أفولٌ كاذب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سلمى زيادة
    أديبة وتشكيلية
    • 11-12-2007
    • 83

    أفولٌ كاذب



    وددت , لو استعرت من عينيك سهوًا يشيح بوجهه عن الكلام ؛
    ليرفع شراع ظنّي , يسحب روحي ببطء ,
    ويغرقني في اللحظة التي تجيد إعدادها جيّدًا بمغنطة العمق الهادئ ؛ فيسكت غضبي بعد أغنية أو اثنتين .
    أتأقلم الآن على كتم الأنفاس قبل حد الغرق ,
    أعض على أجفاني جيّدًا حتى لاتنزلق القطرة الباردة , ولاينفلت ماخلّفه المشهد الأخير ..
    اهتزازات رأسك مع الموسيقى , وابتسامة تقبض على جسدي وتسلمني لذراعيك ؛
    لألتهم حميم أنفاسك بنهم .
    وبعد ؛ اشتعلت بغضبي , وبقانون جهنمك الذي وضعتَه ,
    وكنت أنا من طبّقه هذه المرّة ؛ فأحرقنا ,
    هذا رمادي يرقد على ضلع أفول كاذب , فأين رمادك ؟
    في البداية لم أشعر بشيء , كنت أنفصل عنّا ببطء , بلاألم ,
    كأن جسدي يسيح حيًّا في عالم الأموات .
    كانت ثقتي أكبر في قانونك حين أغراني بجنّة البعد ؛ فاعتنقت عدالته ,
    وانتظرت الرضوان عند باب موصد ظاهره رجفة وديعة , لدغتني بندم صامت .
    تذكرت الحاوي ومزماره , فبينما كنت تُخرج الحيّة من الصندوق ؛ لدغتك مرارا .
    لم أدرك حجم ألمك إلا حينما تبادلنا الأماكن ,
    كنت أزمّر ؛ فابتلعتني , وأنت تشاهد من بعيد .
    أكتب إليك من تحت مشنقة , واعلم بأنني مازلت تلك البدائية التي انسلّت من أكمام الأشجار ,
    تعبر الضفاف الكئيبة وتركض نحو حتفها بلارهبة .
    مازلت بـ ( أنا ) منشقّة , توالي ألف حياة تُبعث من لحظتك ,
    لكل عنوان لروحك الغريبة ,
    لعصا وجمجمة مارست بهما السحر وحيدًا على شاطئ البحر ,
    لشطحة فكر ارتكبتها بعد أن جرحت إصبعك متعمّدًا ؛ لتلتذ بطعم دمك ,
    لقصيدة مشعوذة أملتها عليك الجنيّات في غرفة مظلمة ,
    لكذبة زخرفتها بحكمة , ولألف ألف موت ينتمي إليك .
    أكتب لك بحواس اغتنمت حر الغياب ؛ فاُتخمت وتضخمت ,
    بلاحوافر أو أجنحة , تصعد الحجب لترى ماخلفها ,
    تتسمع لنبض الماء والرمل والحجر ,
    تتلمس برهافة كل فج يأتي بريحك ,
    وترصد عربدة عطرك في صدر أنثى وعبور ظلك لشجرة جرداء .
    أتأمل المشنقة , في استدارة عنق الحكاية , واتساع بقع الركود في رغاوي الانتظار .
    بينما هبطت حواسي ولم تأتني بريحك أو بنبأ الموت ,
    عادت بصدى الناي , ثم نامت فوق ضلع أفول كاذب .


    لتفتشي عن لونكِ القديم , في مرايا الغبار
  • بلال عبد الناصر
    أديب وكاتب
    • 22-10-2008
    • 2076

    #2
    [align=center]الأديبة المبدعة [ سلمى ]

    كان القدر هنا واقفاً و الأرض ثابتة و الشمس في غيبوبة و القمر في ثبات , لم يكن هنا سوى كلماتكِ التي عجنت بماءٍ من ضوء و كتبت بقلمٍ من جمال , محبرة لا يمتلكُ بصمتها و حبرها , سوى أنتِ .

    لا بد من الوقوف الطويل أمام نصك, و رغم الألم و الوجع , يبقى هناك جمال يؤدي إلى إعجاب في النص .

    تقديري و إحترامي .

    دمتِ .[/align]

    تعليق

    • عيسى
      عضو الملتقى
      • 24-03-2009
      • 140

      #3
      الكاتبة

      سلمى


      أعمى أعمَى ، صدقيني !

      منْ نُثِر بِ مُقلتيِه المِسّك ولم يُبصِره

      اقتلعي الوجعَ سِراجاً أبيَضْ

      يُنير .. معصَمَ الياقُوتْ بِ يمينَكِ

      وَكُنتِ " الحلا كِلّه "

      يتحدث الصمت .. بصدق المحبة

      ومن الذكريات ينبعث الألم ..

      بمساحات حرفك الرقراق ..

      كنت هنا بين السطور ..

      يسكنني الإعجاب ..

      لقلبك قطرات صفاء بطهر المطر ..
      [CENTER][IMG]http://saaid.net/twage3/161.gif[/IMG][/CENTER]

      تعليق

      • أيمن فوزي
        عضو الملتقى
        • 15-09-2008
        • 12

        #4
        سِحْرُ السَّحَر

        [align=justify]
        كنتُ أنثرُ سحرَنا..
        و تعاويذَ العطرِ..
        و همهماتِ الصدى في مداراتِ القانطينَ منا
        فتختالُ على وجوهِهم ظلالُ ابتسامتِنا

        يتساءلون..
        من أينَ جاءتَ تلكَ الموسيقى؟
        و منْ ذا الذي ألقى هذا السحر؟
        و منْ علَّمه؟
        أ بابليةٌ كانتْ؟
        أم أنها من بناتِ بوذا؟
        و لا يكفُّونَ يسألون..
        و لا أكفُّ أقول..
        إنها أعجوبتي، فلا تسألوني عنها أكثر
        فقط الْمحوا وجهَها في فنجانِ قهوتي..
        و جسدَها متراميَ الأزهارِ في صعيدِ شرفتي..
        و بسمتَها لن تروها لأنني خبأتُها تحت َقلبي
        سألوني.. أ تبكي؟
        قلت لا.. تلك لمعة لؤلؤةٍ أتيتُ بها لها
        لازلتُ أغازلُ ساعاتِها..
        و ألمَّع جواهرَها..
        و أراقصُ فساتينَها
        فهي استيقظتْ فقطْ في كابوسٍ..
        و بعد قليلٍ ستعودُ لتنامَ في حُلُمي

        استيقظي يا حبيبتي..
        ها أنا.. بلا شعرٍ، و لا نثرٍ، و لا زهرٍ
        فقطْ هاكِ أنا...

        سلمى زيادة.. و سِحْرُ السَّحَر، و لكنْ ماذا يفعلُ كماني في حضرةِ أوركسترا حروفكِ؟!

        نحن دوماً.. على موعد فن. [/align]
        [LEFT][FONT="Comic Sans MS"][SIZE="5"][I]أيمن فوزي[/I][/SIZE][/FONT][/LEFT]

        تعليق

        يعمل...
        X