مراجعة فكرية في ضوء النقد للماركسية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نبيل عودة
    كاتب وناقد واعلامي
    • 03-12-2008
    • 543

    مراجعة فكرية في ضوء النقد للماركسية

    مراجعة فكرية في ضوء النقد للماركسية

    بقلم : نبيل عودة

    يحتل الفيلسوف الاسترالي المولد كارل بوبرمكانة هامة في الفكر الفلسفي الحديث، خاصة في مجال الفلسفة العلمية ، والدفاع عن الدمقراطية . ويعتبر مؤلفه " أعداء المجتمع المنفتح " ، الذي صدر في نهاية الحرب العالمية الثانية ، من أهم المؤلفات الفلسفية التي طرحت رؤية تطويرية لفلسفة العلوم ، ورؤية تجديدية في الفكر السياسي – الاجتماعي. ويبدو ان الفترة التي عمل بها على كتابه ، عشية وخلال الحرب العالمية الثانية ، قد أثرت على مواقفه ، وأعطته حدة معينة في بعض الطروحات.
    أعتبر نفسي حتى اليوم من المدرسة الماركسية ، ولكني لم أعد ذلك الماركسي المنغلق على فكر فلسفي جاء اقرب للدين من العلم . واعني الماركسية كما درسناها حسب الطريقة السوفياتية. وربما هذه مشكلتها الكبيرة التي لم ينجح العديد من المنظرين الماركسيين من دفع الماركسية خارجها ، ليس لعجزهم ، انما نتيجة سيطرة المدرسة الماركسية السوفياتية ، ودور الكومنترن والاتحاد السوفييتي وقيادات مختلف الأحزاب في الحفاظ على نهج منغلق ، من الصعب القول انه ماركسي ، بل هو أقرب للتقوقع الستاليني الكنسي . وكل من تجرأ وطرح رؤية ماركسية منفتحة ، واجه غضب الكومنترن ، والنقد الحاد والاتهام بالتحريفية ، والطرد من الحزب والنفي أو الاعدام.
    في دراسة للباحث والمحاضر في جامعة تل أبيب الدكتور اشار سيلفان ، حمل عنوان " منظرو الماركسية الغربية" ( باللغة العبرية ) يكشف الكثير من الاشكاليات التي انتقدها المفكرين الماركسيين الغربيين ، والتي أضحت اليوم على لسان الكثير من الشيوعيين لدى اشارتهم الى اسباب انهيار النظام الاشتركي وأخطاء المرحلة الستالينية ، التي لم يخرج منها الحزب والنظام في الاتحاد السوفييتي رغم الانتقاد والاصلاح .. اذ يبدو ان ستالين انغرس عميقا في شخصية الشيوعيين السوفييت وغيرهم من قادة الحركة الشيوعية العالمية ، لدرجة أضحى الخروج من الفكر والعقلية الستالينية بمثابة انتحار شخصي . ويبدو انهم فضلوا انتحار أحزابهم على انتهاء أدوارهم.
    ان عظمة الماركسية كانت بحيويتها واتساع تأثيرها الدولي ، وقدرتها على تعبئة كوادرها بمشاعر بالغة القوة ، وقناعات شبه ايمانية – دينية. واليوم بعد قرن ونصف القرن من بدء نشاط ماركس ، من المثير فهم ما اثارته الماركسية من تأييد ومعارضة ، أشغل عالمنا منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى لحظتنا الراهنة.
    لن أدخل في اسماء المنظرين الشيوعيين الذي دمغهم النهج السوفياتي بالتحريفية . اذ ان هدفي من هذه المقدمة الدخول الى بعض طروحات كتاب " أعداء المجتمع المنفتح " ، الذي صدر أيضا ضمن المرحلة التي شهدت صراعا فلسفيا وتنظيريا وايديولوجيا وسياسيا وعسكريا أيضا بين المؤيدين للماركسية ، كما عبر عنها النهج السوفييتي ونهج جميع الأحزاب الشيوعية تقريبا ، والمعادين للماركسية من المدارس الفلسفية المختلفة ، ومن الأنظمة الراسمالية والاستعمارية التي رأت مخاطر الماركسية على مصالحها الدولية والداخلية أيضا .
    كارل بوبر يعبر عن قلقه على المجتمع البشري من أعداء الدمقراطية . في كتابه "أعداء المجتمع المنفتح " ( صدرت ترجمته العبرية - 2003 ) يستعرض أعداء الدمقراطية عبر تاريخ الفكر البشري كله ، بدءا من أفلاطون، ملهم الفكر التوتاليتاري ( العسكريتاري ) في التنظيم الاجتماعي ، كما يطرح فكره ، ويمكن تسمية توتاليتيرية أفلاطون بالمرحلة الرومانسية ، عبورا بفكر هيغل ، وصولا الى ماركس .حيث قام بتقطيع أو تجزيء النظرية الماركسية الى أجزاء عدة ، وشن على ماركس هجوما حادا متهما نهجه وفكره بالمسؤولية على مآسي عصرنا . . لكونها أكثر الفلسفات التي أثرت على القرنين التاسع عشر والعشرين وما زال تأثيرها عميقا حتى ونحن ندخل الألفية الثالثة بعد الانهيار الكبير في نهاية الألفية السابقة للأنظمة التي قامت على أساس الفكر الماركسي وللعديد من أحزابها الرئيسية .
    قراءتي لم تكن نقدية ، انما قراءة تعليمية لفهم اتجاهات النقد البرجوازي للفكر الماركسي.الى جانب ان الكثير من المصطلحات المستعملة بالترجمة العبرية أشقتني لفهمها وبعضها ظل غائبا عن فهمي . ويؤسفني ان مثل تلك الأعمال تبقى غائبة عن المكتبة العربية ، وأكاد أجزم ان اللغة العربية تفتقد للمصطلحات التي يمكن ان تعبر عن المضمون الذي يريده الكاتب ، لأن بعض ما استطعت تفسيره أعجز عن ايجاد صيغة عربية تصلح لصياغة مضمون ما يطرحة الكتاب . ولنا تجربة في الترجمات العربية المبهمة لكتب هامة جدا وعلى رأسها "الاستشراق" لادوارد سعيد ، الذي فشلت في قراءة نصه العربي وقرأته بترجمة ممتازة باللغة العبرية. وهكذا فعل عشرات المثقفين العرب ، وقسم منهم قراءه باللغة الانكليزية ، كما تبين لي فيما بعد . وقد قرأت نقدا للمفكر العربي البارز هاشم صالح للترجمة العربية لكتاب "الإستشراق" ويدعو الى ترجمته من جديد، لأن ترجمته غير مفهومه للقارئ العربي .
    ان فكر المجتمع المنفتح يحتل حيزا هاما في أيامنا هذه أيضا ، ربما أكثر من اي فترة تاريخية حديثة.. وبالتاكيد أكثر من الاهتمام بالمجتمع المنفتح في فترة منتتصف القرن العشرين عندما أصدر بوبر كتابه المذكور.
    بعض نقاد كارل بوبر يؤكدون ان طروحاته ازدادت أهميتها في وقتنا... لفهم المراحل التاريخية الراهنة ، وأسلوب صياغة النشاط السياسي المعاصر.
    كارل بوبر يوجه نقدا على أعداء الدمقراطية في الماضي والحاضر . من هنا نقده لأفلاطون ، مؤلف " الجمهورية " وتحليله لفلسفة هيجل ، وتناوله لفلسفة ماركس . ولكن البارز ، بغض النظر عن نقده " لأعداء الدمقراطية عبر التاريخ " هو أن دفاعه عن الدمقراطية بشكل بارز وعميق ، هما من مميزات كتابه ، وفي هذا الأمر يعتبر الأبرز بين فلاسفة القرن العشرين .
    وكذلك احتل المقدمة في مجال الفلسفة العلمية ، اذ كانت رؤيته ان الحقائق في العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية ، هي اتباتات القصد منها كشف الأخطاء وليس لاثبات صحة نظرية معينة، وأن العلم لا يتقدم من حقيقة الى حقيقة أخرى .. انما من اكتشاف خطأ الى اكتشاف خطأ آخر ، وان تقدم العلم يلخص كله في اكتساب معرفة سلبية .. وأن هذا يقود في النهاية الى الحقيقة.
    عبر هذه الرؤية ، التي آمل اني نقلتها بوضوح ، حقق كارل وبر ، تغييرا ثوريا في فهم العلوم ، لذا يرى البعض أن بوبر أنقذ بفلسفته الرائدة العلوم من الترهل والتفكك ، وأحدث قفزة في التفكير العلمي وفي فهم فلسفة العلوم .
    ومن نفس المنطلق انتقد بوبر النظريات الشمولية ، التي ادعت معرفة كل شيء، بل وطرحت شكلا جديدا لهندسة المجتمع والسلطة للوصول الى النظام المثالي وجعله نظاما ثابتا ومستمرا الى الأبد ، كما فكر الفيلسوف الاغريقي افلاطون ، في جمهوريته ... وكما فكر كارل ماركس عن نظامه الاشتراكي والشيوعي، وكما فكر زعيم الفاشيين الايطاليين موسوليني ، وكما فكر الزعيم الألماني هتلر وكما فكر العسكريين في اليابان... كلهم ظنوا انهم يعرفون ما يفعلون، ويعرفون مصلحة المجتمع وتنظيمه المثالي، وما يصح فعله وما هو عادل للمجتمع الانساني، بل ويعرفون الطريق لتحقيق نظرياتهم ، وأعلنوا نظرياتهم وبرامجهم ( هندستهم الاجتماعية ) التي تقود الى تحقيق المجتمع المثالي.
    بلا شك ان أفلاطون (والفارابي أيضا في مدينته الفاضلة) وماركس ساهموا، كل واحد بقدر ما ، بدور عظيم في تطوير الفكر البشري.. وتعميق الوعي بحقائق الحياة وأهمية النظام الاجتماعي والعدالة الاجتماعية ، وكانوا نظريا وفكريا على نقيض من الفكر النازي والفاشي ، وفكر نيتشة الألماني مثلا ... الذي اعتمدته النازية كفلسفتها الرسمية.ولكن الحقائق العملية ، وبغض النظر عن الرؤية الانسانية لأفلاطون وماركس وهيغل في بحثهم عن المجتمع الفاضل والعادل والنظام الذي يحترم مكانة الانسان ودوره ، قادت الى تشكيل دول عسكرية ( توتاليتيرية) مستبدة ، تحت شعارات المساواة والعدالة والدمقراطية .
