لماذا نكتب .. ولمن ؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد عبدالله محمد
    أديب وكاتب
    • 02-04-2009
    • 756

    لماذا نكتب .. ولمن ؟؟

    كَثيراً ما أسأل نفسي لماذا نكتُب وَلِمنْ؟

    ]طأوقُل إن شئّتْ لماذا أكتب ؟

    أكتُب لمن لايقرأ

    أو أُخَاطبْ من لايسمع ؟

    أو أخط لمن لايرى؟

    شعور ينتابني أحياناً .. وأشعر به أيضاً .[/size][/b]

    ولكن شيئاً ما يدفعني كي أمسك بقلمي و أطلقه كالحصان الشريد
    الذي يجري في غير سباق و يدور في غير حلبة ...
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبدالله محمد; الساعة 31-07-2018, 21:34.
    [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
    أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]
  • اسماعيل الناطور
    مفكر اجتماعي
    • 23-12-2008
    • 7689

    #2
    أخي الفاضل
    المقالة في الصميم
    كَثيراً ما أسأل نفسي لماذا نكتُب وَلِمنْ؟
    .
    .
    نكتب ياأخي
    ليوم الحساب
    يوم ان نقف بين يدي الخالق
    ونقول
    لقد قلنا ولم نكتم شهادة
    نكتب
    لنكون ضمن الناس الذين حاربوا ولو بكلمة
    نكتب
    حتى لا يدب اليأس الكامل في النفوس
    كما ألمسه من تعبيرك
    أكتب ياأخي
    ولسوف يقرأ لك أحدهم
    كما قرأت لك
    في بيتك وبيتي هناك مريض نفسي هل تغضب من هذة العبارة ؟ كثيرا من الناس عندما توجهها لهم , تحمر وجوههم , ويعلو الضغط, ويتحفز للهجوم عليك والسبب هو اقتران عبارة المرض النفسي بأمراض الجنون وما شابهها من أفعال قطعا هناك فهم خاطئ إذ إنه لا نتجاوز الحقيقة عندما نقول في بيتنا مريض نفسي ان المرض النفسي لا يخرج من إنسان فكيف يخرج من بيت

    تعليق

    • محمد عبدالله محمد
      أديب وكاتب
      • 02-04-2009
      • 756

      #3
      [align=center]الأخ الكريم الأستاذ .. اسماعيل الناطور .. تحياتى لك ولمرورك الكريم ومداخلتك الطيبة .. وبعد لك أن تعلم أيها الأخ الكريم اننا وللأسف دائما نقع ضحية للألقاب التى تسبق أسماءنا .
      دائما ياأخى الكريم نتجاهل المواهب الفطرية التى وهبها الحق تبارك وتعالى وأنعم عليها من جود كرمه .
      من أجل ذلك كانت رسالتى لماذا اكتب ولمن ومعظم ماأسطره دائما تكون قكرته ومضمونه لخدمة تلك الحالة التى رأيتها بعينى تحلق فى هذا الفضاء الواسع دائما تلهث العيون خلف الألقاب تنبهر باللقب فتمدح مضموناً لايستحق من الأساس أن ينشر .
      وقد سأل أحدهم من قبل الشيخ الجليل .. محمد متولى الشعرواى ؟ لماذا لم تسعى لنيل شهادة الدكتوراه وأنت أحق بها ؟؟ قال الشيخ أذاًً أتونى بمن يمنحها لى .
      الأخ الكريم اسماعيل
      مرة ثانية أشكرك لمرورك الكريم ومداخلتك القيمة متمنيا دوام تواصلك الراقى
      أخوك
      محمد[/align]
      [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
      أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

