في انتظار الفراق
مهما غيرت ملامح شكلك ... فلن يتبدل شكل مضمونك ...
مهما رقعت ثوب خصالك ... فلن يستقيم لباس مظهرك ...
مهما حاولت ملامسة الوفاء ... فلن يرقى الى مرتبة الصفاء ...
مهما اقتربنا لحظة موعد اللقاء ... سحرت أبصارنا بطلاسم الحرباء
نجيد لعبة الاختلاف ، لنفهم جيدا فلسفة الود بميزة جيد جدا ...
كجدع شجرة خاوية على عروشها ، يحضن ظلها البارد أسدا ...
كعرين امتلأ سقف محيطه بخيوط العناكب يأوي في عمقه قردا ...
مهما افترقنا ساعة ميعاد الوداع ، وتقهقرت خلف ظهورنا قيود
الأحاسيس ...
خيم الهمس ، كغيمة الأحزان تنتشر على مهل ، تقلب صفوة النفس
كربان يشكو من رداءة الطقس ...
كنت كتابا منكبا على وجهه ، منطوي الصفحات بين دفتيه ...
تأملت اعوجاجه بنظرات المغلوب على أمره ...
وهممت بالقرب منه ، لدراسة مضمونه ، والوقوف عند عمق أسراره
كنت كتابا مغلقا بلا عنوان بين أناملي طويت صفحاته الغنية بالهذيان
أتحسس أحاسيسه الخام بعنفوان ...
أجيد قراءة مشاعره بالهام الولهان ...
أروي عطشه كخير أنيس ...
أعيد ترميم حروفه المبهمة حتى غدا لي أفضل جليس ...
قطعت فيك شوطا بلا شعور ، وجدتك تملئي حياتي ... واستشعرت
يقينا بابتسامة قلبي ، حين ينشرح الصدر لملهمة المشاعر ...
تروض نبض الخفقان بنظرات جنون العيون التي لا تكف عن سرعة
الدوران ... تجوب محيط هيأة الانسان ...
مهما اختلفنا والتقينا ثانية لقاء الغرباء ... ساد الصمت طويلا ...
ليكون سيد الحوارات ...
أصبح الكلام ثقيلا على جرح الذات ... نتقاسم دقات الزمن بوابل من
التنهيدات ...
صار الخصام الخفي جراء الخجل ... يخدش حياء الغرام ...
كغزال انغمس في غفلة من أمره في الوحل ... ووضعت علامات
الاستفهام في وجه صفحات الأيام المقبلة ... ليركن كل طرف منا
الى وحدته ، الى خلوته ، الى صمته ، يقلب شريط الذكريات ليمعن
النظر جيدا ... كيف كانت أجواء ميلاد أول نظرة .. أول لحظة ..
أول كلمة ...؟؟؟ يزنهم بمقياس الشوق الذي استشرق ذات صباح ..
سميناه لقاء الأحبة ...
واليوم ... مالت نفس حرارة الأشواق ... ناحية الغروب ...؟؟؟
فهل نتدارك غروبها ...؟؟؟
أم ... كلانا يهرب قبل نهاية مشهد المغيب ...؟؟؟
مهما كان للغرام من خصام ولو بطريقة الفطام ....
فلابد ... للأشواق أن تخترق عمق الأعماق ......
وبعدها ... يهون احتراق النفوس بلهيب نار ودخان الفراق ...
ليستقيم ميزان المنطق ... الداعي بأن لكل بداية نهاية ... ولكل
لقاء لابد له من فراق ...
ها أنا ذا ... في انتظار الفراق ... حتى يحين اليوم الذي نتبث فيه
عكس هذا النسق ......
.......... بقلمي
أجمل المنى والتحيات أبعثها لكم عبر أثير الاحساس الصادق .....
.. العربي بن الصغير ..
تحيتي ومودتي ......
الى اللقاء ... وشكرا لكم .....
تعليق