    هل كانت نظرية ماركس للمجتمع العادل مثلا غير قابلة للتطبيق الا بالأسلوب الذي عرفناه ؟
    رؤيتي الشخصية ان الماركسية مشكلتها كانت في التطبيق وليس في الفكر .. وفي الجمود العقائدي الذي أصاب الحركات الماركسية ، وليس في جوهر الماركسية الاستبدادي.
    من الواضح ان الفكرالشمولي العسكري نجده في فكر افلاطون السياسي والاجتماعي .. أو يقود اليه تلقائيا. وهذا هو مضمون تصوره لجمهوريته ، حيث قسم الناس الى فئات وطبقات : طبقة الحكام ، طبقة العسكر، طبقة المنتجين... الخ . وكان القصد تحقيق وحدة فكرية سياسية تقضي على الخلاف الفكري والصراعات بين التيارات المختلفة ، وقد تأثر الفارابي بهذا الفكر .. ولكنه موضوع آخر..
    بوبر يعتقد ان نظرية ماركس لم تقع بعيدا عن فكر افلاطون.. في فهمها لهندسة الدولة العتيدة، بالخطوط الرئيسية على الأقل.. وبالتطبيق نفذ الفكر الأفلاطوني بقوة أكثر ، حيث تحول الحزب الحاكم الى الطبقة الحاكمة، والعسكر الى حماة الطبقة ( النظام ) الحاكمة ، وصيانة السلطة المطلقة للحزب ، وتحول المنتجين ( الشغيلة ) الى مصدر تمويل للدولة – الحزب – الطبقة الحاكمة.
    اؤمن بشكل مطلق ان أفلاطون حركته افكار انسانية بالأساس .كيف يمكن بناء دولة ذات صفات أخلاقية في وقته . ومن المؤكد اليوم ان كل الدول التي سارت على هندسة افلاطون وماركس لبناء دولة ، أسقطت الجانب الجوهري الانساني الأخلاقي ، واندمجت بالجانب النفعي للمجموعة المتسلطة. وبالتالي تحولت الى طغم استبدادية عسكرية لا تختلف في جوهرها السلطوي عن الطغم في الأنظمة الظلامية . واليوم الصورة أكثر وضوحا أمامنا .
    بوبر لم يخف اعجابه بأفلاطون : " أعظم الرجال هم الذين يمكنهم ارتكاب أكبر الأخطاء" ، والسؤال المحير هنا كيف يمكن لأشهر العباقرة في التاريخ الانساني، ان تصبح فلسفتهم تغطية لأكثر الأنظمة استبدادا؟
    التوتاليترية ( العسكرتارية ) كما تطرح هي انفراد النظام بادارة كل نشاطات الأفراد السياسي والاجتماعي والانتاجي والثقافي ، عبر الضغط والترهيب والقمع ونفي رأي الآخر وحقه في التعبير والنقد ، والنظام ينشئ في هذه الحالة نظاما تربويا ينفي بشكل مطلق امكانية ترك مساحة فكرية لحق نقد النظام ، الذي يخرس النقد تحت تغطية الخدمات والمنجزات التي يحققها للمجتمع . متجاهلا الفرد وخصوصياته ، ومحاولا تذويب الخاص بالعام . وبالتالي مهما خصص النظام العسكري من جهود لتطوير المجتمع اقتصاديا وعلميا وثقافيا ، فان ضرره الاجتماعي والاقتصادي على المدى البعيد ، بالغ القسوة ، ومدمر للإنسان وللمجتمع وبالتالي للنظام نفسه ، الأمر الذي سينعكس في لحظة تاريخية معينة ، كاشكال لا خروج منه الا باسقاط كل الهندسة النظامية القائمة واستبدالها ، وليس شرطا ان يكون الاستبدال لنظام أفضل!!
    في الواقع ان أفلاطون نفى أهمية الفرد ، كذلك النهج السوفييتي للماركسية. بينما منظرين ماركسيين غربيين ، اوروبيين ، لم ينفوا أهمية الفردانية ، ودورها الخاص في اطار الهدف الأسمى للمجتمع العادل الجديد. راجعوا مثلا مفهوم المثقف الموضوعي في فكر المنظر الشيوعي الرائع انطونيو غرامشي الايطالي ، والذي يعتبر من المنظرين المحدثين في الماركسية.
    ومع ذلك يبقى أهم فيلسوف ظهر في تاريخ الفكر الانساني كله ، أفلاطون .. هو المنظر الأول لأسوأ هندسة اجتماعية سياسية عرفتها البشرية حتى يومنا الراهن. وحسب افلاطون يجب الابقاء على عدم المساوة ( التفاوت ) بين أفراد المجتمع ، والخضوع للنظام الصارم جدا لما فيه " خير" المجتمع ، ويعطي الحق للمسؤولين ان يكونوا قيمين على الحقيقة وممارسة الكذب لما فيه الصالح الاجتماعي. تماما كما كذب علينا قادتنا الشيوعيين واعترفوا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بأنهم كانوا يكذبون علينا لانهم ظنوا ذلك لمصلحة الجمهور؟!*
    وهنا يلح علي سؤال : هل من صفات العبقرية الشخصية ، القدرة على اشغال البشرية ، واثارتها بطروحات غير عقلانية؟ وهل عبقرية كارل بوبر مثلا ، في رؤيته للمجتمع المنفتح ، وضرورة الدفاع عن دمقراطيته التي لا شك بتوهجها، هل هي طرح غير قابل للإنجاز .. تماما مثلما كان طرح ماركس عن مجتمع العدالة والمساوة غير قابل للإنجاز ، كما يدعي ؟ ام ان هذا الطرح ينظر لجيل بشري لم يولد بعد ؟
    لا أجدد في القول ان ماركس أحدث ثورة في الفلسفة. . وثورة في المفاهيم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية .. واوروبا بعد ماركس لم تعد هي اوروبا قل ماركس ،.وكذلك العالم بعد ماركس هو عالم مختلف بفضل تأثيرات ماركس العميقة والحاسمة على تاريخ التطور البشري منذ ظهور فلسفته وظهور التنظيمات الماركسية المختلفة.
    ماركس لم يكن مجرد فيلسوف منعزل، بل كان نشيطا سياسيا ومنظما ومنظرا وموجها ، وأسس مع زميله انجلز العصبة الشيوعية الأولى في منتصف القرن التاسع عشر.كأول تنظيم سياسي عمالي طبقي ، ومع صعود قوة الطبقة العاملة وتنظيماتها الماركسية أقام أول تنظيم دولي شيوعي – " الأممية الشيوعية الأولى " - ( 1864 ) .. التي وحدت الأحزاب العمالية في انكلترا وفرنسا والمانيا والنمسا واسبانيا وغيرها من الدول وأعطت قوة تنظيمية وفكرية لظهور تنظيمات عمالية في أقطار أخرى ... وصدر عن الأممية الأولى اليان التأسيسي الشهير اسم "البيان الشيوعي" الذي صاغة ماركس وزميله انجلز ، محدثا هزة أرضية في العالم القديم ، ومعلنا: " ان استلام الطبقة العاملة للسلطة السياسية في العالم كله هي مهمة اساسية للعمال".
    هل كان الخطأ في الرؤية الماركسية ، أم في فشل المتابعين والوارثين ؟
    وهل عبر ماركس عن رؤية تاريخية علمية أم مجرد رغبة غير قابلة للإنجاز ، بسب طوباويتها المبالغ فيها ؟
    وكيف صار ان فكرة انسانية لاسقاط الاستبداد الطبقي ، وبناء مجتمع العدالة والمساواة ، تحولت هي نفسها الى نظام استبدادي قمعي مطلق ، لدرجة ان الاستبداد والاستغلال البرجوازي في النظام الرأسمالي صار جنة بالمقارنة مع واقع العمال في "نظامهم" الاشتراكي ؟!
    هذه الأسئلة أتركها للحوار .
    من ضمن الطروحات الهامة في "اعداء المجتمع المنفتح " رؤية بوبر ان المجتمع يجب ان يكون في خدمة الانسان ( المواطن ) وليس المواطن في خدمة المجتمع . المسيح يقول أيضا : "الدين في خدمة الانسان وليس الانسان في خدمة الدين " وهذا القول عبقري وعظيم اذا اتبعته الديان واتخذته الأنظمة الحاكمة نهجا لمجتمعاتها .
    يطرح بوبر موقفه القائل ان التنبؤات اللتاريخية هي خارج المنهج العلمي... وهي أقرب شيء للإيمان الديني.
    وهنا نسأل : هل الثورة البروليتارية حسب ماركس هي حقيقة علمية ( حتمية )لا يمكن تجاوزها ؟
    اسئلة أخرى للحوار.
    وهل كان الطابع البنيوي للماركسية يشير الى كونها دينية أكثر من كونها علمية؟
    الأمر الأساسي الذي أود تأكيده ان هناك أربعة أقانيم مركزية مشتركة بين ايديولوجيات الأنظمة التوتاليتيرية الحديثة ، رغم بعض الأختلاف بينها ، وقد طرحت هذه الأقانيم الأربعة في فلسفة أفلاطون ، وهي : أولا ، النظرة التاريخانية – الحتمية التاريخية ( هيغل وماركس آمنوا بوجود حتمية تاريخية ( وهي عقيدة تؤمن أنه يوجد سبب موجه لكل الأحداث في الطبيعة والمجتمع البشري وارادة الانسان ، هيغل راى ذلك بالفكرة المطلقة .. وماركس فسرها بالمادية التاريخية ) ثانيا ، الايمان بوجود خواص أبدية ثابتة ، ثالثا ، المجتمع المنغلق ومنع النقد والبحث العلني – المنفتح بهدف الدفاع عن الشيء الجيد ، رابعا ، حكم طبقة معينة ووجودها أعلى من سائر الطبقات من أجل ان تهتم لكل المجتمع او للدولة بفضل نوعيتها أو حكمتها المتفوقة على الآخرين .. هل حقا كانت القيادات في الدول الاشتراكية والأحزاب الشيوعية ، هي "الطبقة" المؤهله فكريا وعقليا وأخلاقيا للقيادة والكذب لما فيه مصلحة المجتمع والجماهير ؟!
    ويلخص كارل بوبر نظرته بقوله : ": ان كل المحاولات لخلق جنة على الأرض تقود دائما الى جهنم ".
    الموضوع مفتوح لمزيد من المداخلات .