      تعليق

      • بنت الشهباء
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 6341

        #4
        سؤال جدير بالاحترام والتقدير
        أخي الكريم محمد
        لماذا أكتب ، ولمن ، وكيف !!!؟؟؟...
        وهذه الأسئلة يا أخي دائما أجدها تتربع ما بين الحين والآخر حينما أمسك بصهوة جواد قلمي فلم أجد جوابا لتفسيرها إلا حينما أعلم في قرارة نفسي بأن الله سخرّني لقول كلمة الحق لأكون أمينة مؤتمنة على كلمتي ، وأن لا أخاف ولا أخشى إلا الله رب الخلق .....
        فتراني أكتب لأفضح كل وسائل الخداع والنفاق والكذب ، وأصور حال البؤس والشقاء والذلّ والهوان التي وصلت إليه أمتنا بعدما تكالبت الأعداء من كل صوب وحدب عليها.....
        أكتب لأصور المعاناة التي أعيشها في داخلي ، وأفرغ حالة الحزن والفرح لتزدان بها صفحتي حينما أزينّها بزينة المبادئ والقيم ، وأبعد عنها حشو وسوء الكلم وأنا آمل من الله ربي أن لا أخون أمانة الرسالة التي استخلفني عليها أمد العمر ...

        أمينة أحمد خشفة

        تعليق

        • محمد عبدالله محمد
          أديب وكاتب
          • 02-04-2009
          • 756

          #5
          أستاذتى ومعلمتى التى تجرعتُ من وعاء فكرها حتى الثمالة شتىَ كئوس خمرى أختى الجليلة الكريمة .. بنت الشهباء .. سكن الصدق فكرك فخرجت على وريقاتك كلمات ترتدى ثوب الأمانة تدعونا للفضائل وتجنبنا الرذائل .
          والله ياأختى دائما أقف أمام نصوصك مبهوراً لما يسكنها من خير ونقاء فجميعها والله أراه يسكب فى وعاء الجمع . نعم رأيتك دائما بعيدة عن الفردية فقط تبحثين عن كل مافيه الخير ويخدم الجمع . أثابك الله خير الثواب والله أراكِ قد أحسنتِ إلينا بفكرك كما أحسن الله عليك من جود كرمه .
          الأخت الكريمة ؟ لكِ كل الشكر والتقدير على مرورك الهادىء الرصين ومداخلتك القيمة .
          خالص التقدير
          أخوكِ
          محمد
          [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
          أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

          تعليق

          • محمد علاء الدين الطويل
            أديب وكاتب
            • 18-09-2008
            • 296

            #6
            [align=center]سامي الفكر ونظيف القلم وبعيد النظر ، هكذا قرأت كلماتك الجميلة الهادفة ...
            بكل الود كتبت لك[/align]
            [frame="11 98"]
            * الأدب إحسان قول وتصرّفْ قبل أن يكون جرّة قلم أوتكلّفْ *محمّدعلاَءالدّين الطَّويل
            [/frame]

            تعليق

            • اسماعيل الناطور
              مفكر اجتماعي
              • 23-12-2008
              • 7689

              #7
              لمن أكتب ؟
              أكتب للإنتقام من الكذب
              أكتب لحسنة من كلمة قد تفيد شخصا
              أكتب لأفضفض
              أكتب لهذا الغبي الذي إعتقد إنه الذكي والآخرين أغبياء
              أكتب لتلك المرأة التي تعتقد أن جسدها عنوانها بدلا من عفتها
              أكتب لذلك الطيب الصادق لأقول ......هناك من يقرأ لك

              تعليق

              • محمد عبدالله محمد
                أديب وكاتب
                • 02-04-2009
                • 756

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد علاء الدين الطويل مشاهدة المشاركة
                [align=center]سامي الفكر ونظيف القلم وبعيد النظر ، هكذا قرأت كلماتك الجميلة الهادفة ...
                بكل الود كتبت لك[/align]
                العزيز والكريم أستاذ .. محمد علاء الدين .. تحياتى لك ولمرورك الطيب والكريم . كما أشكرك على مداخلتك الراقية
                حالص الود
                محمد
                [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
                أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

                تعليق

                • محمد عبدالله محمد
                  أديب وكاتب
                  • 02-04-2009
                  • 756

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الناطور مشاهدة المشاركة
                  لمن أكتب ؟
                  أكتب للإنتقام من الكذب
                  أكتب لحسنة من كلمة قد تفيد شخصا
                  أكتب لأفضفض
                  أكتب لهذا الغبي الذي إعتقد إنه الذكي والآخرين أغبياء
                  أكتب لتلك المرأة التي تعتقد أن جسدها عنوانها بدلا من عفتها
                  أكتب لذلك الطيب الصادق لأقول ......هناك من يقرأ لك
                  أستاذى الجليل .. أسماعيل الناطور .. تحياتى لك ولمرورك السامى ومداخلتك الكريمة والتى سكن سطورها الحق والحقيقة .
                  نعم أستاذى صدقت والله فيما ذهبت إليه
                  كل الود لك
                  محمد
                  [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
                  أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

