[align=center]" ما خَطَّهُ الألفُ "[/align]
[align=center]إذا وقـفْتَ عـلى أَعــتـابِـهِ تَــصــفُ
واسَّــابَقَــتْ في لِــقَاهُ الـلامُ والألـفُ
ومـالَــتِ الشيـنُ نـحو العَين والْتَقَتا
بِــرِفْقَـةِ الـراءِ فـاعْلَـمْ أنَّها الصُّدَفُ
تَـجـيءُ فـي نـادرِ الأيــامِ تَـجْـمــعنا
وفــوقَ بـارِقَــةٍ مِــنْ نُــورِنــا تَـقِــفُ
تـسيـرُ بـي فــي دروبٍ لَسْتُ أَعْرِفُهـا
وتَــخْـتَـفِـي فَجْـأَةً. والليلُ ينـتَصفُ
فَــأَرْقُـبُ الـفجـرَ, والأنـواءُ تَــرْقُبُـني
في لَيلةٍ عَنْ لَيالِي الـعُـمْـرِ تَـخْـتَـلِفُ
فَـــتارةً تسـألُ الأنــواءُ فـي شغــفٍ
وتَـارةً يَـحْتَمِي فـي داخِـلِـي الشغفُ
وتــــارةً تُـحْــرِجُ الأنــواءَ, أَسْئِــلَـتي
وتَــارةً أَكْـشِــــفُ النـجوى وأعْـتَرفُ
وعُــذْرُهــا هـالـةٌ والـبـرقُ يَــرْمُقُـها
فَـيُـسْمـعُ الـرعدُ, والآفـاقُ تَــرتَـجفُ
وعُـــــذْرِي الـشمعةُ الألاءُ تَـحْمِلُـها
نَـسائِـمُ الزَّهْرِ, حيـنَ البـردُ يـحتـرفُ
وبـيننــا مِـنْ حديثِ الـدفءِ ما نَـبَتَتْ
بــه النـخيل علـى أطرافها السعفُ
فَــطَلْــعُـهـا أَحْــرُفٌ دُريَّــةٌ مُـزِجَـتْ
بِـخـالِـصِ التِّبْـرِ والـوَرْقـاءُ تـقـتطفُ
وجـاءَنـا الصُبْحُ في اسْتحيائِهِ, خَجِلاً
ووجْهُهُ الشمسُ, تبدو ثـمَّ تنكـسِفُ
يـحثُّها بلبلٌ فـي الـروضِ أطـــربَهــا
وغــادةٌ قَــدْ دَعــاها الـدُرُّ والصَّــدَفُ
لِــشاطـئٍ مِنْ فُتاتِ الشمسِ تُربَتُــهُ
ومـاؤهُ مِـنْ عَقـيـقِ البـدرِ يَـكْتَـنِــفُ
فَحـيــنَ أَبْــدى بِكل الــزَّهوِ زُخْــرُفَهُ
وبـينمــا كُـنـتُ في عَـلْـيائِهِ أَقِــــفُ
رأيــتُ خَيــطاً رَمـاهُ النـورُ مُشْــتَعِلاً
فَــقادَنِـي نَـحْو فَـجٍّ كـادَ يَنْكَشــفُ
دَخَـلْـتُـهُ أَقْتَـفـي فـي السيرِ رائــحةً
كَـانَتْ لِـمَنْ في دَياجِي الليلِ تَنْـصَرِفُ
جَـاءَتْ بـشائِرُها والـروحُ مُنـهَــــكَةٌ
والعينُ مِنْ رؤْيــةِ الأطــيارِ تَـرتَـشِـفُ
قَالتْ: سَتَلْقى مَنِ استصعبتَ رؤيتَهُ
وكانَ بينــكما الإدْجـــاءُ والسُـجُـفُ