    * - حسب اعتراف لماير فلنر سكرتير عام الحزب الشيوعي الاسرائيلي في محاضرة له في الناصرة على أثر انهيار المعسكر الشيوعي .

    [align=right]نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي – الناصرة
    nabiloudeh@gmail.com[/align]
  • أبو صالح
    أديب وكاتب
    • 22-02-2008
    • 3090

    #2
    عزيزي نبيل عودة في أول مداخلة لي في هذا الموضوع، وبعيدا عن الإلحاد الذي أظن أنا أنه جهل لأنه يتعارض مع أبسط أدوات المنطق والموضوعيّة والعلميّة وفق حتى الموازين الماديّة لو أردنا أن ننظر له بعمق.

    الشيوعية من وجهة نظري فكرة رائعة وجميلة وحالمة في نفس الوقت وذلك بأن يتساوى الناس جميعا في كل شيء ويكون كل شيء مشاع لأي إنسان،

    ولكن هل هذا ممكن؟ أو منطقي؟ أو موضوعي؟ أو يتطابق مع حقيقة الإنسان ونزعاته ورغباته؟ خصوصا عند ربط هذا الفكر مع المادة؟ ناهيك عن تطبيقها من خلال مفهوم الدولة القطريّة الحديثة؟! التي تعتمد على القوانين، والقانون وفق المبدأ المادي هو مجرد ورقة عليها بعض الكتابة، ومن يعطي للقانون حياة هو رجل القانون أو رجل الدولة، وفي تلك الحالة يصبح وفق المفهوم المادي فوق القانون وهنا هي الإشكالية التي وقعت فيها الشيوعية، فأدوات تنفيذها كانت سبب تدميرها ونسفها

    ما رأيكم دام فضلكم؟

    تعليق

    • نبيل عودة
      كاتب وناقد واعلامي
      • 03-12-2008
      • 543

      #3
      الأخ أبو صالح
      لا شك ان الفكرة الشيوعية هي الأكثر انسانية .
      السؤال : هل الانسان جاهز أخلاقيا لتطبيق هذه الفكرة ، بفهم كامل انه مساوي في الحقوق للجميع؟ وأن الهيئة التي تشرف على هذا النظام لا تتحول الى هيئة فاسدة منتفعة ظالمة مستبدة؟
      الموضوع لا يتعلق بالالحاد .. والدخول الى هذا النقاش غير مجد برأيي . لكل منا تبريراته العلمية أيضا والعقلية ثانيا.. وتجربة حياتية وفلسفية مركبة جدا .. وأصلا هذا الاصطلاح غير صحيح اطلاقا ولا يعطي المعنى الدقيق منه.
      موضوع التطبيق لهذه الفكرة أو أي فكرة لسلطة دينية مهما كانت ملتزمة ...مستحيلة بدون قوانين وأوراق ونظام دولة ومؤسسات مختلفة.
      المفهوم المادي ليس كما تطرحه ، مشكلة اللغة العربية بضعفها وفقدانها لمصطلحات تعبر عن الفكرة المادية وليس المادة بالمفهوم الفيزيائي البسيط.
      ان التعريف الفلسفي يختلف جذريا عما سائد في المفهوم الشعبي ولدى أوساط واسعة من المثقفين وكبار المثقفين.
      المادية التي طرحها ماركس ، هي مقولة فلسفية تدل على الواقع الموضوعي المعطى للانسان في أحاسيسه ولا علاقة له بالمواد الملموسة. ومن هنا المادية الديالكتيكية لدى ماركس كان يعني بها مجمل تنوع العالم الموجود خارج الوعي البشري وبصورة مستقلة عنه .لذلك من الخطأ ان نطابق بين المادة وبين أي من أشكالها الملموسة أو صفاتها وهذا مثبت علميا .. خاصة في مجال علوم الفيزياء. وقد أتوسع ولكن الشرح يطول ويحتاج مني الى مراجعة للدقة ... ووقتي ضيق لأني أتحضر لتحرير صحيفة ناسبوعية سياسية فكرية وثقافية..الى جانب أني بدأت بتحرير مجلة شبابية .
      تنطلق الفكرة المادية، المناقضة للمثالية ، من أولوية المادة - الطبيعة ، الواقع الموضوعي ... ويعتبر الوعي من صفاتها . والمادية تتسم بالايمان بأهمية المعرفة وتطويرها عبر العلوم الطبيعية وتعميق الانجازات للمجتمع ورفع الوعي .
      ربما خطأ ماركس الكبير كان في تطبيق المادية على التاريخ الأمر الذي حول نظريته التاريخية الى ما يشبه الفكر الديني ، مقولات لا تتغير ولو تغير العالم كله .. عبر نشر قناعات نهائية ثبت عدم صحتها مثل موضوع الثورة البروليارية والوصول الى النظام الشيوعي .. الخ . وهنا كان السقوط لعدم فهمه أيضا ان البروليتاريا في اوروبا هي حالة اقتصرت على اوروبا فقط ، ولم تنشأ ظروف مشابهة في الولايات المتحدة مثلا .فكيف في دولنا الشرقية المتخلفة اقتصاديا واجتماعيا وعلميا ؟ لذلك كل فكرة حتمية الثورة البروليتارية ، كانت أضغاث أحلام ... وكل مسار التاريخ حسب هذه الفكرة لم يكن صحيحا لأنه تجاهل دور الفرد في التاريخ وقدرته على تسريع بعض العمليات وشل عمليات أخرى لدرجة تغيير مجرى التاريخ وخلق وقائع جديدة دائما وبلا توقف..
      قوانين الفلسفة هي قوانين علمية ، قانون وحدة وصراع الأضاد ، تحول الكم الى كيف وقانون نفي النفي ، وبالطبع هناك المقولات الفلسفية ، مثل السبب والنتيجة ، الضرورة والصدفة ، المحتوى والشكل .الجوهر والظاهرة ... وصدقني ان دراستها تمد الانسان وبغض النظر عن عقيدته دينية أو برجوازية أو استعمارية او هرطقية أو الحادية ، بمعارف واسعة جدا وموسوعية جدا يمكن أن يستخدمها في مجمل ما يواجه في حياته ، وفي تفسير مواقفه وعقائده . وهي تتميز بقواعد علمية لا يمكن نقضها ، الا بالغاء الفيزياء أو الرياضيات مثلا.