                  تعليق

                  • ركاد حسن خليل
                    أديب وكاتب
                    • 18-05-2008
                    • 5145

                    #10
                    أنا أكتب لمن لا يزال في قلبه للحقِّ سبيل
                    وأكتب، لمن لا يخشى الوقوف في وجه العاصفة
                    ولمن يأبى الإنجراف مع التـّيارات
                    أكتب لمن يهمه أن لا يبقى ليومٍ إضافيٍّ مأزوم
                    ولمن ينشد التغيير، مهاجرًا عن كلِّ سوء.

                    ركاد حسن خليل

                    تعليق

                    • محمد عبدالله محمد
                      أديب وكاتب
                      • 02-04-2009
                      • 756

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ركاد حسن خليل مشاهدة المشاركة
                      أنا أكتب لمن لا يزال في قلبه للحقِّ سبيل
                      وأكتب، لمن لا يخشى الوقوف في وجه العاصفة
                      ولمن يأبى الإنجراف مع التـّيارات
                      أكتب لمن يهمه أن لا يبقى ليومٍ إضافيٍّ مأزوم
                      ولمن ينشد التغيير، مهاجرًا عن كلِّ سوء.

                      ركاد حسن خليل
                      العزيز والكريم .. ركاد حسن خليل .. تحياتى لك ولمرورك ومداخلتك الطيبة
                      التى يسكنها الحق .
                      خالص الود
                      محمد
                      [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
                      أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

                      تعليق

                      • يحي الحسن الطاهر
                        أديب وكاتب
                        • 20-03-2011
                        • 111

                        #12
                        لماذا نكتب؟
                        مبعث حيرتي من السؤال، أية سؤال ، هو ما يزيحه من صمت معرفي هائل ، مجردا صحراء هذا الصمت من غناها اللانهائي واستجنانها بالعديد من الاحتمالات المشرعة على فضاءات لا تحد ...السؤال شهية لامعقولة للتحديد ...للإفقار ..إفقار موضوعة التساؤل بحصرها في ( معرفة مسيجة بيقين ما باعتبارها ممكن نهائي ...إجابة ما عن قلق معرفي ) السؤال لدي هو تعبير عن الرغبة في الراحة الذهنية بالوصول الى حد صارم لفوضى الالتباس واللاتحديد واللاتعين ( بلغة الفلسفة) .
                        لماذا نكتب؟
                        مايليني من السؤال: لماذا أكتب؟
                        أكتب ...لأني ببساطة أحاول التناص مع وجودي ...بالكتابة أحاول تأسيس عالم مواز ...عالم يتناص باللغة مع( الوجود/في الهناك) خارج ذاتي ...الكتابة هي وسيلتي لتصدية ( من ترجيع صدى) همس الكون بألغازه وإسراره لروحي ...فعبر اللغة أشكل موطن الفة لروحي في مسكن وحشتها العميقة في الوجود ...ثم الكتابة عندي ....حالة استمناء ميتافيزيقية لعالم يتشكل في رحم الحلم..عالما تتسع فضاءاته غرفا سرية تمارس فيها كائنات الوجود جميعها طقوس تعر سري ..متسكعة في فضاء أحلامها بالصيرورة المتمردة على سجن هوياتها العتيقة في محابس جسدية الوجود /خارج الكتابة ...بالكتابة تتطهر الكائنات من دنس وثنية الجسد الواحد ....تتخلص كما الثعابين من جلد نهاريتها الفجة موغلة في غسق حلمها بذاتية أخرى ...فالقمر يكف عن كونه ( قيعان وأودية جافة وصخور صلدة...كما هو قمر العلم/ في كشوفات ناسا.. يكف بالشعر عن تلك الهوية المحنطة ...كي يتحول موطن لقاء أثيري للمحبين ...كما قال عاشقهم:
                        أقلب طرفي في السماء لعله
                        يوافق طرفي ...طرفكم حين ينظر...
                        الكتابة...هي لعبتنا السحرية التي بها نشيد عالما من مرمر أحلامنا...ونستدفيء بها من هجير وحدتنا ...
                        لماذا أكتب؟
                        لأني ...لا أعرف شيئا غير ذلك!
                        ولأني سأموت ان لم أفعل ذلك!
                        الكتابة...خبزي ومائي وهوائي الذي أتنفس....هي صنارتي الذهبية لاصطياد قلب حبيبتي...
                        أكتب لأني وجدت نفسي هكذا!
                        أحيانا كثيرة ...
                        أشعر باللغة جنيا سريا يهذي أسفل عقلي......
                        تكتبني اللغة ولا أكتبها إلا حين أخشى من كل هذا الضجيج الذي تمارسه الحروف في أقبية الوعي ...أشعر بتنهيدة ارتياح عميقة تعرفها من فاجأها المخاض الى جذع حزن من طول وحشتها ...الحروف لعبتي ومسكني الأليف
                        أهديكم ...جميعا بمحبة ...هذا النص ...ولعله يكون بياني عن ( لماذا أكتب)
                        سوناتا الحروف- كتابة

