تودعهم لتلتفت إلى شؤون المنزل و كأنه منزل أبويها ..
    أحبوها ، و تعلقوا بها ، و أكثروا من ذكرها أمام والدهم ..
    بعد الذكرى السنوية الأولى لوفاة المرحومة أم سالم ، استشار أبو سالم و لديه الكبيرين بشرى و سالم في أمر زواجه من سعاد ، فهللا فرحا لنيته الحسنة هذه .
    دخلت سعاد الدار سيدة لها ، و قد غمرتها و غمرت الجميع البهجة و السعادة و السرور..
    في الأسبوع الأول استمرت كعادتها في رعاية الأطفال و خدمتهم ...
    بعد شهر واحد من تربعها على عرش البيت ، تمكنت سعاد من الهيمنة على قلب رب البيت ، حتى أنسته فاجعته بأم العيال !..
    بعد ثلاثة أشهر من استيلائها على قلب رب البيت ، أخذت تتذمر و تشكو له تعبها و إرهاقها ، فمسؤولية تربية أربعة أطفال ليست بالهينة ..
    بعد خمسة أشهر من السيطرة التامة على شؤون المنزل و الهيمنة على قلب سيده ، أقنعت سعاد أبو العيال بأن تتوقف ابنته بشرى عن الذهاب إلى المدرسة و إستمرار تعليمها ، رغم تفوقها على أقرانها في الصف الثاني الثانوي ..
    بعد ستة أشهر ، شوهدت بشرى على شرفة دارها تنشر غسيل إخوتها و هي ترتعش بردا ، بينما وقف سامر ذو التاسعة بجوارالمجلى يغسل الصحون و شقيقته ذات السابعة إلى جانبه تجففها !..
    بعد سبعة أشهر ، سكب أصغر الأطفال ذو الخامسة ، الحساء فوق طاولة الطعام عن غير قصد ، فبادرت سعاد إلى عقابه عقابا بدنيا شديدا ، جعله يصرخ مستغيثا بإخوته ..و إذ علا صراخه أكثر ، جرته إلى الشرفة التي غمرها صقيع الشتاء ..و أقفلت بابها دونه ..
    هبت بشرى لإغاثته فنالت نصيبها من الضرب و الأذى ..
    و لكن بشرى دافعت عن نفسها ببسالة ، و بينما كانت مشتبكة مع زوجة أبيها ، تسلل سامر ففتح باب الشرفة لأخيه الصغير الذي كان يرتعش من البرد و الألم و الخوف ..و قد تجمدت دموعه على وجنتيه ...!
    و ما أن هدأت المعركة قليلا حتى هزجوا جميعا بصوت واحد وراء بشرى : " ( مرت الأب ) ما تنحب ,, لو حورية من الجنة "
    جن جنون سعاد و بدأت تستخدم كل طاقتها العضلية و سلاطة لسانها .. في تأديب أطفال زوجها المتمردين ، عندما دخل الوالد !
    و بعد أن سمع منهم و منها ، سحب حزامه من بنطاله ..
    ثم
    رفعه عاليا ..
    جمد الخوف الأطفال ...
    بال الصغير على نفسه من شدة رعبه ...
    بينما استمرت سعاد تحرضه عليهم ..
    ثم ....
    و أمام ذهولهم ..و شماتتهم
    انهال الحزام على سعاد !
    صرخت .. ولولت ..استغاثت بكل الأنبياء و أولياء الله الصالحين ..
    ثم ....
    اتجهت نحو باب الدار هاربة ..
    و إن هي تهم بالخروج ..
    صرخ أبو سامر بأعلى صوته : " أنت طالق .. طالق ... طالق "
    -----------
    * نزار بهاء الدين الزين
    سوري مغترب
    عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
    عضو الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب ArabWata
    الموقع : www.FreeArabi.com
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    #2
    و أمام ذهولهم ..و شماتتهم
    انهال الحزام على سعاد !
    صرخت .. ولولت ..استغاثت بكل الأنبياء و أولياء الله الصالحين ..
    ثم ....
    اتجهت نحو باب الدار هاربة ..
    و إن هي تهم بالخروج ..
    صرخ أبو سامر بأعلى صوته : " أنت طالق .. طالق ... طالق "
    ************
    الأستاذ الرائع نزار
    نهاية غير متوقعة لمفارقة أرضت جميع الأطراف.
    جاءت القصة جذلة ذات سرد سلس و ممتع منساب كنهرى النيل و الفرات .. عذبة.
    رغم أننى أتفق مع الأولاد زوجة الأب لا تتغير.
    دمت بصباح مسكر
    تحياتى
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

    تعليق

    • نزار ب. الزين
      أديب وكاتب
      • 14-10-2007
      • 641

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
      و أمام ذهولهم ..و شماتتهم
      انهال الحزام على سعاد !
      صرخت .. ولولت ..استغاثت بكل الأنبياء و أولياء الله الصالحين ..
      ثم ....
      اتجهت نحو باب الدار هاربة ..
      و إن هي تهم بالخروج ..
      صرخ أبو سامر بأعلى صوته : " أنت طالق .. طالق ... طالق "
      ************
      الأستاذ الرائع نزار
      نهاية غير متوقعة لمفارقة أرضت جميع الأطراف.
      جاءت القصة جذلة ذات سرد سلس و ممتع منساب كنهرى النيل و الفرات .. عذبة.
      رغم أننى أتفق مع الأولاد زوجة الأب لا تتغير.
      دمت بصباح مسكر
      تحياتى
      ***
      أخي المكرم محمد سلطان
      كل الإمتنان لمشاركتك الحيوية
      أما ثناؤك الدافئ
      فهو وشاح شرف يطوق عنقي
      و على الخير معا نلتقي
      نزار

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        الزميل القدير
        د. نزار ب. الزين
        قصصك التي تأتينا بها من أرض الواقع وتقصها بواقعية أيضا تحمل رسالة أراها وهذا تقديري الشخصي مهمة جدا فهي كناقوس يدق الخطر لننتبه.. ونتعض.
        أشكرك جدا
        تحياتي وودي لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • نزار ب. الزين
          أديب وكاتب
          • 14-10-2007
          • 641

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
          الزميل القدير
          د. نزار ب. الزين
          قصصك التي تأتينا بها من أرض الواقع وتقصها بواقعية أيضا تحمل رسالة أراها وهذا تقديري الشخصي مهمة جدا فهي كناقوس يدق الخطر لننتبه.. ونتعض.
          أشكرك جدا
          تحياتي وودي لك
          [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/87.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]و أنا أشكرك جدا..جدا...جدا....
          لثنائك الدافئ و عباراتك اللطيفة
          هي بالفعل جرس إنذار
          لعله ينبه بعض من اضطروا إلى زواج بديل
          و لك الود بلا حد
          نزار[/ALIGN]
          [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

          تعليق

          يعمل...
          X