كتب مصطفى بونيف
حكاياتي مع الحب !!

هل تتذكرون قصة صلاح وسميحة في رائعة إحسان عبد القدوس "الوسادة الخالية " ؟ ، وهل قرأتم ما كتبه في مقدمة الرواية " في حياة كل واحد منا وهم كبير اسمه الحب الأول " ؟؟ .
إن الحب الأول هو قدر كل إنسان ...بما فيهم أعداء المرأة ، بل إني أراهن بأن الذين يكتبون ضدها ...ذلك لأنهم فشلوا في قصص حبهم الأولى ...
الحب في الطفولة ...أنقى قصص الحب وأكثرها براءة على الإطلاق ، بدأت القصة في فصول الدراسة الابتدائية ...كنت في الخامسة أو السادسة من عمري ..عندما أخذت سليمة مكانها غير بعيد عني ..ووضعت علبة الشكولاطة أمامها ، وكنت أتابع العلبة باهتمام بالغ ، أقصد سليمة ...!!!
فكانت عندما تضع قطعة في فمها ...أصرخ في داخلي ...الله ..الله !
وعندما دق جرس الفسحة ..عرضت خطة على صديقي عادل ..
" شوف يا عادل ، عندما يدق جرس الفسحة ، انطلق بسرعة ، واختطف العلبة من يد سليمة ، ستجدني في مراحيض المدرسة أنتظرك ..لنقتسم العلبة .."
فرح صديقي بالخطة ...وعندما دق الجرس ..اقترب عادل من سليمة بخبث ، وسرق منها العلبة تماما مثل القط الذي يسرق قطعة لحم ويهرب بها ...والتقينا في المراحيض ...أخذت لنفسي ولعادل قطعة ...ثم خرجت مسرعا بالعلبة إلى سليمة ..التي كانت تبكي وتشكو إلى المعلمة ما حل بها ..فرحت سليمة وانبسطت أساريرها ، وكافأتني بقطعة شكولاطة ...وهكذا بدأت أول قصة حب في حياتي !
كبرت وانتقلت إلى مرحلة الإعدادي ( المتوسط) ...حيث بدأ صوتي يصبح أكثر خشونة ، وبرزت في رقبتي تفاحة آدم ..وظهر على وجهي "حب الشباب " ...وأصبحت في سن الخطر ..كنت أحب في الأسبوع ثلاث مرات ...هذا غير أنني كنت أحيانا أحب على نفسي وأنا نائم !!...وأكثر قصص الحب التي زلزلتني ، هي حكايتي مع فتاة اسمها "سهام" ... ويا ويل من يدنو من سهام ، أو يأتي على سيرتها ...وأتذكر الحلف الأطلسي الذي عقدته مع أصدقائي عادل ، وكريم ، وخالد ، وعبد المالك ...عندما رفعنا شعار "الشرف أو الدم " ، وشعار " صديقة صديقي صديقتي ، وصديقة عدوي أيضا صديقتي " ..وفحوى هذا التحالف أن حبيباتنا نحن الخمسة يقعن تحت الحماية ، وأي اعتداء على واحدة من رعايانا يعتبر اعتداءا على الجميع ..."معاهدة دفاع مشترك" ، وإذا كانت جامعة الدول العربية قد فشلت في تفعيل مثل هذه المعاهدة ، استطعنا نحن بعون الله أن نفعلها ..أتذكر جيدا عاصفة الصحراء التي قمنا بها عندما حاول مراهق من حي مجاور بمعاكسة "سهام" ..!!.
كبرت ووصلت إلى المرحلة الثانوية ...وغنى حينها كاظم الساهر أغنيته الشهيرة "زيديني عشقا" ..حتى أحببت فتاة اسمها "كريمة " ، كتبت الشعر في عينيها ، وفسخت معاهدة الدفاع المشترك مع مجموعة ال4 +1 ...وتوجهت نحو سياسة العزلة ..فكنت أنتظر قدومها ، وأرقب خطواتها ...وبدأت حكايتي مع الأدب ، فكتبت أول بيت شعر وأهديته لها بمناسبة عيد الأم ...لم تكن موضة عيد الحب قد وصلت إلى العالم العربي في حينها فقلت لها :
انشق قلبي وانفطر ** لما رأى وجه القمر
صار الهوى مثل الهوا** أحيا به باقي العمر
والشهادة لله ، لم تكن الفتاة تبادلني المشاعر ، ومع ذلك كنت أتمادى في مشاعري تجاهها ..حتى لا أصاب بفراغ عاطفي ..فلقد كان الفراغ العاطفي عندنا نحن الطلبة في ذلك الوقت ، يقابل العجز الجنسي في مفهوم الكبار المتزوجين ..!!.
وانتهت قصة الحب من طرف واحد ...بخروج "كريمة " مع أحد الإخوة الأعداء ، في المعسكر المعادي !! ، ووقفت لها حتى استرجعت كل الهدايا والدباديب التي أهديتها لها ..بما فيها قصيدة "انشق قلبي وانفطر .."...
كبرت ...وجاءت مرحلة الجامعة ...حينما غنت نانسي عجرم "أخاصمك آه ، أسيبك لأ " ...طبعا تستطيعون أن تتخيلوا بقية القصة ...
