العشق والعصا ورواية مني عارف رؤية الشربيني المهندس
يستطيع المبدع القول بكل بساطة أن القص مثل الحب لا يولد بقرار ،والرؤية الأدبية للنص قد تأتي من خلال منهج أو أكثر من تناول المضمون إلي آليات السرد والتكنيك ، لكنها أيضا لا تأتي بقرار.. وراودني القلق مع وشوشات الودع العنوان للرواية وأيضا كتاب الحكايات الموازية لنص الاستاذة مني عارف ، وحالة من التشتت حيث وجود قصة أو أكثر داخل النص الرئيس فيما يسمي قصة الإطار .. ونأتي إلي صورة الغلاف للبحر الذي يمثل الخلاص بامتداده والقوقعة الوحيدة علي الشط واطار أثري ، وارهاصات الرحيل وحيث الهمس والوشوشة كانت في اتجاه الأحزان غالبا ..
وخطر ببالي كيف عاش الأستاذ احسان عبد القدوس دنيا الأثرياء ، فعشقها في البداية ، وعندما صورها لم يستطع إخفاء تأثير عصاه عما لا يرضاه ،فأعلن رفضه أن يعيش في جلباب أبيه ، وأنه لا يكذب ولكنه يتجمل ، وغاص في طبائع البشر ليعمق شخصياته ، وقالت بطلته أنا حرة لكنه لم يصل الي الطريق المسدود وراح يراقبها من خلف النظارة السوداء وقد احتل مكانه علي مقهي في الشارع السياسي .. ونأتي الي حكايات الرشاوي والمصالح المتبادلة وشركة للاعلانات كواجهة لكنها تتاجر في كل شئ والبطلة تقع بين فكي المطرقة والسندال فلا تجد غير المونولوج الداخلي رفيقا ..
هنا إمرأة عاشقة أيضا مرهفة الاحساس والعاشق يرمي نفسه في البحر مع امواج الدهشة بلا بوصلة ولا خارطة طريق كما يقول نزار الشاعر ، عاشقة لذاتها وافكارها ورجلها ، لذا نجدها مشتته بين حلو الذكريات والخوف من المجهول علي شاطئ الأحلام ورمال البراءة ، وجاء تأثير العصا مختلفا لتنكمش الراوية أمام هجوم الفساد وحزام زوجها الجلدي الأسود الذي يربطه في حركة لها دلالتها وهو وكيل النيابة الذي يتعامل معها كأنها متهمة ، ولم تجد مع وحدتها الا وشوشات الودع عنوان روايتها ، والذي يدفعنا مع عيون الحيرة والدهشة إلي متابعة ما يجري في العالم المرصود عندما دخلت دنيا رجال الأعمال والمال بقلبها ، ومع المفارقات تسطحت شخصياتها المرصودة بصوت السارد الذاتي ، وكانت السيدة لولة المتسلطة والمدمنة للنفوذ مثلها الأعلي ،كما تشعبت حوادثها الشخصية والعامة علي حساب التركيز علي القضية الرئيسة ، وقد بذلت مجهودا كبيرا لابراز شكل جديد خيث تعددت محاور الرصد المتداخلة ، وهي التي تملك الرؤية الصحيحة فكانت رواية مفارقات ..
والتجربة يمر بها الكاتب تحتاج لبناء ومغزي للحدث لتكون قصة وهنا تبدأ المفارقات مع تعدد الأساليب لينطلق السرد مع تصورها لعالم المال والأعمال والمختلف عن الواقع المرصود وعن تصوراتها الوطنية ، وان كان الخلاف وارد هنا فلا نشاط أكثر عداءا لاعتبارات الوطنية مثل التجارة ،وقالوا التجارة شطارة ،ولا توجد ايدلوجية أقل اهتماما بالوطنية من أفكار الليبرالية وسوقها المتوحشة .. ونسجل انها دخلت عالم المال بارادتها مثل العصفورة وحريتها في اختيار الشجرة ، واذا كانت الشجرة لا تختار العصفورة فان عالم المال يختلف بالتأكيد .. وصف البطلة جاء من خلال المرآة وعندما اتسعت دائرة العلاقات العامة هبت رياح خماسينية تدفع البراءة خلف الصخور حيث يسكن الألم في مطبات الظنون ،واشتباكات الأماني ، وتفتح ستارة نافذتها وقد اختفي طائر النور خلف الغيوم وتفتح كتاب وتنقل لنا رسالة رمزية بخط مخالف ونهايات خيوط عنكبوتية للأحلام التي هتك سترها تباين الظاهر والباطن بعضها في الأوراق القديمة أو قصاصات الصحف مع مزجها بالمشاعر ..
