(( مجرة الخوف)) قصيدة الشاعر: مهتدي مصطفى غالب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مهتدي مصطفى غالب
    شاعروناقد أدبي و مسرحي
    • 30-08-2008
    • 863

    (( مجرة الخوف)) قصيدة الشاعر: مهتدي مصطفى غالب

    مجرة الخوف

    قصيدة للشاعر: مهتدي مصطفى غالب


    لم يمت الخوف بل متُّ أنا
    إني طفلٌ و أحبو على ركبتيَّ
    أحطم كل أشيائي الجميلة و أبكي عليها
    لم يمت الرعب ..
    متُّ أنا
    حجرٌ أسند عليها أحلامي و أدفنها
    هذا ثمن الفرح الكاذب
    هذا ثمن الأفكار الجميلة
    لم يمت الخوف .. متُّ أنا
    كلما شرقتُ خلف الحبِّ ..
    رجعت على أخشاب الخيبة
    أجرجر خطاي
    لم يمت الظلُّ بل متُّ أنا
    هاهي ذي خطاي
    تطوي آثارها و تمضي
    كلٌّ أتى العالم ليترك بقاياه
    و أنا على هذه الأرض
    نسمة مرت بلا غبار
    لم يمت الخوف متُّ أنا
    والقلب بما حواه
    لم يمت الخوف
    أقفرت أنا و القلب بما حواه
    إنسان مملوء بالتعب
    إنسان تنخر فيه الخيبة
    من الجلد إلى الجلد إلى العظم
    إنسان تأكله
    أحلام اليقظة و الخوف
    يموت فيَّ الإنسان
    و يبقى الحطام
    هذا زمن أعمى
    و أنا معصوب الحس و العين واللسان
    أمضي على وقع الحوافر
    التي تطأ صدري
    أحطم كل أشيائي الجميلة
    و أبكي عليها
    هذا هو جسدي
    يذهب إلى الحزن و أفكاري للفناء
    هذا هو جسمي يمضي للموت
    و روحي للضياع
    لم يمت ظلي .. و مت أنا
    فقفي على جثتي و اضحكي
    هي الحياة مهزلة
    و أنا المهرج الوحيد
    على سطح البسيطة
    أمسك القلم كالشجرة
    لأكتب بدموع دون كيشوت
    و ظلال الخفافيش
    هذا أنا مهزوم من داخلي
    فكيف أصنع الحياة
    جبل كفقاعة الصابون ..
    في جوفي فراغ من الرعب ،
    فمتى أنفجر ؟؟
    أو أفتح قلبي للاندحار
    و أمضي للضباب
    لم يمت الظل مت أنا
    جسد يمشي و لا خطا
    زمن يمضي و لا أثر
    قرى تندثر و لا غبار
    هاهو عمري يبدأ الانهيار
    فلتنتصب قامات الفزع
    و أبقى متقوقعاً ضمني
    لأفتت جسمي بالهلع أو الانتحار
    لم يمت الرعب مت أنا
    ويلي على أشيائي الجميلة
    التي أحرقتها
    بهلعي و كآبتي الأبدية
    خلقت للفزع
    خلقت للهلع
    خلقت للوجع
    خلقت للموت البطيء
    و يا أنت اذهبي كما ترغبين
    أنا ابن اللحظات :
    سعادتي لحظة ..
    حياتي لحظة
    عمري كله مات
    أعددت لك كل أعصابي التالفة
    و أحلامي التي أحرقها الذبول
    في هذا الليل الذي لا ينجلي
    يخرج كل صباح
    كالشمس مع الشروق
    أنا ابن الوحشة
    أنا ابن الدهشة
    أنا ابن الموت السري و السرمدي
    و هذا جسدي
    تنهشه ذئاب الوجل
    و تقطعه السواطير
    التي ما فتئت بكل حين
    من عظامي تعيد تشكيل نفسها
    احرقوني ..
    أبيدوني ,,
    فراشة أنا و أخاف الضوء
    و قولوا للصباح :
    استعد للخروج
    ها أخر ضفة للوجع تنهار
    و يا أرضنا علمتني الخوف
    و أخاف
    أنا الخوف و أخاف ..
    أنا الموت و أخاف ..
    أنا العطاء و أخاف
    فمتى يا أمي
    يقتلني غيظي
    و اطمر جثتي بين الضفاف
    أبكي و ما تعلمت البكاء ..
    أضحك وهل في الدم ماء ؟؟
    أعيش ...
    وعمري بقايا أناشيد الوجع و الانتهاء
    أبكي...
    يا وحشتي
    كم زهرة أحرقتها
    لتضيء في كف العالم
    كم من فكرة
    دمرتها لتضيء وجه العالم
    كم من صخرة
    فتت جسدي...
    الهزيل النحيل الفضفاض على خوفي
    لأنام
    يا أمي أأبكي ؟؟
    سأوأجل كل رغباتي للمساء الآتي
    أأحب أم اقتل ؟؟ أم أنام ؟؟
    سأوأجل كل رغباتي للمساء الآتي ...
    أأضحك ؟؟؟
    سأوأجل كل رغباتي للمساء الآتي ...
    يا أمي ...
    سأوأجل كل مواعيد فرحي
    و ترحلي ...
    كل المناسبات المضيئة في المساء
    للمساء الآتي
    يا أمي يا كلَّ البشرية
    بما فيها أحبتي ..
    إن سمعتم
    أن ناراً...
    قد أحرقت قشة في المساء الآتي
    هي أنا ...
    أعددت نفسي...
    لحرق العالم بالمساء الآتي
    و انتحرت كالجمرة داخل الرماد ......
    ليست القصيدة...قبلة أو سكين
    ليست القصيدة...زهرة أو دماء
    ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
    ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
    القصيدة...قلب...
    كالوردة على جثة الكون
  • على جاسم
    أديب وكاتب
    • 05-06-2007
    • 3216