      تعليق

      • أبو صالح
        أديب وكاتب
        • 22-02-2008
        • 3090

        #4
        عزيزي نبيل عودة

        المشاركة الأصلية بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
        الأخ أبو صالح
        لا شك ان الفكرة الشيوعية هي الأكثر انسانية .
        .
        لا اختلاف لي معك في هذه النقطة بل لا أقول إنسانيّة أقول ملائكية، لو أمكن تطبيقها

        المشاركة الأصلية بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة

        موضوع التطبيق لهذه الفكرة أو أي فكرة لسلطة دينية مهما كانت ملتزمة ...مستحيلة بدون قوانين وأوراق ونظام دولة ومؤسسات مختلفة.
        قلت لك سابقا أنت تفصل بين الدين من جهة والقانون والدستور من جهة أخرى، في اللغة العربية لا يوجد فصل بينهما

        المشاركة الأصلية بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة

        المفهوم المادي ليس كما تطرحه ، مشكلة اللغة العربية بضعفها وفقدانها لمصطلحات تعبر عن الفكرة المادية وليس المادة بالمفهوم الفيزيائي البسيط.
        أنا اختلف معك تماما في أن في اللغة العربية أي ضعف، ولكن هناك من وجهة نظري كل الضعف لدى غالبية الناطقين بها في العصر الحالي

        المشاركة الأصلية بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة

        الموضوع لا يتعلق بالالحاد .. والدخول الى هذا النقاش غير مجد برأيي . لكل منا تبريراته العلمية أيضا والعقلية ثانيا.. وتجربة حياتية وفلسفية مركبة جدا .. وأصلا هذا الاصطلاح غير صحيح اطلاقا ولا يعطي المعنى الدقيق منه.
        .
        لماذا أقول الإلحاد تتعارض مع المنطق والموضوعيّة والعلمية من وجهة نظري لسبب بسيط جدا لا يوجد شيء في هذا الكون غير مخلوق من قبل خالق

        الإشكالية في التسمية هناك من لم يجد تفسير إلا الصدفة، أي في الحقيقة أن تسميته للخالق في تلك الحالة هو الصدفة من وجهة نظري

        ما رأيكم دام فضلكم؟

        تعليق

        • نبيل عودة
          كاتب وناقد واعلامي
          • 03-12-2008
          • 543

          #5

          تحية للأخ أبو صالح
          بصراحة ..
          لن تقوم دولة اطلاقا بدون قانون وضعي. القانون الديني لن يبني دولة ..
          لآ أنكر تأثير الدين الأخلاقي على نص القانون / ولكن لا يمكن بناء قانون على أساس نصوص الدين . هذه التجربة فشلت في كل الديانات وكانت مأساوية جدا للبشرية.
          انت تريده اسلاميا .. انا اريدة يهوديا ، آخر يريدة شيعيا ، وغيرنا يرديه مسيحيا والمسيحيين يختلفون بطوائفهم ، وكذا المسلمين .. وتابعي الديانات الأخرى.. الى أين سنصل ؟ لماذا دين معين هو الأفضل؟
          ستجد من يقول لك النقيض وبحجج لا يمكن نقضها.
          موقفي ان للدين حريته ، وللمجتمع ، للناس حرية دينية وحرية من الدين.
          عدا ذلك سنبقى ندور بحلقة مغلقة .
          انظر الحركات الاسلامية الاصولية والارهابية وتناقضاتها مع بعضها البعض وفتاويها التي تضر بقيم الدين وبكل قيمة انسانية عليا. أيضا منطلقاتهم دينية وتعتمد النصوص .
          المشكلة ان التفسير متاح بكل الاتجاهات.
          والعقدة الكبرى ان كل من يحمل فكرة غرائبية يجد لها نصا دينيا.أو يلبسها عنوة بنص .
          لا يمكن تطبيق ظروف ما قبل 17 قرنا على واقعنا اليوم بنفس المفاهيم ونفس القيود ونفس العقلية.
          نحن نتحرك اليوم بسرعة فائقة . مجتمعاتنا تنطلق نحو آفاق حدودها السماء.. وشعوبنا المتمسكة بجهلها وعدم فهم لظاهرة الدين ودوافعة لخلق دولة متطورة ، وترتبط عضويا بأخر مستجدات العلم وليس بقتاوي الآرضاع والبول ونفي المرأة وحقوقها وتحريم الميكي ماوس .. ووزير سابق يعلن في خطبة الجمعة اننا في الطريق لاحتلال روما وتحرير الأندلس .. وآخر يهاجم الأنظمة العربية لأنها تتجاهل اجبار النصارى على دفع الجزية وكمنعهم من اقامة الصلاة علنا ودق النواقيس .. والتمثل بالمسلمين ..
          يا أبو صالح في أي عالم متخلف نحن نعيش؟!
          أتلقى رسائل مستهجنة مليئة بالتحريض الديني غير المعقول والذي تتوفر له القاعدة المريضة في سلك التعليم العربي .
          الا يعرفون ان الانترنت الذي يوزعزن عليه أمراضهم وجنونهم هو من انتاج النصارى ، وأن حضرته بدونهم لا يجد مركوبا يحمي قدميه من لهيب رمال الصحراء؟ وانه بدون تجهزات اسرائيل لتحلية مياه البحر سيموت عطشا ؟
          على فكرة انا كنت مديرا للانتاج في الصناعات الثقيلة وأشرفت على انتاج تجهيزات اسرائيلية لتحلية مياه البحر لدول الخليج والكويت والسعودية ومصر .. والأمر مستمر كما أعرف .
          الكفار انتجوا التجهيزات حسب اختراعات يهودية ومسيحية (خطة زارحين - كما تسمى ) ليجد الماء للشرب وللحاجات الدينية أيضا .
          هذا التناقض رهيب ... يظهر في الاعلام الألكتروني ويذم حضارة الغرب وهو يتنفسها ولا يقدر ان يعيش ثانية بدونها !!
          يتنقل بسرعة البرق بين دولة وأخرى ، وينسى انه لولا جورج ولورنس وطوني وديفيد لما وجد غير الحمار أو الجمل وسيلة تنقل.
          لينتح أولا حضارة.. لينتج ما يحتاجه من اليات للاستهلاك . ليبني صناعة ويصدر .. ليبني ثقافة منفتحة دينامية وليس انغلاق مطبق على تفسيرات بلا منطق .واهمال رهيب لبناء اقتصاد يحل مستقبلا مكان النفط .

          أعرف ان كلماتي قاسية ، ولكن ألمي على واقعنا العربي ( والاسلامي اذا شئت ) كبير جدا.
          لا يمكن ان نتحدث عن العلوم ونصيبنا منها مختصر بزغلول النجار الذي يكتشف العلوم في القرآن ولكني لا أرى ان ما يكشف عنه يتحول الى قوة فاعلة في مجتمعاتنا واقتصادنا .. ونبقى شحادين للمعرفة والعلوم والتقنيات الحديثة والهايتك.
          هل تعلم ان 80% من صادرات اسراتيل هو الهايتك ؟ وهل يعلم العرب ما هو دور الهايتك في الصناعات العسكرية وفي التقدم الصناعي والاجتماعي؟
          هل يظنون انه بآبار بترول سيبقون المدللين والمرهفين في نوادي القمار وبنوك العالم ومواخيره ؟!
          ماذا خططوا لما بعد مرحلة البترول؟؟
          نحن نناقش قضايا ملحة وهامة .. ولكن اذا كان الدين والتدين يعني البقاء حيث نقف اليوم ، فيا ويلنا ويا ويل أولادنا من تديننا.