وتبدأ تباشير الخلاف مع البوكر الجديد أو رهانات المصالح المتبادلة عندما رفضت التوقيعات المزورة أو عندما قالت لا .. لقد فتح الليل نوافذه لكل السيئات المخبأة ودخلت دون أن تدري عش الدبابير وجدت نفسها في عالم الفساد والبيوت تسقط علي رأس السكان كما تقول الصحف ، وكأنها شاهدة علي العصر وبلا مشاركة في رواية تسجيلية ، وتتحرك العصا ولتصبح أميرة صاحبة الشرف والأمانة هي الضحية التي يحبسونها في قصر عالي أو تلقي الي الديابة .. وجاءت العصا مع الطلقة الأولي من الزوج وحكاية ثناء وزيجاتها المتعددة بعد مؤامرات نسائية فتسير السطور في اتجاه الاستبطان للنفس أكثر ،أو التراجذاتي من التراجيديا والذاتيه ، ويتواكب شعورها بالظلم مع إقرار قوانين القوة الظالمة وتزييف الديمقراطية وطابور العيش الذي يمتد مع الترهيب والترغيب للغلابة ..
ومع الصدمات وشعورها بانها اليس في بلاد العجائب هنا تبدأ إشكالية لغة السرد التي تناسب البوح بالأماني والفضفضة بالوخز لعلاقات أسرية علي النطاق الصغيروالمرأة يجب أن تسير وراء زوجها ، ومفهوم الحرية المترنح بين ثقافات مختلفة ، وتبدو لنا من خلالها إحساسات الكاتبة بالأسرة الكبيرة ، وتلويح العصا بالتسلط والغطرسة والتبذير وكراهية الانتقاد مع وضوح تأثير ألذات الراوية في معظم الفصول /القصص ومدي مناسبته للوشوشة أوهمس الأذن ودلالتها مع رمزية الودع ، وضرب الودع أو خزعبلات كشف المجهول حيث الرحيل وسلبية المقاومة والهروب الي حكايات وافلام سينما وتلفاز وخيالات ،وحديث مع الفنجان لنشكل من هنا معني العنوان والشكل الذي اختارته الكاتبة لنصها الأدبي
وبمتابعة الجذوة اللاهثة لمشاعر الكاتبة التي لا يسبغ غورها غيرها ،وهي تحاول بثها مخترقة الوجود الذهني وكاشفة لواقعه المرصود بصوت أحادي،ومستعينة ببعض الكتب والصحف والصور أو تعود لهمس الجياد وفيلمها المفضل ، وتدحرج الوسادة المطرزة بالقطيفة مع الاحزان ومع مقتطفات الحكمة والشعر والتصوف لتصبح الوخزات قادرة علي إيقاظ إنسان القصة ،مع محاولة تجنب الوقوع في فخ الاغتراب الذي تعانية شخصياتها المهمشة ، ومحاولة توصيل رسالة وان غلبت عليها الخصوصية .
