معاريج الكتابة الأدبية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد جابري
    أديب وكاتب
    • 30-10-2008
    • 1915

    معاريج الكتابة الأدبية

    معاريج الكتابة الأدبية

    لا شك أن الكتابة الأدبية تستلزم أن يكون المرء :
    1. ذا قلم أديب متضلع في اختصاصه، خبر مجال فنه ونافس أقرانه متمكنا من لغته أو لغات يجيدها كتابة ونطقا، يرسل الكلمات على نسق لوحة الفنان تدهش الرائي وتجذب لبه، وتسلب مشاعره، وتتفتق عندها المواهب، ويتفجر المكبوت في النفس لتبوح بأسرارها وتكشف عن مخزون إبداعها والمطمور من شاعريتها...؛
    2. كما تراه سلك مسلكا روحيا، تنسم من عبقه عطر الأخلاق الرفيعة، تهذيبا لألفاظه، وتطهيرها مما يدنس مكانته بين الأقران، ليستروح منه القارئ روائح التواضع للحق، وجميل الذلة على المؤمنين، والعزة على الكافرين، فضلا عن تشذيب رعونة النفس الخبيثة، وما تخبؤه من حيّاة مكرها، وعقارب غدرها، ودنس إهانة غيرها.
    تلك إشارة إلى الكتابة الأدبية، فأحرى الكلام عن النقد الأدبي، ولا يجرؤ على الكتابة في مجال من المجالات إلا متخصص أو مستشرف، ومن باب الاستشراف والاحتكاك بأهل التخصص، يرقى المرء إلى دنيا الأدب، وطبعا على ظهر أمها تلعب الخرفان، ولا زالت الدرجات تسموا به في مرقاة التمكن ليرى الأنامل تخط خطوطا، أو تحد حدودا، وتضع ضوابط سواء في الكتابة الأدبية أو النقد الأدبي.
    تكون بدايات المرء، رخوة العزائم، قليلة الصبر، شديدة النقد، طائشة الأحلام، سريعة التوثب، تلفحها الكلمات لفح الصفعات، ولا تزال تتلقى دروس فضيلة أستاذ الزمن، وتغمرها الدكتورة حنكة التجربة، وتترقى مكانة، وتسمو عن سفاسف الأمور، ويشتد عودها وتقوى صلابتها ويثقل وزنها، وتلبس لباس التوءدة والصبر الجميل، يزين حركات تنقلها، وسعة علمها، لتتبوأ مكانة النهايات بين أقرانها، ولا نهايات للسمو الأدبي ومعاريجه...
    والأديب والشاعر يكون عظيم الأمل، نزاعا إلى السبق، سواء في ساحة الواقع حيث وقفات صدق تنقش المفاخر، وتعلو به في مقعد صدق عند مليك مقتدر، أو حين تشرق لوحاته الوضاءة بأنوارها وإشراقة طلعتها على الوجود؛ بينما يقبع القاعد الطاعم الكاسي مكانه وقد ارتعدت فرائصه خشية فقدان كرسيه ومكانته.
    وترى الرجال على جبهات الباطل تهدم بمعولها جنود الظلم وتهزمهم برشاقتها ورقتها من غير طلقة نار تحوّل الحياة إلى موت. بينما ترسم لوحاته الفنية فنها في شكل خطوط وخدوش تجذب اللب وتتسلط عليه، بل تملكه وتترك الرائي يمضي بغير عقل، وعندها يتحول الأديب إلى راع يرعى النشء ويسقيها بماء الحياة، ويمدها بنظارة خضراء يعلمها استكشاف الجمال ومحبته، ليحيا الضمير ويسعد, ويتحول من خصم عنيد إلى صديق رفيق رحيم.
    فتتفتق براعم الفتيان على شكل معين ولون مميز، فإن أقبلت إقبالها شد شكلها الناظرين، وأثر فيهم جميل السلوك وصبغة لونها، وإن أدبرت إدبارها، وجفت جفاءها كان هجرها جميلا وشكلها نظيفا مليحا، فيلتقي فيها المادح والذام وتتمازج أوصافهم، حتى يختلط عليك الذم بالمدح، وترى الكل جميلا.هبة من بديع السماوات، ولفتة موحية بأن ما عند ربك خير وأبقى، وأن ما أبدعته يداك إلى فناء وزوال.
    انبعثت أنامل العبقري تعلم الناس فن صناعة الحياة الجليلة المثيرة لفنون كمينة تحيى بها النفوس، وتمجد مجدها، وتستيقظ بها المواهب الربانية، وتتنفس نفائس ناظريها المغمور من عبقريتهم والمطمور من شاعريتهم؛ ويضحي الكل في جملة أولي الألباب اهتزت مشاعرهم واقشعرت جلودهم، وسجدت القلوب في ذل وانكسار: { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } (آل عمران: من الآية191).
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 23-03-2009, 14:00.
    http://www.mhammed-jabri.net/
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
    معاريج الكتابة الأدبية

