مسألة الاقتباس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى معروفي
    عضو الملتقى
    • 13-06-2007
    • 35

    مسألة الاقتباس

    إن الكاتب وهو ينشر في الناس ما يكتبه يريدأن يبلغ رسالة تحمل أفكاره و آراءه في مجموعة من الأمور تتعلق بمناح متعددة من الحياة،وهو إذ يفعل ذلك فإنه يتوخى و يحب أ ن يصل رأيه إلى الناس كما هو دون مواربة و دون إبهام،ولعل القارئ يتفق معي في كون أن كل رأسمال الكاتب هو أفكاره و آراؤه كما هي ماثلة في نصوصه،وهو يريدها أن تكون له و أن تنسب إليه دائما و أبدا.
    أحيانا يجد الكاتب نفسه متضايقا و متذمرا من بعض التصرفات التي يراها تمس حقه في أن ينسب إليه ما هو له،يرى ذلك عندما يجد شخصا نقل عنه قولا بين علامتي الاقتباس دون أن ينسبه إليه شخصيا بالتنصيص على اسمه.
    إن الشخص الذي يكتب نصا ثم يضمنه قولا أو رأيا مقتبسا من كاتب ما،ثم لا يشير إلى اسم ذلك الكاتب يكون قد ارتكب خطأ فادحا مرتين،مرة في حق الكاتب صاحب الرأي المقتبس ،ومرة في حق نفسه ،وذلك عندما يسلبها إحدى الصفات النبيلة التي يتوخى كل كاتب يستشعر المسؤولية التحلي بها،وهي صفة الأمانة العلمية،و لا أخفي سرا إذا قلت بأنني شخصيا أعتبر مثل هذا التصرف -عدم ذكر اسم المصدر المقتبس منه - سطوا على ملكية الغير ،وخيانة للقارئ و تلبيسا عليه و إغماطا له في حق معرفة المصدر المقتبس منه حتى يضع ذلك الاقتباس في سياقه ضمن المنظومة الفكرية و المذهبية لصاحبه،و لا يخفى أن عدم التنصيص على مصدر الاقتباس قد تكمن فيه خطورة بالغة ،وذلك عندما يكتشف القارئ أن الرأي المقتبس هو لكاتب له أيديولوجية معينة لا يرتضيها لأنها لا تتماشى مع ثقافته و لا مع قناعاته التي تشرّبها،فهذا القارئ سيجدنفسه قد مورس عليه نوع من التعمية والاستغباء من طرف الشخص الذي أورد الاقتباس دون أن يكلف نفسه الإشارة إلى مصدره،لأنه -القارئ-يعلم أن مثل هذه الاقتباسات عادة ما تكون في غالبيتها مبتورة عن السياق الأصلي الذي وردت فيه،وبالتالي تكون قد أفرغت من محتواها الذي أراده لها كاتبها،ولتوضيح هذه الفكرة أطرح هذا التساؤل :
    +هل مفهوم الحرية مثلا هو واحد لدى كل الكتاب على اختلاف مذاهبهم الفكرية و الأديولوجية؟
    إن كاتبا إسلاميا يتحدث عن الحرية سيكون غير منسجم مع نفسه إذا ما اقتبس عن كاتب شيوعي ما يعضد رأيه و يدعمه إلاإذا بتره و أخرجه عن السياق الذي ورد فيه،و السبب أن مفهوم الحرية ليس واحدا لدى الكاتبين.
    و إذاً فالتنصيص على اسم مصدر الاقتباس فيه فائدة كبيرة تتمثل في تنوير القارئ وجعله على بينة من الرأي المقتبس أو الفكرة المقتبسة،فأنا قد أقرأ نصا يحتوي على اقتباس ،وأجد ذلك الاقتباس منسجما مع مضمون النص و متناغما معه،لكن بمجرد ما أعرف مصدر الاقتباس حتى أبادر إلى إعادة النظر في النص و الحكم عليه بما يقتضيه الموقف الجديد،كما أبادر إلى تصنيف صاحبه في خانة معينة،و قد أذهب إلى أنه كاتب تلفيقي يتخذ من المصادرة على المطلوب عكازة يتكئ عليها.كما أنني قد أجد الاقتباس نابيا و نافرا عن سياق النص حتى ولو كان يبدو صوريا أنه متساوق و منسجم معه لعلمي بالخلفية الثقافية التي صدر عنها كلا الكاتبين :كاتب النص و الكاتب المقتبس منه.
    و أنا أتحدث عن الاقتباس لا بدأن أذكر أن بعض المقتبسين يلجأون أحيانا إلى أسلوب التعميم ،وذلك عندا يتحدثون عن الشخص المقتبس منه بصيغة الجمع،فيقولون مثلاهناك أشخاص يقولون أو فئة تقول"................".مع أن الشخص المقتبس منه معروف لدى المقتبس -بكسر الباء-.
    ثم هناك بعض المقتبسين الذين هم في الواقع منتحلون،بحيث يستعملون أسلوبا فيه شيئ من الدهاء،وهو أسلوب إن كان يجوز على البعض و تنطلي حيلته عليهم فهو قطعا لا يجوز على الكل و لا تنطلي حيلته على الجميع،وهو أن المقتبس يورد اقتباسا لكاتب من نص أوكتاب ،وبعد أن ينص على اسم صاحبه أو مصدره يشرع في انتحال أفكار المقتبس منه الواردة في نصه أو في كتابه دون أن يشير إلى ذلك،و بعد أن يكون قد أغلق علامتي الاقتباس من قبل،وهذا أمر غاية في الاستخفاف بالقارئ ،وغاية في الترامي على الملكية الفكرية للغير.
    في ختام هذا المقال أريد أن أشير إلى أنه لا ينبغي أن نتساهل في مسألة الاقتباس حتى نبرئ ذمتنا ونبقى أمناء مع أنفسنا ومع القارئ كذلك.
    [CENTER][COLOR=#2f4f4f]أحيا و عندي عزة الشاعرِ//ذي القلم الملتزم الطاهر
    بيتي جوار الشمس شيدته//واسمي سما رغم أذى الفاجر


