أعزائي
رائع جدا ذلك الشعور الذي ينتابك و أنت تصادف هدبا
ثاقبا على حين غفلة يحط عليك . يقتحمك ، يخترقك ،
يرنو في صمت إليك . ثم يمضي تاركا وهجا ، و عطرا
غجريا ، غير مشفق عليك .
ذلك هو مذاق قصيدة ثلجي " ألواح الهزيمة " تُلمع إليك
فتصبو ، و تتفرس فيك فتحنو ، و إذا هي جموح المعاني ،
يستعصي عليك , يعلو بك وينتفض، ثم يفر في غنج من
بين يديك .
ينشئها العنوان ، أو لعلها تنشئه . فهما مزيج رائع ، يلدغك
بمقدار، و يُنشيك بمقدار ، و تهم بالكأس ترشفها ، فإذا
عبيرها يخلب ، ثم لا ينقاد إليك .
يطالعك في ا لعنوان ، الاسم الجمع , فتتفتق في النفس
الجراح , فقد أمست هزيمتنا هزائم . و تقبل على الأسطر و
قد عاودك في الحلق مرار . و الخيبة ملء الفم , ما
أكثر ما اقترفنا من الزلات . لكن الضياء يتراءى بين ا
لسطور. ذلك من عجيب المفارقات . و الخيبة تلد نصرا
خفيا, ما أعظم الحلم في زمن جافته المعجزات .غافلك
العنوان و خاتلك تلك أولى الانتصارات
و الهزيمة تلوح كقدر تحتّم ، حفظ في اللوح سنينا فتأثّم . و ا
لهزيمة نخرت الجسم ، فهو عظام ما يفيدها التألم .و لا
العويل و لا الأسف و لا التندّم . لكن الهزيمة تلوح ،كألواح
السلاح ،يتخفى بعضه طيّ الثوب ، و يظل بعضه ،للقنص،
للبطش ، للفتك . ذلك فعل مباح .قد جاء أوان الانتقام من كل
سفاح.
كل تلك المعاني تحتملها كلمة الألواح عند العرب ,يشهد
بذلك "لسان العرب ّ
و إذا العنوان يسعر فيك الرغبة في الطرب. أليس الطرب في
معناه بعض عناء ، و نشوة ، و نصب ، و غضب [ الطرب
من الكلمات الأضداد في العربية .]
وثني القصيدة ، تتشكل صورة ضمير المخاطب قد انفصل
عن الذات ، حتى تستبيح العقاب ,ثم يتلبس بها فإذا هو الأنا ،
تلك آيات العذاب .نشهدها فرادى و جماعات , بأيدينا حكمنا
على أنفسنا بسوء العاقبة و المآب.
الضمائر في القصيدة نقطة الخطر أنا بعضك و أنت بعضي
و التقينا فما حلا لنا المستقر ,علينا أن نعيد النظام إلى
صفوفنا ، ليس عدوّنا وحده رأس الخطر، فبين ظهرانينا
من علينا أن نتقيه ، و نأخذ منه الحيطة و الحذر،
هذه الدمى الساقطة، و الجنود الصامتة ،اتبعنا خطاها دهورا ،
فقادتنا إلى جحيم سقر و اليوم تهاوت الأصنام من عل و
سقطت الأقنعة . فلنبد ِ جهارا ما كنا نسر . لقد كفرت
بساستهم جميعا و فقدت الإيمان بغيرك يا صديقي، فهيا
نمتطي ، و نبني صرح مجدنا الأغر ,مجد رغم أنوفهم ، له
في الذاكرة ألف شاهد و خبر لكنه زمن الخيبات ، و
الغضب فينا يقدح كالشرر. ينساب همسا خفيا في بداية ا
لاسطر [هب هزيمة أما] و تعاوده قواه مع كل مقطع و في
نهاية كل سطر. هل القصيدة براعتنا الوحيدة ؟ ويح الكلام أ
ن لم يفضح عريكم و سخفكم بل ويح الكلام إن لم يكن
للقضية ينتصر.
ومدار الكلام في القصيدة على الإنشاء و الخبر . لكنّ
الإنشاء يحاصره بدءا و ختاما يبدأ رفيقا ثم يشحذ في وجهه
سنانا و الالتماس الذي خطه الأمر في بداية القصيدة يصبح
استفهاما للفضح للوم و التانيب,ّ" كفانا أوهاماّ"
أخباركم ما عادت تهمنا علينا أن نتعلّم اليوم كيف نصنّع
الأحلام، . كيف نخرج مما تعودنا و نطرحكم بعيدا رمة و
ركاما كيف نطهّر من سوسكم ألواحنا والعظام
ساعتها فقط يلوح جواد، يحطم الأصفاد و تتألق من جديد
عيون الغجرية ،بشعرها المبعثر و عطرها الفريد و سهامها
النارية، و كذلك يعزف ثلجي بالحرف ترانيمه السحرية
لينتصر للصبية الفتيّة العربية
م.ع
عندما التحقت بعالم النات وجدتني أتوقف كثيرا عند أسماء لا عهد لي بها في دنيا الواقع و لكنها استطاعت أن تشد انتباهي بإعمالها مما جعلني اسعي إلى ملامسة نصوصها عن قرب
و هذا شان نصوص الأستاذ الشاعر القدير جدا محمد ثلجي و الذي اكتشفت بالصدفة انه واحد من الكتاب في هذا المنتدى لذلك رأيت أن أدرج قراءتي الخاصة لنصه "الواح الهزيمة "
تمنيت فعلا أن لو كان في الإمكان ان اتصل به حتى انشر المقال في ذيل القصيدة و لكن أمام عجزي عن تحقيق هذا الطلب أورد نصي في انتظار ان ينشر بنفسه قصيدته حين يتيح الله فرصة اللقاء
و هذا شان نصوص الأستاذ الشاعر القدير جدا محمد ثلجي و الذي اكتشفت بالصدفة انه واحد من الكتاب في هذا المنتدى لذلك رأيت أن أدرج قراءتي الخاصة لنصه "الواح الهزيمة "
تمنيت فعلا أن لو كان في الإمكان ان اتصل به حتى انشر المقال في ذيل القصيدة و لكن أمام عجزي عن تحقيق هذا الطلب أورد نصي في انتظار ان ينشر بنفسه قصيدته حين يتيح الله فرصة اللقاء
رائع جدا ذلك الشعور الذي ينتابك و أنت تصادف هدبا
ثاقبا على حين غفلة يحط عليك . يقتحمك ، يخترقك ،
يرنو في صمت إليك . ثم يمضي تاركا وهجا ، و عطرا
غجريا ، غير مشفق عليك .