قُلتُ: الـمواجعُ مِـنْ أقــرانِ حنجُرتِـي
والقَـلْبُ قَــدْ زارَهُ فــي دارِهِ الـدَّنَــفُ
فـأيـنَ أذهـبُ؟, لا الأسفـارُ تـخبـرُنـي
ولا الــريـــاحُ, ولا الـزرقـاءُ تَــعْـتَـرِفُ
قَالتْ: هُـنــالِكَ عِنـدَ الشـطِ قـارِبُـهُ
جَلِيسُهُ الظـلُّ, بِالإغْـفـاءِ يَتَّــصِـفُ
وحـولَـهُ الـماءُ, والأسماءُ قَـدْ نُـثِـرَتْ
ووجهُهُ عَنْ ثُقُـوبِ الضـوءِ يَـنْـحَـرِفُ
فَـرُحْتُ أوقِـدُ فـي دَرْبِـي ومُـتَّـجَـهِـي
ومَهْمَهِي, ما عَلَـتْهُ النـارُ والـكِسَفُ
فَـرِيشَةُ الطـيـرِ بِـالإيـمـاءِ, تَـعْرِفُـني
ورَعْـشَـةُ الـحبـرِ والأقـلامُ والصُحُفُ
ولَسْـتُ لِلـخيلِ نِـدَّاً, إنْ غَـزَتْ طُرُقِـي
وأَصْحَبُ الشُّهْبَ والـجَوزاءَ أَخْتطفُ
أتـيـتُ يا مَـنْ لَـهُ الـقِنْديـلُ مُـتَّـقِـدٌ
وفوقَـهُ الهـدهـدُ الـرحـالُ مُـعتكفُ
أتـيـتُ يا مَـنْ على مِجْدَافِهِ نُـقِشَتْ
مَـآثِـرُ العُـرْبِ, مِـنْ آحـادِهـا الـتـحفُ
أتـيـتُ يا شعر إن أنكــرتَ لي طــرفاً
فتلك صنعاءُ منــها الجــذع والطرفُ
/
/
/
- تمت -[/align]
[align=center]إذا وقـفْتَ عـلى أَعــتـابِـهِ تَــصــفُ
واسَّــابَقَــتْ في لِــقَاهُ الـلامُ والألـفُ
ومـالَــتِ الشيـنُ نـحو العَين والْتَقَتا
بِــرِفْقَـةِ الـراءِ فـاعْلَـمْ أنَّها الصُّدَفُ
تَـجـيءُ فـي نـادرِ الأيــامِ تَـجْـمــعنا
وفــوقَ بـارِقَــةٍ مِــنْ نُــورِنــا تَـقِــفُ
تـسيـرُ بـي فــي دروبٍ لَسْتُ أَعْرِفُهـا
وتَــخْـتَـفِـي فَجْـأَةً. والليلُ ينـتَصفُ
فَــأَرْقُـبُ الـفجـرَ, والأنـواءُ تَــرْقُبُـني
في لَيلةٍ عَنْ لَيالِي الـعُـمْـرِ تَـخْـتَـلِفُ
فَـــتارةً تسـألُ الأنــواءُ فـي شغــفٍ
وتَـارةً يَـحْتَمِي فـي داخِـلِـي الشغفُ
وتــــارةً تُـحْــرِجُ الأنــواءَ, أَسْئِــلَـتي
وتَــارةً أَكْـشِــــفُ النـجوى وأعْـتَرفُ
وعُــذْرُهــا هـالـةٌ والـبـرقُ يَــرْمُقُـها
فَـيُـسْمـعُ الـرعدُ, والآفـاقُ تَــرتَـجفُ
وعُـــــذْرِي الـشمعةُ الألاءُ تَـحْمِلُـها
نَـسائِـمُ الزَّهْرِ, حيـنَ البـردُ يـحتـرفُ
وبـيننــا مِـنْ حديثِ الـدفءِ ما نَـبَتَتْ
