[frame="13 98"]
محمد سليم :
أنى زعلان,, جداً زعلان ,,
على غير عادة,, خرجتُ مبكراً,,
وضعت قدمي على عتبات المقهى فرحاً,, من حيث لا أدرى,, وجدت يدي تتحسس حافظة نقودي بتطاول غريب,, دخلت بينهما بلحمي وشحمي,, انتهى الشجار وخرجنا بزفرات الحسرة,,تأبطت روحي إلى أقرب طاولة,, جففت حبات العرق حتى هدأت خيباتى ,,وبتلقائية عجيبة,,بدأتُ أدندن مع حالي..آني زعلان..أنىىىى زعلان..آآآآآنى..زعـــلـ........
أتى النادل بالنارجيلة,,ناولني اللّي والمِبسم,,
بعدما وضعها على بعد أمتار قليلة من قدمي,,فارت النيران وتوهجت الأحزان,,وحطت على رأسي غيوم معبقة بروائح التفاح الذكية,,فـ نزلتُ في أغنيتي بأريحية وكرم,, أأأأنى زعللللن آنىىى,,وبعبث لافت في كل نفس أنفثه أُغير وأُبدل في دستور النغم,,بجد,, ولا المرحوم زرياب في زمن خلافة المهدي,,الله يرحم,, وووووو آني آني آآنى زع لااااان ..آني زعلااااان....,,
بالتمام,,بعد السبعين منه أو يزيد قليلا,, الله أعلم,,أتاني من كل حدب وصوب شدو جوقة بألسن وأكُف تسألني بتصفيق حاد:زعلان ليه؟..زعلان ليه؟,, بصدق,,انتفضتُ واقفا من شدة الرعب,, تسبقنني نظراتي وهى تُحدّق في الوجوه وتسألهم:منذ متى وأنتم على رقبتي؟!,,ألحت الوجوه بسؤالها:زعلااااان ليه؟..زعلاان ليييه؟,,أجبتها من طرف اللسان: آآآآآآنى زعلان آآآنى..؟,,زادوا في حضرتي بابتسامات لذيذة:زعلان ليييييييه ؟..زعلاااان لـيـــ,, آتى النادل البارد وحط على رؤوسنا من بين حاجبيه المُقطبين سؤاله الأبرد منه:الصوت يا أفندية..يا أصحاب المعالي والسعادة الصوت شوي؟,,في غمضة عين تحوّلق الكرام حول طاولتي,,ثم,, وقف" أ.أبو الحسن بك" ووضع يديه على أُذنيه بعد أن ارتدى حلة الحزن وقال بعذوبة وصوت خفيض: آآآآنى زعلان آآآىنى.. ونحن خلفه بأصوات خافتة نلح في السؤال: زعلان ليه؟..زعلان ليه..,,آني زعلان..
زعلان ليه؟........
حتى ماتت الأكف وشيعنا دمعات الهم والغم ..,,
وبآخر سؤال,,رفع تكشيرة مليحة وقال: سأجيبكم بالسر الخطير,, ولا مؤاخذة,, أخذ كل منا أظافره بين أسنانه يقضمها قضما وأعطينا له الآذان والعيون فقط,, فخرج صوته كديك رومي مذبوح: حكومتي غابت شمسها وأطبقت علىّ ظلمة وحدتي..ولا أدرى متى حلّها..حكومتي تنام منى على طرف السرير وتزعق وتستغيث بعلو شخير..كيف بالله عليكم أجيبها وأنا منها على نقيض..فــ فكرتُ بوضع قطرات من زيت حار تقهقرتُ حبا لها..ألكزها بقدمي من تحت الغطاء يرتفع شخيرها ويصدح في البلاد المجاورة..أنغشها بوضع يدي على رأسها تندفع بحرب استباقيه في نوبة صياح وعويل بشخير مهول..أمد قدمي لألامس قدميها تصرخ بعمى أتركني غدا يوم عظيم..لم أكن أدرى منذ خمسين عاما في زنزانتي أنها بهذا الشخير المفترى,,ثم........
رفع يديه عاليا وناجى ربه قائلا:
يا رب..يا رب..يا رب أحمنا يا رب من الشخير من فوق ومن تحت,, قلنا بنفس واحد: آآآآآمين آمين.. وعوّض عليه يا ربنا في الدنيا والآخرة,,ثم قلنا من التالي؟,,وقف "أ. فالح" وفتل شاربيه جيدا ثم شرخ بعيدا حتى صرخنا فيه: يا عم عُد.. خلصنا الله يرضى عليك؟,,حينئذ قالها بدلاخة: آآآآآآنى زعلان..أأأنى زعلااااااان,,
صدقوني قالها بطول وعرض صفحة إنترنت كتابة,,
مُتنا من كثرة الظن ربما هرب فيها؟!,, وعندما وصل إلى نهاية المطاف,, وضعنا نقطة آخر السطر,, وصرخنا فيه بعجل :زعلان ليه ؟,, قال:فيكم من يكتم السر ؟,,قلنا: في بير,, دهن نفسه بملامح الصرامة ثم قال:حكومتي لا يهدأ لها بال إلا بالعبث في أوراقي وملفاتي..تراقبني في سكناتي وتحركاتي ,,شلحتنى يا ناس أموالى وامتيازاتي..ملابسي الداخلية وجواربي وقمصاني مدسوسة بدولاب ولدها المدلل.. فقط تركت لي بطاقة الرقم القومي و بطاقة التموين وربطة عنق.. وتكرر فىّ عندما يشب الصغير سيرث المُلك والجاه..وفى ظهيرة اليوم التالي تهمس في سحنتي بعد عمر طويل يا رووحى ..وأأأأى زعلان آآآآآنى .......
