؟؟ (حينما تكبر الأسئلة ) ؟؟ / حسن المعيني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن المعيني
    أديب وكاتب
    • 24-03-2008
    • 111

    ؟؟ (حينما تكبر الأسئلة ) ؟؟ / حسن المعيني

    واستجابة لطلب أخٍ كريم، وحبيب قريب هنا سألني لها النشر في الملتقى - وليس الشرح والإفصاح - أعيد نشرها وله أقول :( والشعر لا يفسّرُ )

    ( حينما تكبر الأسئلة )

    *

    أين اللقا ؟
    وتمرّ قاطرة السنينْ
    وعلى الدروب تناثرت خطوات كلّ العاشقينْ
    لا رحلة في الصيف قد كانت ولا جاد الشتاءْ
    وتجُوزُنا كلُّ الفصولِ
    سوى بقايا من خريفْ
    فيه استفاقت كلّ مورقةٍ وقدْ أضحت عراءْ
    ونظلّ نحلمُ باللقاءْ
    نقتات من أحلامنا كسراً ونمسي جائعينْ
    والأرض ضاقت حولنا وازّاحمت بالمتخمينْ
    وعلى مشارف جرحنا هم يرقصونَ
    ونخبُهمْ دمعٌ تحدّر من عيونِ المُبْعَدينْ
    بِنَّا
    وهمْ قد عاقروا شتى المهازل في الضّفاف وفي الحقولْ
    وأتوا على ما كان خبّأهُ بنو العبّاس في عهدِ الرشيدْ
    وعلى شظايا قد تبقّتْ من حُطامِ العجلِ
    إذ عادَ الكليمْ
    وتراهنوا منْ سوفَ يسبقُ
    كي يعلّقَ سيفَهُ في ذاتِ أنواطٍ وينعمَ بالمقيلْ
    ويَعُبَّ من كَدَرِ الهزيمةِ والتخاذلِ ما يشاءْ
    وحِنَاءُ كلّ الراقصات - من الجواري عندهُ –
    وخضابهنّ
    مزيجُ دمّ الأبرياءْ

    **

    أشواقُنا الجوعى تبيتُ على الطوى – زُهْداً –
    وتفترشُ الطّلُولْ
    وتصومُ – في رأي المُجِيزِينَ – الوِصالْ
    فإذا استباحَ ( الكافرُ الفتّاكُ )(1) كلّ عروقِها
    وحمائلَ السيف المروّعِ شدّها
    متوعداً ومهدداً
    أنْ سوفَ يقطعُ يابساتِ عذوقها
    قامتْ لتدفعَهُ بفتوى الاضطرارْ
    فتلفُّنا
    وتدُقّنا
    وتسفُّنا سفّاً
    وتذرونا هباءْ
    ونظلّ نحلمُ باللقاءْ
    ونسيرُ يلفحنا سمومُ البُعدِ في بِيدِ الشّقاءْ
    وعلى أحرّ من الحروفِ
    الثائراتِ
    المغضباتِ
    المغرقاتِ بكلّ ألوانِ الجراحْ
    وعلى مسافةِ همهماتٍ
    كنّ في حضن الربيعِ مكتّماتْ
    لكنْ – وقسراً – قد كَبِرْنَ معَ الجوى
    أضحينَ هنّ السيّداتُ وصُغنَ دستورَ النّوى
    وكتبنَ للبينِ الوثيقةَ
    واقتتلنَ على ممالكَ من نُواحْ

    ***

    أين اللقا
    ومتى
    وكيف
    وأين أين ؟

    فعلى ضفاف الوجد بتنا ناظرينْ
    ومراكبُ الأملِ المجدّفِ نهرَ وصلكِ بالحنينْ
    تاهتْ ، وغُمَّ النجمُ ، واحتدم البِعادْ
    وتزاحَمَ النُسّاكُ في بابِ القصيدةِ هاتفينْ:
    أنْ : حيَّ حيَّ على اصطبارْ
    قوموا بمحرابِ المشاعر ثمّ صلوا خاشعينْ
    وادعوا بأنْ تضع الغمامة طفلها الموعود في الزمنِ الجديبْ
    آهٍ وكمْ حملتهُ في أحشائها
    وغذَتهُ مِنْ إعيائها
    آهٍ وكمْ ضنّت بمقدمهِ وقد عاثت بنا السبعٌ العجافْ
    فلعلّنا
    ولعلّنا
    ولعلّنا
    لو خلسةً – في غمرة الفرح الكبيرْ
    وبجوف تلك الأربعين الضامرات بها البطونْ –
    نرنو بطرفٍ مرهقٍ نحو السماءْ
    فنرى بها النجمَ الدليلَ
    الـ كانَ غيّبهُ عناءُ الحَمْلِ والوهَنُ الشّديدْ
    وتكاثُفُ الآلامِ غذّتها الصواعقُ
    ثُمْ أتى هذا المَخَاضْ
    هُوَ مؤلمٌ حدّ اشتهاءِ الموتِ لكنّ الحياةَ بطيّهِ
    وهناك خارطةُ المسيرْ

