عاشور والحمار بقلم : نافع سلامة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نافع سلامة
    عضو الملتقى
    • 24-05-2008
    • 30

    عاشور والحمار بقلم : نافع سلامة

    على عادته العنترية، جهز (عاشور) حماره الوحشي، ووضع عليه (البردعة)، واللجام الكتاني بعد ان ارتدى جلبابه الحريري الفضفاض، وامسك بعصاه الافعوانية وخرج الى مزرعته ليتفقد الاحوال والعمال، وكل شغله الشاغل فوق ظهر الحمار كيف يبدو في ثياب الكبرياء والزهو امام الجلوس فيمسك طرف شاربه الذي قارب ان يكون مثل قرني الثور ويبرم فيه ليزداد طولا، فالرجولة عنده ماهي الا ثلاثة اشياء، خشونة، وشارب، وعضلات. وكأن الرفق والليونة،والعطف، من صفات النساء فقط. وفي الطريق حين يبدو في مرمى عينيه فوج من ماسكي السيرة جالس على احدى جانبيه، قبل ان يقاربه، يشد منكبيه وينفخ صدره، حتى يبدو في صورة الرجل المغوار، وها قد قارب جمعا من المحنكين في هتك اسرار الناس، وفجأة وقف الحمار و(ترنح) الى الوراء، فقد بدت امامه حفرة عميقة نتيجة حفر لمد خطوط الماء الى القرية فزمجر العنتري غضبا قائلا: في نفسه.. كيف ايها الغبي تحطم كبريائي امام الغوغاء..؟فضربه ضربة على رأسه تألم منها الحمار بالآهات، ولكن الحمار يبقى حمارا، فلو يعرف ان فعلته هذه سوف تقوده الى مصيبة نكراء، وان من فوقه لايقل عنه غباء، لاقتحم الحفر دون ان يبالى بالنتائج ، فصرخ عاشور به وبضيق (حااااء) ففرمل الحمار للخلف، وياللهول... وقعت الكارثة، اذ سقط عاشور على اثر الفرامل الحيوانية، وتلطخ طينا وماء، وضاعت فرحة زهوه اليومية المعتادة، فما كان من الجالسين الا ان اغاشاهم الضحك الساخر مما جعل العاشور يشمخر غضبا على حماره، فاحكم قبضته على الافعوانية، وانهال عليه ضربا مبرحا، وعلى اثر ضربة قوية من صميم الغيظ واللاانسانية بين اذنيّ الحمار، سقط مغشيا عليه تسيل من انفه الدماء.حيث رأى الناس المنظر ورددواً من يرحم هذاالحمار من وحشية الانسان، وتذكروا عنترة حين قال مواسيا حصانه:

    لو كان يدري ما المحاورة اشتكى .. ولكان لو علم الكلام مكلمى
    ولكن في وجهة عنترنا هذا لا من سبيل لتعاطف او التراحم هنا، فكبرياء النفس فوق كل اعتبارات التراحم والتعاطف وهنا نظر عاشور الى الحمار وكأنه يقول له: وما الغلال التي اترسها لك ترسا ليل نهار الا لتقوى على موقف كهذا، ثم توالت الضربات، فما كان من حيلة ترحمه وتوقف عنه تلك القنابل الافعوانية العاشورية الا ان يستجمع قواه ويقف، فجاء عاشور خلفه ليصلح ما اتلفه السقوط، فقال الحمار: والله لولا اني مسخر من قبل الله لخدمتك لرفستك رفسة تودي بك الى الجحيم، ولكن يرحمك مني انك حمار مثلي، فافعل بي ما تشاء والله المستعان على امثالك .
  • أماني محمد ناصر
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 389

    #2
    [align=center]لله الحمد أنّ الحمار فهم أخيراً على عاشور[/align]
    أحبب أخاك بقلبك، واغفر له، حتى أثناء طعناته لك... فربما، وأنت تسقط مدمياً، تحتاج لأن تضع يدك على كتفه!!!


    تعليق

    يعمل...
    X