حكاية الصحو المؤجل
بعد سبع سنوات عجاف من التردد على وجه المحقق نفسه،
ظل شاغلي تقدير حساب اتصال الخطو بين يمنى ويسرى،
لعل الغرفة بعشرين قدما، يمنع إحكام القيد أدنى فجوة ،
من عرفني من رفاقي،
يعرف أن رقم حذائي لم يتغير،
يأمرني بالجلوس،
لم تعد الأيدي تنزل على كتفي كالصخر،
بدا حريصا على كتم غيظ متأجج في حلقه،
ربما صرت أفهمه أكثر من نفسه،
يصعد و يسفل،
كعادته حين يهم بالسؤال ، يفتعل التطلع بنظرات شزرى نحو ظل الرجل خلفي ، ثم يستأنف كلاما صار محفوظا بيننا :
- هل ستوقع على التماس العفو؟
ما عاد يذكرني بتلك الأسماء التي شرفت برضاء العفو، فبلغت ما بلغت،
ما زال يبعثره إصراري على عدم التصديق، يستدرك هذه المرة بصوت أجش :
- الدنيا تغيرت أسي أحمد ،
لا أدري كيف استبعدت سخريته المعهودة هذه المرة،
استوقفتني عبارته،
وجدتها تطابق هواجس تفكيري في المساءات الأخيرة،
و دون انتظار وقت أطول من المألوف، طوى ملفه ثم انسحب، يسبقه همس متقطع كالأنين،
أعرف ما سيعقب صعقة الباب من صرير المزلاج الصدئ،
فرصة أخرى للتأكد من مضاعفات قدمي القصيرتين،
المسافة نفسها لم تتغير بين الباب و الجدار.
*************************
تعليق