هنا نعيش التوترات النفسية حيث لم تجد الرقية أو دروس الوعظ شيئا أمام العصا أو سطوة الفساد وتعود الي همس الجياد فيلمها المفضل ،أو تدحرج الوسادة المطرزة ويطغي صوت المنولوج والحوارات الذاتيه مع فنجان الرؤية الذي لم يتحمل فانكسر ونبوءة ستوته ، وهي أمور منتشرة في عالم المال والسلطة حيث نديمهم المهرج والعرافة وطريقهم إلي خارج البلاد .. وتتحرك عصا اللعنات مع الطلقة الثالثة وقتل الانسان ومؤمرات الظلام من وسط شقوق الندم للهوة الواسعة بين الواقع والخيال ورنين الذهب وصرخات الألم ، فقررت معاودة الرحيل لدنيا اغلقها الرجل في وجهها وهي ترفضها من داخلها .. وهكذا اغلقت التلفاز بدلالاته وهي تنوع أساليب التناول لحكاياتها وقد طوت حكمة الأدب (وفنطها المختلف )،لتمضي سفينة الشراع البيضاء أو المركب المسكون بلون الثلج وطعم الملح مع أفكار الراوية التي أشقتها النبوءة للباب الموصد في وجهها ، وتغير طعم فنجان الرؤية حيث يحلو لها أن تبحر عكس الريح أحيانا ،ولا تترك وراءها سوي غياب خفي متربص يتأرجح بين الحنين والأنين ، مع الداخل والخارج حاملة معها روائح الزمن الجميل وهي تبحث عن طائر النور والخير وراء الشر وخلف الأقنعة ، وتخرج الياقوتة الحمراء وتعاود البحث عن الخرزة الزرقاء لتبث منولوجات المشاعر والأحلام المنسية بين تجارب تود أن تنساها ،وتعود للودع تبثه وشوشاتها حيث تتمني أن تسمع شيئا عن مستقبل جريح لم تشفع له رقصات سالومي فوق الأبراج النارية ، والتي دمرتها الغيرة العمياء واتقاد جمرة النار بعد رحيل رجلها وعلامات استفهام لعلاقات الزوجية وظلم الانسان لأخيه ..
وتترنح الدمية وسط دقات المسرح وحيث لم تجدي الرقية نفعا أمام تصرفات العصا التي حددت مصلحتها بينما تشتت هي بين المآسي في الداخل والخارج ومجازر العراق وفلسطين وعالم يأخذك بعيدا عن المضمون لتضع الكتاب جانبا وتهيم في الخيالات وقد ولي أصحاب عمرها ظهرهم لها ..
ورغم همساتها بكلمات عشق تحفظها لكن صدي الصوت لا يحمل سوي ارتطام سماعة التليفون بنبرات صوته العالية وطلقته الثالثة ودلالة الخروج من حياة الرجل لترحل وينبذها هذا العالم .. وتفضح عناوين فصولها /قصصها للرواية /المتوالية اتجاه الوخز مع فنجان الرؤية والجريح ونبوءة العرافة بالرحيل ورقصة سالومي وجمرة النار وسحابة الغفلة ليبدو تأثير عصا الواقع واضحا في تغليب الشر للمجتمع التي اختارت رصده .. وان تشتت الفصول وانغلقت علي نفسها لترصد احساس بالوطنية وجنازة الزعيم ناصر وربما الاسقاط علي حالة البلاد من بعده ووجهة نظر قد نختلف معها مثل مظاهرات الصدام بين السلطة ورجال القانون أو .. لكنها تترك الخيط الرفيع للقارئ ..
ومع انسياب الموسيقي من ال c dودلالة زمن القص تحول الشراع وهي تنشد صدرا أرقه الفراق حتي تشرح له الام الاشتياق في رؤية أنثوية لتجارب الحياة من وراء الرجل وسط ليالي قمرية تنتقدها دون أن نسمع أنها ساهمت في تخفيف آلام أحد .. ونهمس معها ولها :
طوبي لمن كان له نثرك يا مني .. ربما يكون غدا هو المناسب لتجربة جديدة ..
.. وأمامك خطوة لازم تعديها إلي قنطرة النجاة فتلك هي الحياة يا سيدتي ..
C'est la vie que vous, Madam
Avec amour et gratitude and my respect
..
