{يقولون كيف عرفت الإله}
[poem=font=",7,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]يـَقَـولـونَ كَيْفَ عرفتَ الإلــه = وكـيـفَ تُـبَـرْهـِنُ عـَدْلَ الـقَـَدَرْ
عـَرفــْتُ إلهيَ مِنْ فــطــرتي = وهـدي الـحـبـيـب ِوخَيْر السيَرْ
ومِنْ قــولِ رَبي وإعْــجازِهِ = كـتـابٌ تـحدى جـميـعَ الـبَـشَـرْ
فـما قـالَ قـولا ً لـغـيـبٍ أتـى = كـمـا قـال حـقـاً وصـِدْقـاً ظَـهَـرْ
عَرَفْتُ المُصَورَ مِنْ صورتي = فـَمَـْن صَوّرَ الإنْسَ هذي الصورْ
وكــيف الـتـرابُ وطـيـنٌ غـدا = جـمـالاً بـديـعـاً وحُـسْـنـاٌ بـهـرْ
ومَنْ هـُـوَ خـالـقُ تلك العقول = فـَصـالَـتْ وجـالَـتْ وطـالَـتْ قَـَمَرْ
وفـي كُــلِّ عـُضْـوٍ لـنـا شـاهدٌ = يـقــول ُ ألَــسْــتُ دلــيــلاً أغَـرْ
عـرفـْتُ الـمُهَـيِْمِـنَ مِـنْ كـَوْنـِه ِ= ســمـاء ٌ كـواكـبُ بــحـرٌ وبـَـرْ
ســمـاءٌ بـلا عَـمـَدٍ يـا أخــي = ألـَـيْـسَ بــهـذا الــبـِنـاءِ عِـبَـرْ
كــواكـبُ سـابحة ٌفي الفضاء = فـَـمَـنْ هـو أسْـبَـحَ تِـلْـك َ الـدُرَرَ
ومَـنْ هـو مُـمْـسكُهـا لَوْ هـَوَتْ = أغَـيْـرَ الالـهِ فـَهَـلْ مـِنْ خـَبَـرْ؟
وكــيـف تـَسـيـرُ بأرقى نظام = ودون ِاصْــطـدامٍ وأيَّ خَـطـرْ
فَهَلْ هي قَدْ نـَظَـمَـتْ نـَفْـسَها = وَلَــيْـسـَتْ بـِمُـدْرِكَـة ٍ كــالـحـجـرْ
فَمَنْ كَوّنَ الكَوْنَ في حِـكْـمَـةٍ = ومـا فـيـهِ نَـقـْصٌ تـرى أو خـورْ
أيَِخْـلِقُ كـَوْنٌ أخـي نَـفـْسَـه ُ = أعَــجْـزٌ يـُجـيـدُ نـظـامـاً سـحـرْ
فلا بــدَّ لــلـخـلـق مـن خالق = ولا بـد لـلـكَـوْن رب أمـــــــَرْ
عرفــت إلـهـيَ مِـنْ خـلـقِـهِ = فـَمَـنْ صَـنَّـفَ الـخـَلْـقَ أنْـثى ذَكرْ
وزوجانِ حــتـى الـجمـاد لَـهُ = وَكُـــلُّ الـنـبــات ِبــِعِـلْـمٍ ظـهـرْ
فـَـكُـلّ الـكـهـاربِ مِـنْ موجبٍ = ومِـنْ سـالـبٍ فـي الـكـتـابِ ذَكَـرْ
عرفــت إلهـيَ مـِنْ زرعــِهِ = فَـمـَنْ هـو زارع ُ ذاك الـشـجـرْ
وتــلـكَ الــثـمـارُ إذا أيْنَعَتْ = فـمـن هـو صـانـعُ هـذا الـثـمـرْ
ومــن هـو خـاضـبُ ألـوانِـه ِ= ومَـنْ جـاعـلٌ مِـنْـهُ حـُلْـواً ومُـرْ