                        (1)
                        جدل الفراغ والملاء
                        يحي الحسن الطاهر
                        جلست الحروف - ذاتصفاء- تتسامر حول مواقعها في الكتابة ، كانت البهجة تغمر الجميع، من هذا التآلف البديع الحميم، الذي يلفها جميعا بعباءته الدفيئة ، كانت الصغار منها ،مثل الدال والباء تتضاحك جزلى، وتكركر ضحكاتها فقاقيع ملونة ، تتحول غماما متراقصا، يحجب عن الحروف شمس العدم، وفراغ الملاء السحيق ، كان الجميع في بهجة ومسرة عميمة ، لا يكدر صفوها الا من ازيز بدا خفيضا وصار يتعالى شيئا فشيئا ، احتار الجميع من مصدر ذلك الصوت الغريب ، الذي يشبه انينا مكتوما يضمر غيظا دفينا ، علم الجميع بعد مدة طويلة، تساقطت فيها برهات الزمان، قطرة اثر قطرة، في الوادي السحيق للأبدية ، علموا ان مصدر هذا الصوت، هو من بعض ذوات الاسنان والاضراس من الحروف: الظاء والطاء والضاد ، التي انبرت خطيبا:
                        فليعلم الجميع هنا ان العدالة هي ما ننشد ، ولا تغرنكم هذه الهناءة العابرة ، انظروا الي ما حسبتموه تجانسا ، اين هذا التجانس؟ الا تتبادلون المواقع بكيفية خارجة عن ارادتكم ؟ الا يمتن بنو الفانين عليكم بالوجود نفسه ، الا يزيحون بفوضى وجودكم شعورهم بالعدم ، ثم أين هذه الكيميائية العذبة لانسجامكم المزعوم ؟ الا تتناحرون حينا، حتى يخفي بعضكم بعضا فيما تزعمونه بلاغة وتجويدا ؟ ثم انظروا الي أنا : على الرغم من انكم تتسمون باسمى، لغة الضاد ، فما ذاك بميزة لي : فأنا أقلكم ورودا ، وغالبا ما تستقبحون صوتي، فلا تدعوني افتتح الكتابة ، تحاولون زجي بينكم ، في وسطكم ، كي تضبطون ايقاعكم المشروخ، برنينى العميق، فيالها من غفلة وحيف! علا حينها صياح الحروف واشتد ضجيجها ، كانت بعضها تشتكي من البرد، لكونها تأتي في مفاتح الجمل ، وأخرى تتذمر من الضيق والاختناق والانحباس، لتوسطها بين أحرف حارة، تتلظى بمشاعر الغيظ والمرارة ، اما التي غالبا ما تأتي في أواخر الكلام، فخوفها من حافة العدم التي تطل عليها أصاب الجميع برعدة بالغة ( لعلمهم بأن ذلك مصير محتمل للجميع) علا الصياح وضج السامر بالشجار ، وتشابكت الحروف بالأيدي والأرجل فهنا ترى حرف( الألف) ينتصب عصى غليظة تنهال ضربا ،على ظهر الحروف المنبسطة مثل (الغين، والعين والجيم والحاء والخاء) حتى تدميها وتتقاطر دمائها مشكلة نقاطا للثاء والتاء والنون ، فما تلبث هذه الأخرى، أن تنالها عضات الأحرف المسننة مثل الشين والسين ، فتتلوى الما حتى تصير مرة (كافا ومرة دالا وزالا - ) حتى اذا بلغ بها الألم منتهاه وأشتد بها الوجع ،
                        فرت هاربة واختفت، في تضاعيف مجوفة مثل، التشديد أو التسكين أو حتى الاضمار والاقلاب ، ومن طريف ما يروى من أمرها ، أنه يحكى ان بعضها ينقلب محض أحرف ناعمة لينة، لا تستفز نعومتها شرا ، بل يسعى بعض الاحرف اليها رغبة في شميم فائح انوثتها الانيقة، وتتأبى هي في دلال وغنج ، ولعل هذه النعومة وذاك الدلال، هو ما زين لها ان تنبري لفض هذا الاشتجار ، اقترحت الياء خطيبا :
                        قالت الياء ، بعد ان تنهنهت طويلا حتى كادت تنقلب باءا ، ولكنها انحنت بسرعة تلملم نقطتها، التي تطايرت من تنورتها الضيقة ، ثم قالت في نعومة مخاطبة الضاد:
                        انظروا الي : انا آخر كم ورودا في الابجدية ، وليس في ذلك عيب ، اذا وجد الطموح والحيوية ، فهاأنتم تروني آتى في اشد لحظات وجودكم وثوقا ، اليس بي تصاغ كل راهن حركة الكائنات ؟ يجري ، يبكي، اليس في بركة موضعي، انبثاق الفعل من جوف السكون؟ ما افعالكم غيري سوى ماض غائب؟ جرى، بكى ، نام ، فيا أيتها الضاد لا يحزنك موضعك ، فما يقعد بك هو قصور همتك لا بعد موضعك ، ثم هيا أخبريني:
                        أين هذا الرنين العميق الذي به تفاخرين ؟ أين هو من عذوبة رنين السين وهمس الشين ، ورقة الحاء ودفئها ، التي أوحت الى بنو الفانين بأن يفتتحوا بها كل مفردة دفيئة، مثل، حلم وحب وحرية وحنان وحسن ؟ أين انت من ذاك بل دعينا من هذه المراقي التي لا تطيقين واخبرينا : أين أنت من جلال وجمال الميم ؟ وسكونها العميق ، اليست هي اشارة وعبارة علي الطمأنينة اذ بها كل ما يأوي اليه بنو الفانين، فهي مهد ، منزل ، مسكن ، موطن ، حسنا ..لنترك كل ذلك ..فهيا أخبرينا ..أين أنت من طلاوة وحلاوة العين؟ عسلها ، عنبرها ، عبقها ، عشقها ؟
                        جلست الياء في زهو وخيلاء وقد رأت ما يتخايل من اعجاب من مقالتها، في الاخاديد العميقة، للسين والشين ، ولشد ما أعجبها تقوس النون فرحا، حتى كادت أن تنكفئ على وجهها باءا ممسوخة ، أو يذهب بها التمايل فرحا، الى حد أن تصير الفا ممدودة ، ولأمر ما تشابهت الألف الممدودة نطقا وشكلا بالدودة ، فزعت الياء من هذه الخواطر واستعاذت بالألف والام مرتين وبالهاء، من الخيلاء والغرور، وما سيجره عليها من ويل وثبور ، الم يرسم لها كل هذه المسوخ المحتملة؟
                        فجأة شق ضجيج الحروف وتشاكسها صياح عظيم:
                        جفلت الحروف ووجفت ، ثم سكنت تتصنت ما كنه هذا الصوت المريب ، تبينت انه آت من جب عميق ، انه داعي النوم ، تواثقت على أن لا يؤذين بعضكم بعضا حتى الغد ، دعونا ننام ولنا ملتقى غدا لا نخلفه.
                        سوناتا الحروف- كتابة – جريدة المدينة- ملحق الأربعاء الثقافي