    .................................................. .................................................. ......
    ...........انبعثت أنامل العبقري تعلم الناس فن صناعة الحياة الجليلة المثيرة لفنون كمينة تحيى بها النفوس، وتمجد مجدها، وتستيقظ بها المواهب الربانية، وتتنفس نفائس ناظريها المغمور من عبقريتهم والمطمور من شاعريتهم؛ ويضحي الكل في جملة أولي الألباب اهتزت مشاعرهم واقشعرت جلودهم، وسجدت القلوب في ذل وانكسار: { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } (آل عمران: من الآية191).

    الأستاذ الأديب محمد الجابرى

    أشكر عمق الأسطر و التوغل فى قراء سريعة و عميقة فى معاريج الكتابة الأدبية
    إطلالة راقية و أسس مبندة كنت جدير بتقديمها
    كما رأيتك بالمرة الأولى
    سأراك دائماً
    راقى بالقلم و بنا

    شكر رؤيتك و جميل معانيك
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

    تعليق

    • محمد جابري
      أديب وكاتب
      • 30-10-2008
      • 1915

      #3
      عزيزي محمد إبراهيم سلطان، حفظك الله من كل مكروه؛
      بإشراقة قلمك استنارت اللوحة، وتبرجت زينتها وازدادت جواهرها تلألؤا، وكم من لوحات خفت لمعانها، لما لم تجد من يتذوقها في وقتنا الراهن، لم ينثن بلبلها عن عزفه، ولم ينحن لضغوط الظروف، وتركت ذخيرة لمن لم يأتوا بعد، عسى ريح عبيرها يجذبهم، وتسلب لبهم زهراتها التي أبت الذبول رغم مر الأيام.
      ويا لكم كانت معاناة الأقران، بين المحدثين وهم من هم، في التقوى والصلاح، فأحرى من دونهم مكانة.
      وهنا فقط تبدوفاعلية لفظة تشجيع تنير درب الأديب والشاعر، وتشجعه على الاسترسال في مجاله، كي لا يستمع إلى كدح الجسد وشكواه...
      ورب قولة أديب هزت غصن العطاء لشجرة يانعة فتتفتق لها كل المواهب أولى من ألف كلمة في حفل تأبين...

      شكرا على عواطفك النبيلة، وجميل عباراتك الرقيقة التي تدفقت رواء، وأسالت مدادا.
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 27-03-2009, 20:16.
      http://www.mhammed-jabri.net/

      تعليق

      • محمد سلطان
        أديب وكاتب
        • 18-01-2009
        • 4442

        #4
        ((وعندها يتحول الأديب إلى راع يرعى النشء ويسقيها بماء الحياة، ويمدها بنظارة خضراء يعلمها استكشاف الجمال ومحبته، ليحيا الضمير ويسعد, ويتحول من خصم عنيد إلى صديق رفيق رحيم.))

        [align=center]أى وربى صدقت أستاذ محمد
        فكتير منا فى حاجة لذلك الماء كى يستقيم عوده و يصلب.