    ****

    أين اللقاءُ ؟
    وقد مهرنا عُمرَنا المسكون بالسرّ الخطيرْ
    صنّاهُ عن كل الوساوسِِ والهواجسِ
    إذ أتتْ من وحيِ مفتونٍ رجيمْ
    طولُ المفاوزِ والمفارزُِ كلّها لا شيءَ
    إنْ أفضتْ إلى لقياكِ واقتربَ المزارْ
    والشمس لا زالت بكاملِ وهْجِها
    وتعادلت فيها كفافُ الوقت وانتصف النهارْ
    وهناكَ حيثُ عرفْتِنا لمّا نزَلْ رهنَ انتظارْ
    متوضئين بطاهرٍ من دمعِ يعقوبَ الـ يغذيهِ اليقينْ
    مستدفئين بجذوةِ من شوق أمٍّ لمْ تنمْ
    ووليدُها في حضن تابوتٍ بيمّ
    ترنو - وقد فرغ الفؤادُ
    ولمْ تزغْ عينا ترقّبِها – إلى الوعدِ الأكيدْ
    ها نحنُ والوله المعتّق والقصيدْ
    بعناكِ ما أرجتهُ أقدار الإلهِ
    من التي ما حانَ موعدُ ردّها
    أو لمْ تزَلْ في مهدِها
    أو لمْ يسجّلْ خازنُ الأرض اليبابِ بسفرِهِ ميلادَها
    فإذا تلاقينا وجدَّ بنا العناقْ
    فلسوفَ يُحرقُ كلّ طرسٍ للهوى والعشقِ
    سطّره الزمانْ
    ولسوف يُنسى كلُّ راقٍ كان طبّبَ عاشقَيْنْ
    وتكون قصّةُ عشقنا
    ووفائنا
    وولائنا
    - في العالمين - هي المثال
    وتلملمُ الخطواتُ في درب التناجي بالغرامْ
    لنكونَ فاتحة الروايةِ والختامْ
    وإذا قضينا قبل ذا
    فلتسأليهمْ بعضَ بعضٍ منْ ضلوعْ
    تلقينَ نقشاً للوصية شاهداً
    يحكي
    خلاصة حبنّا المخبوءِ من قبلِ الشتاتْ
    وإذا مررتِ بذات دهرٍ قادمٍ
    فقفي قليلاً
    ثمّ طُوفِي تـِ المراقدَ كلّها
    سترين قبراً بينها متصدراً
    تكسوه أردانُ المهابة والوقارْ
    وهناك حيثُ وقفتِ أنتِ
    توقّف التاريخُ مذهولاً
    وأجهش بالبكاءْ
    وهناكَ أملى ما يشاءْ
    ولتقرئي ما عنه خطّ الأوفياءْ :
    " ها القبرُ معجونٌ بنفسٍ حُرَّةٍ
    وترابُه خصبٌ نقيٌّ طاهرُ
    فتيّمموا بردُ الفجيعة قارسٌ
    ولتبذروا فهنا سينبُتُ ثائرُ "



    حسن المعيني
  • ثروت سليم
    أديب وكاتب
    • 22-07-2007
    • 2485

    #2
    أخي الحبيب الشاعر الأستاذ: حسن المعيني
    مساؤكَ حرفُ الجمال وهمسُ الدلال
    لو قرأناها الف مرة لاشتقنا إليها وإليك
    للحروفِ في بستانك الشِّعري طعمُ فاكهة الروح
    تحياتي وتقديري لك على هذا الإبداع المميز
    ألهمك اللهُ كل جميل
    محبتي

    تعليق

    • هيثم العمري
      أديب وكاتب
      • 12-06-2007
      • 636

      #3
      وتمرّ قافلة السنينْ
      والْعُمرُ يقبعُ خائفاً
      في وهمهِ
      لا الوصلُ ينقذه من الأحزانِ
      إنْ حنّ الفؤاد هنا ولا
      رحمتْ شعورَ العاشقِ
      الولهان صاحبةُ الحنينْ