                        يحي الحسن الطاهر

                        (2)
                        قلق التكوين
                        حسنا :
                        كانت الاحلام التي داعبت مخيلتهم تلك الليلة، غريبة حقا ، حلمت الباء بأنها تتنزه وحيدة، قرب شاطئ منسي بعيد ، لم تكن هنالك أية اشارة لحياة عاقلة ، قالت تخاطب ذاتها:
                        حسنا لم لا أدعو بعض أخواتي فنتحد( وربما ..وربما) ثم تضج الحياة بهذا الشاطئ ، كانت فرحة بهذا الخاطرة المباغتة فأنستها فرحتها، وما بداخلها من نداءات الخصوبة ، انها تفترش لحافا وتضجع قريبة من النون، التي كانت ترقب حركتها،لكونها لم تنم في تلك الليلة، كانت النون ترى في وجه الباء تعابير متعددة ، فتارة تراها مرة ترتعد خوفا ..وفجاءة تضحك بسعادة ، ثم تارة أخرى ، ترى تلك النظرة التي تعرفها كل الحروف، الرغبة وشهوة الخصوبة ونداء اللذة،،والمعروف لدى الحروف جميعها، ان النون هي أكثرهم حنوا وعطفا على الجميع، أكثرهم حيوية وحماسا في تلبية نداءاتهم جميعها، كانت النون تحاول ان تفكك شفرة هذا الحلم، الذي يدور في الأزقة القصية لروح الباء وعقلها، كانت ترغب في مفاجأتها بتحقيقه،صارت تقترب أكثر وأكثر، حتى تستطيع سماع هلوستها الخفيضة ، الألف كان يرقب من مكمنه البعيد كل هذا ، وعرف بحدس الحروف القوي، ما كان يدور بين الباء والنون من جدل صامت ، فصار ينادي على التاء ان تقترب..وحين صارت قريبة جدا، نهض الألف بخفة من مكانه ، وتمطى حتى يذهب غائلة نومه العميق ، وحتى يستطيع حمل النون، بقوسها ونقطتها عاليا، كي ترى من علو ما يدور بخلج الباء،فهمت التاء بأن الألف يريدها، أن تقترب حتى لا يسقط ، وهو يشب على أطراف قدميه، كي يتمكن من رفع النون الى أعلى أفق ممكن، لعلمه المسبق بأن الحروف جميعا، حين تحلم ،تغوص في أحلامها عميقا حتى تأمن من التلصص، فهمت التاء كل ذلك ، وتولى الألف اعداد كل شيء ، أمر النون بأن تلتصق بالباء بخلس حتى لا تزعج نومها، ورفع النون عاليا، وهي ملتصقة بالباء..فهمت التاء مكر الألف، فأتت تسعى وهي تحتك بالألف، في وضعه المضحك ذاك: يرفع النون الملتصقة بالباء النائمة ، أحدثت كل تلك الضجة أصواتا مزعجة جدا ، جعلت الباء تستيقظ فزعة ، وحين حاولت الصراخ ، نبهتها النون من عليائها تلك :انظري ألينا، الم نشكل جميعا ما ينقص هذا الشاطئ المهجور، دعونا فقط نتناسل أكثر فأكثر، دعونا نرتدي بعض الألوان المختلفة ، ولكن دعوتا نقصقص قليلا من أطراف أثواب النوم الطويلة هذه ، دعونا نرتدي أثوابا اكثر قصرا، حتى نسمح للنسيم العليل للشاطئ بان يرعش اجسادنا، وسترون كيف يضج الشاطئ بالمرح ، وكيف تنشر الريح خرافة ما تثرثره الماء من اشجان عشقها الى اليابسة،ضحكت الباء في سعادة ، سعادة لم تكن تحلم بها ، فما فعله الاندغام الجميل للألف والنون والتاء كان أكثر مما تتوقع ..