          تعليق

          • أبو صالح
            أديب وكاتب
            • 22-02-2008
            • 3090

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة

            تحية للأخ أبو صالح
            بصراحة ..
            لن تقوم دولة اطلاقا بدون قانون وضعي. القانون الديني لن يبني دولة ..
            لآ أنكر تأثير الدين الأخلاقي على نص القانون / ولكن لا يمكن بناء قانون على أساس نصوص الدين . هذه التجربة فشلت في كل الديانات وكانت مأساوية جدا للبشرية.
            انت تريده اسلاميا .. انا اريدة يهوديا ، آخر يريدة شيعيا ، وغيرنا يرديه مسيحيا والمسيحيين يختلفون بطوائفهم ، وكذا المسلمين .. وتابعي الديانات الأخرى.. الى أين سنصل ؟ لماذا دين معين هو الأفضل؟
            ستجد من يقول لك النقيض وبحجج لا يمكن نقضها.
            موقفي ان للدين حريته ، وللمجتمع ، للناس حرية دينية وحرية من الدين.
            عدا ذلك سنبقى ندور بحلقة مغلقة .
            انظر الحركات الاسلامية الاصولية والارهابية وتناقضاتها مع بعضها البعض وفتاويها التي تضر بقيم الدين وبكل قيمة انسانية عليا. أيضا منطلقاتهم دينية وتعتمد النصوص .
            المشكلة ان التفسير متاح بكل الاتجاهات.
            والعقدة الكبرى ان كل من يحمل فكرة غرائبية يجد لها نصا دينيا.أو يلبسها عنوة بنص .
            لا يمكن تطبيق ظروف ما قبل 17 قرنا على واقعنا اليوم بنفس المفاهيم ونفس القيود ونفس العقلية.
            نحن نتحرك اليوم بسرعة فائقة . مجتمعاتنا تنطلق نحو آفاق حدودها السماء.. وشعوبنا المتمسكة بجهلها وعدم فهم لظاهرة الدين ودوافعة لخلق دولة متطورة ، وترتبط عضويا بأخر مستجدات العلم وليس بقتاوي الآرضاع والبول ونفي المرأة وحقوقها وتحريم الميكي ماوس .. ووزير سابق يعلن في خطبة الجمعة اننا في الطريق لاحتلال روما وتحرير الأندلس .. وآخر يهاجم الأنظمة العربية لأنها تتجاهل اجبار النصارى على دفع الجزية وكمنعهم من اقامة الصلاة علنا ودق النواقيس .. والتمثل بالمسلمين ..
            يا أبو صالح في أي عالم متخلف نحن نعيش؟!
            أتلقى رسائل مستهجنة مليئة بالتحريض الديني غير المعقول والذي تتوفر له القاعدة المريضة في سلك التعليم العربي .
            الا يعرفون ان الانترنت الذي يوزعزن عليه أمراضهم وجنونهم هو من انتاج النصارى ، وأن حضرته بدونهم لا يجد مركوبا يحمي قدميه من لهيب رمال الصحراء؟ وانه بدون تجهزات اسرائيل لتحلية مياه البحر سيموت عطشا ؟
            على فكرة انا كنت مديرا للانتاج في الصناعات الثقيلة وأشرفت على انتاج تجهيزات اسرائيلية لتحلية مياه البحر لدول الخليج والكويت والسعودية ومصر .. والأمر مستمر كما أعرف .
            الكفار انتجوا التجهيزات حسب اختراعات يهودية ومسيحية (خطة زارحين - كما تسمى ) ليجد الماء للشرب وللحاجات الدينية أيضا .
            هذا التناقض رهيب ... يظهر في الاعلام الألكتروني ويذم حضارة الغرب وهو يتنفسها ولا يقدر ان يعيش ثانية بدونها !!
            يتنقل بسرعة البرق بين دولة وأخرى ، وينسى انه لولا جورج ولورنس وطوني وديفيد لما وجد غير الحمار أو الجمل وسيلة تنقل.
            لينتح أولا حضارة.. لينتج ما يحتاجه من اليات للاستهلاك . ليبني صناعة ويصدر .. ليبني ثقافة منفتحة دينامية وليس انغلاق مطبق على تفسيرات بلا منطق .واهمال رهيب لبناء اقتصاد يحل مستقبلا مكان النفط .

            أعرف ان كلماتي قاسية ، ولكن ألمي على واقعنا العربي ( والاسلامي اذا شئت ) كبير جدا.
            لا يمكن ان نتحدث عن العلوم ونصيبنا منها مختصر بزغلول النجار الذي يكتشف العلوم في القرآن ولكني لا أرى ان ما يكشف عنه يتحول الى قوة فاعلة في مجتمعاتنا واقتصادنا .. ونبقى شحادين للمعرفة والعلوم والتقنيات الحديثة والهايتك.
            هل تعلم ان 80% من صادرات اسراتيل هو الهايتك ؟ وهل يعلم العرب ما هو دور الهايتك في الصناعات العسكرية وفي التقدم الصناعي والاجتماعي؟
            هل يظنون انه بآبار بترول سيبقون المدللين والمرهفين في نوادي القمار وبنوك العالم ومواخيره ؟!
            ماذا خططوا لما بعد مرحلة البترول؟؟
            نحن نناقش قضايا ملحة وهامة .. ولكن اذا كان الدين والتدين يعني البقاء حيث نقف اليوم ، فيا ويلنا ويا ويل أولادنا من تديننا.
            عزيزي نبيل عودة أثرت مواضيع كثيرة وفي زوايا عدة وبشكل متداخل

            وحتى نصل إلى حوار موضوعي يستفيد منه الجميع لنحصره بيني وبينك

            أنا أظن ما طرحته يتراوح بين المحاور التالية:

            ما تعريف الخالق منطقيّا وموضوعيّا وعلميّا؟ وهل خالق أي شيء لا يكون هو أفضل من يضع أفضل الشروط لطريقة الاستخدام بطريقة صحيحة؟
            ما تعريف الدين؟ وهل يجب أن يختلف مع ملخص خبرة مجموعة من البشر لعملها قوانين تحكم بين أفراد المجتمع لتنظم حياته؟
            وما هي المعاييرالتي يجب بها تقييم أي دين؟ أو ما هي المعايير التي يجب أن نعتبر هذا الدين له ارتباط بالخالق؟
            هل الدين يمثله مصادره أم من يتكلّم باسمه؟ وهل يحق أن نقول لأي شخص من هذا الدين كل ما يصدر من قبله يكون صادر من دينه؟ أو بمعنى آخر هل كل ما يصدر من فلسطيني يمثل كل ما تمثله فلسطين؟
            في كل علم تراكم الخبرة يكون دافع للتطور بشكل أفضل، لماذا في حالتنا كل ما له علاقة بالعرب والمسلمين يجب أن نلقيه في البحر لأن عمره كذا قرن من السنين؟ وهل فكرة الإلحاد والديمقراطية وبقية الأفكار الغربية أليس مصدرها الفكر الإغريقي واليوناني، أيهم أقدم الفكر الإغريقي أم ما يتعلق بفكرنا؟ لماذا في حالة استخدام الفكر الإغريقي واليوناني يصبح تطور وفي حالة فكرنا تكون رجعية؟

            ما رأيكم دام فضلكم؟

            تعليق

            • نبيل عودة
              كاتب وناقد واعلامي
              • 03-12-2008
              • 543

