
العصفور حزين هذا الصباح ... لم ينشد أغنياته المعتادة على نافذتي ... نبرة حزن في صوته الرخيم
التقت عيناي بعيناه ... تحدثنا طويلا بلغة العيون .. ... قالت لي عيناه إن الشمس ما عادت تشرق على روابيه
فالغيوم السوداء تحجبها وتنفث سمومها في أجوائي النقيّة.. أنظري لريشي كيف يتساقط... وصوتي ما عاد شجيّ .
الفأس تقلع جذوري كل يوم تنفيذا لحكم الإعدام المؤجل بروحي المنغرسة الجذور هنا، مع شرايين الغابة الممتدة عميقا ً في الأرض ... حاولت إعلان الثورة والتمرد على من يكتسح عالمي الجميل بفساده الرهيب ... للأسف كان لهم أظافر وأنياب من فولاذ لا تقوى عليه أجنحتي الرقيقة ،وها أنا هنا أتوسل إليك لتنقذي الغابة الحزينة من براثن طغاة العصر اللذين يزرعون غابات الإسمنت والحديد ويحصدون المطر الأسود من الغيمات السوداء
ويتلذذون بتساقطنا عراة من ريشنا عن الأغصان المتيبسة ...
أجبته بعيوني الدامعة :
يا عصفور الشجن ... هل أسير يطلق سراح أسير ... وأنا الغارقة في قيود الوهم ..على أجنحتك فقط كنت أحلق وأطير ... كم حملتني فوق السحاب .. وطفت بيّ بين الهضاب .. وعانقت أشعة الشمس تحت أجنحتك ومارست شقاوتي معك ...
يا عصفوري الجميل ... أما علمت إني الأن شبح إمرأة ، ماتت منذ عصور ، عندما إحتكمت لسلطان الحب بأن يقتصّ لي من الأيام ... فحكم علي ّ بالأنتظار المؤبد على أبواب الجنة ... والتنعم بجحيم الدنيا الى ماشاء الله لي المقام ... أو تدري يا صغيري لقد زرت اليوم مقرّ العاصفة وسألتها أن تحرك الريح باتجاه الشر القادم لتدمير الغابة فاتهمتني بالكفر ...لقدكانت محقة بذلك فنحن ما عدنا نرفع أيادينا بالدعاء .. وما عدنا نطلب الرحمة من خالقنا ...أفلا نستحق البلاء بما يصيبنا ؟؟
لكن أنت يا عزيزي لا ذنب لك لولا تسابيحك في الليل والنهار لجدبت بنا الأرض منذ دهور ... ويبدو انها ما عادت تكفي الأن للنجاة ... لا تهتم يا صغيري ... فروحك الخضراء سترفرف في جنات النعيم ... فقط لي أمنية واحدة أتمنى ان تحققها لي قبل أن يتساقط ريشك وتتهاوى جثتك الصغيرة :
اتمنى أن تجعلني في حوصلتك روحا صغيرة تحملها معك الى الجنة حيث ستكون، فقد طال إنتظاري كثيرا .. وحان الأن آوان الرحيل !!!!!!
تعليق