ثمارٌ بـشتى الـطـعـومِ تـذوق = وَتُـسْـقـى جـمـيـعـاً بـمـاءِ الـمَطَرْ
عـرفت الإلهَ برُؤيا الطيـور = تُـحـَلّــــقُ مـُـفرَدَهــا أو زُمَـرْ
ووطْواطُ لــيـلٍ يـطـيـرُ بـِـهِ = يُـشـَـغّـــلُ رادارَهُ بـِـحَـذَرْ
فمن هو مُمْسِكُها في السماء = جـــنــاحـاً تَـظُـنُّ فـهــذا هـَــذرْ
ومـن عَلّـمَ الـطيـر تـغـريـدَهُ = كـــأروع مـَـعـزوفـَـة ٍ تُـشْـتَـهَـرْ
ولـيـْسَ يـغـنـي بـتـغــريـدِهِ = ولــكـن يـسـبِّـحُ رَبَّ الـبَـشَـرْ
وكيفَ تــهـاجِـرُ عَـبْـرَ الـبلادْ = ولــيـسـت تَــضـِلُّ طـريـقَ الـسَفَرْ
ومَنْ هـُوَ زخـرف ألـوانَـها = فَــيَــخـْلِبُ مَـنْـظَـرَهـا مَـنْ نَـظرْ
تـَعَـلّمَ تـَصْـمـيـمَـهـا عـالـمٌ = فَــصـَمـَـمَ طــائـــرة َ وابْــتَــكَــرْ
تراها تَطيرُ بــِجَـوِّ الـسـماء = كــقـائــدِ جــَوٍّ زهــا وانْــتـَــصَــرْ
فـَكُـلُّ الـطـيـورِ أخـي آيَـة ٌ = تَــدُلُّ عـلى الله أهـْـــل َالــبَـصـَـرْ
عـرفـت إلـهـيَ مـِنْ نـَحْـلَة ٍ = تــفـوقُ الأطــبـــاءَ والـــمُــخْـتَـبَـرْ
لـهـا مصـنع ٌ وَبِـهِ عـِبْرَة ٌ = فَــيَـصْـنَـعُ شَـهْداً عـظـيمَ الأثـــرْ
وبيتٌ عجيب ٌيهزُّ الـقلوب = يـَـبُـذ ُّمـهـنـدسٌَ بـيــتِ الــحَـجـَرْ
بـإيـثـارهـا اللهُ أكْـرَمـهــا = فــدرس بـلـيـغ لـنــا مـُعْـتـبـَرْ
وصاحب ُعقلٍ يـَغُـشُّ أخاه = ويـَـمْـكُرُ سـوءا بـِـحـَفـْر الـحُـفـرْ
تَعَلّمْ من النحل كيف الجهاد = تـُـضــحـي بــنـفـسٍ لـدفـعِ الخطرْ
تـمـوتُ لـتُـنـقـذَ أمَّـتـهــا = مُـضَـــحٍّ بـهـــذا الـزمـان ِ نـَدرْ
تَعَلَّمْ من النحل كيف النظام = وكــان النــظــامُ لــنـا فـانْـدَثـرْ
عـرفـت الإلـه بـلـيـلٍٍٍٍ سجى = وغــطـى الأنـام وأرضـا غــمــرْ
فمن ألبس الليلَ ثوبَ السواد = ومـن عـَلـّمَ الـلـيـلَ كـرًٍِِِا وَفـَرْ
وبـعـد الـظلامِ يُضيءُ النهار= إذا الــعَــدْلُ جـاءَ الـظـلـومُ انـدحرْ
فـكـل ضـيـاءٍ لـَهُ مـصـدَرٌ = فــكـيـفَ بـهـذا الـضـيـاءِ انـتـشَــرْ
إذا جـاء لـيـلٌ فـمـصـباحُنا = نــقـومُ بـإيـقـادِهِ لـلــسَــمَــرْ
فَنَحنُ نُـنَـوّرُه فـي الـدّجـى = ونـُـطـفــؤهُ والــنــهـارُ بـــَدَرْ