قلنا:بارك الله فيك أجلس يا "..."
أجلس,,جلس,,وهنا ظهر لنا النادل بيديه الفارغتين و سحنته الموشحه بالسواد وقال؛ حان وقت الحساب وتسكير الأبواب؟,, صرنا ككتاكيت تبحث عن أمهم المفقودة بين الأحراش ولا تدر أين المسير ,,كل منا تحرش بجيبه الجربان,, فـ تفرّس الندل وجوهنا وحدّق فينا وقال متعجبا:ككل مرة على الحساب.. غدا آخر الشهر يا بكوات؟,, قلنا:ضع في النوتة ما تشاء,, وانسحبنا من المقهى.........
وعلى الرصيف وقفنا,, اجتمعنا
وبدأنا نتشاور فيما بيننا ,,منا من قال:دعونا نكمل بمقهى آخر,,ومنا من قال: ليس لنا من خيار إلا تسليم الأنفس والأبدان عن طيب خاطر,, ومنا ومنا ..,,
إلا و( بوكس ) قادم من بعيد,,وعلى رؤوسنا وقف.. وصرخ:جمهرة يا أولاد الــ ..جمهرة فى منتصف الليل!.. أنزل يا شاويش منك لوه ,,أمسك أمسك ..أجرى أجرى.. حلق حوش,,كنا بالقفص (بالتخشيبة )عند أمنا الغوله,,
نغنى فى بعضنا البعض:
آآآآآآآنى زعلان ؟آآآآآآآآآآنى زعلا.. آآآآنى,, ولا مغيث ولا مجيب.....
14/03/2009
حكايا ســـــــــــــاخرة
[/frame]
محمد سليم :
أنى زعلان,, جداً زعلان ,,
على غير عادة,, خرجتُ مبكراً,,
وضعت قدمي على عتبات المقهى فرحاً,, من حيث لا أدرى,, وجدت يدي تتحسس حافظة نقودي بتطاول غريب,, دخلت بينهما بلحمي وشحمي,, انتهى الشجار وخرجنا بزفرات الحسرة,,تأبطت روحي إلى أقرب طاولة,, جففت حبات العرق حتى هدأت خيباتى ,,وبتلقائية عجيبة,,بدأتُ أدندن مع حالي..آني زعلان..أنىىىى زعلان..آآآآآنى..زعـــلـ........
أتى النادل بالنارجيلة,,ناولني اللّي والمِبسم,,
بعدما وضعها على بعد أمتار قليلة من قدمي,,فارت النيران وتوهجت الأحزان,,وحطت على رأسي غيوم معبقة بروائح التفاح الذكية,,فـ نزلتُ في أغنيتي بأريحية وكرم,, أأأأنى زعللللن آنىىى,,وبعبث لافت في كل نفس أنفثه أُغير وأُبدل في دستور النغم,,بجد,, ولا المرحوم زرياب في زمن خلافة المهدي,,الله يرحم,, وووووو آني آني آآنى زع لااااان ..آني زعلااااان....,,
بالتمام,,بعد السبعين منه أو يزيد قليلا,, الله أعلم,,أتاني من كل حدب وصوب شدو جوقة بألسن وأكُف تسألني بتصفيق حاد:زعلان ليه؟..زعلان ليه؟,, بصدق,,انتفضتُ واقفا من شدة الرعب,, تسبقنني نظراتي وهى تُحدّق في الوجوه وتسألهم:منذ متى وأنتم على رقبتي؟!,,ألحت الوجوه بسؤالها:زعلااااان ليه؟..زعلاان ليييه؟,,أجبتها من طرف اللسان: آآآآآآنى زعلان آآآنى..؟,,زادوا في حضرتي بابتسامات لذيذة:زعلان ليييييييه ؟..زعلاااان لـيـــ,, آتى النادل البارد وحط على رؤوسنا من بين حاجبيه المُقطبين سؤاله الأبرد منه:الصوت يا أفندية..يا أصحاب المعالي والسعادة الصوت شوي؟,,في غمضة عين تحوّلق الكرام حول طاولتي,,ثم,, وقف" أ.أبو الحسن بك" ووضع يديه على أُذنيه بعد أن ارتدى حلة الحزن وقال بعذوبة وصوت خفيض: آآآآنى زعلان آآآىنى.. ونحن خلفه بأصوات خافتة نلح في السؤال: زعلان ليه؟..زعلان ليه..,,آني زعلان..