    [/COLOR]


    [/CENTER]
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    #2
    [align=justify]الإقتباس يساوى السرقة ،إذا لم تحكمه ضوابط وأسس لامحيص عنها .

    أستاذنا الكريم ..أزعم أن مسألة الإقتباس هى نوع من الصعود على أكتاف الغير ،مالم تكن هناك أصول نقدية لهذا الإقتباس.

    وأذكر فى زمن ولى ..معركة أدبية ضخمة ،كنت أحد شهودها ، الدكتورمحمود الحسينى يرحمنا ويرحمه الله وهو يعد رسالة الدكتوراة فى الواقعية فى القصة العربية ..ثم قام بمناقشتها وحازت على تقدير جيد.لما فيها من جدية البحث وموضوعية القراءة .........وبعد فترة تلاحظ أن بها سطور بل صفحات من أعمال نقدية للدكتور السيد حامد النساج ،رحمه الله - وهو من هو فى حقل الدرسات الأدبية النقدية فى القصة والرواية - ولم يُشر إليها الباحث فى مراجعه .
    مما حدا بالدكتور النساج.. باللجوء إلى القضاء وكسب قضيته ..وكان دفاع الباحث أن هذا إقتباس .والإقتباس مشروع فى الأعمال الأدبية .
    طبعاً لم يعجبنى هذا المنطق المعووج والمغلوط ،فكان نقاشاً حاداً بينى وبين الدكتور الحسينى ..وفى الطبعات التالية ..تم ذكر الدكتور النساج.. واضحاً ..لكل كلمة من كلامه.

    بل أذكر أن القانون الأمريكى ..يُلزم الباحث بذكر مصدر كتاباته إذا زادات عن كلمتين،وإلا أصبح سارقاً.[/align]

    تعليق

    • أبو صالح
      أديب وكاتب
      • 22-02-2008
      • 3090

      #3
      كنت قد ناقشت هذه الإشكالية وحاولت تشخيص مسبباتها من وجهة نظري والتي يجب أن نتخلص منها في موضوع د. أحمد الليثي تحت العنوان والرابط التالي، وأنقل مداخلة واحدة منها تلخص المشكلة ومن يريد تفاصيل أكثر يضغط على الرابط

      سرقـات أدبيـة للصبح




      بارك الله بك د. أحمد الليثي لما قمت به لكي نناقش الموضوع الحقيقي وفق زاويته الصحيحة، فهو بلاء منتشر لدى الغالبية العظمى من وجهة نظري، والحمدلله أن الموجي ساعدني بفتحه الموضوع السابق



      لكي اتجاوز الكثير من الحواجز في طرح وجهة نظري من أول مداخلة بكل وضوح في هذا الموضوع