        جعلكم الله ممن يسقينا من هذا الماء ويمدنا بتلك النظارة.

        موضوع يستحق القراءة مرات و مرات.

        لكن
        بقى سؤال :
        هل الغير متخصص لا تشفع له ذائقته كى يُوجِه و يُرشِد !!

        دمت ممتعاً
        و
        معلماً ألقاً[/align]
        صفحتي على فيس بوك
        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

        تعليق

        • محمد جابري
          أديب وكاتب
          • 30-10-2008
          • 1915

          #5
          أخي الكريم محمد إبراهيم سلطان،
          ملاحظة هامة، وكلام نبيه، وجزاك الله عني خيرا،
          لا يكتب في أي مجال من المجالات إلا مستشرف ومطلع، ومن باب الاستشراف بدأت اناملي تخط خطوطها؛ لكن على المستشرف أن يعلم قدره ويحترم اختصاصات غيره، ليبقى عمله تحت إشراف خبير، يوسع أفق العلم ويرشد، ويوجه، ويسدد ويقارب، وهي مرحلة صعبة للغاية، إذ تتصيد المرء فيه حيات المكر، وعقارب الحسد، وهوام الغدر، ويا لكم من أجساد دفنتها صحراؤها، ويالكم من لوحات فنية وئدت قبل أن تخرج للناس...
          ومن كانت شِرَتُه إلى سنة فارجوه، كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أي أنه ينبت نباته الطبيعي، حتى يشتد عوده،وتقوى شكيمته، ويفسح له المجال فسح الشيخ المربي للمريد: أنت وربك الآن، عرفت فالزم.
          ومن استعجل الثمرة قبل أوانها عوقب ببحرمانها كما يقول الفقهاء.
          وسنة الصحبة سنة حميدة في كل علم؛ لكن على المرء أن ينظر من يخالل؟
          بوركت جهودك.
          http://www.mhammed-jabri.net/