فمن أوجدَ النور بدءَ النهار = ومـَـنْ أظـلَـمَ الــليـلَ حـتـى الـسحرْ
وتُنْفِقُ مالَكَ لِلْكَهْرباء = وللنار غــــازٌ وحـــيـــنــاً "سُـلَـرْ"
وَنــورُ الإلـهِ بـلا دِرْهـَمٍ = يـُـضــيءُ عـلــيْــنـا بـِـأمْــرٍ صََـدَرْ
يَكُرّان ِعَبْرَ الـعـصـورِ مـَعَـاً = ولا يــُخْـطِـئـانِ عـلـى طـول ِ دَهـرْ
عرفـت إلـهـيَ مـن عَـدْلِـهِ = وكــيــف نـُبَـرْهِـنُ عـَـدْلَ الــقَـَدَرْ
ألـَيْـسَ الـرسـول ُدلـيـلاً لنا = وَحُــبُّ الــرســـولِ لـنــا مـُدَّخـَــرْ
فإن الرَسولَ حـبـيـبُ الإلـه = وأوذِيَ ظـُــلْـمـاً ولـكـنْ صـَـبَــرْ
وعاشَ الرسولُ حَياةً بفَقْرٍ = ومــات الــذكـورُُ لـَهُ فـي الـصـغـرْ
حـَبـيـبُ الإلـهِ مـثـالٌ لـنـا = وعـَــدْلُ الـمـهـيـمـن ِفـَوْقَ الـنَـظـرْ
جناحُ البعوضَةِ هذي الدنـى = ولـَـيَـسَـتْ تـســاوي كـمـا فـي الأثرْ
فَكلُّ الحيـاةِ ابـتـلاء ٌ لـنـا = وأهـْـلُ الـسـعـادَةِ هـُمْ مـَنْ شــكــرْ
وليس العطاءُ من الله يَعْني = دلـيـلَ الـمـحـبـة بَـلْ نـُخْـتَـبَـرْ
إذا ما اعْـتَـرَتْكَ أخـي شـِدّةٌ = أغــيــرَ الإلـــهِ يـُـزيــل ُالــضـــجـرْ
وعِنْدَ المصيبة أو في الرخاء = سَـيَـكْـشِـفُ مَـنْ بَــرَّ أو مَــنْ فجرْ
لَعَلَّ الـمُـصـيـبَـةَ خَـيْـرٌ لـنـا = وَرُبَّ سـُـرورٍ وفـــيــه الــضـررْ
جراثيمُ داءٍ تكونُ الـعـلاج = وتـُــعـْطى الــسـلـيـمَ بِـِوَخْـزِ الإبَـرْ
جهازُ الشدائدِ فَحْصُ الرجال = فـَــيُـفْــرَزُ مـِنْـهـُمْ هـِزَبْـرَاً وفـأرْ
فعَدْل ُ الإلهِ لنا بَيِّنٌ = على الكُل قــَــطـْــرُ الـــســـمــاءِانهمرٍْ
ألا يَسْتَحِقُّ الظلـومَ الـعـقاب = فـَـعَـدْلُ الإلـــه ِ لـَـــه ُ مـُزْدجـرْ
وَرُبَّ غَـنِـيٌّ تـراهُ شـقـيـاً = وتـَـلـْقـى فــقـيـراً سـعــيــدَاً وَحُــرْ
هـدانـا الالـه بـلا مـِرْيَـةٍ = لـجـنـاتِ عـَـدْنٍ وإمـّا سَـقَــرْ
فَمَنْ سارَ حقاً طريقَ الهُدى = فـَقَـدْ فـاز فــوزاً ونـالَ الـظَــفَــرْ
وإنْ ضَلَّ عبدٌ فَمِنْ نَفْسِــهِ = فـكَـيْـفَ سَـيَهْـدي غـَوِيَّـا ً خَـتَـرْ
فَمَنْ شَكّ جَهْلاً بـعـدْلِ الإلـه = تـَـعُـدّ الـحـدودَ بـِـفِـسـْق ٍ جــهـــرْ[/poem]
تعليق