إن الكاتب وهو ينشر في الناس ما يكتبه يريدأن يبلغ رسالة تحمل أفكاره و آراءه في مجموعة من الأمور تتعلق بمناح متعددة من الحياة،وهو إذ يفعل ذلك فإنه يتوخى و يحب أ ن يصل رأيه إلى الناس كما هو دون مواربة و دون إبهام،ولعل القارئ يتفق معي في كون أن كل رأسمال الكاتب هو أفكاره و آراؤه كما هي ماثلة في نصوصه،وهو يريدها أن تكون له و أن تنسب إليه دائما و أبدا.
أحيانا يجد الكاتب نفسه متضايقا و متذمرا من بعض التصرفات التي يراها تمس حقه في أن ينسب إليه ما هو له،يرى ذلك عندما يجد شخصا نقل عنه قولا بين علامتي الاقتباس دون أن ينسبه إليه شخصيا بالتنصيص على اسمه.
إن الشخص الذي يكتب نصا ثم يضمنه قولا أو رأيا مقتبسا من كاتب ما،ثم لا يشير إلى اسم ذلك الكاتب يكون قد ارتكب خطأ فادحا مرتين،مرة في حق الكاتب صاحب الرأي المقتبس ،ومرة في حق نفسه ،وذلك عندما يسلبها إحدى الصفات النبيلة التي يتوخى كل كاتب يستشعر المسؤولية التحلي بها،وهي صفة الأمانة العلمية،و لا أخفي سرا إذا قلت بأنني شخصيا أعتبر مثل هذا التصرف -عدم ذكر اسم المصدر المقتبس منه - سطوا على ملكية الغير ،وخيانة للقارئ و تلبيسا عليه و إغماطا له في حق معرفة المصدر المقتبس منه حتى يضع ذلك الاقتباس في سياقه ضمن المنظومة الفكرية و المذهبية لصاحبه،و لا يخفى أن عدم التنصيص على مصدر الاقتباس قد تكمن فيه خطورة بالغة ،وذلك عندما يكتشف القارئ أن الرأي المقتبس هو لكاتب له أيديولوجية معينة لا يرتضيها لأنها لا تتماشى مع ثقافته و لا مع قناعاته التي تشرّبها،فهذا القارئ سيجدنفسه قد مورس عليه نوع من التعمية والاستغباء من طرف الشخص الذي أورد الاقتباس دون أن يكلف نفسه الإشارة إلى مصدره،لأنه -القارئ-يعلم أن مثل هذه الاقتباسات عادة ما تكون في غالبيتها مبتورة عن السياق الأصلي الذي وردت فيه،وبالتالي تكون قد أفرغت من محتواها الذي أراده لها كاتبها،ولتوضيح هذه الفكرة أطرح هذا التساؤل :
+هل مفهوم الحرية مثلا هو واحد لدى كل الكتاب على اختلاف مذاهبهم الفكرية و الأديولوجية؟
إن كاتبا إسلاميا يتحدث عن الحرية سيكون غير منسجم مع نفسه إذا ما اقتبس عن كاتب شيوعي ما يعضد رأيه و يدعمه إلاإذا بتره و أخرجه عن السياق الذي ورد فيه،و السبب أن مفهوم الحرية ليس واحدا لدى الكاتبين.
و إذاً فالتنصيص على اسم مصدر الاقتباس فيه فائدة كبيرة تتمثل في تنوير القارئ وجعله على بينة من الرأي المقتبس أو الفكرة المقتبسة،فأنا قد أقرأ نصا يحتوي على اقتباس ،وأجد ذلك الاقتباس منسجما مع مضمون النص و متناغما معه،لكن بمجرد ما أعرف مصدر الاقتباس حتى أبادر إلى إعادة النظر في النص و الحكم عليه بما يقتضيه الموقف الجديد،كما أبادر إلى تصنيف صاحبه في خانة معينة،و قد أذهب إلى أنه كاتب تلفيقي يتخذ من المصادرة على المطلوب عكازة يتكئ عليها.كما أنني قد أجد الاقتباس نابيا و نافرا عن سياق النص حتى ولو كان يبدو صوريا أنه متساوق و منسجم معه لعلمي بالخلفية الثقافية التي صدر عنها كلا الكاتبين :كاتب النص و الكاتب المقتبس منه.
و أنا أتحدث عن الاقتباس لا بدأن أذكر أن بعض المقتبسين يلجأون أحيانا إلى أسلوب التعميم ،وذلك عندا يتحدثون عن الشخص المقتبس منه بصيغة الجمع،فيقولون مثلاهناك أشخاص يقولون أو فئة تقول"................".مع أن الشخص المقتبس منه معروف لدى المقتبس -بكسر الباء-.
ثم هناك بعض المقتبسين الذين هم في الواقع منتحلون،بحيث يستعملون أسلوبا فيه شيئ من الدهاء،وهو أسلوب إن كان يجوز على البعض و تنطلي حيلته عليهم فهو قطعا لا يجوز على الكل و لا تنطلي حيلته على الجميع،وهو أن المقتبس يورد اقتباسا لكاتب من نص أوكتاب ،وبعد أن ينص على اسم صاحبه أو مصدره يشرع في انتحال أفكار المقتبس منه الواردة في نصه أو في كتابه دون أن يشير إلى ذلك،و بعد أن يكون قد أغلق علامتي الاقتباس من قبل،وهذا أمر غاية في الاستخفاف بالقارئ ،وغاية في الترامي على الملكية الفكرية للغير.