مصطفى بونيف
حكاياتي مع الحب !!

هل تتذكرون قصة صلاح وسميحة في رائعة إحسان عبد القدوس "الوسادة الخالية " ؟ ، وهل قرأتم ما كتبه في مقدمة الرواية " في حياة كل واحد منا وهم كبير اسمه الحب الأول " ؟؟ .
إن الحب الأول هو قدر كل إنسان ...بما فيهم أعداء المرأة ، بل إني أراهن بأن الذين يكتبون ضدها ...ذلك لأنهم فشلوا في قصص حبهم الأولى ...
الحب في الطفولة ...أنقى قصص الحب وأكثرها براءة على الإطلاق ، بدأت القصة في فصول الدراسة الابتدائية ...كنت في الخامسة أو السادسة من عمري ..عندما أخذت سليمة مكانها غير بعيد عني ..ووضعت علبة الشكولاطة أمامها ، وكنت أتابع العلبة باهتمام بالغ ، أقصد سليمة ...!!!
فكانت عندما تضع قطعة في فمها ...أصرخ في داخلي ...الله ..الله !
وعندما دق جرس الفسحة ..عرضت خطة على صديقي عادل ..
" شوف يا عادل ، عندما يدق جرس الفسحة ، انطلق بسرعة ، واختطف العلبة من يد سليمة ، ستجدني في مراحيض المدرسة أنتظرك ..لنقتسم العلبة .."
فرح صديقي بالخطة ...وعندما دق الجرس ..اقترب عادل من سليمة بخبث ، وسرق منها العلبة تماما مثل القط الذي يسرق قطعة لحم ويهرب بها ...والتقينا في المراحيض ...أخذت لنفسي ولعادل قطعة ...ثم خرجت مسرعا بالعلبة إلى سليمة ..التي كانت تبكي وتشكو إلى المعلمة ما حل بها ..فرحت سليمة وانبسطت أساريرها ، وكافأتني بقطعة شكولاطة ...وهكذا بدأت أول قصة حب في حياتي !
كبرت وانتقلت إلى مرحلة الإعدادي ( المتوسط) ...حيث بدأ صوتي يصبح أكثر خشونة ، وبرزت في رقبتي تفاحة آدم ..وظهر على وجهي "حب الشباب " ...وأصبحت في سن الخطر ..كنت أحب في الأسبوع ثلاث مرات ...هذا غير أنني كنت أحيانا أحب على نفسي وأنا نائم !!...وأكثر قصص الحب التي زلزلتني ، هي حكايتي مع فتاة اسمها "سهام" ... ويا ويل من يدنو من سهام ، أو يأتي على سيرتها ...وأتذكر الحلف الأطلسي الذي عقدته مع أصدقائي عادل ، وكريم ، وخالد ، وعبد المالك ...عندما رفعنا شعار "الشرف أو الدم " ، وشعار " صديقة صديقي صديقتي ، وصديقة عدوي أيضا صديقتي " ..وفحوى هذا التحالف أن حبيباتنا نحن الخمسة يقعن تحت الحماية ، وأي اعتداء على واحدة من رعايانا يعتبر اعتداءا على الجميع ..."معاهدة دفاع مشترك" ، وإذا كانت جامعة الدول العربية قد فشلت في تفعيل مثل هذه المعاهدة ، استطعنا نحن بعون الله أن نفعلها ..أتذكر جيدا عاصفة الصحراء التي قمنا بها عندما حاول مراهق من حي مجاور بمعاكسة "سهام" ..!!.
كبرت ووصلت إلى المرحلة الثانوية ...وغنى حينها كاظم الساهر أغنيته الشهيرة "زيديني عشقا" ..حتى أحببت فتاة اسمها "كريمة " ، كتبت الشعر في عينيها ، وفسخت معاهدة الدفاع المشترك مع مجموعة ال4 +1 ...وتوجهت نحو سياسة العزلة ..فكنت أنتظر قدومها ، وأرقب خطواتها ...وبدأت حكايتي مع الأدب ، فكتبت أول بيت شعر وأهديته لها بمناسبة عيد الأم ...لم تكن موضة عيد الحب قد وصلت إلى العالم العربي في حينها فقلت لها :
انشق قلبي وانفطر ** لما رأى وجه القمر
صار الهوى مثل الهوا** أحيا به باقي العمر
والشهادة لله ، لم تكن الفتاة تبادلني المشاعر ، ومع ذلك كنت أتمادى في مشاعري تجاهها ..حتى لا أصاب بفراغ عاطفي ..فلقد كان الفراغ العاطفي عندنا نحن الطلبة في ذلك الوقت ، يقابل العجز الجنسي في مفهوم الكبار المتزوجين ..!!.
وانتهت قصة الحب من طرف واحد ...بخروج "كريمة " مع أحد الإخوة الأعداء ، في المعسكر المعادي !! ، ووقفت لها حتى استرجعت كل الهدايا والدباديب التي أهديتها لها ..بما فيها قصيدة "انشق قلبي وانفطر .."...
كبرت ...وجاءت مرحلة الجامعة ...حينما غنت نانسي عجرم "أخاصمك آه ، أسيبك لأ " ...طبعا تستطيعون أن تتخيلوا بقية القصة ...
مصطفى بونيف
تعليق