زعلان ليه؟........
حتى ماتت الأكف وشيعنا دمعات الهم والغم ..,,
وبآخر سؤال,,رفع تكشيرة مليحة وقال: سأجيبكم بالسر الخطير,, ولا مؤاخذة,, أخذ كل منا أظافره بين أسنانه يقضمها قضما وأعطينا له الآذان والعيون فقط,, فخرج صوته كديك رومي مذبوح: حكومتي غابت شمسها وأطبقت علىّ ظلمة وحدتي..ولا أدرى متى حلّها..حكومتي تنام منى على طرف السرير وتزعق وتستغيث بعلو شخير..كيف بالله عليكم أجيبها وأنا منها على نقيض..فــ فكرتُ بوضع قطرات من زيت حار تقهقرتُ حبا لها..ألكزها بقدمي من تحت الغطاء يرتفع شخيرها ويصدح في البلاد المجاورة..أنغشها بوضع يدي على رأسها تندفع بحرب استباقيه في نوبة صياح وعويل بشخير مهول..أمد قدمي لألامس قدميها تصرخ بعمى أتركني غدا يوم عظيم..لم أكن أدرى منذ خمسين عاما في زنزانتي أنها بهذا الشخير المفترى,,ثم........
رفع يديه عاليا وناجى ربه قائلا:
يا رب..يا رب..يا رب أحمنا يا رب من الشخير من فوق ومن تحت,, قلنا بنفس واحد: آآآآآمين آمين.. وعوّض عليه يا ربنا في الدنيا والآخرة,,ثم قلنا من التالي؟,,وقف "أ. فالح" وفتل شاربيه جيدا ثم شرخ بعيدا حتى صرخنا فيه: يا عم عُد.. خلصنا الله يرضى عليك؟,,حينئذ قالها بدلاخة: آآآآآآنى زعلان..أأأنى زعلااااااان,,
صدقوني قالها بطول وعرض صفحة إنترنت كتابة,,
مُتنا من كثرة الظن ربما هرب فيها؟!,, وعندما وصل إلى نهاية المطاف,, وضعنا نقطة آخر السطر,, وصرخنا فيه بعجل :زعلان ليه ؟,, قال:فيكم من يكتم السر ؟,,قلنا: في بير,, دهن نفسه بملامح الصرامة ثم قال:حكومتي لا يهدأ لها بال إلا بالعبث في أوراقي وملفاتي..تراقبني في سكناتي وتحركاتي ,,شلحتنى يا ناس أموالى وامتيازاتي..ملابسي الداخلية وجواربي وقمصاني مدسوسة بدولاب ولدها المدلل.. فقط تركت لي بطاقة الرقم القومي و بطاقة التموين وربطة عنق.. وتكرر فىّ عندما يشب الصغير سيرث المُلك والجاه..وفى ظهيرة اليوم التالي تهمس في سحنتي بعد عمر طويل يا رووحى ..وأأأأى زعلان آآآآآنى .......
قلنا:بارك الله فيك أجلس يا "..."
أجلس,,جلس,,وهنا ظهر لنا النادل بيديه الفارغتين و سحنته الموشحه بالسواد وقال؛ حان وقت الحساب وتسكير الأبواب؟,, صرنا ككتاكيت تبحث عن أمهم المفقودة بين الأحراش ولا تدر أين المسير ,,كل منا تحرش بجيبه الجربان,, فـ تفرّس الندل وجوهنا وحدّق فينا وقال متعجبا:ككل مرة على الحساب.. غدا آخر الشهر يا بكوات؟,, قلنا:ضع في النوتة ما تشاء,, وانسحبنا من المقهى.........
وعلى الرصيف وقفنا,, اجتمعنا
وبدأنا نتشاور فيما بيننا ,,منا من قال:دعونا نكمل بمقهى آخر,,ومنا من قال: ليس لنا من خيار إلا تسليم الأنفس والأبدان عن طيب خاطر,, ومنا ومنا ..,,
إلا و( بوكس ) قادم من بعيد,,وعلى رؤوسنا وقف.. وصرخ:جمهرة يا أولاد الــ ..جمهرة فى منتصف الليل!.. أنزل يا شاويش منك لوه ,,أمسك أمسك ..أجرى أجرى.. حلق حوش,,كنا بالقفص (بالتخشيبة )عند أمنا الغوله,,
نغنى فى بعضنا البعض:
آآآآآآآنى زعلان ؟آآآآآآآآآآنى زعلا.. آآآآنى,, ولا مغيث ولا مجيب.....
14/03/2009
حكايا ســـــــــــــاخرة
[/frame]
تعليق