      أخي حسن المعيني تحاياي
      التعديل الأخير تم بواسطة هيثم العمري; الساعة 03-04-2009, 23:54.
      alomari25@hotmail.com

      تعليق

      • مليكة معطاوي
        أديب وكاتب
        • 27-03-2009
        • 225

        #4
        [align=center]ماكل هذا الجمال ياأستاذ حسن؟
        لابد أن ملكة النحل ترتشف من نبعك لتطرح العسل
        استمتعت بقراءتك هنا أيضا سيدي.
        دمت بود.
        لك كل التقدير والاحترام.[/align]

        تعليق

        • بنت الشهباء
          أديب وكاتب
          • 16-05-2007
          • 6341

          #5
          أستاذنا الفاضل
          الشاعر النبيل الخلوق
          حسن المعيني
          أقف هنا خجلا واستحياء وأنا أسأل نفسي أمام هذا الألق المميّز كيف لابنة الشهباء أن تفي حق هذه الرائعة التي أخذت بمجامع روحها وفكرها !!!؟؟؟...
          فوالله نقلتنا هنا إلى واقعنا بكل صوره المزرية من شتات وتمزق ، ونفاق وخداع ، ورياء وكذب ولم نعد نعرف أين نحن الآن ، وعلى أي مفرق نقف وقد ضاقت الدنيا حولنا ....
          فكل الجهات التي تحيط بنا بداية من الأسرة إلى المدرسة إلى المؤسسات والحكومات إلى ..................قد أصابها عجاف السنين .....
          لكن أعود فأقول معك
          قصة عشقنا ووفائنا وولائنا – في العالمين – هي المثال
          ذلك حينما نلملم عثرات خطواتنا ، ونعلم أن لا عزة لنا ولا كرامة إلا بالعودة إلى منهج الله وسنة النبي الأميّ حبيبنا ...
          هذا هو ميثاق الشرفاء على أمانة رسالتهم التي استخلفهم الله عليها ، وجعلها أمانة إلى يوم الدين في أعناقهم حتى ولو العالم كله وقف ضدهم ...
          شعارهم وهدفهم أن لا يتهاونوا عن زرع بذور الخير حتى ولو تيمموا كما قلت يا أستاذنا الفاضل
          فتيّمموا بردُ الفجيعة قارسٌ
          ولتبذروا فهنا سينبُتُ ثائرُ "


          فطوبى لهذا القلم الذي نثر لنا درّ الحكم ولؤلؤ المواعظ والعبر

          أمينة أحمد خشفة

          تعليق

          • تاقي أبو محمد
            أديب وكاتب
            • 22-12-2008
            • 3460

            #6
            شاعرنا المقتدر،ارتشفنا من رحيق رياضك الفيحاء ما أبهج الروح.وأثلج الصدر.بورك القلب والقلم.


            [frame="10 98"]
            [/frame]
            [frame="10 98"]التوقيع

            طَاقَاتُـــــنَـا شَـتَّـى تَأبَى عَلَى الحسبَانْ
            لَكنَّـنَـا مَـوتَـــــــى أَحيَـاءُ بالقــــــــرآن




            [/frame]

            [frame="10 98"]
            [/frame]

            تعليق

            • ريمه الخاني
              مستشار أدبي
              • 16-05-2007
              • 4807

              #7
              جميل قصيدك شاعرنا الرائع
              ولفت نظري هنا
              وتجُوزُنا كلُّ الفصولِ
              سوى بقايا من خريفْ
              كأن هنا فيها خلل موسيقي
              تحيتي وتقديري
              التعديل الأخير تم بواسطة ريمه الخاني; الساعة 04-04-2009, 12:36.

              تعليق

              • حامد أبوطلعة
                شاعر الثِقَلَين
                ( الجن والأنس )
                • 10-08-2008
                • 1398

                #8
                للـ تثبيت
                استحقاقا واعجابا

                أخي الشاعر حسن المعيني
                أبدعت وكفى

                وافر محبتي وغزير مودتي
                [align=center]
                sigpic
                [/align]

                تعليق

                • عارف عاصي
                  مدير قسم
                  شاعر
                  • 17-05-2007
                  • 2757

                  #9
                  أستاذنا الكريم
                  وأخانا الحبيب
                  حسن المعيني

                  وكما قلت فالشعر لا يفسر

                  هنا تنام العيون وتسبح الأفكار
                  هنا تتقاذف الرؤى لتصنع الحدث المتوج