صارت تضحك بشكل هستيري مجنون ، حتى بدأ الجميع يرتجون في مواضعهم ، لم يستطع الألف بكل قوته وصلابته المعهودة ،أن يوقف النون التي كانت تتقافز خائفة ، تحاول أن تتملص من هذه الكينونة ، أخيرا أستقر ضحك الباء وسكن، ولكن بعد أن ذهبت النون بعيدا في الحافة من هذا النسيج ، صارت قبل الباء ذاتها حتى تأمن في مستقرها ذاك من احتمال انهيار الكيان جميعه ، ضحك الألف حين نظر عبر الفرجة الضيقة لتنورة النون الى ما صاروا عليه بعد تبدل المواقع ، وقال انظروا ما لدينا من تنوع ، ثم في برهتعشق صاح بالباء:
                        بوركت ، فقد منحتينا الظل وهذا الألق.
                        بدأت الأحرف الأخرى تستيقظ تباعا، بعضها بتثاقل ، مثل الظاء والطاء والضاد ، لعلمها بأن لا حاجة للجميع اليها، في هذا الصباح الباكر ، وان شاركتهم جميعا الاندهاش العظيم ، اذ رأوا كيف استحال المكان ، فبالأمس بعد كل ذلك الشجار ، نام الجميع في خلاء قصي وهاهم الآن يستيقظون قرب شاطئ ضاج بالحياة، تمرح فيه حسان بهيجات ويزدان بالاشجار الجميلة، وكل صنوف النبات ، أحس الجميع بالجوع وتنادوا :
                        هيا ، تعالوا نشكل بتراصنا ما ترغبون فيه من طعام وفاكهة وشراب،ثم فجأة صاحت الكاف:
                        مالي لا أرى الشين والألف والياء ،ألم تلحظوا ان الألف أيقظ الجميع ، أين ذهب؟ بدأ القلق ينتاب الجميع ، صاروا يتلفتون يمنة ويسرة ، بل بلغ بهم القلق لئن ينتدبوا بعض الحروف المائية ( فهم قبائل شتى ، كما هو معروف) بأن تذهب الى النهر وتغوص بحثا عل الشين والألف والنون تكون قد استهوتها غواية الماء ومن يسبحن فيه،كانت الألف وصويحباتها يضحكون بهناءة غامرة في خبائهم البعيد وهم يصنعون للجميع مشروب الصباح الذي يشتهون . جاءوا يسعون بالوان متعددة بين الأخضر والأسود والأحمر وقد أدغموا في نسيجهم الحميم سينا خجلي، كافا عجلى، وراءا مرتعدا، من كون ان هذا المزيج سوف ترشفه الحروف وتمحق وجوده في برهات قلائل وربما تطالب بالمزيد .
                        ارتج سكون الشاطئ وضج بكل هذه الأصوات ، فهاهي الريح في البعيد، تزمر تراتيل الموج وتهامس الاشجار في عشقها الذي لاينتهي أبدا للبوح والغناء، ثم هاهو الموج ، طفل الماء الشقي الذي لا يعرف سوى اللعب والتقافز ، يرتل الآن صلواته السرية لجنياته ، وبعد كل هذا يأتي صوت ارتشاف الحروف لعصير وجودها.
                        فجأة أطبق ظلام كثيف ، صارت الشين والألف والياء لا ترى شيئا، علمت انها الآن في القاع العميق تنام محض ذكرى لذة الصباح المعتاد للحروف ، ولكنها في غور وجودها ذاك كانت تدرك انها سرعان ما تتجشأها الحروف ، فتخرج منسلة كغمام ناعس جميل عبر شقوق استلذاذ الجميع .
                        يحى الحسن الطاهر

