[frame="15 98"]
[frame="13 95"]
أمي وطفلتي بقلم :
محمد سليم
تأملت
بغصة مُرّة الماضي البعيد..البعيد ..,,
شعيرات متناثرة بيضاء كالثلج على فروه رأس عارية,,
صامدة في ريح عاصف.. تأبى ركوعا أو سجودا,,
تجاعيد ونتوءات تتخللها دوالي من زمن مُر,,
مَر الزمن..........
ضفيرتان جميلتان مجدولتان حتى الأرداف..ككعكة عيد الأم.. تاج..
يرصع رأس الملكة,,
وكنت مؤمنا أنكِ أنت الملكة المتوجة على العرش ,,
ملكة رواياتي المرسومة بخيال الطفل القارئ في قصة,, وجه محنط خالي النبض,,
دموع تنساب في قنوات محفورة على مر الأيام ,, تتناثر على وجهك كحبات اللؤلؤ ,,
اقترب منكِ ..أمسحها ..ألعقها ..
تسرقني أيامي ,,
وأردد فيكِ دوما ؛ دموعك سكر .. تخطفيني في حجرك ..في قلبك ....,,
فرشاة من نار الفرن البلدي تلامس وجنتيك البضة.. تعكس لونك أبيض مشرب بحمرة..,,
و.. فطيرة مدهونة بالقشدة مزدانة ببياض وصفار البيضة..التهمها بجوارك وترد د ذاتي ؛
أريد حمرة وجنتيكِ.....ما أبهي لونك أماه......
- :يا واد.....أتريد فطيرة أخرى ؟
.....أماه......
حدقة ذابلة غائرة على خديك تحوى الحسرة,,ودمعاتك تتدحرج على خدك الشاحب
ما يبكيكِ.. يا أماه ؟..
حدقة العينان.. كانتا تحتويني.. أرى وجهي بتلك المرآة البلورية الصافية.....
وبحركاتي بعدا أو قربا.. أتنقل في عينيك وأسبح..كنت أغرق فيهما وأحيى ..
ما أبهي عيناك يا أماه..
...و.....
كثيرا.. ما سئلت نفسي؛ كيف أرى في سواد عينك الحالك؟......
أماه..... تزداد ثنايا ثوبك دورا تلو الدور,,
صارت نصف الثوب !.....
واكرر عليك بلا كلل ؛ قصي أطرف الأثواب ؟.. أشفق عليك من ثقل الثوب,,
و ككل مرة تكررين ؛ خسارة.. قد يلبسها محتاجا ذات يوم,,
أداعبك؛ تصغرين.. !,, و طفلتي بعد اليوم ستكونين.. فتضحكين...
تبتسمين كذات نهار.....
فيه....
تساقطت دمعاتي، وأنت تبتسمين .. تقهقهين..وتقولين:
كفى قم..فزّ.. سأقشر أنا حبات الثوم
وسأبشر بصلاتي بذاتي، ويكفيني.. أنك قد قلت يا أمي سأفعل ..وفعلت...
آه... لك يا أماه.....كوب من شاي ونصف فطيرة أمامي لم تخطر ببالي,,
وأنت تجلسين بجواري..أمامي تترنحين يمنة ويسرة..
وفجأة تُلّوي الرأس على الصدر.. صوت نومك يشجيني,,
وكنت أكرر.....أماه.....
نامي يا أماه ؟! ..
وذات ردك لا يتغير؛ إيه.. أنا صاحية يا واد.....
ذاكر.. ذاكر يا ضناي.....( اجدعن..)..كنتِ ترددين هذه الكلمة دوما..
فقط.. كنت أبتسم وأبذل جهدا أكبر...ما معناها يا أماه ؟..
أماه..... كم أحببتك وأحبك.....كم أتمنى أن أظل كظلك.....
لا لا .....لا تنتبهي لحضوري...
اتركيني..دعيني... أتذكر.. أعي كيف كان وجودي....
- من ؟....حمادة....أنت حما....
- نعم..وألف نعم يا سيدتي الملكة..
- من أمتي وأنت هنا...مُشّ تتحدت يا واد ؟!..، ولملمت ذاتها...
-وجدتك نائمة سيدتي ولا.. أرغب في إيقاظك..
-أنا ؟ ...أنا صاحيه........
-أأمرين سيدتي ؟..
-لا شيء......يا ضناى....
-لم أسمع دعاءك هذا اليوم...فأسمعيني ..ها..
- ربنا........
- مرة أخرى يا أماه ..زيديني ؟............
حملتُ جسدي على درجات السُلم إلى الطابق العلوي...... و
هوى منى على أقرب كرسي,,
من حولى ..الأولاد يلعبون ..يلهون... ,,
إلا بنت تبصرني وتحدق فىّ،......
احترت بما.... تُتمتم تلك البنت الـــ.... ؟!.....
-----2006---
( أقصوصة ، هديتى لأمى فى عيدها)...
