الوادي يَـعبـَـقُ بـِزَفيـر ِ التراب
لهيب ُ الشمس ِ يـَكـْشـُطـُ الملح َ عن جبين ِ البحر ِ المـُنـْهـَك
الريح ُ تحمل ُ الملح َ الى حيث ُ تسكـُن الجراح
في خيمتنا المنسيـِة ِ بين َ أشواك ِ الصُبـّار ِ الحافية
جرحٌ صافحَ الملحَ مع كل شهيق
ملحٌ وجرحٌ وحدهما على مائدة ِ الإفطار !
صيفٌ مراهقٌ تلاهُ خريف
تحتفل ُ الغابة ُ بأوراقها الصَفراء
النسيم ُ أصفر
عيونٌ شاحبة ٌ تبحث ُ عن ظـِل ٍ لتنام
يَسقطـُ النوم ُ في بحر ِ دموع
دموع ٌ تـَحفـر جداول ًٌ لها في أزقة المواسم
دموعٌ تستحيي من كبريائها
دموع ٌ .... دموع ٌ .... كبرياء
صيفٌ , ذكرياتٌ ، وخريف
رعدُ الشتاء ِ أتى مُبكرا ً هذا العام
أشجارٌ عاريــة لا تستحيي من عِرْ يـِها
الريح ُ ترتجف ُ بين أصابعي الثلجية
أنا شبحٌ توشَّحَ بدمع ِ الحجارة
دموعي تـَعـبـُر المسافات ِ الغارقة ِ في اللا أمل
الشتاءُ بألفِ يوم ٍ وألفِ ليلة ٍ حَلَّ علينا ثقيلَ الدم
البارودُ تـَوَغـَّلَ بين المسامات
حفلاتُ شواء ٍ ذات َ رائحة ٍ جَسـَدِ يـَّة
ونـَبـيـذ ٌ تـَدَفـَّق َ من شرايين ِ الأرض المذبوحة في الطرقات
كلاب ٌ زُرْقٌ ترقـُصُ حولَ الولائم
وطاويط ُ السماء ِ تبحث ُ عن وسام ٍ بين أتربة ِ المطاحن
حـَلوى الفسـفور ِ الأبيض هدية لكل رضيع
محرقة ً أمامَ الريح ِ تـُذ َكـِّـر التاريخ بالتاريخ
في ختام الحفل يـُحرق المسرح أمام المتفرجين
دموع ُ الأطفال ِ تـُطفئ كوكتيل َ الحرائق !
* * *
محمد القاضي
تعليق