    #2
    [align=center]السلام عليكم


    المسافة ما بين الخوف والموت قريبة جداً

    فكلاهما مصوحباً بالألم

    أيها الفاقد لطعم الحياة ستبقى هكذا تبحث عن نصفك الآخر المُبعثر هنا وهناك

    ستبكي وتجد لذة في البكاء

    ستكون كدون كيشوت وطواحين الهواء حيث الصراع الذي يُعبر عن رغبات مكبوتة

    أخي الشاعر مهتدي مصطفى

    تحية لك وتقدير أستاذي وأهلاً بك [/align]
    عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
    يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
    فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
    فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

    تعليق

    • نجلاء الرسول
      أديب وكاتب
      • 27-02-2009
      • 7272

      #3
      هذا زمن أعمى

      عن مهاترات الفجيعة والبغض
      يظل فينا كل شيء مهترأ
      لا طعم له

      كلنا نعبث في بقة ملوثة
      لنزيح الموت بأظافر
      الألم

      كلنا مهدد بالانقراض الفكري
      والانقضاض المسموم

      ولازال الحرف يحتضر

      تقديري لنبضك أستاذي الشاعر الكريم
      نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


      مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
      أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

      على الجهات التي عضها الملح
      لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
      وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

      شكري بوترعة

      [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
      بصوت المبدعة سليمى السرايري

      تعليق

      • محمد القاضي
        أديب وكاتب
        • 17-10-2008
        • 505

        #4
        نص رائع جمع بين الفلسفة والعذوبة لدرجة الروعة ,

        لقد أمتعني هذا الهطول الهادر صمتاً وبهاءً ,,,
        "تثبيت"
        البـنـدقيـة لا تَـقـتـل ، بل العقـل الذي أمرهـا !!