          تعليق

          • يسري راغب
            أديب وكاتب
            • 22-07-2008
            • 6247

            #6
            الاستاذ محمد جابري المحترم
            تحياتي

            عندما تخترق ذهن الإنسان كلمة جديدة , يحاول البحث عن معناها , وإدراك قيمتها اللفظية ..
            والعقل الإنساني هو استقبال وانتباه وإدراك ..
            ودرجات الاستقبال والانتباه لدى كل فرد منا تختلف عن الآخر بمقدار الاختلاف في الطبائع , والاختلاف في مدى الحساسية بالكلمة وتحريفها وتصريفها ,
            هو نفسه الاختلاف في استقبال الكلمة والانتباه لمعناها وإدراك خلفياتها ,
            ودرجات الاختلاف متباينة بين فرد وآخر , ولكنها تجد لدى المفكر أو المبدع صدى أعمق وحساسية أقوى .
            وقد تخلق لدى المبدع حالة من حالات الإبداع .
            وهذا ما يحدث لكثير ممن يحسون بقيمة الكلمة أن الكلمة إن كانت تخلق شعرا أو نثرا .
            ومن هنا وجد الشاعر , ووجد الروائي , كما وجد المتذوق للكلمة ايا كان ناقدا أو صحفيا أو معلقا ..
            ولكن اهتمام كل هؤلاء بقيمة اللفظة ومعناها , يختلف باختلاف مدى الحساسية ومحتوياتها النفسية .
            فالشاعر تهزه شفافية الكلمة , أو قوتها الانفعالية ,
            أما الناقد فيجد في الكلمة وجهة نظر يحللها
            وأما الصحفي فإنها تشد انتباهه لسبق صحفي يحرزه .. الخ
            ولنأخذ مثالا حيا في لفظة حياتية تعاني منها المئات من الأسر اليوم , والكلمة هي إيجار
            إن هذه الكلمة مجردة من الشفافية بل هي اقرب إلى الرتابة , ولكنها ستشد الشاعر إذا كان يعانى منها , ستجعله يكتب الشعر مثل شعراء المهجر , وكأنه يحدث بيته وطفولته في ما يملكه بوطنه أو ينصب نفسه داعية ضد مالكي العقارات في قصائد منظومة عن التشكيل الاجتماعي بصورة أو بأخرى أما الناقد فانه يجد في الكلمة وجهة نظر يدعو الجميع لتبنيها في أعمال أدبية لدراسة المشكلة من مختلف جوانبها , أما الصحفي فيسعى وراء هذه الكلمة من مختلف مصادرها ليقدمها في تحقيق صحفي .. ويبقى الروائي بين هؤلاء جميعهم , فان الكلمة تخلق لديه جملة والجملة تجر وراءها صفحات والصفحات تدون الوقائع في سلاسة تثير جوانب حياتية متعددة وتقدم انماطا مختلفة من البشر ...
            فان كلمة " إيجار " تعنى وجود شخصيتين , شخصية المالك وما ترسمه الكلمة من صفحات شخصية فيه وشخصية المستأجر وما ترسمه الكلمة ومن جوانب حياتية معينة , كما إن الكلمة تعنى حياة مجتمع بأكمله يعانى من أزمة سكن , تبحث في نظام اقتصادي واجتماعي كامل , وهذا يظهر كله من خلال علاقات اجتماعية يبدع الروائي في إعطائها الصبغة الواقعية بخيال خصب وكلمات مؤثرة وعميقة .. وقد تكون العلاقات الاجتماعية الواضحة في الرواية تنقل إلينا صورة المعاناة التي يعيشها أبناء المجتمع من غلاء الحياة متمثلة في الإيجارات , وان هذا الغلاء سيعطينا صورة عن العازب الغير قادر على الزواج بسبب أزمة المساكن , وتعنى للمتزوج ان يعيش دون مستواه أو أن يستدين . وهذا كله يقوم الروائي بإخراجه في عمل ادبى يحدد فيه نقاط الخير والشر في مثل هذه القضية .. من هنا فان الرواية تتخذ شكلا من أشكال الشمولية التي قد تكون محدودة أو لا محدودة , وهذا مالا يستطيعه الشاعر في قصيدة , و الناقد في مقالة , أو الصحفي في مجرد تحقيق وإذا تمكن اى منهم أن يبحث الموضوع من جميع جوانبه التحليلية , إلا انه سيعجز أن يجد فيه الرابطة والصلة الموضوعية ذات النغمة الواحدة والمشتركة , التي قد نجدها من خلال العمل الروائي .
            وانطلاقا مما سبق فأن الرواية تأخذ اهتمام الناس بتغذيتها العديد من الدوافع لديهم في وقت واحد , وهى بهذا أكثر تأثيرا على معتقدات الناس ومفاهيمهم ... ونحن نفترض في هذا كله الواقعية في العمل الروائي , بل إن الواقعية أصبحت شرطا أساسيا في عالمنا المعاصر لنجاح العمل الروائي , بعد أن مر علينا زمن كانت الرومانسية هي الفيصل في الأعمال الروائية لكثير من الكتاب العرب أمثال السباعي وإحسان عبد القدوس , والذين كانت تجد كتاباتهم رواجا اكبر من غيرهم , أمثال نجيب محفوظ الذي نجد الواقعية في اغلب أعماله الروائية , الأمر الذي جعله أديبا راسخ القدمين أكثر من الرومانسيين وهذا الرسوخ , هو الذي يجعلنا نقف لنفرق بين الروائي , وبين الأديب الروائي الذي يقدم عملا سطحيا ولكنه مترابط ومنسق ومثير وبسيط ولكنه قد يكون من السطحية بحيث لا يجد المثقفون فيه ما يخدم قضايا المجتمع , بقدر يجدون فيه نقلا لأحاديث وحوادث كما حدثت ... بمعنى أن الروائي قد يكون واقعيا وقد يكون خياليا .. ولكنه لا يكون أديبا طالما ابتعد عن الشمولية أو الرمزية التي تخدم الشمولية .. وبمعنى آخر فان الفرق بين الروائي والأديب هو فرق في الأحاسيس , والتعبير عن هذه الأحاسيس , ها الفرق هو الذي يجعل الأديب إنسانا ملهما ليتحدث عن الناس كل الناس , عند أحاسيسه الشخصية فقط .
            اى أن الأديب هو الذي يتمكن في أعماله من خلال الرمزية أو الشمولية أن يخدم الاتجاه الشخصي ليحوله لخدمة الاتجاه الوطني , ومن ثم لخدمة الاتجاه الانسانى بشكل عام ..
            ولهذا نقول أن العمل الروائي الناجح والخالد , هو العمل الذي يتسم بالواقعية والشمول معا .. والواقعية هي لمس أوتار الحياة مجردة بدون رتوش , غير الرتوش الجمالية في توزيع الكلمات والأدوار أما الشمول فهو الوضوح لمختلف جوانب الحياة المجتمعية فى المكان والزمان المعينين , بحيث لا يكون القارئ بعيدا عن مكان وزمان الحدث الروائي .. فإذا كانت الأحداث الواقعية للرواية تخص الزمن العباسي مثلا لزم على الروائي الأديب أن ينقل القارئ ببراعة إلى ذلك الزمان بما فيه من صور الحياة وإذا كان الحدث الروائي يتعلق بقضية وطنية معينة لزم أن نعرف ببراعة أديبة متناسقة جوانب هذه القضية في المكان والزمان المعينين بذلك نخدم هدف الشمول الذي يجعل من أحداث التاريخ وحكايات التراث الشعبي , روايات يخلدها التاريخ الادبى . وهكذا تختلف قيمة الروائي عن قيمة الأديب . فقيمة الروائي لا تتعدى حاضره الذي يعيشه .... بينما الأديب يبقى في حياته منهلا للتراث الشعبي وفى مماته مدرسة , وأسلوبا تتعلم منه الأجيال الأخرى فالواقعية المجردة دون الشمول الادبى والمجتمعي , لا تعطى الفرصة لحياة طويلة للعمل الروائي , وما أكثر من سقطوا من الروائيين الذين اعتمدوا أسلوب الحكايات والذكريات وتدوين الوقائع دون النظر إليها نظرة شمولية , وما اقل من صعدوا إلى سماء الخلود الادبى من الذين اعتمدوا الوقائع . في العمل الادبى الشامل للرواية, والذي يجعل من الرواية بما فيها من وصف وتحليل للشخصيات في الرواية وأماكن وأزمنة الحدث الروائي , وما فيها من براعة في استخدام الألفاظ وتطويعها جماليا أن يجعل من الرواية كتابا مفتوحا عن حياة مجتمع اى مجتمع في فترة زمنية معينة . وبين الرواية التاريخية والعصرية والخيالية تنطلق إبداعات الكاتب لخدمة الفكرة التي يحاول توصيلها إلى القراء ...