                        keizenk@gmail.com
                        سوناتا الحروف

                        (3)
                        ذاتمرح ما

                        تبارت الحروف جميعا في أي تشكيل يكون أكثر شهية للافطار الذي بدأت تحس دنو وقته من تلك الاختلاجات العميقة في امعائها الخاوية ، بعد لغط وفوضي عظيمين وقفت اللام وقالت:
                        اعرف جليا انكم الآن كما أنتم دوما، تنظرون مني أن أدعو الحاء والميم الي الالتصاق بي ، وان نعيد ترتيب اندغامنا ونسكب عصير فوضانا علينا، لأنه بغير ذلك لن يكون لنا أي طعم ، حسنا ، لابأس سنفعل كل ذلك ، ونتبادل المواقع ، وساكون عادلة:
                        مرة سأكون في الابتداء وتأتي الحاء في الوسط والميم في الختام ، ثم ستاتي الميم في البدء وأتوسطهم ثم نختتم بالحاء، وبعد أن تمتلئ امعائكم ، ستأتى الحاء في البدء ولابأس لي في أن أتوسط مرة أخرى ، وليته يكون تشكيلا سعيدا.
                        دهش الجميع من فصاحة اللام وبلاغة خطابها، سال لعابهم جميعا وصاروا يهيبون بها أن تشرع وصويحباتها