        "محمد القاضي"

        تعليق

        • ماهر هاشم القطريب
          شاعر ومسرحي
          • 22-03-2009
          • 578

          #5
          ايها الشاعر الممطر احساسا ودفئا 00 امام كل تلك الروعة لا نستطيع الا ان ننحني بوجداننا امام غيومك العذبة وكلماتك الندية التي تغمرنا بالدهشة وتجرجر مخيلتنا خلفها حتى توصلنا لشاطىء من الروعة 000 !؟
          لك محبتي الابدية
          ماهر

          تعليق

          • مهتدي مصطفى غالب
            شاعروناقد أدبي و مسرحي
            • 30-08-2008
            • 863

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة على جاسم مشاهدة المشاركة
            [align=center]السلام عليكم


            المسافة ما بين الخوف والموت قريبة جداً

            فكلاهما مصوحباً بالألم

            أيها الفاقد لطعم الحياة ستبقى هكذا تبحث عن نصفك الآخر المُبعثر هنا وهناك

            ستبكي وتجد لذة في البكاء

            ستكون كدون كيشوت وطواحين الهواء حيث الصراع الذي يُعبر عن رغبات مكبوتة

            أخي الشاعر مهتدي مصطفى

            تحية لك وتقدير أستاذي وأهلاً بك [/align]
            يا صديقي
            نحن نكتب لأن الخوف و الموت خبزنا اليومي
            و الخوف هو قشعريرة الحقيقة في دمنا
            و الموت هو انبعاث للكلمة التي لا تخلد إلا ذاتها
            ليست القصيدة...قبلة أو سكين
            ليست القصيدة...زهرة أو دماء
            ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
            ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
            القصيدة...قلب...
            كالوردة على جثة الكون

            تعليق

            • مهتدي مصطفى غالب
              شاعروناقد أدبي و مسرحي
              • 30-08-2008
              • 863

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
              هذا زمن أعمى

              عن مهاترات الفجيعة والبغض
              يظل فينا كل شيء مهترأ
              لا طعم له

              كلنا نعبث في بقة ملوثة
              لنزيح الموت بأظافر
              الألم

              كلنا مهدد بالانقراض الفكري
              والانقضاض المسموم

              ولازال الحرف يحتضر

              تقديري لنبضك أستاذي الشاعر الكريم
              [align=center]صحيح كلنا مهدد بالإنقراض الفكري و الإنقراص الفقري لكننا سنصرخ و نصرخ و نصرخ حتى تبقى صرخاتنا مدوية بحقيقتها في مجرة الخوف الكونية[/align]
              ليست القصيدة...قبلة أو سكين
              ليست القصيدة...زهرة أو دماء
              ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
              ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
              القصيدة...قلب...
              كالوردة على جثة الكون

              تعليق

              • مهتدي مصطفى غالب
                شاعروناقد أدبي و مسرحي
                • 30-08-2008
                • 863

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد القاضي مشاهدة المشاركة
                نص رائع جمع بين الفلسفة والعذوبة لدرجة الروعة ,

                لقد أمتعني هذا الهطول الهادر صمتاً وبهاءً ,,,
                "تثبيت"
                [align=center]كل شعر لا يقارب فلسفة الحياة يعجز عن مخاطبة مكوناتها
                شكرا لهذه العذوبة و التألق في هذا المرور الجميل
                لك محبتي[/align]
                ليست القصيدة...قبلة أو سكين
                ليست القصيدة...زهرة أو دماء
                ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
                ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
                القصيدة...قلب...
                كالوردة على جثة الكون

                تعليق

                • مهتدي مصطفى غالب
                  شاعروناقد أدبي و مسرحي
                  • 30-08-2008
                  • 863

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ماهر هاشم القطريب مشاهدة المشاركة
                  ايها الشاعر الممطر احساسا ودفئا 00 امام كل تلك الروعة لا نستطيع الا ان ننحني بوجداننا امام غيومك العذبة وكلماتك الندية التي تغمرنا بالدهشة وتجرجر مخيلتنا خلفها حتى توصلنا لشاطىء من الروعة 000 !؟
                  لك محبتي الابدية
                  ماهر
                  [align=center]شكرا لك يا شاعر
                  كل بوحنا ليس إلا نسمة من حنايا حقيقة وجودنا
                  مع محبتي و مودتي[/align]
                  ليست القصيدة...قبلة أو سكين
                  ليست القصيدة...زهرة أو دماء
                  ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
                  ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
                  القصيدة...قلب...
                  كالوردة على جثة الكون

                  تعليق

                  يعمل...
                  X