أتيت في زمان غريب عني ... لأنني عشت في مكان غير المكان ... حيث كانت رئتاي تستنشق
الهواء النظيف ... الذي يزيدها حيوية ونشاط ... فكيف لي من بعد العطاء ... والكرم السقوط في
هاوية الشح والغموض الملتف ببعض النفاق ... حتى ولو زينته الألسنة لطالما كان قبحاً معيب وجوده
في هذه الأوساط ... اشعر وكأنني أدور في حلقة مفرغة لانهاية لها ... سوى المزيد من المتاهات
وكأنه ثعبان ضخما التف حول نفسه فعجز على أن يجد المخرج من نفسه ... غريب هو ظلم النفس
... عندما تطلى جدرانه بسواد الليل الحالك ... وتنار إضاءته بمزيج من نار مع فضة قاتمة ... فمن
أين يأتي الشعاع ... هكذا تسير الأمور في هذا الزمان ... يمشي الأعمى ويقوده المخادع ... يسرق
اللص ... ويشيد به التاجر ... تخون المرأة وتتظاهر بالعفة ... يلبس الجميع جلوداً ليست لهم ...
متنكرين ولكن لا يعلمون متى يرجعون الأمور إلى نصابها ... لأنها ببساطه خرجت عن النصاب
وباتت تتطاير بين ثنيات الرياح ....... حتى تلاشت ...
آذان تصغي لكلام مبهم وكأنه رموز ... بينما هي تدعي العلم والمعرفة ... نجد أماكن يشغرها من
ملئ عقله الجهل والفراغ وكأنه سطح منزل مهجور ... بينما عقول رسخ فيها العلم ورست على
شواطئها المعرفة ... تضمحل وتندثر فلا تجد من يضعها في مكانها المخصص لتكمل مشوارها ...
وها أنا أعود من جديد لأقول بالفعل زمان غريب بات فيه الحر .. أسير ... والعالِم ... مجهول ...
والحق مهدور ... والعزائم تخور
... وكم ... كم من حاضر سفيه اعتلى على ماضي أصيل ومشهور ... !!!
بقلم : عهود الحربي
تعليق