في ختام هذا المقال أريد أن أشير إلى أنه لا ينبغي أن نتساهل في مسألة الاقتباس حتى نبرئ ذمتنا ونبقى أمناء مع أنفسنا ومع القارئ كذلك.
أحيانا يجد الكاتب نفسه متضايقا و متذمرا من بعض التصرفات التي يراها تمس حقه في أن ينسب إليه ما هو له،يرى ذلك عندما يجد شخصا نقل عنه قولا بين علامتي الاقتباس دون أن ينسبه إليه شخصيا بالتنصيص على اسمه.
إن الشخص الذي يكتب نصا ثم يضمنه قولا أو رأيا مقتبسا من كاتب ما،ثم لا يشير إلى اسم ذلك الكاتب يكون قد ارتكب خطأ فادحا مرتين،مرة في حق الكاتب صاحب الرأي المقتبس ،ومرة في حق نفسه ،وذلك عندما يسلبها إحدى الصفات النبيلة التي يتوخى كل كاتب يستشعر المسؤولية التحلي بها،وهي صفة الأمانة العلمية،و لا أخفي سرا إذا قلت بأنني شخصيا أعتبر مثل هذا التصرف -عدم ذكر اسم المصدر المقتبس منه - سطوا على ملكية الغير ،وخيانة للقارئ و تلبيسا عليه و إغماطا له في حق معرفة المصدر المقتبس منه حتى يضع ذلك الاقتباس في سياقه ضمن المنظومة الفكرية و المذهبية لصاحبه،و لا يخفى أن عدم التنصيص على مصدر الاقتباس قد تكمن فيه خطورة بالغة ،وذلك عندما يكتشف القارئ أن الرأي المقتبس هو لكاتب له أيديولوجية معينة لا يرتضيها لأنها لا تتماشى مع ثقافته و لا مع قناعاته التي تشرّبها،فهذا القارئ سيجدنفسه قد مورس عليه نوع من التعمية والاستغباء من طرف الشخص الذي أورد الاقتباس دون أن يكلف نفسه الإشارة إلى مصدره،لأنه -القارئ-يعلم أن مثل هذه الاقتباسات عادة ما تكون في غالبيتها مبتورة عن السياق الأصلي الذي وردت فيه،وبالتالي تكون قد أفرغت من محتواها الذي أراده لها كاتبها،ولتوضيح هذه الفكرة أطرح هذا التساؤل :
+هل مفهوم الحرية مثلا هو واحد لدى كل الكتاب على اختلاف مذاهبهم الفكرية و الأديولوجية؟
إن كاتبا إسلاميا يتحدث عن الحرية سيكون غير منسجم مع نفسه إذا ما اقتبس عن كاتب شيوعي ما يعضد رأيه و يدعمه إلاإذا بتره و أخرجه عن السياق الذي ورد فيه،و السبب أن مفهوم الحرية ليس واحدا لدى الكاتبين.
و إذاً فالتنصيص على اسم مصدر الاقتباس فيه فائدة كبيرة تتمثل في تنوير القارئ وجعله على بينة من الرأي المقتبس أو الفكرة المقتبسة،فأنا قد أقرأ نصا يحتوي على اقتباس ،وأجد ذلك الاقتباس منسجما مع مضمون النص و متناغما معه،لكن بمجرد ما أعرف مصدر الاقتباس حتى أبادر إلى إعادة النظر في النص و الحكم عليه بما يقتضيه الموقف الجديد،كما أبادر إلى تصنيف صاحبه في خانة معينة،و قد أذهب إلى أنه كاتب تلفيقي يتخذ من المصادرة على المطلوب عكازة يتكئ عليها.كما أنني قد أجد الاقتباس نابيا و نافرا عن سياق النص حتى ولو كان يبدو صوريا أنه متساوق و منسجم معه لعلمي بالخلفية الثقافية التي صدر عنها كلا الكاتبين :كاتب النص و الكاتب المقتبس منه.
و أنا أتحدث عن الاقتباس لا بدأن أذكر أن بعض المقتبسين يلجأون أحيانا إلى أسلوب التعميم ،وذلك عندا يتحدثون عن الشخص المقتبس منه بصيغة الجمع،فيقولون مثلاهناك أشخاص يقولون أو فئة تقول"................".مع أن الشخص المقتبس منه معروف لدى المقتبس -بكسر الباء-.
ثم هناك بعض المقتبسين الذين هم في الواقع منتحلون،بحيث يستعملون أسلوبا فيه شيئ من الدهاء،وهو أسلوب إن كان يجوز على البعض و تنطلي حيلته عليهم فهو قطعا لا يجوز على الكل و لا تنطلي حيلته على الجميع،وهو أن المقتبس يورد اقتباسا لكاتب من نص أوكتاب ،وبعد أن ينص على اسم صاحبه أو مصدره يشرع في انتحال أفكار المقتبس منه الواردة في نصه أو في كتابه دون أن يشير إلى ذلك،و بعد أن يكون قد أغلق علامتي الاقتباس من قبل،وهذا أمر غاية في الاستخفاف بالقارئ ،وغاية في الترامي على الملكية الفكرية للغير.
في ختام هذا المقال أريد أن أشير إلى أنه لا ينبغي أن نتساهل في مسألة الاقتباس حتى نبرئ ذمتنا ونبقى أمناء مع أنفسنا ومع القارئ كذلك.
تعليق