[/frame]
[/frame]
[frame="13 95"]
أمي وطفلتي بقلم :
محمد سليم
تأملت
بغصة مُرّة الماضي البعيد..البعيد ..,,
شعيرات متناثرة بيضاء كالثلج على فروه رأس عارية,,
صامدة في ريح عاصف.. تأبى ركوعا أو سجودا,,
تجاعيد ونتوءات تتخللها دوالي من زمن مُر,,
مَر الزمن..........
ضفيرتان جميلتان مجدولتان حتى الأرداف..ككعكة عيد الأم.. تاج..
يرصع رأس الملكة,,
وكنت مؤمنا أنكِ أنت الملكة المتوجة على العرش ,,
ملكة رواياتي المرسومة بخيال الطفل القارئ في قصة,, وجه محنط خالي النبض,,
دموع تنساب في قنوات محفورة على مر الأيام ,, تتناثر على وجهك كحبات اللؤلؤ ,,
اقترب منكِ ..أمسحها ..ألعقها ..
تسرقني أيامي ,,
وأردد فيكِ دوما ؛ دموعك سكر .. تخطفيني في حجرك ..في قلبك ....,,
فرشاة من نار الفرن البلدي تلامس وجنتيك البضة.. تعكس لونك أبيض مشرب بحمرة..,,
و.. فطيرة مدهونة بالقشدة مزدانة ببياض وصفار البيضة..التهمها بجوارك وترد د ذاتي ؛
أريد حمرة وجنتيكِ.....ما أبهي لونك أماه......
- :يا واد.....أتريد فطيرة أخرى ؟
.....أماه......
حدقة ذابلة غائرة على خديك تحوى الحسرة,,ودمعاتك تتدحرج على خدك الشاحب
ما يبكيكِ.. يا أماه ؟..
حدقة العينان.. كانتا تحتويني.. أرى وجهي بتلك المرآة البلورية الصافية.....
وبحركاتي بعدا أو قربا.. أتنقل في عينيك وأسبح..كنت أغرق فيهما وأحيى ..
ما أبهي عيناك يا أماه..
...و.....
كثيرا.. ما سئلت نفسي؛ كيف أرى في سواد عينك الحالك؟......
أماه..... تزداد ثنايا ثوبك دورا تلو الدور,,
صارت نصف الثوب !.....
واكرر عليك بلا كلل ؛ قصي أطرف الأثواب ؟.. أشفق عليك من ثقل الثوب,,
و ككل مرة تكررين ؛ خسارة.. قد يلبسها محتاجا ذات يوم,,
أداعبك؛ تصغرين.. !,, و طفلتي بعد اليوم ستكونين.. فتضحكين...
تبتسمين كذات نهار.....
فيه....
تساقطت دمعاتي، وأنت تبتسمين .. تقهقهين..وتقولين:
كفى قم..فزّ.. سأقشر أنا حبات الثوم
وسأبشر بصلاتي بذاتي، ويكفيني.. أنك قد قلت يا أمي سأفعل ..وفعلت...
آه... لك يا أماه.....كوب من شاي ونصف فطيرة أمامي لم تخطر ببالي,,
وأنت تجلسين بجواري..أمامي تترنحين يمنة ويسرة..
وفجأة تُلّوي الرأس على الصدر.. صوت نومك يشجيني,,
وكنت أكرر.....أماه.....
نامي يا أماه ؟! ..
وذات ردك لا يتغير؛ إيه.. أنا صاحية يا واد.....
ذاكر.. ذاكر يا ضناي.....( اجدعن..)..كنتِ ترددين هذه الكلمة دوما..
فقط.. كنت أبتسم وأبذل جهدا أكبر...ما معناها يا أماه ؟..
أماه..... كم أحببتك وأحبك.....كم أتمنى أن أظل كظلك.....
لا لا .....لا تنتبهي لحضوري...
اتركيني..دعيني... أتذكر.. أعي كيف كان وجودي....
- من ؟....حمادة....أنت حما....
- نعم..وألف نعم يا سيدتي الملكة..
- من أمتي وأنت هنا...مُشّ تتحدت يا واد ؟!..، ولملمت ذاتها...
-وجدتك نائمة سيدتي ولا.. أرغب في إيقاظك..
-أنا ؟ ...أنا صاحيه........
-أأمرين سيدتي ؟..
-لا شيء......يا ضناى....
-لم أسمع دعاءك هذا اليوم...فأسمعيني ..ها..
- ربنا........
- مرة أخرى يا أماه ..زيديني ؟............
حملتُ جسدي على درجات السُلم إلى الطابق العلوي...... و
هوى منى على أقرب كرسي,,
من حولى ..الأولاد يلعبون ..يلهون... ,,
إلا بنت تبصرني وتحدق فىّ،......
احترت بما.... تُتمتم تلك البنت الـــ.... ؟!.....
-----2006---
( أقصوصة ، هديتى لأمى فى عيدها)...
[/frame]
[/frame]
تعليق