              #7
              عزيزي أبو صالح
              هناك فهم خاطئ تماما لموضوع التراث والتاريخ .. الذي ينكر تاريخه وتراثة يفقد مبررات وجوده .
              كما يهمني التراث الاغريقي ، والفرعوني والفارسي والصيني والهندي ، يهمني تراثي الاسلامي .. ما هي ثقافتي وما هو تاريخي ان لم يكن الاسلام يشكل الحصة الأعظم فيه ؟ انا لم أتثقف وأتعلم في روما ، بل في الشرق ومع اخوة لي مسلمين لم يكن يهمني أن أعرف انتمائهم الديني كما لم يهمهم انتمائي ، وهذه الحالة استمرت حتى بلغنا.. والتحول السيء حدث بعد الثورة الخمينية .. وحتى اليوم زملاء الدراسة هم أصدقائي الأقرب , وهذا الاسبوع التقيت مع صديق هاجر الى كندا منذ 45 عاما ، ولم نلتق الا قبل أربعين عاما . والتقينا صدفة قبل أيام .. فكأن التاريخ توقف .. عرفني وعرفته رغم ما خطته السنين في أجسامنا .. ولم أكن أعرف دينه ولم يكن يعرف ديني ولم أشعر بحاجة ولم يشعر بحاجة لهذه المعرفة. وكان أول ما تحدث عنه الردة الفكرية والتعصب الديني الذي لم يتوقعه بعد غياب متنواصل لمدة أربعين عاما ، ونحن الباقين في وطننا لم نشعر مثله بهذه النقلة الغبية المدمرة.وقد فاجأني بقوله انه كان يفكر بالعود والاستقرار في وطنه وبيته الجاهز الذي بني بما أرسله لاخوته من أموال ..ولكنه لا يظن انه قادر على احتمال واقعنا الاجتماعي الذي يتهاوى ويتعصب دينيا بشكل مريع .
              ومع ذلك الخلاف ليس هنا .
              أعرف ان الكثير من التشويه والتزوير أصبح ملتصقا بالدين والتراث ، وهذا ليس وقفا على الاسلام فقط .. نحن سباقون !!
              ولكن المقلق اني لا أسمع صوتا يحذر من فقدان العقل والتزوير والتفسيرات المبكية المضحكة بنفس الوقت.
              ربما لكوني ولدت في بيت مسيحي أجد صعوبة في ولوج هذا الحوار .. رغم ان دراستي للفلسفة شملت الديانات السماوية .. والسبب اني هوجمت بشكل شخصي ومباشر قبل ثلاثة عقود بسبب مناقشتي وارباكي لشيخ محترم من مدينتي .. وبعدها تناظرت في ندوة في احدى قرانا العربية مع شيخ آخر ، وعندما وجد ان ديباجته اللغوية لم تنفع معي ونجحت بتحويل الجمهور المسلم كله ، الى جانب مواقفي ، لجأ الى التحريض المريع ضدي .. ومن يومها قررت ان أمتنع عن هذه الحوارات ... ومع ذلك كتاباتي التي نشرتها جرت ردود فعل من ابناء مدينتي وغيرهم تتهمني بالعنصرية وكراهية المختلفين "..."ووصل الوضع بمثقف ان يتهمني بعداء المسلمين لأني استعملت مصطلح لم أكن أول من استعمله ولست من صاغه : " الأصولية الاسلامية " ، وبات مصطلحا مستعملا بشكل واسع في التعبير عن المتشددين الاسلاميين .وكلمة الأصولية لو فهمها ذلك "المثقف " لشعر بالعار من فقره العقلي لأنها مديح وليست ذم . . وتعني اؤلئك المتمسكين بالجذور ، بالأصول ، بالقاعدة ( لا أعني قاعدة بن لادن ). فكيف تريدني ان أتواصل بالحوار مع مثل هذه الزواحف!!
              قلت ولا أخفي بأني علماني تماما .. وهذا لا يعني اني عدو للديانات او للمتدينين . انما وجهة نظري تلتقي في معظم تفاصيلها الانسانية والأخلاقية مع ما يدعو اليه المتدينون من كل الديانات.. وتختلف في رؤيتها للنظام الأفضل للبشرية .
              من هنا رؤيتي ان النظام والقانون الوضعي ، وهذا لا يعني انه ضد الدين ، او يفرض قيودا على الحق بممارسة الشعائر ... هو النظام الأكثر مناسبة وملاءمة لمجمل المواطنين على اختلاف عقائدهم الدينية واختلاف ثقافاتهم وانتماءاتهم الاثنية .. ولا أكشف سرا ان عالمنا العربي بات بانوراما دينية واثنية لا يمكن رفع فريق على حساب فريق آخر .. وتعليل ذلك بالجزية .. أو بغيرها من التفسيرات.منثلا لا أفهم كيف يحرم 15 مليون مصري ( قبطي ) من حق المشاركة بالسلطة في مصر ... ومن المريع ان نعرف ان عقولا قبطية ممتازة ، مصر بأمس الحاجة اليها ، تهاجر الى أمريكا وكندا نتيجة واقع مصر وواقع الأقباط في مصر. وهناك في الغربة يحققون انجازات عظيمة ما أحوج أوطانهم اليها. وهذا يجر أيضا هجرة عقول اسلامية من أبرز الاختصاصات في مجالها.
              من هنا رؤيتي ان النص الديني جاء ليعطي حكمة وعقلا وقدرة على فهم الواقع المتغير والمتجدد والمتطور ، وليس البقاء في أسر الماضي وتطبيقاته الحرفية.
              نفس الأمر جرى مع الكنيسة المسيحية . تمسكها بحرفية النص قاد الى انقلاب مارتن لوتر.. واليوم تتبع كلها منهج لوتر الذي وحد بين الكنيسة والثورة الصناعية والعلوم ..وانا اسمي اللوثرية المرحلة البرجوازية في الدين المسيحي..
              المسيحية لم تفقد قوتها الايمانية لدي جمهورها .. انما أضافت الكثير الذي يجعلها لا تتناقض مع واقع عالم الألفية الثالثة ...

              أعرف ان موضوعنا متشعب وشائك ، وأكتب بحذر ويدي على قلبي ان لا يفهمني أنصاف المثقفين...
              ومع ذلك الموضوع مثير فكريا وبصراحة لا أنكر اني أستفيد على المستوى الفكري من طروحاتك التي تحثني على اعادة التفكير ، ولكن ليس كل ما أفكر به أقدر على نشره .

              تعليق

              • أبو صالح
                أديب وكاتب
                • 22-02-2008
                • 3090

                #8
                عزيزي نبيل عودة أنا لا أحب الكلام العام لأنه لن يصل بنا إلى نتيجة أنا احب استخدام الروابط وأمثلة عملية حتى يكون الحوار علمي وموضوعي ومنطقي ومبني على أسس يمكن لأي شخص أن يرجع لها للتأكد منها وعلى ضوء ذلك سأحاول مناقشة بعض ما طرحته في مداخلتك

                المشاركة الأصلية بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
                والتحول السيء حدث بعد الثورة الخمينية .. وحتى اليوم زملاء الدراسة هم أصدقائي الأقرب , وهذا الاسبوع التقيت مع صديق هاجر الى كندا منذ 45 عاما ، ولم نلتق الا قبل أربعين عاما . والتقينا صدفة قبل أيام .. فكأن التاريخ توقف .. عرفني وعرفته رغم ما خطته السنين في أجسامنا .. ولم أكن أعرف دينه ولم يكن يعرف ديني ولم أشعر بحاجة ولم يشعر بحاجة لهذه المعرفة. وكان أول ما تحدث عنه الردة الفكرية والتعصب الديني الذي لم يتوقعه بعد غياب متنواصل لمدة أربعين عاما ، ونحن الباقين في وطننا لم نشعر مثله بهذه النقلة الغبية المدمرة.وقد فاجأني بقوله انه كان يفكر بالعود والاستقرار في وطنه وبيته الجاهز الذي بني بما أرسله لاخوته من أموال ..ولكنه لا يظن انه قادر على احتمال واقعنا الاجتماعي الذي يتهاوى ويتعصب دينيا بشكل مريع .
                ومع ذلك الخلاف ليس هنا .
                أعرف ان الكثير من التشويه والتزوير أصبح ملتصقا بالدين والتراث ، وهذا ليس وقفا على الاسلام فقط .. نحن سباقون !!
                ولكن المقلق اني لا أسمع صوتا يحذر من فقدان العقل والتزوير والتفسيرات المبكية المضحكة بنفس الوقت..
                هذا الجزء لا اتفق معك فالخميني وثورته لم يكن له أي علاقة ببداية أي شيء من وجهة نظري، والدولة الإيرانية من وجهة نظري تحكمها العلمانية والديمقراطية بعباءة وتسمية اسلامية كما هو الحال في بقية دولنا، وأصلا لم يتوقف الاعتراض على أي أفكار تظهر بين الفينة والأخرى وأظن أوضح مثال أنت عايشته بيننا هو مناقشتي مع محمد جابري في الصفحة الثالثة من موضوعك تحت العنوان والرابط التالي

                جوهر حرية الرأي

                جوهر حرية الرأي .. ومشاكل أخرى في طريق الثقافة العربية !! بقلم : نبيل عودة هل هناك حدود لحرية الفكر والرأي ؟ ما هو الفكر ؟ ما هو الرأي ؟ أسئلة بديهية ، ولكنها تبدو أشبه بالمسائل الفلسفية الكبرى في الثقافة العربية. هل تطورت في مجتمعاتنا العربية ثقافة الحوار أم تسيطر ثقافة اللاحوار ؟ هل نحن مجتمع مدني ، ام ان المدنية