ذلك هو مذاق قصيدة ثلجي " ألواح الهزيمة " تُلمع إليك
فتصبو ، و تتفرس فيك فتحنو ، و إذا هي جموح المعاني ،
يستعصي عليك , يعلو بك وينتفض، ثم يفر في غنج من
بين يديك .
ينشئها العنوان ، أو لعلها تنشئه . فهما مزيج رائع ، يلدغك
بمقدار، و يُنشيك بمقدار ، و تهم بالكأس ترشفها ، فإذا
عبيرها يخلب ، ثم لا ينقاد إليك .
يطالعك في ا لعنوان ، الاسم الجمع , فتتفتق في النفس
الجراح , فقد أمست هزيمتنا هزائم . و تقبل على الأسطر و
قد عاودك في الحلق مرار . و الخيبة ملء الفم , ما
أكثر ما اقترفنا من الزلات . لكن الضياء يتراءى بين ا
لسطور. ذلك من عجيب المفارقات . و الخيبة تلد نصرا
خفيا, ما أعظم الحلم في زمن جافته المعجزات .غافلك
العنوان و خاتلك تلك أولى الانتصارات
و الهزيمة تلوح كقدر تحتّم ، حفظ في اللوح سنينا فتأثّم . و ا
لهزيمة نخرت الجسم ، فهو عظام ما يفيدها التألم .و لا
العويل و لا الأسف و لا التندّم . لكن الهزيمة تلوح ،كألواح
السلاح ،يتخفى بعضه طيّ الثوب ، و يظل بعضه ،للقنص،
للبطش ، للفتك . ذلك فعل مباح .قد جاء أوان الانتقام من كل
سفاح.
كل تلك المعاني تحتملها كلمة الألواح عند العرب ,يشهد
بذلك "لسان العرب ّ
و إذا العنوان يسعر فيك الرغبة في الطرب. أليس الطرب في
معناه بعض عناء ، و نشوة ، و نصب ، و غضب [ الطرب
من الكلمات الأضداد في العربية .]
وثني القصيدة ، تتشكل صورة ضمير المخاطب قد انفصل
عن الذات ، حتى تستبيح العقاب ,ثم يتلبس بها فإذا هو الأنا ،
تلك آيات العذاب .نشهدها فرادى و جماعات , بأيدينا حكمنا
على أنفسنا بسوء العاقبة و المآب.
الضمائر في القصيدة نقطة الخطر أنا بعضك و أنت بعضي
و التقينا فما حلا لنا المستقر ,علينا أن نعيد النظام إلى
صفوفنا ، ليس عدوّنا وحده رأس الخطر، فبين ظهرانينا
من علينا أن نتقيه ، و نأخذ منه الحيطة و الحذر،
هذه الدمى الساقطة، و الجنود الصامتة ،اتبعنا خطاها دهورا ،
فقادتنا إلى جحيم سقر و اليوم تهاوت الأصنام من عل و
سقطت الأقنعة . فلنبد ِ جهارا ما كنا نسر . لقد كفرت
بساستهم جميعا و فقدت الإيمان بغيرك يا صديقي، فهيا
نمتطي ، و نبني صرح مجدنا الأغر ,مجد رغم أنوفهم ، له
في الذاكرة ألف شاهد و خبر لكنه زمن الخيبات ، و
الغضب فينا يقدح كالشرر. ينساب همسا خفيا في بداية ا
لاسطر [هب هزيمة أما] و تعاوده قواه مع كل مقطع و في
نهاية كل سطر. هل القصيدة براعتنا الوحيدة ؟ ويح الكلام أ
ن لم يفضح عريكم و سخفكم بل ويح الكلام إن لم يكن
للقضية ينتصر.
ومدار الكلام في القصيدة على الإنشاء و الخبر . لكنّ
الإنشاء يحاصره بدءا و ختاما يبدأ رفيقا ثم يشحذ في وجهه
سنانا و الالتماس الذي خطه الأمر في بداية القصيدة يصبح
استفهاما للفضح للوم و التانيب,ّ" كفانا أوهاماّ"
أخباركم ما عادت تهمنا علينا أن نتعلّم اليوم كيف نصنّع
الأحلام، . كيف نخرج مما تعودنا و نطرحكم بعيدا رمة و
ركاما كيف نطهّر من سوسكم ألواحنا والعظام
ساعتها فقط يلوح جواد، يحطم الأصفاد و تتألق من جديد
عيون الغجرية ،بشعرها المبعثر و عطرها الفريد و سهامها
النارية، و كذلك يعزف ثلجي بالحرف ترانيمه السحرية
لينتصر للصبية الفتيّة العربية
م.ع
تعليق