الأديبة مني عارف قاصة مصرية تقيم بالاسكندرية
وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان روائح الزمن الجميل
يستطيع المبدع القول بكل بساطة أن القص مثل الحب لا يولد بقرار ،والرؤية الأدبية للنص قد تأتي من خلال منهج أو أكثر من تناول المضمون إلي آليات السرد والتكنيك ، لكنها أيضا لا تأتي بقرار.. وراودني القلق مع وشوشات الودع العنوان للرواية وأيضا كتاب الحكايات الموازية لنص الاستاذة مني عارف ، وحالة من التشتت حيث وجود قصة أو أكثر داخل النص الرئيس فيما يسمي قصة الإطار .. ونأتي إلي صورة الغلاف للبحر الذي يمثل الخلاص بامتداده والقوقعة الوحيدة علي الشط واطار أثري ، وارهاصات الرحيل وحيث الهمس والوشوشة كانت في اتجاه الأحزان غالبا ..
وخطر ببالي كيف عاش الأستاذ احسان عبد القدوس دنيا الأثرياء ، فعشقها في البداية ، وعندما صورها لم يستطع إخفاء تأثير عصاه عما لا يرضاه ،فأعلن رفضه أن يعيش في جلباب أبيه ، وأنه لا يكذب ولكنه يتجمل ، وغاص في طبائع البشر ليعمق شخصياته ، وقالت بطلته أنا حرة لكنه لم يصل الي الطريق المسدود وراح يراقبها من خلف النظارة السوداء وقد احتل مكانه علي مقهي في الشارع السياسي .. ونأتي الي حكايات الرشاوي والمصالح المتبادلة وشركة للاعلانات كواجهة لكنها تتاجر في كل شئ والبطلة تقع بين فكي المطرقة والسندال فلا تجد غير المونولوج الداخلي رفيقا ..
هنا إمرأة عاشقة أيضا مرهفة الاحساس والعاشق يرمي نفسه في البحر مع امواج الدهشة بلا بوصلة ولا خارطة طريق كما يقول نزار الشاعر ، عاشقة لذاتها وافكارها ورجلها ، لذا نجدها مشتته بين حلو الذكريات والخوف من المجهول علي شاطئ الأحلام ورمال البراءة ، وجاء تأثير العصا مختلفا لتنكمش الراوية أمام هجوم الفساد وحزام زوجها الجلدي الأسود الذي يربطه في حركة لها دلالتها وهو وكيل النيابة الذي يتعامل معها كأنها متهمة ، ولم تجد مع وحدتها الا وشوشات الودع عنوان روايتها ، والذي يدفعنا مع عيون الحيرة والدهشة إلي متابعة ما يجري في العالم المرصود عندما دخلت دنيا رجال الأعمال والمال بقلبها ، ومع المفارقات تسطحت شخصياتها المرصودة بصوت السارد الذاتي ، وكانت السيدة لولة المتسلطة والمدمنة للنفوذ مثلها الأعلي ،كما تشعبت حوادثها الشخصية والعامة علي حساب التركيز علي القضية الرئيسة ، وقد بذلت مجهودا كبيرا لابراز شكل جديد خيث تعددت محاور الرصد المتداخلة ، وهي التي تملك الرؤية الصحيحة فكانت رواية مفارقات ..
والتجربة يمر بها الكاتب تحتاج لبناء ومغزي للحدث لتكون قصة وهنا تبدأ المفارقات مع تعدد الأساليب لينطلق السرد مع تصورها لعالم المال والأعمال والمختلف عن الواقع المرصود وعن تصوراتها الوطنية ، وان كان الخلاف وارد هنا فلا نشاط أكثر عداءا لاعتبارات الوطنية مثل التجارة ،وقالوا التجارة شطارة ،ولا توجد ايدلوجية أقل اهتماما بالوطنية من أفكار الليبرالية وسوقها المتوحشة .. ونسجل انها دخلت عالم المال بارادتها مثل العصفورة وحريتها في اختيار الشجرة ، واذا كانت الشجرة لا تختار العصفورة فان عالم المال يختلف بالتأكيد .. وصف البطلة جاء من خلال المرآة وعندما اتسعت دائرة العلاقات العامة هبت رياح خماسينية تدفع البراءة خلف الصخور حيث يسكن الألم في مطبات الظنون ،واشتباكات الأماني ، وتفتح ستارة نافذتها وقد اختفي طائر النور خلف الغيوم وتفتح كتاب وتنقل لنا رسالة رمزية بخط مخالف ونهايات خيوط عنكبوتية للأحلام التي هتك سترها تباين الظاهر والباطن بعضها في الأوراق القديمة أو قصاصات الصحف مع مزجها بالمشاعر ..