                المشاركة الأصلية بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
                أعرف ان الكثير من التشويه والتزوير أصبح ملتصقا بالدين والتراث ، وهذا ليس وقفا على الاسلام فقط .. نحن سباقون !!
                ولكن المقلق اني لا أسمع صوتا يحذر من فقدان العقل والتزوير والتفسيرات المبكية المضحكة بنفس الوقت.
                ربما لكوني ولدت في بيت مسيحي أجد صعوبة في ولوج هذا الحوار .. رغم ان دراستي للفلسفة شملت الديانات السماوية .. والسبب اني هوجمت بشكل شخصي ومباشر قبل ثلاثة عقود بسبب مناقشتي وارباكي لشيخ محترم من مدينتي .. وبعدها تناظرت في ندوة في احدى قرانا العربية مع شيخ آخر ، وعندما وجد ان ديباجته اللغوية لم تنفع معي ونجحت بتحويل الجمهور المسلم كله ، الى جانب مواقفي ، لجأ الى التحريض المريع ضدي .. ومن يومها قررت ان أمتنع عن هذه الحوارات ... ومع ذلك كتاباتي التي نشرتها جرت ردود فعل من ابناء مدينتي وغيرهم تتهمني بالعنصرية وكراهية المختلفين "..."ووصل الوضع بمثقف ان يتهمني بعداء المسلمين لأني استعملت مصطلح لم أكن أول من استعمله ولست من صاغه : " الأصولية الاسلامية " ، وبات مصطلحا مستعملا بشكل واسع في التعبير عن المتشددين الاسلاميين .وكلمة الأصولية لو فهمها ذلك "المثقف " لشعر بالعار من فقره العقلي لأنها مديح وليست ذم . . وتعني اؤلئك المتمسكين بالجذور ، بالأصول ، بالقاعدة ( لا أعني قاعدة بن لادن ). فكيف تريدني ان أتواصل بالحوار مع مثل هذه الزواحف!!
                قلت ولا أخفي بأني علماني تماما .. وهذا لا يعني اني عدو للديانات او للمتدينين . انما وجهة نظري تلتقي في معظم تفاصيلها الانسانية والأخلاقية مع ما يدعو اليه المتدينون من كل الديانات.. وتختلف في رؤيتها للنظام الأفضل للبشرية .
                من هنا رؤيتي ان النظام والقانون الوضعي ، وهذا لا يعني انه ضد الدين ، او يفرض قيودا على الحق بممارسة الشعائر ... هو النظام الأكثر مناسبة وملاءمة لمجمل المواطنين على اختلاف عقائدهم الدينية واختلاف ثقافاتهم وانتماءاتهم الاثنية .. ولا أكشف سرا ان عالمنا العربي بات بانوراما دينية واثنية لا يمكن رفع فريق على حساب فريق آخر .. وتعليل ذلك بالجزية .. أو بغيرها من التفسيرات..
                لا أدري ما دخل الإسلام بدولنا منذ تطبيق حدود سايكس بيكو وانشاء دولنا على ضوئها؟ أليست العلمانية والديمقراطية والقوانين الوضعية ودساتيرها هي التي تحكم منذ ذلك الحين وحتى الآن؟ فما دخل الإسلام بكل الخرابيط التي حصلت بعد انشاء دولنا القطريّة وفق مخطط سايكس بيكو؟ ألا تظن لوم الإسلام في هذه الحالة شيء غير منطقي وغير موضوعي وغير علمي

                المشاركة الأصلية بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
                ولا أكشف سرا ان عالمنا العربي بات بانوراما دينية واثنية لا يمكن رفع فريق على حساب فريق آخر .. وتعليل ذلك بالجزية .. أو بغيرها من التفسيرات.منثلا لا أفهم كيف يحرم 15 مليون مصري ( قبطي ) من حق المشاركة بالسلطة في مصر ... ومن المريع ان نعرف ان عقولا قبطية ممتازة ، مصر بأمس الحاجة اليها ، تهاجر الى أمريكا وكندا نتيجة واقع مصر وواقع الأقباط في مصر. .
                موضوع أن في مصر أي اجحاف بحق الأقباط مسألة مفبركة من وجهة نظري وليس لها علاقة بالواقع وأكبر دليل لدينا بطرس بطرس غالي والذي كان العقل المدبر لكامب ديفيد وأعطي على ضوئها الأمم المتحدة كمكافئة من وجهة نظري وأبنه حاليا وزير في الحكومة المصرية وجده وساويرس وغيرهما الكثير ويمكنك أن تجد آخر مقابلة لبطرس بطرس غالي عن معاهدة كامب ديفيد نشرتها في الموضوع والرابط التالي

                الفيلم الوثائقي حكاية ثورة من قناة الجزيرة



                المشاركة الأصلية بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة

                نفس الأمر جرى مع الكنيسة المسيحية . تمسكها بحرفية النص قاد الى انقلاب مارتن لوتر.. واليوم تتبع كلها منهج لوتر الذي وحد بين الكنيسة والثورة الصناعية والعلوم ..وانا اسمي اللوثرية المرحلة البرجوازية في الدين المسيحي..
                المسيحية لم تفقد قوتها الايمانية لدي جمهورها .. انما أضافت الكثير الذي يجعلها لا تتناقض مع واقع عالم الألفية الثالثة ....
                السؤال الحقيقي هنا هل ما اعترض مارتن لوثر كينغ عليه ألم يكن هو أصلا لم يلتزم بحرفيّة النصوص كذلك، فالنصوص تغيرت كثيرا بسبب صلاحية البابا في التغيير والتعديل والشطب وما اعترض عليه مارتن لوثر كينغ هو أن التغيير والتعديل والشطب كان يتم فقط لفئات منتفعة قريبة من البابا وهذا غير منصف كما يحق أن يتم التغيير والشطب والتعديل لمصلحة فئة معينة كذلك يمكن لبقية الفئات أن يكون لها نفس الحق، وهذا هو العدل بعينه من وجهة نظري

                ولكن هذا الشيء لم يحصل مثله في الإسلام أصلا فلذلك مسألة المقارنة غير منطقيّة ولا موضوعيّة ولا علميّة من وجهة نظري

                في الإسلام ليس هناك لأحد صلاحية للشطب والتعديل والتغيير لأي نص ثبت أنه أرسل من الخالق إن كان القرآن الكريم أو السنّة النبويّة، أما ما عدا ذلك فأفعال الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم وأقواله التي ليس لها علاقة بالوحي تعتبر أفعال بشر يمكنك التعامل معها تعامل البشر في موضوع نسبيّة الحقيقة وهناك الكثير من الأحاديث التي تدلل على ذلك، أما ما عدا ذلك كله ينطبق عليه مسألة نسبية الحقيقية وهنا هي اشكالية الكثير في عدم معرفة ذلك ومحاولة تطبيق ما لدى الآخرين على الإسلام بحجة إن كل الأديان واحدة وما ينطبق هنا ينطبق هناك وفي هذا هم تجاوزوا المنطق والموضوعيّة والعلميّة من وجهة نظري

                ما رأيكم دام فضلكم؟

                تعليق

                • أبو صالح
                  أديب وكاتب
                  • 22-02-2008
                  • 3090

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة

                  ولكن المقلق اني لا أسمع صوتا يحذر من فقدان العقل والتزوير والتفسيرات المبكية المضحكة بنفس الوقت.
                  .


                  أحب أنقل مثال آخر يؤكد على أن هناك دوما أصوات وكثيرة تحذر من أي تفسيرات مبكية ومضحكة بنقل مداخلة كتبتها في أحد مداخلاتي في حوارنا تحت العنوان والرابط التالي

                  ماذا نفعل حين تسرق اسماؤونا




                  أحب التنبيه على حادثة حصلت في الملتقى في هذا المجال،

                  وربما لم ينتبه لها أحد سوى أنني اكتشفت بالصدفة بسبب تعبيرات معينة وردت في النصوص الأولى التي نشرها توحي بفكر يبحث عن المشاكل من سارق الاسم الذي استغله وسجّل به في موقعنا تحت اسم تغريد ادريب وهي شخصية الظاهر لها وجود على الشابكة (الإنترنت) وحتى لها أكثر من موقع خاص بها تم وضعه كتوقيع تظهر مع كل مداخلة

                  وبسبب تعليقاتي المباشرة والصريحة على ما نشره اعترض عليها الموجي بالطريقة التي يستعملها في العادة للمحافظة على حقوق أي عضو وخصوصا الجدد منهم وهي عادة حميدة من وجهة نظري
                  ولو أنها تستخدم معي بحسّاسية مفرطة أتمنى أن يقلّلها الموجي وغيره لكي لا تدفعني للرد على طريقة صياغة اعتراضهم بالمثل

                  ولكن أيضا بسبب تعليقاتي الصريحة والمباشرة والتي ورد بها من ربطت بينه وبين هذه النصوص وقتها أرسل لي سارق الاسم ومنتحله تغريد ادريب في موقعنا رسالة كشف بها لي شخصيته التي سجّل بها سابقا في الملتقى كما حصل في ربطي بين ما نشرته بالاسم المنتحل وبينه حيث كان مسجّلا في موقعنا تحت اسم محمد فادي وتم طرده بسبب انحراف العقيدة لديه وما حاول بثّه في الموقع من أفكاره وتم حذف جميع ما نشره في الموقع وتجدون بعض ردودنا على فكره في الرابط التالي



                  وفي حينها لم أرد على الرسالة بل قمت بتحويلها إلى الموجي مباشرة فقام بحذف الاشتراك وجميع المداخلات الجديدة بعد التأكد من رقمه وتطابقه مع رقم محمد فادي


                  ما رأيكم دام فضلكم؟

                  تعليق

                  • أبو صالح
                    أديب وكاتب
                    • 22-02-2008
                    • 3090

                    #10
                    بخصوص الدساتير والقوانين وأس مشاكلها لدينا أظن ما كتبته في مداخلاتي في الحوار تحت العنوان والرابط التالي يدخل من ضمن هذا الموضوع

                    هل حقا القانون لايحمي المغفلين ؟



                    ما رأيكم دام فضلكم؟:D

                    تعليق

                    • نبيل عودة
                      كاتب وناقد واعلامي
                      • 03-12-2008
                      • 543