            تعليق

            • محمد جابري
              أديب وكاتب
              • 30-10-2008
              • 1915

              #7
              عزيزي يسري راغب شراب حفظك الله من كل مكروه؛

              أحمد لك الله الذي ألهمك هذه الكلمات الجليلات، الصائبة في العمق والمضمون، أو في هدف الفنون.
              إن ما وسمته ب "ببراعة أديبة متناسقة جوانب هذه القضية في المكان والزمان المعينين بذلك نخدم هدف الشمول الذي يجعل من أحداث التاريخ وحكايات التراث الشعبي , روايات يخلدها التاريخ الادبى ". هو ما استخلصته من كتاب الله لضوابط السنن الإلهية كي تجري الأمور مجرياتها الطبيعية في تناسق الأحداث وتناغمها، وليلمس اللامس صدق الحكي وصواب الأمر وسداده. ولتضحى لمؤرخ اللغة مرجعا زمنيا، يؤوب إليه الاستنفاذ مخزون النص سواء جاء محمولا بين ضلوع الأسطر أو صريحا بيِّن الألفاظ؛ أو مرموزا يكتشفه الذواقة.
              وحبذا لو عرجت على مقالات السنن الإلهية في هذا الملتقى لتتصافح القلوب وتتلاقى قبل أن تتصافح العقول وتتآزر.
              إن هذا الحس الذوقي الذي أمدك الله به، لم يكن شيئا عابرا؛ وإنما ينمو نموه الطبيعي حتى يكبر ويخرج شطأه ليعجب الزراع.