وتبدأ تباشير الخلاف مع البوكر الجديد أو رهانات المصالح المتبادلة عندما رفضت التوقيعات المزورة أو عندما قالت لا .. لقد فتح الليل نوافذه لكل السيئات المخبأة ودخلت دون أن تدري عش الدبابير وجدت نفسها في عالم الفساد والبيوت تسقط علي رأس السكان كما تقول الصحف ، وكأنها شاهدة علي العصر وبلا مشاركة في رواية تسجيلية ، وتتحرك العصا ولتصبح أميرة صاحبة الشرف والأمانة هي الضحية التي يحبسونها في قصر عالي أو تلقي الي الديابة .. وجاءت العصا مع الطلقة الأولي من الزوج وحكاية ثناء وزيجاتها المتعددة بعد مؤامرات نسائية فتسير السطور في اتجاه الاستبطان للنفس أكثر ،أو التراجذاتي من التراجيديا والذاتيه ، ويتواكب شعورها بالظلم مع إقرار قوانين القوة الظالمة وتزييف الديمقراطية وطابور العيش الذي يمتد مع الترهيب والترغيب للغلابة ..
ومع الصدمات وشعورها بانها اليس في بلاد العجائب هنا تبدأ إشكالية لغة السرد التي تناسب البوح بالأماني والفضفضة بالوخز لعلاقات أسرية علي النطاق الصغيروالمرأة يجب أن تسير وراء زوجها ، ومفهوم الحرية المترنح بين ثقافات مختلفة ، وتبدو لنا من خلالها إحساسات الكاتبة بالأسرة الكبيرة ، وتلويح العصا بالتسلط والغطرسة والتبذير وكراهية الانتقاد مع وضوح تأثير ألذات الراوية في معظم الفصول /القصص ومدي مناسبته للوشوشة أوهمس الأذن ودلالتها مع رمزية الودع ، وضرب الودع أو خزعبلات كشف المجهول حيث الرحيل وسلبية المقاومة والهروب الي حكايات وافلام سينما وتلفاز وخيالات ،وحديث مع الفنجان لنشكل من هنا معني العنوان والشكل الذي اختارته الكاتبة لنصها الأدبي
وبمتابعة الجذوة اللاهثة لمشاعر الكاتبة التي لا يسبغ غورها غيرها ،وهي تحاول بثها مخترقة الوجود الذهني وكاشفة لواقعه المرصود بصوت أحادي،ومستعينة ببعض الكتب والصحف والصور أو تعود لهمس الجياد وفيلمها المفضل ، وتدحرج الوسادة المطرزة بالقطيفة مع الاحزان ومع مقتطفات الحكمة والشعر والتصوف لتصبح الوخزات قادرة علي إيقاظ إنسان القصة ،مع محاولة تجنب الوقوع في فخ الاغتراب الذي تعانية شخصياتها المهمشة ، ومحاولة توصيل رسالة وان غلبت عليها الخصوصية .