                      #11
                      [align=right]عزيزي أبو صالح
                      الحوار هام .. واسمح لي أن أشكرك على التزامك منطق الحوار رغم الفاصل الكبير بيننا ، بكل ما يتعلق بالدين والايمان .. ووجهات النظر نحو الأفضل لمجتمعاتنا.
                      في الاسبوع الأخير تلقيت اقتراحا للعمل نائبا لرئيس تحرير صحيفة .. ومن المتوقع ان يصدر العدد الأول حتى اواسط أيار .. الأمر الذي أشغلني عن متابعة الحوار ..وكنت قد بدأت العمل منذ اسبوع أيضا .. محررا لمجلة شبابية وانا الآن في مرحلة ضغط كبيرة .. ولأول مرة منذ عقدين يمضي اسبوع كامل دون أن أنشر مقالا .
                      وآمل ان فترة البطالة الطويلة التي وجدت نفسي داخلها ولمدة سنة كاملة ، قد انتهت ، وغني عن القول ان اسباب بطالتي تتعلق أيضا بمواقفي الفكرية والسياسية النقدية غير المهادنة .. وهو أمر لم نتعود عليه بعد .. وصحافتنا المحلية لا تحبه ..
                      بالطبع سأعود لمحاورتك بعد ان أكون قد رتبت أوراقي ، وانطلق عملي.. حيث انشغل الآن بترتيبات المكتب وبناء جهاز العمل وتوزيع المسؤوليات والتحضيرات اللوجستية المختلفة . وساوافيكم بموقع الصحيفة الألكتروني ( تحت الاعداد )
                      استاذي
                      القانون لا يحمي المغفلين . والقانون لا منطق له . للقانون مساره الذي يحتاج منطقا من نوع آخر لا يتعلق بالمصداقية او مفهوم الحق ، الا اذا ارفق بالقرائن والمستندات وكثيرا ما تكون المستندات صحيحة ولكن مالكها ارتكب كل الموبقات . . غير ان القانون لا يرى ماوراء الوثائق.. ومثلا في حالة جريمة قتل ، اذا لم تتوفر الأدلة الكاملة ، يطلق سراح القاتل لأن القانون الوضعي يقول ان يكون عشرة مجرمين أحرارا من أن يسجن بريء واحد.
                      لا أعرف كيف يعمل القانون الديني . وهل هناك أوجه تشابه بين القانون الوضعي والديني ؟.. وأرى من ألأخبار نشرت حول ما يجري في المحاكم الدينية السعودية والمصرية أو السورية وغيرها.. ان الفاصل هائل .. ومفهوم المنطق مختلف. ومفاهيم العدالة على طرفي نقيض.
                      رغم اني أرى عدم المنطق في القانون ككل .. الا انني أفضل عدم منطق القانون الوضعي .
                      وحتى تفهمني اورد هذا النموذج من سوريا:
                      قبل أقل من سنة حكمت محكمة سورية حول خلاف بين زوجين ، مسيحي ومسلمة ، بخصوص حق رعاية ابنهما ، وكان الحكم مستهجنا ، اذ قرر القاضي ان حق الرعاية لأشرفهما دينا.
                      هل هذا قانون ؟؟؟ ضمن القانون الوضعي ، لا يمكن ان تصدر مثل هذه الأحكام . كان باستطاعة القاضي ان يجد تبريرا آخر يغطي فيه على عنصريته وغرابة حكمه.
                      وهناك نماذج مخيفة أكثر من مصر والسعودية ... مثل الفصل بين زوجين يرفضان الفصل ، او تطليق امرأة من زوجها ( وتشتيت أولادهما ) ضد رغبتها ورغبته لأنه من قبيلة أقل شأنا من قبيلة الزوجة .
                      آمل ان صراحتى لا تجرح .[/align]

                      تعليق

                      • أبو صالح
                        أديب وكاتب
                        • 22-02-2008
                        • 3090

                        #12
                        في البداية أتمنى لك التوفيق والنجاح في موقعكم الجديد

                        المشاركة الأصلية بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
                        [align=right]
                        وحتى تفهمني اورد هذا النموذج من سوريا:
                        قبل أقل من سنة حكمت محكمة سورية حول خلاف بين زوجين ، مسيحي ومسلمة ، بخصوص حق رعاية ابنهما ، وكان الحكم مستهجنا ، اذ قرر القاضي ان حق الرعاية لأشرفهما دينا.
                        هل هذا قانون ؟؟؟ ضمن القانون الوضعي ، لا يمكن ان تصدر مثل هذه الأحكام . كان باستطاعة القاضي ان يجد تبريرا آخر يغطي فيه على عنصريته وغرابة حكمه.
                        وهناك نماذج مخيفة أكثر من مصر والسعودية ... مثل الفصل بين زوجين يرفضان الفصل ، او تطليق امرأة من زوجها ( وتشتيت أولادهما ) ضد رغبتها ورغبته لأنه من قبيلة أقل شأنا من قبيلة الزوجة .
                        آمل ان صراحتى لا تجرح .[/align]
                        أظن ما كتبته في الحوار تحت العنوان والرابط التالي يبين لك أمثلة عملية بالإضافة إلى الرابط السابق عن وجهة نظري

                        زوجة طفلة عنيزة وقضية للحوار ؟؟

                        من خلال هذا الخبر الذي نشرته صحيفة القدس العربي في عددها الصادر أمس .. نطرح قضية إجتماعية هامة وهي زواج الأطفال .. والتي يتخذها البعض كوسيلة للتشهير بالإسلام .. بل ويشهرها أيضا أصحاب المذاهب بعضهم في وجه بعض البعض .. ولعل أشهرها على شبكة الإنترنت موضوع زواج الرضيعة الذي أباحة الإمام الخميني واستغله البعض للتشهير بالشيعة ..


                        ما رأيكم دام فضلكم؟:D

                        تعليق

                        • أبو صالح
                          أديب وكاتب
                          • 22-02-2008
                          • 3090

                          #13
                          عزيزي نبيل عودة أتمنى في موقعك في الجريدة أن تنتبه بشكل واضح لا لبس فيه الآن لعملية التفريق بين أنه فُرض علينا أن نتعامل بورق الدولة القطريّة وبين أن نكون عبيد لورق الدولة القطريّة حينها قيمتنا لن تساوي الورق الذي نحمله، فالمفروض أننا بشر من لحم ودم

                          وتنشر هذا الوعي بين قراءك والتي هي كانت السبب في كل مناقشاتنا من البداية والتي جمعت ملخص لما دار بيننا في هذا الجزء تحت العنوان والرابط التالي

                          بين الواقعيّة والوقوعيّة في مفهوم الدولة القطريّة



                          ما رأيكم دام فضلكم؟:D

                          تعليق

                          • أبو صالح
                            أديب وكاتب
                            • 22-02-2008
                            • 3090

                            #14
                            عزيزي نبيل عودة أتمنى ما جمعته وناقشته تحت العنوان والرابط التالي يعينك في وضع استراتيجية وطنية للجريدة تخدم أهلنا

                            نهج المقاومة أم نهج الاستسلام؟



                            ما رأيكم دام فضلكم؟

                            تعليق

                            • نبيل عودة
                              كاتب وناقد واعلامي
                              • 03-12-2008
                              • 543

                              #15
                              عزيزي أبو صالح
                              آسف لانشغالي في التحضيرات وانقطاعي مضطرا ( ومؤقتا )عن مواصلة الحوار والكتابة في المنتدى ...
                              سنكون صحيفة منفتحة على الاراء ، وجندنا عددا من أبرز الأسماء الفكرية والثقافية والأكاديمية من المواطنين العرب داخل اسرائيل.. والصحيفة نفسها ستكون مختلفة بمعاييرها وأجوائها وفكرها واسلوب تحريرها وموادها ...
                              رؤيتنا ان الصحيفة المطبوعة فقدت مكانتها الاخبارية في عصر الاعلام الألكتروني ، وأضحت أقرب للخدمات الفكرية والثقافية وما وراء الأحداث والتحليلات المختلفة ، والنقد بكل اتجاهاته الثقافية والسياسية والاجتماعية .. ليس بالمفهوم السلبي انما بالمفهوم البنيوي التطويري.
                              لدينا خبرة واسعة جدا .. واطلاع على مختلف الاتجاهات الفكرية في مجتمعنا والمجتمعات العربية ، وسنحاول ان نعكس الواقع بدون رتوش..
                              بالطبع الحوار بيننا لن يتوقف .. وقد استفدت منه فكرا ومعرفة ووعيا. كذلك استفدت بشكل هائل ،حتى من الذين كشروا عن انيابهم حين قرأوا أسمي.. على الأقل دفعوني للابداع الأدبي الى جانب الابداع الفكري... ووضع قدراتي قيد التطبيق ...

                              تعليق

                              يعمل...
                              X