              فهو نتيجة جد وكد، وعمل متواصل دؤوب، وهي ثمرة صفاء السرائر، فكلما ازداد صفاء سريرة المرء نصاعة ازداد اهتزاز مرآة قلبه لتضحى رادارا لا يخطئ شيئا.

              وفضلا عن تنسم نسائم الجو العطرة، تستكمل لوحة الأديب فنها، بحيازتها لمكانها في دنيا الناس، وفي صفحة الكون؛ لتتلاقى إرادة المخلوق بإرادة الخالق، وتتفجر ينابيع الحكمة، وتسيل عذوبة، وتتألق رفعة عن غيرها، باشتمالها على نظرة شمولية متكاملة في الزمان والمكان، والحس والعقل، والقلب والقالب، والجسم والروح، والدنيا والدين، والأولى والآخرة، ولا تقف بها الإحساسات عند الذوق والفهم كأن الأحداث تجري خارج كون الله.
              بارك الله فيك وفي جهودك
              http://www.mhammed-jabri.net/

              تعليق

              • محمد سلطان
                أديب وكاتب
                • 18-01-2009
                • 4442

                #8
                [align=center]الجميل يسرى راغب
                الرائع الناقد محمد جابرى
                تابعت من هنا و هنا و استفدت منكما الكثير فى موضوع جدير الإحترام ولك سيدى محمد جابرى .. فلقد تعودت منك على كل ما هو ممتع وشيّق .. ليس فقط كلمات تملأ الصحف و الأسطر بكل و لا مجرد خطوط منمقة فى سرد ممل .. بالعكس تأملت كلماتك و طرح للموضوعات و وجدت بهاء و أسلوب ممتع لاحظت فيه الإستناد على الدلائل و كان أشرفها البراهين القرآنية .. أنت دائماً تعطى الموضوع حقه و يسعدنى طرحك كثيراً لأننى أستفيد و أتعلم .. واصل سيدى و لا تنزعج من قلة مداخلاتى معك .. فهذا ليس معناه أننى لا أقرأ .. بل بالعكس أقرأه و أرتشف منه الطعم الجميل و أتذوق ثماره بنهمٍ .
                واصل سيدى و أكتب كل ما يروق لك فأنا أتابعك حرف بحرف .. فأنت جميل متى كنت و أين وجدت كلماتك .
                لكن
                لم أنت بعيد عنا فى المسابقة النقدية المسجلة أدناه ؟؟؟
                هل ما راقت الفكرة لكم ؟؟ رأيك يهمنى و أحترمه .
                تحياتى و الله الموفق . [/align]
                صفحتي على فيس بوك
                https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                تعليق

                • محمد جابري
                  أديب وكاتب
                  • 30-10-2008
                  • 1915

                  #9
                  عزيزي محمد سلطان، حفظك اللله من كل مكروه؛
                  سألت حبيبي: "لم أنت بعيد عنا فى المسابقة النقدية المسجلة أدناه ؟؟؟"

                  لا تقلق أخي، فاليد منشغلة سواء هنا في عدة أبواب من هذا المنتدى، أو في ملتقى البلاغيين والنقاد العرب حيث تجدني مأسورا بمهام ثقيلة: " مراقب عام".
                  لك كل الود والاحترام
                  http://www.mhammed-jabri.net/

                  تعليق

                  يعمل...
                  X