رسالة إلى الشباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منير الدالاتي
    عضو الملتقى
    • 04-04-2009
    • 16

    رسالة إلى الشباب

    في نظرية العالم الحديث والتي تدعو إلى السير والتقدم إلى الأمام دون الرجوع أو النظر إلى الخلف
    الإبداع يولد بأشجاره الخضراء ويولد عنها الثمار الطيبة مادامت تخلق من بذور الأمل الذي يصنع المجد والكبرياء في الشعوب القوية فلنكن يداً بيد وصوت واحداً ونعليه بأعلى صوت لا لكل دعاة الجهل وأفكار التمرد وتزوير التأريخ الحضاري والثقافي لا وألف لا
    إن تاريخنا المجيد بأفعال رجاله السابقون كلمة حضارية لا كلمة جاهلية تدعوا إلى النبذ والتخلف في المعاملة وزرع بذور اليأس والإحباط في قلوب شبابنا الذين يحاولون أن يرطبوا قلوبهم بالأمل والحياة .
    إن مؤسسي تاريخنا العظيم
    توحدوا بقوة الكلمة وتوحدا بأن الملك لله قبل كل شئ فما نملك بالحقيقة هو ليس لنا إنما هو للرب العظيم الرب الواحد الماجد الفرد الصمد الكل ورغماً عن أنفه سيعود له وسيحاكم على تقصيره بما أمنه الله به
    فلماذا لا نأخذ من تاريخنا ماهو بالجميل بالكلمة والأفعال الحضارية لماذا نجعل الصعاليك أصحاب العقول المريضة والقلوب الغلظة أن يفتحوا أعين جيلنا عما حدث من الفتن في تلك العصور ويدعون إلى المطالبة بأخذ الثأر لهم بدل أن يتحدثوا عن الألفة والمحبة التي أشرقها وثقفها جمال الله الذي يعتبر الدستور الأول لنا في منافذ وأبواب التاريخ جمال الله في كتابه السماوي الراشد للتفكر والتمحور الحضاري وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والوعظ والترشد مما أورثنا إياه الأوليين لماذا لا نأخذ العبرة من الفتن التي حدثت في تلك الأزمان ونتعلم أسبابها ونأخذ منها العبرة كي لا نقع فيها مرة أخرى فمثلاً الدعاة لأخذ بثأر الحسين وأبناء وأحفاد أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه فهؤلاء أناس مريضين في عقولهم وقلوبهم بدعوتهم إلى الانفصال والأخذ بالثأر ليوقعون بيننا الفتنة ويستمتعون بما يملئه كأسهم بدماء الأبرياء وهل من المعقول أن نأخذ بثأر طال مدته فوق الألف عام
    أم نأخذ منه العبرة ونترشد بفكرة أن لا نقع في أخطاء الماضي وللعلم لن نتطور أو نحدث شئ في العالم مادامت هناك تلك الدعوات الباطنية لإقاع الفتنة بين جموعنا وصفوفنا الواحدة فأسأل الله لهم الهداية والتوبة النصوح والرجوع إلى المنطق السليم في التفكير والتبرير للتاريخ هم ماذا أرادوا فهل حقاً رب العباد الواحد العظيم يرضى بتلك الشريعة الداعية للقتل والذبح تحت اسم الثأر للسابقيين ما شأننا نحن بمعاوية رضي الله عنه وأمير المؤمنين علي كرم الله وجهه هل سيحاسبون عنا أم سيشفعون لنا عند الله فل نتذكر أننا سنعود قريباً إلى الله فماذا تجهزتم للمثول أمام قضاءه, وللفكرة ليست الحضارة بشتم السابقون لنا بدار الدنيا بل الأخذ بالعبرة والترشد لعدم الوقوع بالغلطة مرة أخرى فألف لا ولا لمن يريد أن يولد الفتنة بين شبابنا وجيلنا الجديد ومادام فينا كتاب الله وسنة رسوله تحكم بيننا فلا مكان بيننا لمن أراد أن يوقع شبابنا بالغلطة ويشغلهم بفتن أكل عليها الدهر وشرب ويريدون أن يحلوا بفتنهم ليفرقوا الصفوف ويجعلوا منها فرق عدة فبإذن المولى القديرفتنهم ستموت وستعود الحضارة ومناهج الثقافة تشرق بشمسها الجميلة بوحدة أبناءها لا بذبح الشمس وجعل دمها تسيل في البحر وفي الختام ماقصدت إلا التوعية عن ترك فتن الماضي وأخذ العبرة منها كي لانقع فيها مرة أخرى.
    يقول سبحانه وتعالى

    (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)صدق الله العظيم

    منير الدالاتي
    القاهرة -2009
يعمل...
X