هنا نعيش التوترات النفسية حيث لم تجد الرقية أو دروس الوعظ شيئا أمام العصا أو سطوة الفساد وتعود الي همس الجياد فيلمها المفضل ،أو تدحرج الوسادة المطرزة ويطغي صوت المنولوج والحوارات الذاتيه مع فنجان الرؤية الذي لم يتحمل فانكسر ونبوءة ستوته ، وهي أمور منتشرة في عالم المال والسلطة حيث نديمهم المهرج والعرافة وطريقهم إلي خارج البلاد .. وتتحرك عصا اللعنات مع الطلقة الثالثة وقتل الانسان ومؤمرات الظلام من وسط شقوق الندم للهوة الواسعة بين الواقع والخيال ورنين الذهب وصرخات الألم ، فقررت معاودة الرحيل لدنيا اغلقها الرجل في وجهها وهي ترفضها من داخلها .. وهكذا اغلقت التلفاز بدلالاته وهي تنوع أساليب التناول لحكاياتها وقد طوت حكمة الأدب (وفنطها المختلف )،لتمضي سفينة الشراع البيضاء أو المركب المسكون بلون الثلج وطعم الملح مع أفكار الراوية التي أشقتها النبوءة للباب الموصد في وجهها ، وتغير طعم فنجان الرؤية حيث يحلو لها أن تبحر عكس الريح أحيانا ،ولا تترك وراءها سوي غياب خفي متربص يتأرجح بين الحنين والأنين ، مع الداخل والخارج حاملة معها روائح الزمن الجميل وهي تبحث عن طائر النور والخير وراء الشر وخلف الأقنعة ، وتخرج الياقوتة الحمراء وتعاود البحث عن الخرزة الزرقاء لتبث منولوجات المشاعر والأحلام المنسية بين تجارب تود أن تنساها ،وتعود للودع تبثه وشوشاتها حيث تتمني أن تسمع شيئا عن مستقبل جريح لم تشفع له رقصات سالومي فوق الأبراج النارية ، والتي دمرتها الغيرة العمياء واتقاد جمرة النار بعد رحيل رجلها وعلامات استفهام لعلاقات الزوجية وظلم الانسان لأخيه ..
وتترنح الدمية وسط دقات المسرح وحيث لم تجدي الرقية نفعا أمام تصرفات العصا التي حددت مصلحتها بينما تشتت هي بين المآسي في الداخل والخارج ومجازر العراق وفلسطين وعالم يأخذك بعيدا عن المضمون لتضع الكتاب جانبا وتهيم في الخيالات وقد ولي أصحاب عمرها ظهرهم لها ..
ورغم همساتها بكلمات عشق تحفظها لكن صدي الصوت لا يحمل سوي ارتطام سماعة التليفون بنبرات صوته العالية وطلقته الثالثة ودلالة الخروج من حياة الرجل لترحل وينبذها هذا العالم .. وتفضح عناوين فصولها /قصصها للرواية /المتوالية اتجاه الوخز مع فنجان الرؤية والجريح ونبوءة العرافة بالرحيل ورقصة سالومي وجمرة النار وسحابة الغفلة ليبدو تأثير عصا الواقع واضحا في تغليب الشر للمجتمع التي اختارت رصده .. وان تشتت الفصول وانغلقت علي نفسها لترصد احساس بالوطنية وجنازة الزعيم ناصر وربما الاسقاط علي حالة البلاد من بعده ووجهة نظر قد نختلف معها مثل مظاهرات الصدام بين السلطة ورجال القانون أو .. لكنها تترك الخيط الرفيع للقارئ ..
ومع انسياب الموسيقي من ال c dودلالة زمن القص تحول الشراع وهي تنشد صدرا أرقه الفراق حتي تشرح له الام الاشتياق في رؤية أنثوية لتجارب الحياة من وراء الرجل وسط ليالي قمرية تنتقدها دون أن نسمع أنها ساهمت في تخفيف آلام أحد .. ونهمس معها ولها :
طوبي لمن كان له نثرك يا مني .. ربما يكون غدا هو المناسب لتجربة جديدة ..
.. وأمامك خطوة لازم تعديها إلي قنطرة النجاة فتلك هي الحياة يا سيدتي ..
C'est la vie que vous, Madam
Avec amour et gratitude and my respect
..
الأديبة مني عارف قاصة مصرية تقيم بالاسكندرية
وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان روائح الزمن الجميل
تعليق