                  هنا العشق الذي يستحق الموت
                  هنا الموت الذي يلد الحياة

                  بورك القلب والقلم
                  تحاياي
                  عارف عاصي

                  تعليق

                  • باسم ابو جويلى
                    عضو الملتقى
                    • 03-07-2008
                    • 42

                    #10
                    سيدى الفاضل
                    الشاعر حسن المعينى
                    ما أروعك
                    لهذه القصيد سحر خاص وتناغم وموسيقى عاليه الذوق ومرهفه الاحاسيس وكأننى استمع لمعزوفة موسيقية لفريد
                    دمت بهيا كما أنت ودام قلمك يزف لنا حلو الكلام
                    باسم
                    من يملك العملة ..
                    يمسك بالوجهين !
                    والفقراء ..
                    بين ..بين
                    من أوراق ابى نواس
                    العبقرى / أمل دنقل

                    تعليق

                    • أمل محمود
                      عضو الملتقى
                      • 30-03-2009
                      • 101

                      #11
                      ما فاز إلاّ من أتى الله بقلب سليم

                      [COLOR="Magenta"][/COLOR]hgsdQ]السيّد حسن المعيني:
                      تمسَّك الأنبياء عليهم السلام بالعروةِ الوثقى
                      منذُ سيِّدنا آدم إلى سيِّدنا محمد خاتم النبيين
                      ونشأت ما بينهما قصص حضاراتٍ علَّمت الإنسان
                      وهذا شأن قصيدتك ,أوجزتَ فأجدتَ.
                      [B][FONT="Comic Sans MS"][SIZE="7"][COLOR="Magenta"][B][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]
                      الصداقة واحةٌ وارفةُ الظلالِ في صحراءِ الوحدةِ.:emot129:

                      تعليق

                      • حسن المعيني
                        أديب وكاتب
                        • 24-03-2008
                        • 111

                        #12
                        [align=center]الشاعر الثري المشاعر / ثروت سليم
                        سلامٌ عليك حيث أنت
                        ومرحباً بك حيث أكون
                        ولا تزال تكرمني بمرورك في كل مرّة ، فأسعد بك وتبتهج حروفي
                        لتكون ولادة مطلع قصيدة أخرى تشتاقك وتهفو للقائك

                        لك التحيّة والسلام


                        حسن المعيني [/align]

                        تعليق

                        • حسن المعيني
                          أديب وكاتب
                          • 24-03-2008
                          • 111

                          #13
                          الشاعر الرائع / هيثم العمري
                          أشكر لك مرورك
                          ومدين لك بتلك المقطوعة التي عزفتها أنامل شعرك لتثبتها هنا
                          وما أروعك يا هيثم حينما تكتب الشعر الرقيق ( الرفيع )
                          ولست أدري إن كنت فكرت يوماً باحترافه ،وهجر ما قد عتبتُ عليك فيه في غيرما مكان ؟
                          شكراً لك أيها العابر من روضاتنا ضحى يومٍ ممطر


                          حسن المعيني

                          تعليق

                          • حسن المعيني
                            أديب وكاتب
                            • 24-03-2008
                            • 111

                            #14
                            [align=center]أختي الكريمة / مليكة معطاوي
                            مرحباً بك عابرة من ساحاتنا ، ومتذوقة لبعض حروفنا
                            وشكراً لتلك الصورة الجميلة التي حملتِها إطراء راضٍ بما قرأ
                            ولو كان الأمر كذلك يا مليكة لرأيت عجباً


                            حسن المعيني [/align]

                            تعليق

                            • حسن المعيني
                              أديب وكاتب
                              • 24-03-2008
                              • 111

                              #15
                              أختي الكريمة / بنت الشهباء أمينة
                              بورك يا أختُ
                              وبورك وعيكُ
                              وبوركت غيرتكُ على القيم والمبادئ والأصول
                              وأشكرك على القراءة والتعليق والمتابعة
                              ولا عدمناك أيتها الكبيرة أدباً وثقافة
                              ولك الله كم نسعد ونبتهج كلما وجدنا أختاً لنا فاضلة
                              تفقه واقعها جيداً ، وتدرك خطورة مرحلة جرعتنا الصاب والعلقم
                              والحقّ أنه لولا أثارة من فأل وبقية من أمل لكسرنا أقلامنا من قديم

                              شكراً لك بحجم غيرتك يا أمينة


                              حسن المعيني

                              تعليق

                              يعمل...
                              X