      أنا لاحظت أن سبب هذا البلاء أو اللوثة من وجهة نظري هي إحدى أغانيي كما يسميها وزهق من تكرارها الموجي
      وأغنية هذا الموضوع أو اللوثة سببها من وجهة نظري أصحاب الفكر العلماني والديمقراطي والتي عبّر عنها بشكل واضح نبيل عودة في المداخلة التالية




      المشاركة الأصلية بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
      [align=justify]الأستاذ محمد شعبان الموجي
      بدون تردد أقول ، وبوضوح كامل ان من يستعير اراء غيره لينشرها ، من الأفضل ان يبتعد عن النشر ويبقى بساحة التلقي .. القراء !!ّ
      كل قيمة الثقافة انها حافز للتفكير والابداع والتجديد . اللصق هي مهمة لسكرتيرة مكتب وليس لمثقف أو صاحب رأي . اما عرض الرأي في اطار استخلاص موقف ، فذلك أمر وارد ومقبول..
      لصق الأراء ملائم لجريدة حائط مدرسية وليس لموقع يطرح رؤية اجتماعية وفكرية وثقافية تشمل الواقع العربي كله.
      يجب ادخال بند ضمن شروط العضوية ، يمنع اللجوء للصق المواضيع... ومن يلجأ للصق توقف عضويته فورا.
      هذه قضية ثقافية بالغة الخطورة .وانتباهكم لها يشير الى مستوى تفكير سليم وبالاتجاه الصحيح .
      .[/align]



      والمصيبة أن أصحاب هذا النهج الفكري أوّل ما يحرج في النقاش وللهروب يستخدم إسطوانة مشروخة يتم التعبير عنها بعدة صيغ منها مثلا الصيغة التي عبر عنها سامي البدري في المداخلة التالية



      المشاركة الأصلية بواسطة سامي البدري مشاهدة المشاركة
      [align=justify]لم كل هذه الاحالات ياصديقي

      اين رايك انت وقناعاتك؟

      ارجو ان اسمعها

      مودتي
      .[/align]
      ولكن البلاء استفحل وأصبح هناك طريقة في الفهم لدينا لتزيد من التمسك بهذا البلاء والتي عبر عنها الموجي في المداخلة التالية



      المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
      [align=justify]أبو صالح
      لكن لاأرضى لنفسي أبدا أن أكون مجرد ببغاء يردد رؤى الآخرين .[/align]

      والأنكى هو ما لاحظته لزاوية فهم خاطئة وقالب يتم إلباسه لكل من يحاول الالتزام بالحقوق الأدبية عند الاستشهاد بأقوال الآخرين والتي عبر عنها الموجي بأكثر من طريقة ومداخلة منها مثلا ما كتبه في المداخلة التالية




      المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
      [align=justify]أبو صالح


      2- لقد سبق أن نبهتك إلى الإبتعاد عن الإغتيال الشخصي الذي تمارسه بجدارة .. بهدف التحقير من الأشخاص لأثبات مواقف وطنية وبطولية زائفة .. وليس من المقبول أن تجعل أسماء من تختلف معهم كالعلكة في فمك .. فتذكرهم في مواطن الخيانة و( الوقوعية ) .. تحقيرا لشأنهم وآرائهم .. انتقد الآراء والأفكار كما تشاء .. وابتعد عن محاكمة الكتاب ومعاقبتهم من أجل آراء وأفكار طرحوها .. ليس هذا من حقك .
      .[/align]

      وأنا أظن هذا البلاء هو سبب تراجع أهمية الكتاب كمصدر معرفي وأهمية الإهتمام بأي نوع من أنواع الإنتاج لأي عربي ومسلم والاستشهاد به في حواراته أو كتاباته لدى المبتلين بهذا البلاء، ومن وجهة نظري من يريد أن يتخلص من هذا البلاء (بلاء يشمل جميع أشكال السرقات الأدبية والعلمية وغيرها) وفي تلك الحالة سيستفيد كثيرا لأنه سيبدأ فهم ما يستعين به بشكل أفضل ويستطيع الاستفادة من خبرة الآخرين والبناء عليها لكي يساهم في تطوير نفسه وبالتالي ما حوله وبالتالي الأمة، فعليه اختيار أحدى الطرق التالية:

      طريقة وأسلوب د. وفاء كامل
      طريقة وأسلوب د. أحمد الليثي
      طريقة وأسلوب د. عبدالرحمن السليمان

      أو من يستطيع تحمّل المشاكل والبلاوي التي تعود على من يستخدم طريقتي وأسلوبي

      ما رأيكم دام فضلكم؟

      تعليق

      يعمل...
      X