..
مازلت أذكر صورتك الأولى.. مازلت أذكرك جيدا.. ما زال طيفك الأول يرقص في ذاكرتي كلما تنفست بعمق، رغم كل المقاومات القديمة..
..
كـنت مربكا أمام شكوكي بالمقاومة الأخرى التي كنت تفرضينها أمام ما تكنين لأجلي من مشاعر.. ارتباك وضعت له نهاية..
..
أمازلت تذكرين رحلتنا الأولى مع الجنون ذاك المساء.. أما زلت تذكرين وقوفي الشامخ تحت المطر..
..
كان طقسا من طقوس الحب أن أتطهر.. قررت يومها أنه لا بد لي قبل أن أتنفس عطرك أن أتطهر.. كان المطر يغسلني من بقايا حزني القديم.. وكان يغسلني من خوفي القديم.. تبللت يومها مدينتي وتبللت معها عروقي.. وغسلني المطر كما لم يفعل من قبل.. انتظرت لقاءك يومها بمزيد من الشوق.. والجنون.. والاحتراق.. وأتيت بكل دفء.. لم تقتصدي لأي لحظة شيئا.. لأن الدفء الذي يسكنك يتجدد.. نظرت إلي تتلمسين تضاريس وجهي المنبهر بك.. ابتسمتِ بعمق.. وبكيتِ بعمق.. في اللحظة المجنونة نفسها.. وارتميت بين ذراعي.. كان جسدي يرتجف، ويداي تمتدان بخوف.. ضممتك بعنف.. وسألتك.. ربما لم أسألك تحديدا بجملة واضحة.. كانت عيناي ترسمان سؤالي المبهم.. سؤال قرأتهُ عيناك على عجل.. وأجبتني: "حبيبي أنا جد سعيدة بك"..
..
جمعنا المكان.. وباعَدْتُ المسافة الفاصلة بيننا.. سألتني عن عذري، وحجتي في ذلك.. فقلت فيما قلت: ".. دعيني أتلذذ بالنظر إليك.. فأنت جمعت بين سحرين.. سحر البدر المكتمل، وسحر الشمس في أجمل أيام الربيع.. البدر في عليائه يغرينا بالشعر، وبالغناء، وبالحب ويروي شيئا من عطشنا الرومانسي وهو بعيد عن أيدينا.. والشمس تمنحنا الدفء الذي يمنحنا الحياة.. دعيني أحيا تحت وهج عينيك دون أن تحرقيني.. فإن أحرقتني ضاع الشعر، والحب، والجسد.."..
..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