                        sigpic

                        سارة..توتا..نونا ...حوتة ..والله وبس!!!
                        yahia.change@gmail.com
                        http://truthsekkers.blogspot.com/201...g-post.html#!/
                        https://groups.google.com/forum/#!forum/yahiahassan

                        تعليق

                        • غسان إخلاصي
                          أديب وكاتب
                          • 01-07-2009
                          • 3456

                          #13
                          أخي الكريم محمد عبد الله المحترم
                          مساء الخير
                          سؤال عميق ، وردود متفاوتة بين الإيجابية والسلبية بدت في رسالتك الأدبية الماتعة .
                          صديقي :
                          الحمد لله على السلامة ، وهلا والله بالأخ الغالي .
                          قدومك يشبه المطر الغزير في وقت القيظ .
                          بكل تواضع :
                          نكتب لأننا مسؤولون عن الرسالة التي وضعتها الأقدار في أعناقنا ، لولا الكتابة ما استنارت الدنيا بالأديان العظيمة ، ولا تنبهّت العقول إلى التفريق بين الحق والباطل .
                          الكاتب - أخي - هو نبراس البِرّ في هذه الحياة الفانية .
                          أرجو أن تعجبك رتوشي المتواضعة ، ولكن لم أستطع أن أكملها فهي كثيرة جدا .
                          لذا أرجو منك أن تعود لها بأناملك اللطيفة لتصويبها .
                          أنا سعيد بعودتك لبيتك الجميل ، ويمكنك التواصل عبر الخط الساخن .
                          أخي الكريم :
                          العبارة بين قوسين تحتاج لأناملك ، وأرجو أن تضع العبارات باللغة العامية بين قوسين ، فلا يجوز المزج بين اللغة العربية واللهجة العامية خلال رسالتك الشائقة .
                          تحياتي وودي لك .
                          التعديل الأخير تم بواسطة غسان إخلاصي; الساعة 19-10-2011, 12:29.
                          (مِنْ أكبرِ مآسي الحياةِ أنْ يموتَ شيءٌ داخلَ الإنسانِِ وهو حَيّ )

                          تعليق

                          • نجلاء الرسول
                            أديب وكاتب
                            • 27-02-2009
                            • 7272

                            #14
                            سؤالك أخي الكريـم محمد له بعد ميتافيزيقي ككل شيء في هذا الكون صنعة وصانع

                            لأن الكتابة هي شكل من أشكال التعبير التي وضعها الله في فينا كتلك الإمكانيات التي تساعدنا على التواصل والتكيف والعطاء وهي طريقة لامادية تساعد على بث الأفكار وبالتالي تساعد على التطور في هذا العالم الذي خلقنا الله لعمارته

                            أما عن ماذا نكتب ؟ فهو يختلف باختلاف الطبائع والقدرات وهذا الإختلاف هو جوهري جدا في تنوع عطائنا

                            ولمن نكتب ؟ قد تختلف الرؤى والتوجهات وبالتالي يختلف وفقا لذلك الفئة التي نرمي بها مرادنا فسعينا اللغوي هو شكل يتصاعد من الخلق إلى الخالق

                            تحيتي لك وتقديري
                            التعديل الأخير تم بواسطة نجلاء الرسول; الساعة 19-10-2011, 12:35.
                            نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                            مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                            أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                            على الجهات التي عضها الملح
                            لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                            وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                            شكري بوترعة

                            [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                            بصوت المبدعة سليمى السرايري

                            تعليق

                            • سعيدة خربوش
                              عضو الملتقى
                              • 14-09-2011
                              • 15

                              #15
                              أكتب لأني أحس بالجوع للكتابة كما أحس بالجوع للقوت.
                              أكتب لأوضح للآخر زاوية رؤيتي حتى لا يخطئ في فهمي.
                              أكتب لأن كثيرين مثلي لديهم ما يبوحون به وـلسبب ماـ لايفعلون.
                              وأكتب لأقول للمحسن أحسنت كما نقول للمسيء أسأت.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X