وطن وحبيبة وجراح
ما زال جرحى ...
و الأغنيات تفتح خلفه
سفر التجدد
المسافات / اللعنة
تختصنى بالرحلة الأولى
أبث وجدى للرياح
فتختلج نبضاتها
يعودها التوهج ذاته
كما لو أفلتوها من متاريس الترصد
(2)
ما زال جرحى ... و القناديل
منذ أن كان الرحيل
يغلق الليل شباكاً اخيراً
يؤجل قبلةً أرسلتها
الى دارى البعيدة
الى أمى .. وجه حبيبتى السمراء
وطن علمتنى حشرجاته الغناء
الى العصافير التى طالما كدست
محيط حلمى - بالزقزقات -
و هذا الفضاء
(3)
المدى أضيق من روحى
و من قلبى السقيم
والزمن المعلق ، و الرسائل ،
و الجحيم
المساء الأعلى من دهشتى البكر
يوغل فى السفر ...
لتمر الليالى كالخريف المر ،
كالطود العظيم
لا يملك البحر ما يملكه الدمع
من سحر و من اثر
كذا لا يملك العشاق
سوى حنينهم القديم
(4)
لأجلك مارست طقوس الشجن
عرفت الغربة .. و اللوغريتمات
عانيت فوق الحزن .. حزن
ولبستك وطنى المدان .. هويتى
و أوجاع الشتات
لا تتنكرى لدمى المشتاق
- حبيبتى -
فوجهى المنحوت من أرق المدن
مل المنافى و الفيافى و الجهات
(5)
أحبك ..
فيقذف لى الفراغ جناح
أقول - وأخلع الخوف عنى -
أحبك
كل المعابر أغلقت .. و أنا
كل المنافذ أتلفت .. و أنا
كل المواعيد أجلت ...
و أنا أحبك
أعرف أنه ممنوع
و أن على رأس الممنوعين
من أحبوك ..،
من أسكنوك صدورهم
و الجراح
(6)
أحبك ..
فيفجر سرب حمام
- أفلت من يد صياد -
صباح
تبدأ الفراشات نشيدى الأخير
- منذ مسافتين على وجع الناى أنتظر
لا اليل يأتى بالأحبة .. و لا الفجر
لعشقك يا وطنى نكهة الحزن المقفى
و قلبى على البعد البعيد يستعر .
البحر يقترب قليلا من جبهتى
- ما أعنف البحر حين تختمر
فى ذاكرته الصور -
تهرب الفراشات
خلف الشموس التى أفلت
على مرأى من الحراس
يسقط النشيد
يبقى الأفق مشتعلاً
كصدر نورس شريد
و أبقى أنا وحيد
شعر /
باسم محمد ابو جويلى
تعليق