بــه النـخيل علـى أطرافها السعفُ
فَــطَلْــعُـهـا أَحْــرُفٌ دُريَّــةٌ مُـزِجَـتْ
بِـخـالِـصِ التِّبْـرِ والـوَرْقـاءُ تـقـتطفُ
وجـاءَنـا الصُبْحُ في اسْتحيائِهِ, خَجِلاً
ووجْهُهُ الشمسُ, تبدو ثـمَّ تنكـسِفُ
يـحثُّها بلبلٌ فـي الـروضِ أطـــربَهــا
وغــادةٌ قَــدْ دَعــاها الـدُرُّ والصَّــدَفُ
لِــشاطـئٍ مِنْ فُتاتِ الشمسِ تُربَتُــهُ
ومـاؤهُ مِـنْ عَقـيـقِ البـدرِ يَـكْتَـنِــفُ
فَحـيــنَ أَبْــدى بِكل الــزَّهوِ زُخْــرُفَهُ
وبـينمــا كُـنـتُ في عَـلْـيائِهِ أَقِــــفُ
رأيــتُ خَيــطاً رَمـاهُ النـورُ مُشْــتَعِلاً
فَــقادَنِـي نَـحْو فَـجٍّ كـادَ يَنْكَشــفُ
دَخَـلْـتُـهُ أَقْتَـفـي فـي السيرِ رائــحةً
كَـانَتْ لِـمَنْ في دَياجِي الليلِ تَنْـصَرِفُ
جَـاءَتْ بـشائِرُها والـروحُ مُنـهَــــكَةٌ
والعينُ مِنْ رؤْيــةِ الأطــيارِ تَـرتَـشِـفُ
قَالتْ: سَتَلْقى مَنِ استصعبتَ رؤيتَهُ
وكانَ بينــكما الإدْجـــاءُ والسُـجُـفُ
قُلتُ: الـمواجعُ مِـنْ أقــرانِ حنجُرتِـي
والقَـلْبُ قَــدْ زارَهُ فــي دارِهِ الـدَّنَــفُ
فـأيـنَ أذهـبُ؟, لا الأسفـارُ تـخبـرُنـي
ولا الــريـــاحُ, ولا الـزرقـاءُ تَــعْـتَـرِفُ
قَالتْ: هُـنــالِكَ عِنـدَ الشـطِ قـارِبُـهُ
جَلِيسُهُ الظـلُّ, بِالإغْـفـاءِ يَتَّــصِـفُ
وحـولَـهُ الـماءُ, والأسماءُ قَـدْ نُـثِـرَتْ
ووجهُهُ عَنْ ثُقُـوبِ الضـوءِ يَـنْـحَـرِفُ
فَـرُحْتُ أوقِـدُ فـي دَرْبِـي ومُـتَّـجَـهِـي
ومَهْمَهِي, ما عَلَـتْهُ النـارُ والـكِسَفُ
فَـرِيشَةُ الطـيـرِ بِـالإيـمـاءِ, تَـعْرِفُـني
ورَعْـشَـةُ الـحبـرِ والأقـلامُ والصُحُفُ
ولَسْـتُ لِلـخيلِ نِـدَّاً, إنْ غَـزَتْ طُرُقِـي
وأَصْحَبُ الشُّهْبَ والـجَوزاءَ أَخْتطفُ
أتـيـتُ يا مَـنْ لَـهُ الـقِنْديـلُ مُـتَّـقِـدٌ
وفوقَـهُ الهـدهـدُ الـرحـالُ مُـعتكفُ
أتـيـتُ يا مَـنْ على مِجْدَافِهِ نُـقِشَتْ
مَـآثِـرُ العُـرْبِ, مِـنْ آحـادِهـا الـتـحفُ
أتـيـتُ يا شعر إن أنكــرتَ لي طــرفاً
فتلك صنعاءُ منــها الجــذع والطرفُ
/
/
/
- تمت -[/align]
تعليق